نظمّت مديرية الخدمات الطبية في المنطقة العسكرية المركزية بصنعاء، اليوم حفل إشهار خطتها الاستراتيجية 2022- 2025م، وتخرج الدفعة الخامسة دبلوم إسعاف حربي.
وفي الحفل اعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد على الحوثي، ما حققته مديرية الخدمات الطبية من إنجازات نوعية في ميدان العمل الطبي وتأهيل المسعفين، ثمرة للاعتماد على الذات رغم العدوان والحصار وشحة الإمكانات.
كما اعتبر تخرج دفعة جديدة من الكوادر الطبية الإسعافية في المجال الحربي، انجازاً يُجسد الشعور بالمسؤولية تجاه ما يمر به الوطن من مرحلة فارقة وحساسة ضمن مسارات المواجهة مع قوى العدوان.
وأكد الحوثي، أهمية ترسيخ ثقافة الاعتماد على الذات في نفوس الأجيال لصنع مستقبل اليمن بجهود أبنائه انطلاقا من متطلبات وظروف المرحلة الراهنة لتحقيق الآمال في مختلف الميادين .. مذكراً بما أشار إليه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي بهذا الخصوص لمواجهة التحديات.
وقال “التطور يأتي من التحرك والعزيمة والارادة، والتحرك يحتاج إلى مسؤولية ووعي وبصيرة تستلهم من ثقافة القرآن الكريم والتي ينبغي أن نحملها جميعاً لننطلق من خلالها إلى خدمة الناس وتقديم الخدمات للمجتمع”.
وعبر عضو السياسي الأعلى الحوثي، عن الفخر والاعتزاز بما تشهده الخدمات الطبية في المنطقة العسكرية المركزية من نجاح غير مسبوق .. قائلاً” في بداية العدوان على البلاد اتجهت الجهود بكل مسؤولية في مضمار العمل ليكون الحصاد تأهيل عشرة آلاف مسعف طبي يعملون في مختلف جبهات الدفاع عن الوطن”.
وفي الحفل الذي حضره عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي، حيا رئيس الوزراء، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، الجهود النوعية التي انعكس أثرها في النهوض بخدمات المنطقة العسكرية المركزية والمشاريع التي تحاكي تطلعات أبناء اليمن تجسيداً لتوجيهات قائد الثورة وترجمة ما يؤكد عليه في مجمل محاضراته.
واعتبر العمل الطبي الإنساني نوعياً يلازم المرابطين في الجبهات وعاملاً من عوامل رفع معنوياتهم .. معبراً عن الشكر للجهات التي نظمت هذا النشاط والعمل الذي يحسب لها ويسهم في تقديم الخدمات الطبية الإسعافية للجرحى.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى دور الرعاية الطبية في رفع معنويات الأبطال وما يتعرضون له من إصابات أثناء مواجهتهم الأعداء .. وقال ” إن ما شاهدناه اليوم من تطبيقات طبية بتعاون مختلف الجهات، عمل يخدم النصر الكبير لليمن العظيم في المواجهة الكبرى التي استمرت لأكثر من سبع سنوات، ويجب أن يكون استعدادنا في الجانب الصحي العلمي يتساوى مع استعدادنا القتالي”.
وأضاف” أهنئ الأساتذة والمدربين والأطباء الذين أسهموا بشكل مباشر في تخريج عشرة آلاف مسعف ليكونوا جاهزين في الصفوف الأولى بتقديم الخدمات الطبية للجرحى، كما أهنئ أبنائي الخريجين الأطباء الجدد الذين تخرجوا ومساعدي الأطباء في هذا الحقل الذي ينبغي أن يفتخروا به، لأنهم يقومون بعمل أسمى في خدمة المرابطين في الجبهات”.
وأوضح رئيس الوزراء أن تخرج هذه الدفعة بقوامها وطبيعة مهامها، عمل نوعي يشرف كل يمني حر شريف صمد وثبت في وجه العدوان وقاومه بمختلف الوسائل .. مؤكداً أن الاستراتيجية ومؤشراتها الرئيسية ببعدها المالي متواضعة في بعض مؤشراتها التي لا ترقى بعضها من حيث كلفة تنفيذها لما يتسلمه أقل مرتزق من قبل المعتدين والغزاة.
ومضى بالقول” نحن هنا بصنعاء نوظف المبالغ التي تتوفر لنا من مواردنا الشحيحة للإنسان الذي يجاهد من أجل كرامة اليمني، ولكي لا يقال عنه ذات يوم أنه انهزم وانحنى للعدوان المتغطرس المتكبر”.
وخاطب الخريجين “سيذكركم أبناء اليمن بالخير اليوم وغد وبعد ألف عام بأنكم خدمتم وطنكم والمجاهد البطل الذي يقاتل من أجل رفعة وكرامة الانسان اليمني، فنحن لا نقاتل من شأن أشخاص بل من أجل شموخ وطننا ولكي لا تكسر إرادته أو شرف وكرامة الانسان اليمني فالكل يقاتل تحت راية الوطن”.
واختتم الدكتور بن حبتور كلمته بالقول” إن الكلمات التي يتحفنا بها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بين الحين والآخر وما تتضمنه من توجيهات وتعليمات، تحفزنا وتعطينا الدليل والإرشاد لنواصل مسار الدفاع عن وطننا اليمني الذي بدأ تاريخ البشرية منه وليس من غيره”.
وفي حفل الإشهار الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، ووزير الشؤون الاجتماعية عبيد سالم بن ضبيع ومحافظ المحويت حنين قطينة، استعرض مدير مديرية الخدمات الطبية في المنطقة العسكرية المركزية، العميد الدكتور عبدالملك الصيلمي، الأهداف المرحلية للخطة الاستراتيجية التي تضمنت خمسة محاور ذات أثر ايجابي طويل الأمد تستهدف تطوير البنية التحتية وتجويد الخدمات وبناء القدرات البشرية وتطوير تكنولوجيا المعلومات والبناء المؤسسي.
وأوضح أن الخطة المرحلية تحتوي على 14 مشروعاً لإنشاء مراكز طبية تخصصية وصولاً إلى مدينة 48 الطبية وتطوير الخدمات الطبية في مسرح العمليات القتالية وتطوير وتحديث البناء التنظيمي والإداري والمالي لمديرية الخدمات الطبية والقطاعات التابعة لها.
وأشار الدكتور الصيلمي، إلى أن إشهار الخطة يتزامن مع تخرج 35 مسعفاً من دبلوم الدفعة الخامسة “مسعفين حربيين” الذين تم تدريبهم لمدة عشرة أشهر وفقاً لأحدث مناهج ومعايير الجودة في مختلف التخصصات الاسعافية .. مبيناً أن أجمالي عدد الكوادر التي تم تأهيلها منذ بدء العدوان بلغ عشرة آلاف مسعف.
تخلل الحفل الذي حضره رؤساء الهيئات ومديرو الدوائر العسكرية والمستشفيات والقطاعات التابعة لمديرية الخدمات الطبية والمنتسبون لها، عرض بالأرقام والتفاصيل عن الانجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية وركائز الخطة المرحلية الاستراتيجية.
وتم خلال الحفل تكريم عضوي السياسي الأعلى الحوثي والرهوي ورئيس حكومة الإنقاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ونائبه محمود الجنيد وقيادات في الدولة بدروع خاصة.