وجه ولي العهد محمد بن سـلمـان إشارات جديدة بشأن قرب التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي عبر تصريحات مثيرة لوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان.
وصرح بن فرحان لصحيفة “معاريف” العبرية بأن “اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط له فائدة كبيرة ليس فقط لإسرائيل نفسها ولكن للمنطقة بأسرها”. حد تعبيره.
وقال بن فرحان إن السعودية تريد تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد “حل عادل” للقضية الفلسطينية.
وأضاف “هذا بالتأكيد سيسهل الطريق لجميع الدول العربية الأخرى التي لم تتوصل بعد إلى علاقات مع إسرائيل. ولكن لكي يحدث ذلك، يجب أن يكون التركيز على القضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل لها.”
واعتبرت معاريف أن تصريحات بن فرحان تؤكد على دعم الرياض طويل الأمد للسيادة الفلسطينية واهتمامها الأخير بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد حل القضية الفلسطينية.
وقال الوزير السعودي إن عدم وجود أفق سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين “يشجع أكثر الأصوات تطرفا في المنطقة”.
تطبيع وشيك على المكشوف
وأكدت الصحيفة العبرية أن مثل هذه الخطوة لم تكن لتتجسد دون موافقة السعودية التي تعتبر زعيمة العالم العربي والإسلامي.
وتعمل إدارة بايدن والكونغرس الأمريكي على توسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل دولًا عربية أخرى وسط توقعات متزايدة بإعلان محمد بن سـلمـان عن التطبيع فور توليه العرش خلفا لوالده الملك سلمان.
ومؤخرا أجمعت وسائل الإعلام الدولية أن محمد بن سـلمـان يسير على خطى التطبيع العلني مع إسرائيل في توافقه السري على ذلك مع حلفائه في البحرين والإمارات.
وقالت صحيفة Washington Institute إن رحلة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نفتالي بينيت هذا الأسبوع إلى البحرين المنافسة الدبلوماسية بين المنامة وأبو ظبي، وتشير أيضاً إلى أن هناك تقدم مفاجئ محتمل في علاقة السعودية مع تل أبيب.
من جهتها أوردت صحيفة New York Times أن زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي إلى البحرين تلمح إلى الدعم الضمني لعلاقات عربية إسرائيلية أكبر مع السعودية في المستقبل.
إشهار التطبيع فور تولي بن سـلمـان
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القادة السعوديون ألمحوا مرارا أنهم قد يستعدون لتغيير موقفهم الرسمي تجاه الكيان لاسيما عند تولي بن سـلمـان العرش في المملكة.
وقبل ذلك كشفت مصادر عبرية أن الكيان يتوقع من ولي العهد بن سـلمـان إشهار التطبيع مع تل أبيب فور توليه العرش في المملكة.
وقالت مصادر أمنية ودبلوماسية إسرائيلية لموقع Middle East Eye البريطاني، إن لديها توقعات كبيرة بأنه بمجرد أن يجلس بن سـلمـان على العرش، بعد وفاة والده العجوز والمريض الملك سلمان، فإن المملكة على الأرجح ستجعل العلاقات مفتوحة.
وبحسب الوقع فإنه منذ أن بدأ التطبيع المفتوح بتوقيع اتفاقات إبراهيم في عام 2020، تمكنت إسرائيل من فتح علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة مع الإمارات والبحرين والمغرب لاحقًا، فضلاً عن تعزيز علاقاتها الاستخباراتية.
ولم يعد التعاون بحاجة إلى أن يبقى سرا. فقط العلاقات الخاصة بين إسرائيل والسعودية تبقى سرية.
وأبرز الموقع أنه على الرغم من التشجيع والضغط من قبل دونالد ترامب وإدارته، رفضت الرياض الانغماس في الرأي العام بشأن إشهار التطبيع. لكن في غضون ذلك، تواصل المملكة تحت إدارة بن سـلمـان تعاونها الأمني مع إسرائيل بل وتسريعها وشراء المزيد من الأسلحة.