الرئيسية أخبار وتقارير فساد وفضائح جنسية للأمم المتحدة بوثائقي الـBBC وتحقيق عاجل مطلوب لماذا؟ وفضائح...

فساد وفضائح جنسية للأمم المتحدة بوثائقي الـBBC وتحقيق عاجل مطلوب لماذا؟ وفضائح جنسية لرؤساء دول غربية لماذا؟ وفي اليمن تفضيل الفاسد لماذا؟ من المستفيد ومن المتضرر؟

فساد الأمم المتحدة في وثائقي The Whistleblowers: Inside the UN

“خاص”

تحقيق عاجل لجرائم الأمم المتحدة

عرضت قناة ال BBC الإنجليزية بتاريخ 21 يونيو 2022م فلم وثائقي من انتاجها بعنوان The Whistleblowers: Inside the UN الفساد داخل الأمم المتحدة، والذي عرض وقائع فساد ومخالفات وحالات اعتداءات جنسية، وغض الطرف عنها بفعل فاعلين مُتنفذين وبعد العرض وفي برنامج Newsnight الإخباري الذي يذاع على تلفزيون BBC طالبت “بورنا سِن” المتحدثة السابقة للأمم المتحدة بتشكيل لجنة خارجية مُستقلة للتحقيق العاجل في جرائم الفساد والاعتداءات الجنسية داخل المنظمة الدولية.

وأضافت “بورنا سِن” أن “على الأمم المتحدة أن تتحمل المسؤولية، وتنفذ التوصيات التي تصدر عن أي لجنة يتم تشكيلها للنظر في القضية”، مشيرة إلى أن “المخالفات سواء كانت فساد أو احتيال او تحرش او اعتداء جنسي، يشعر [موظفو الأمم المتحدة] بأنهم لا يستطيعون حتى مجرد تقديم شكوى، وبأن الشكاوى يتم ردها قبل التدقيق فيها كما ينبغي. ولا تتاح لهم إجراءات بديلة أو يتمكنون من الاستئناف” حد تعبيرها.

وأوضحت “بورنا سِن” بالقول “أنه أحيانا ما تكون هناك حماية لكبار المسؤولين داخل المنظمة الأممية أهم من درء الأذى عن ضحايا الاعتداءات الجنسية الذين ليس لديهم نفوذ”، لافتة إلى أنها “لم تندهش من الشهادات المقلقة والمزعجة بشكل كبير والواردة في الفلم الوثائقي”.

وكشفت “بورنا سّن” عن حجم الفساد الأخلاقي حيث قالت: “ما نعرفه عن الحالات هو مجرد غيض من فيض، وهي في الحقيقة نقطة مهمة، فالأشخاص يشعرون بأنه ستكون هناك نتائج عكسية للإبلاغ، وبأنهم سيواجهون إجراءات انتقامية”.

واعترفت “بورنا سن” بالضعف حيال ذلك وقالت: “لو كنت قد تعرضت للهجوم أو الاعتداء الجنسي، لكنت على الأرجح سأحجم عن الإبلاغ عن ذلك. كنت سأنأى بنفسي عن خوض تلك العملية”.

تفضيل الفاسد والانتقام من المُبلغ

كشف الفلم الوثائقي الجديد BBC عن بعض الفساد داخل الأمم المتحدة، وبروايات لموظفين بالأمم المتحدة ومنهم “مارتينا بروستروم”، إحدى كبار المستشارين السابقين لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، أخبرت بي بي سي بأنها كانت أيضا ضحية للتحرش الجنسي في مقر عملها.

تقول “مارتينا”: “الاستغلال والانتهاكات والتحرشات الجنسية في الأمم المتحدة تحدث في المقر، تحدث في أيام العمل الأسبوعية وخلال ساعات العمل المعتادة، تحدث في كل مكان”.

وشرحت “مارتينيا” بالتفصيل عن كيفية تعرضها للتحرش ومحاولة الاغتصاب من قبل “لويز لوريس” الأمين العام المساعد ونائب المدير التنفيذي لبرنامج مكافحة الإيدز، والذي وصفته بأنه شخص “وضيع” يشتهر بسلوكه الذي يفتقر إلى اللياقة، وكيف كانت تتوسل له لكي يتركها لشأنها.

وأوضحت “مارتينا” بانها تقدمت بشكوى رسمية، ولكنها تقول إن الأمم المتحدة “انتقما مني بطرق حقيرة ومؤلمة للغاية”.

وأضافت مارتينا بالقول: “إن هذا شيء مؤلم جدا، لأنني أشعر وكأنني تعرضت للاعتداء مرة أخرى، وكأنهم لا يمنحوك الفرصة للتنفس”.

التحقيق مع المُبلغ

“جون” يعمل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمدة ثلاث سنوات قبل أن يبلغ المسؤولين الكبار عن وقائع الفساد شكرته الأمم المتحدة على رفع البلاغات، لكنها فتحت بعد ذلك تحقيقا مع “جون” المُبلغ واحتجز المُحققون جهاز الكمبيوتر المحمول التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي كان بعهدة “جون” القائل: “التحقيق مُستمر من أربع سنوات حتى الآن، لذلك لا أعرف ما الذي يحققون فيه، لكنهم امتلكوه لسنوات وسنوات”، وأضاف “جون” بالقول: “إنهم يبذلون المزيد من الجهد، والمزيد من الوقت، والمزيد من الموارد للتحقيق مع المُبلغين عن المخالفات أكثر مما يفعلون للتحقيق في الفساد”.

مكافحة الفساد ليست أولوية

“فيليب” موظف في الأمم المتحدة والمقرر الخاص لحقوق الانسان أمضى “29” عاماً في تقديم تقارير الفساد إلى الأمم المتحدة ولكن المسؤول الأول في الأمم المتحدة الأمين العام ليس له إرادة قوية لمكافحة الفساد بل هو من يضع عراقيل لمنع محاربة الفساد وحماية الفاسد والتي تعتبر بمثابة ضوء اخضر للاستمرار بالفساد المبهرر والانتقام المتوحش من المُبلغين.

مهنة مدى الحياة

على مدى سنوات من تقديم بلاغات الفساد لم تتجاوب الأمم المتحدة مع الموظفين المُستضعفين المُبلغين وبالرغم من الخذلان فان هَؤلاء لديهم اعتقاد جازم ويقين حازم بان واجب التشهير والفضح والبلاغ بالفساد هي مهنتهم مدى الحياة كما ورد بالفلم الوثائقي”.

يكرهون الأمم المتحدة!

موظف في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمدة عشر سنوات قال في الفلم الوثائقي: “غالباً ما يتم تقديم المُبلغين عن المخالفات على أنهم يكرهون الأمم المتحدة تماماً ويريدون حل الأمم المتحدة”. واردف الموظف قائلاً: “لا شيء أبعد عن الحقيقة نحن فقط نريد الامم المتحدة أن تكون أفضل”.

تفضيل العاهر

حصلت الBBC على تسجيل سري يشير إلى أن مكتب الرقابة الداخلية للأمم المتحدة ليس فعالا دائما. في هذا التسجيل، يتحدث “بن سوانسون” مدير فرع التحقيقات بالمكتب في اجتماع له مع طاقم العمل. حيث يقول: “إن موظفة كبيرة بالأمم المتحدة أتت إليه وهي تبكي، ووصفت كيف قام أمين عام مساعد بوضع يده داخل سروالها.”

وأشار “بن سوانسون” في التسجيل إلى: “إنه أخبر الأمين العام وكبار المسؤولين ببلاغ الاعتداء الجنسي، ولكنه سرعان ما مُنع من مواصلة التحقيق في الأمر “. واردف قائلاً: “لقد حاولت أن أنقل هذه الرواية ولكنني أُجبرت على السكوت”.

ويضيف: “أنه تم إثناء الموظفة عن الإبلاغ عن الاعتداء المزعوم، لأن الإبلاغ لن يفيدها بشيء نظرا لأن الرجل الذي تتهمه يعتبر “ابنا مفضلاً “.

فساد من القمة للقاع

“بيتر غاللو” الذي كشف عن وجود مخالفات وسلم التسجيل الصوتي للـ BBC قال للوثائقي: “لقد عملت على مدى أربع سنوات كمحقق في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقد جعلتني تلك التجربة أعتقد بأن المنظمة تعج بالفساد من القاع إلى القمة”.

الانتقام من المُبلغين وإقالة بعضهم من وظائفهم

صرحت “بورنا سِن” للوثائقي: “بأن نسبة “مذهلة” من موظفي الأمم المتحدة تصل الى الثلث قالوا إنهم تعرضوا للتحرش الجنسي أثناء تأدية عملهم، ولكن الغالبية العظمى من الحالات لم يتم الإبلاغ عنها وما نعرفه عن الحالات هو مجرد غيض من فيض، وهي في الحقيقة نقطة مهمة، فالأشخاص يشعرون بأنه ستكون هناك نتائج عكسية للإبلاغ، وبأنهم سيواجهون إجراءات انتقامية.”

وكشف تحقيق الـBBC عن إقالة عدد من موظفي المنظمة الدولية المُبلغين عن الفساد من وظائفهم.

جعجعة الأمين العام

عرض الفلم الوثائقي تصريحات لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جاء فيها: “ان الأمين العام للأمم المتحدة يكافح الفساد والتحرش الجنسي وقام بتوظيف نساء للتحقيق في ذلك، كما تم استحداث خط ساخن لاستقبال البلاغات والشكاوي للتحقيق فيها وأن الأمين العام للأمم المتحدة لا يزال ملتزماً بمعاقبة أي موظف، صغيرا كان أم كبيرا، يَثبت تورطه في التحرش الجنسي والفساد.

وذكر مكتب غوتيريش في بيان إنه منفتح على أي مراجعة خارجية لمجهوداته الرامية إلى “محاربة أي شكل من أشكال السلوكيات الوظيفية غير اللائقة وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت من قبل أنها ملتزمة بحماية “أي أشخاص صادقين يبلغون عن ارتكاب مخالفات”، وبمحاسبة الموظفين المسؤولين.”

تحقيق يقر بالجريمة ثم يتراجع ويكافئ الفاسد

في أغسطس عام 2021، تلقت “مارتينا “خطابا من الأمم المتحدة يقر بأنها “تعرضت للتحرش الجنسي على مدى فترة زمنية طويلة” ولكن فيما يتعلق بمزاعم تعرضها للاعتداء الجنسي عام 2015، لكن لم يحدث شيء، ففي عام 2018، تقاعد ” لويز لوريس” والمتهم بمحاولة اغتصاب “مارتينا” من عمله في الأمم المتحدة، التي شكرته على “خدمته المتفانية على مدى 22 عاما وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت أنه “تم التحقيق في مزاعم التحرش الموجهة إلى الدكتور لوريس والنتائج النهائية لتحقيقات مكتب الأمين العام للأمم المتحدة قالت: “ان التحقيقات أثبتت ان مزاعم الاعتداء الجنسي لا تتطابق مع معايير الإثبات”.

نفس مدرسة الفساد والافساد

مايحدث في أروقة الأمم المتحدة هو نفسه مايحدث في مكان ما لمؤسسات الدولة الإنتاجية والمدنية والخدمية صورة طبق الأصل وكأن المنهج الدراسي والأستاذ هو نفسه وذاته بالتحكم عن بعد، ونتحدث هنا عن جزئية التغطية على الفساد والافساد والدفاع عن أصحاب الفساد وتفضيلهم وبقائهم في مناصبهم بالرغم من فسادهم بالرغم من رصدهم في تقارير الأجهزة الرقابية الرسمية بالرغم من فشلهم في إدارة المؤسسات وعدم الإيفاء بمستحقات رواتب العمال بعدم دوران الإنتاج وتحقيق الأرباح بدلا من تحقيق الخسائر وتراكم الديون بالرغم من نشر غسيل فسادهم النتن والعفن في وبالرغم من كل ذلك يبقى الفساد المبهرر ويزداد ضراوة ويتم الانتقام من المُبلغ بالفساد ممن كشف فساد المُفسدين بالاغتيال المعنوي والاقصاء والتهميش والمحاربة.

بينما يتم تفضيل الفاسد المبهرر وتقديم الشكر والثناء له ..لماذا؟ وإلى متى يستمر ذلك؟ والشعب يُستفز والموظف يُستفز والمعاناة مُستمرة ويراد للعدو ان يستثمر ذلك للتغيير السلبي بالمظاهرات والفوضى الخلاقة..الخ، أو بالتغيير في صندوق الانتخابات وبالمثل تقرير الـ BBC له اهداف سلبية لا إيجابية.

فضائح جنسية وفساد لأهداف سياسية

بالأمس الأول قدم رئيس وزراء بريطانيا استقالته من الحزب الحاكم تمهيداً لاستقالته من رئاسة الحكومة بعد سلسلة من استقالات وزراء حكومته وجاء ذلك بعد نشر فضائح جنسية ومخالفات إدارية “لبوريس جونسون” وهو حصان طروادة لأمريكا الامبريالية والصهيونية العالمية والرأسمالية المتوحشة.

وفي الأمس الأول أيضا وعلى ذات السياق اُتهم المستشار الألماني بارتكاب “فضيحة جنسية مروعة” حيث ذكرت قناة DW الألمانية، نقلاً عن مصادر في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، أن ما لا يقل عن 8 فتيات تم تخديرهن بـ “مخدرات الاغتصاب” في حفل خاص حضره المستشار الألماني “أولاف شولتز” ويبدو أن الدور قادم على المستشار الألماني و سيتم الإطاحة به.

وربما سيتم نشر فضائح جنسية وفساد لرؤساء دول وحكومات وأحزاب للإطاحة بهم وللتغيير، وهنا يأتي دور الشعوب أو الصهيونية العالمية إيجاباً أو سلباً، ويتزامن ذلك مع أزمة اقتصادية خانقة في معظم دول العالم ومظاهرات واقتحامات ودخول في النفق المجهول المعلوم إما وإما.

مختصر ذلك أنها أزمات وحروب وفتن للدخول للنظام العالمي الجديد وعلى مقياس إسرائيل الصهيونية وأمريكا الامبريالية وبخارطة سياسية جغرافية عالمية جديدة، وذلك يتطلب شرعية أممية جديدة تشرعن ذلك، شرعية أممية جديدة تحل محل شرعية الأمم المتحدة العاجزة والمتهمة بالفضائح الجنسية والفساد، والسكوت عن الفساد هو للولوج في فساد أكبر وواقع أكثر بؤساً وظلاماً للشعوب لو كانوا يعلمون ويفقهون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
12 ذو الحجة 1443 هجرية
11 يوليو 2022م

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version