ذِكرى وصفحاتٌ من التأريخ ممتدّة
لو نستذكرُ التأريخَ قَليلاً ونرجِعُ لحياة المصطفى مُحَـمَّــد بن عَبدالله عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
وُلد عليه وآله الصلاةُ والسلامُ وابتهج الكون بولادته كيف لا وهو من خُلقت السماوات والأرض بل الكون بأكمله محبةً له..
وُلد الرَّسْــوَلُ الأعظمُ في عصر الجاهلية الأولى وما أشبهها بجاهليتنا بل أن جاهليتنا أشدُّ من الجاهلية الأولى!
لقد كان العرب قديماً معروفين بالعادات الحَسَنة، ومنها الشجاعة والشهامة ونصرة المظلوم واكرام الضيف وغيرها من القيم والعادات الحسنة، أما نحن اليوم فبدخول الفكر الوهابي الضلالي بشروره وظلامه باسم الدين أَصْبَحنا في جاهلية مطبقه ابتعد الناس عن دين مُحَـمَّــد بن عبدالله إلى فكر مُحَـمَّــد بن عَبدالوهاب فخبثت القلوب وقست حتى صارت أقسى من الحجارة كبني إسْرَائيل..
بدأ هذا وَاضحاً في وحشيتهم من قتل وسحل وقطع للرؤوس!!
أمر اللهُ نبيَّه بأن يصدعَ بما يؤمر، فصدع بالحق، فأُوذي أشد الإيذاء من قريش بقيادة أبي جهل، فعقدت قريش المؤتمرات المعروفة باسم (دار الندوة) ضد رَسْــوَل الله واصحابه، كما عمد العدوان بقيادة ابو جهل العصر (سلمان) لإيذاء شعب اليمن وعقدت المؤتمرات باسم (مجلس الأمن، جنيف، وعمان، والكويت) للمكر بشعب اليمن الصامد الحر الوفي.
كما عمد أبو جهل لقتل رَسْــوَل الله وأن يتفرق دمُه بين القبائل، فقد عمد هذا العدوان البربري لقتل الشعب اليمني وأن يتفرق دمه بين الدول..
فعلاً هي صفحات من التأريخ ممتدة..
ولا غريب فالحق والباطل خطان ممتدان إلى يومنا هذا.
حاصرت قريشٌ رَسْــوَلَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو وأصحابه في شِعْب بني طالب، كذلك حوصر الشعبُ اليمني من قبل العدوان براً وبحراً وجواً.
عمدت قريشٌ لعمل تحالف بين القبائل العربية واليهود وشن عدوانٍ ظالمٍ على رَسْــوَل الله وأصحابه في ما عُرِفَ بغزوة (الأحزاب)، نفس الخط والامتداد للباطل، فقد عمدت السعودية لإقامة تحالف عربي بقيادة أَمريكا وإسْرَائيل لشن عدوان على اليمن المعروف باسم (عاصفة الحزم).
هكذا التأريخُ يعيدُ نفسَه، أوذينا كما أُوذيت يَـا رَسُـــوْلَ اللهِ، ولكنا نقول: أفي سلامة من ديننا هذا إذَا فلا نبالي..
والخونة والمنافقون هم امتداد لمنافقي عهد الرسالة ابتداء بزعيمهم عَبدالله بن أُبَي بن سلول، وحتى يومنا هذا بزعامة الاصلاح و(عبدربه هادي) وزمرتهم ومن يدور في فكلهم..
فكما انتصر رَسْــوَلُنا الأعظمُ وأبى اللهُ إلّا أن يُتِمَّ نوره ولو كره الكافرون.
ستنتصرُ اليمنُ بنُصرتها لرَسْــوَلِ الله وبقوة إيْمَانها بالقوي الجبار.
هذا هو امتدادٌ للتأريخ وامتدادٌ لنصرة الحق وانهزام الباطل.
فاللهُ غالبٌ على أمره ولو كره الكافرون.
بقلم وفاء الكبسي