المشهد اليمني الأول| تقارير
القاعدة تنشيء إمارة إسلامية في المكلا
شبكة فولتير
بفضل الحرب التي تشنها “القوة العربية المشتركة”، وبمبادرة من العربية السعودية ضد الرئيس السابق صالح والحوثيين، أعاد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تأسيس السلطنة القعيطية القديمة في اليمن.
السلطنة التي اختفت عام 1966، كانت قائمة حول مينائي المكلا والشحر.
تتمتع الإمارة الإسلامية اليوم بغنائم حرب تقدر على الأقل ب 1,4 مليار دولار، ويدخلها 2 مليون دولار على الأقل كرسوم يوميا.
وفقا لوكالة رويترز، لدى القاعدة ألف مقاتل على أقل تقدير.
هكذا إذن أصبحت القاعدة تسيطر على شريط ساحلي طوله 600 كم، خروجا من خليج عدن الذي يمر عبره ثلث النفط المنتج عالميا.
بشكل مماثل، تسيطر القاعدة حاليا على خط فصل القوات بين سورية وإسرائيل، مكان القوات التابعة للأمم المتحدة.
“How Saudi Arabia’s war in Yemen has made al Qaeda stronger – and richer”, Yara Bayoumy, Noah Browning & Mohammed Ghobari, Reuters, April 8, 2016.
ترجمة
سعيد هلال الشريفي
المكلا اليمنية… “إمارة إسلامية” غير معلنة تترقّب انتفاضة السكان
باتت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن إمارة إسلامية غير معلنة، بعد فشل مساعٍ أهلية لإقناع عناصر تنظيم “القاعدة” بتسليم المدينة سلمياً. وسيطر تنظيم “أنصار الشريعة”، فرع “القاعدة” في اليمن، على المدينة في الثاني من أبريل/نيسان الماضي، في عملية كشفت هشاشة قوات الأمن والجيش التي أعلنت استسلامها أو هروبها من مواجهة مسلحي التنظيم.
وكان بعض المحللين قد اعتبروا أن سيطرة “القاعدة” على المكلا في هذا التوقيت، تم بتسهيل من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لخلط الأوراق أمام تحالف “عاصفة الحزم”، الذي استهدف القوة العسكرية لصالح والحوثيين. لكن يبدو أن “العاصفة” نجحت في تحاشي الفخ الذي نصبه صالح.
وأحكم مسلحو التنظيم سيطرتهم على منشآت حيوية في المدينة، بما فيها القصر الجمهوري وميناء المكلا وميناء الضبة النفطي واللواء 27 ميكا المكلف بحماية المطار.
وأعلن المجلس الأهلي الحضرمي، قبل أيام، اعتذاره عن تسلّم المدينة من “القاعدة”، بحجة عدم حصوله على تفويض كامل من محافظ المحافظة لإضافة صبغة شرعية على تحركاته، فضلاً عن توفير ميزانية تشغيلية. وكان محافظ حضرموت فوّض المجلس باستلام المدينة من مسلحي التنظيم. لكن المجلس اعتبر هذا التفويض ناقصاً ولا يلبي متطلبات تسلّم المدينة وإدارتها أمنياً وخدمياً. وقاد المجلس مفاوضات مع مسلحي “القاعدة” لتسليم المدينة سلمياً وتجنيب الاقتتال داخلها، وهو ما وافق عليه التنظيم، لكن المجلس اتهم “القاعدة” بعدم الوفاء بالتزاماته.
خلق حاضنة شعبية
إثر سيطرة التنظيم على المدينة، بدأ بمحاولات خلق حاضنة شعبية له، من خلال إلقاء محاضرات في المساجد التي تحضّ على اعتناق فكره، فضلاً عن توزيع أموال طائلة على الأسر المحتاجة وأئمة المساجد. كما أقام التنظيم مهرجاناً جماهيرياً وسط المدينة تخلله العديد من الكلمات التي تحثّ على الجهاد ضد الحوثيين وأناشيد حماسية لمنشد التنظيم المعروف غالب القعيطي.
واتخذ القيادي في التنظيم، خالد باطرفي، الذي حرره “القاعدة” من السجن، قصر الحكم في المحافظة مقراً له، وبات يؤدي دور المحافظ ويقصده بعض المواطنين للنظر في أمورهم. وحوّل التنظيم مركزاً ثقافياً في المدينة إلى ما يشبه دار القضاء لحل قضايا المواطنين، بقيادة عنصر في التنظيم يدعى أبوهمام قبل أن يعود ويسلمه.
مستقبل المدينة
تسببت سيطرة التنظيم على المكلا في شل الحياة العامة، وتعطيل الدوائر الحكومية ونزوح الآلاف من المدينة مخافة اندلاع مواجهات، وسط مطالبات بتوفير رواتب شهر أبريل/نيسان وميزانية تشغيل الخدمات الضرورية.
وقد أعلن التنظيم أنه سيصرف رواتب جميع الموظفين لشهر أبريل/نيسان عدا الجنود. جاء ذلك خلال ندوة ألقاها باطرفي والشيخ أبونور الكثيري في أحد مساجد المدينة، الإثنين الماضي، وسط حضور كبير.
وأشار التنظيم، بحسب مصدر حضر الندوة، إلى أنه سيصرف الرواتب عبر البريد المركزي في المدينة، مطمئناً المواطنين الذين ظل هاجس الراتب يؤرقهم بعد سيطرة التنظيم على المدينة ونهبه المصرف المركزي في الثاني من أبريل/نيسان الحالي. وقدّر مصدر لـ”العربي الجديد” مقدار ما نهبه التنظيم من المصرف بـ27 مليار ريال يمني (نحو 126 مليون دولار).
واستبعد تنظيم “أنصار الشريعة” انسحابه من المدينة، مؤكداً أنه أتى “ليحكّم شرع الله”، وأعلن عن “إقامة الحد” خلال الأيام المقبلة على شباب تم ضبطهم في حالة سكر.
وفي آخر الندوة التي احتضنها جامع الشهداء، أحد أكبر المساجد في المدينة، فُتح باب الأسئلة أمام المصلين والتي تمحور جلها حول أحداث المكلا الأخيرة ومدى قدرة التنظيم على تسيير الخدمات وإعادة العمل في المرافق الحكومية.
في هذه الأثناء، بدأ الغضب الشعبي يتنامى بصورة تدريجية، فبعد تصدي مواطنين لنهب مصرف أهلي من قِبل التنظيم، خرجت مسيرة جماهيرية يوم الجمعة تطالب برحيل “أنصار الشريعة” من مدينة غيل باوزير المجاورة للمكلا.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول قدرة التنظيم على إبقاء المدينة تحت سيطرته طويلاً، وإمكانيته في البقاء متماسكاً أمام شعور شعبي رافض بدأ يرفع صوته تدريجياً.
ويقول الخبير العسكري في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، إن سيطرة “القاعدة” على المكلا، أمر عارض أوجدته الأزمة الراهنة، وهي خطوة استباقية للسيطرة على المحافظة في تنافس واضح بين المشروعين الأيديولوجيين المتناقضين، “القاعدة” والحوثيين.
ويتوقّع الذهب، في تصريح لـ”العربي الجديد”، ألا تدوم هذه السيطرة طويلاً، “كما أن بقاءها مرهون بوضع الحوثيين في المستقبل القريب”، مشيراً إلى أن “أطرافاً تجد أن بقاء التنظيم يمثّل صخرة صلبة أمام الحوثيين يجب الإبقاء عليها مؤقتاً”. ويؤكد أن التنظيم يُعتبر هدفاً مغرياً “لمن يريد أن يثبت قدرته على إحداث تغيير في معادلة ما يجري، وأعني، بالإضافة إلى الحوثيين، المنطقة العسكرية الأولى التي أعلنت ولاءها للشرعية”.
من جهته، يرى الصحافي والناشط السياسي محمد اليزيدي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، ألا مُستقبل لـ”القاعدة” في مدينة المكلا، حتى وإن بدا مُسيطراً أو أن الأمر ملائم له، فالواقع والتجارب تقول إنه لم ولن يكون له مُستقبل كما هو حال كل الأفكار المُتطرفة.
وبخصوص الحاضنة الاجتماعية لـ”القاعدة” في المكلا، يتوقع اليزيدي تنامي الغضب والانفجار في أي لحظة، خصوصاً مع استمرار انقطاع الخدمات وعدم حصول الموظفين على رواتبهم للشهر الثاني.
من هو زعيم القاعدة بالمكلا وماهو موقفه من عاصفة الحزم السعودية ؟
كشف زعيم تنظيم القاعدة بالمكلا خالد سعيد باطرفي عن موقفه وجماعته من عاصفة الحزم السعودية وعلاقتهم بالمجلس الاهلي الحضرمي وحقيقة طردهم لليمنيين من ابناء المحافظات الشمالية من مدن حضرموت, في لقاء صحفي مطول اجراه الزميل سند بايعشوت رئيس تحرير المكلا اليوم ..أبابيل نت ينشر نص الحوار في الاتي:
طويل القامة ضخم البنية ، ذا لحية كثة وشعر طويل، حاولت الوصول إليه منذ خروجه من السجن لكن الفرصة لم تتح لي بسبب ظروفه الأمنية، كنت أريد الحديث معه حول مواضيع مختلفة وأعرض عليه عدة أسئلة ، رحب بي بابتسامة عريضة، عندما التقيته ذات مساء وجدته بعد وصوله إلى المكلا من السفر في انتظاري بغرفة متواضعة أعدت للقاء من قبل الفريق الإعلامي لأبناء حضرموت داخل مدينة المكلا، وقد انتهى للتو من اجتماع مع كبار معاونيه، وأجاب عن أسئلتي دون تحفظ واسئلة اخرى،وكان اللقاء الذي استمر زهاء ساعة على الأقل قبل أيام من تنفيذ حكم الإعدام لسعوديين بتهمة التخابر مع الأمريكيين، سألته اولا عن علاقته بالشيخ الفاضل سعيد بن عبدالله باطرفي “يرحمه الله” فأجابني بأنه اخذ عنه بعض العلوم والتقى به في بيته وكان متصلاً به ومستمعاً لتوجيهاته حتى توفاه الله تعالى، وقبل إدارة اللقاء أعطاني الشيخ خالد نبذة مختصرة عن سيرته، فكان اللقاء في السطور التالية:
من هو خالد باطرفي
خالد عمر سعيد باطرفي الكندي، من مواليد مدينة الرياض 1979م – 1396 هـ، تخرج من ثانوية عامة في مدينة جدة ثم اتجه لطلب العلم على يد المشايخ والعلماء في السعودية وأخذ عن جمع منهم من أمثال الشيخ محمد المختار الشنقيطي، والشيخ عبد الرحمن السلمي، والشيخ أحمد الحمدان، والشيخ محمد بن صالح بن عتش وغيرهم، واتجه لمطالعة كتب علماء السلف والخلف من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم، ومن العلماء المعاصرين الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، أما علماء المجاهدين فاستفاد كثيراً من كتب الشيخ أبي محمد المقدسي والشيخ أبي قتادة الفلسطيني واستفاد من تراث الشيخ المجاهد عبد الله عزام -رحمه الله-.
التحق بالمجاهدين في أفغانستان عام 1999م وتدرب في معسكر الفاروق الشهير وحصل على دورات متقدمة ثم التحق بخطوط القتال ليقاتل مع صفوف الإمارة الإسلامية “طالبان” ضد التحالف الشمالي ومكث في خط القتال ثمانية أشهر ثم عاد إلى السعودية بغرض إكمال طلب العلم ولقاء المشايخ والعلماء ليشرح لهم قضية المجاهدين ويحرضهم على الالتحاق بالجبهات ودعمها.
وطوال مرحلة مكثه في أفغانستان كان يلتقي ويستشير الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- ويتلقى منه التوجيهات.
قبل عمليات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م عاد مرة أخرى إلى أفغانستان وشارك في المعارك التي دارت عقب الغزو الأمريكي على أفغانستان ثم انحاز مع المجاهدين الذين خرجوا إلى باكستان وبعد التضييق الشديد انتقل إلى إيران واعتقل فيها مع جمع من قيادات القاعدة منهم أبو بصير ناصر الوحيشي أمير قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ورحلا سوياً إلى اليمن بعد أن مكثا شهراً ونصف في السجون الإيرانية، وفي اليمن أودع السجن ليخرج بعد سنتين عام 2004م، وانخرط مباشرة في العمل الجهادي مرة أخرى عبر التحريض والدعوة والدعم اللوجستي المتمثل في تنسيق نقل المقاتلين إلى العراق لقتال أمريكا، وفي تلك المرحلة تزوج ورزق بمولودين عبد الرحمن وعبد الله توفي الأخير مؤخراً أثناء اعتقاله في سجن المكلا.
وفي عام 2008م انضم إلى مجاميع المجاهدين في اليمن وكان يعمل ضمن مجموعة حمزة القعيطي وبعد مقتل الأخير التحق بقاعدة الجهاد في جزيرة العرب وكان عضواً في اللجنة الشرعية وألقى خلال تلك الفترة عدداً من الخطب والمحاضرات والندوات حول مواضيع مختلفة كان أبرزها التعليق على استهداف السفارة الأمريكية في صنعاء، بعد مقتل القيادي جميل العنبري أسندت إليه إمارة أبين عام 2010 – 1431هـ وشارك بشكل ميداني في مواجهة الحملات العسكرية التي استهدفت مناطق أبين خلال ذلك العام.
اعتقل في مطلع عام 2011م – 1432هـ على أطراف مدينة تعز عندما كان متوجهاً لزيارة أهله، ونفى بشكل قاطع أن يكون أعتقل في ساحة التغيير كما ادعت في ذلك الحين وسائل الإعلام التابعة لعلي صالح.
مكثت في السجن أربع سنوات سنتان وسبعة أشهر في صنعاء في المعتقل السياسي شديد التحصين وحكم عليه خلالها بالسجن ثمان سنوات ثم وبسبب نشاطه الدعوي داخل السجن السياسي نقل إلى حضرموت في السجن المركزي في مدينة المكلا ومكثت هناك سنة ونصف استغلها في الاستزادة في طلب العلم والدعوة والكتابات التي كانت تنشر على شبكة الإنترنت.
في سنة 1436هـ – 2015م حرر مجاهدو “أنصار الشريعة” مدينة المكلا وهجموا على السجن المركزي بهدف تحريره مع اثنين من أعضاء التنظيم فخرج وعاد مرة أخرى ليكون أحد أبرز الوجوه التي تمثل ما يعرف اليوم بـ”أبناء حضرموت” كونه أحد أبناء المكلا وتعتبر عائلته من العوائل المعروفة على مستوى حضرموت، بعد أن حدثني عن سيرته تمثل أبيات محمود الزبيري الشهيرة:
خرجنا من السجن شم الأنوف *** كما تخرج الأسد من غابها
نمر على شفرات السيوف *** ونأتي المنية من بابها
خطوة استباقية
س: لماذا اتجهتم إلى المكلا لإسقاطها، وهل هذا التحرك كان خدمة للحوثيين وعلي صالح؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ أما بعد:بالنسبة للمكلا فقد توجهنا إليها لإنقاذها من السقوط المحتم بيد الحوثيين وعصابات المخلوع علي صالح بعد أن توسعوا في كل البلاد وسقطت مجملها بيديهم، وكما هو معروف فالمكلا وحضرموت بشكل عام مهمة وغنية بالموارد وهي هدف للحوثيين وعلي صالح وبفضل الله أزحنا جزء كبير من هذا الخطر بتحركنا لتحريرها من قطاعات الجيش والأمن الموجودة التي كان الحوثي يراهن على توظيفها لصالحه بحيث يسيطر بجنود القطاعات العسكرية وبالسلاح الموجود على البلاد كما حدث في مناطق أخرى ومثال عدن واضح لا يحتاج منا للحديث عنه وكيف سقطت بيد الحوثيين، فتحركنا وتحريرنا للمكلا كان خطوة استباقية منعت الحوثيين من السيطرة عليها، وهي عملية سحب من الداخل إن صح التعبير بمعنى أن المكلا وأهلها كانوا في حاجة إلى مثل هذا التحرك وإلا لكان مصير المكلا لا يختلف عن عدن التي سقطت بيد الحوثيين.
أما من يتهمنا بأن خطواتنا تدعم الحوثي وعلي صالح فهذه محاولة لتشويه تحرك مجاهدي أنصار الشريعة وكل يوم تتكرر ولا طائل من إعادة الحديث حولها، بفضل الله كل الناس هنا يشكروننا على هذه الخطوات وغيرها من الخطوات التي تهدف لتأمين البلاد من خطر الحوثيين والمخلوع علي صالح وأهل السنة يدركون أننا منهم وهم منا ولا تنطلي عليهم مثل هذه الأكاذيب.
المجلس الأهلي
س: بعد سيطرتكم على المكلا اتجهتم لتشكيل مجلس اهلى من أبناء المنطقة هل هذا المجلس تابع لكم بمعنى أنكم أنتم من شكل أعضاءه؟
الحمد لله.. تصورك عن طبيعة المجلس الأهلي خاطئ هذا المجلس تشكل من تلقاء نفسه وهو يحوي علماء البلد ووجهائه، ولم نتدخل نحن في تشكيل هذا المجلس ولا في اختيار أشخاصه وكل الناس تعرف هؤلاء الأشخاص الذين تشكل منهم المجلس وأنهم من علماء البلد ووجهائه وهو ليس واجهة لنا كما ذكرت في السؤال بل هو كيان منفصل عنا يساهم في إدارة البلاد، واتفقنا معهم على ثلاثة واختارهم ليكون واجهة لتحركاتهم لا أكثر؟بنود أساسية بموجبها يعملون:
– أن تكون المرجعية الكتاب والسنة.
– أن يكون المجلس الأهلي إداري.
– ألا يرتبط المجلس الأهلي بأي حزب أو أجندة داخلية أو خارجية.
ونحن كنا مستعدون ولا زلنا لتسليم كل المقرات المدنية التي يحتاجها المجلس لإدارة البلد لكن المجلس كان بحاجة إلى مزيد من الوقت لترتيب أوراقه وإيجاد القوة الكافية التي تساهم في حراسة هذه المرافق، وبدأنا بالتسليم لهم تدريجياً حسب طلبهم، وسلم لهم “مطار الريان” و “البنك المركزي” و”الميناء” و”مبنى المحافظة” وتأخير التسليم لم يكن من طرفنا أبداً.
إشراك أهل البلاد في إدارة بلادهم
س: لماذا سلم “أنصار الشريعة” البلاد للمجلس الأهلي؟ هل هناك تطور للفكرة السياسية؟ على سبيل المثال لماذا لم تفعلوا ذلك من قبل في أبين وشبوة بعد سيطرتكم على أجزاء واسعة منها عام 2011م؟
لا ليس هنالك تطور للفكرة كنا نحاول في أبين وشبوة وغيرها أن نشرك الناس معنا في الإدارة وكان هناك لجان أهلية في أبين وشبوة لكن لم نجد تجاوباً كبيراً من أهل المناطق بسبب ظروف تلك المرحلة، في هذه المرحلة بفضل الله تيسر لنا ذلك في حضرموت فرحبنا به ودعمناه، ونحن نعتبر أن إشراك أهل البلاد في إدارة بلادهم واجب شرعي وأنه داخل في عموم الأمر بالشورى ونحن لن نكون مستبدين بأمر عام من أمور الأمة، ولن نعطي لأنفسنا الحق في تقرير مصيرها خصوصاً أني قلت لك وجدنا تجاوب ومبادرة طيبة من أعيان البلد للعمل وفق مرجعية الكتاب والسنة فلماذا لا نقوم بما أوجبه الله علينا من توسيد الأمور إلى أهلها، نحن على كل حال وفي هذه المرحلة بالذات نحاول أن ننشغل بمدافعة العدو الصائل وإذا كان هنالك من علماء المنطقة وأعيانها من يدير شؤون الناس فهذا أمر حسن وتكميل لجهودنا وهو شكل من أشكال التكاتف بين الأمة، واليوم عندنا هذا العدو الصائل الحوثي نأمل من الله أن يوفقنا لرص الصفوف وحشد الطاقات لدفعه وإلحاق الهزيمة به وكما تعلم عندنا جبهات القتال تمتد من الجوف شمالاً حتى أقصى الجنوب مروراً بصنعاء ومارب والبيضاء وتعز ولحج، وتمتد من حضرموت شرقاً حتى الحديدة مروراً بأبين وشبوة وغيرها من المناطق التي لا استطيع حصرها كلها نشارك فيها مشاركة حقيقة بالتعاون مع أبناء القبائل الشريفة في هذه المناطق ونسأل الله النصر والتأييد، ودفع العدو الصائل عندنا مقدم على غيره من الأمور ونسأل الله الإعانة والتوفيق.
مرجعية المجلس الأهلي
س: أنت ذكرت فيما سبق أن مرجعيتكم أنتم والمجلس الأهلي “الكتاب والسنة” ونحن نعلم أن التفسيرات للنصوص الشرعية قد لا تتطابق مع تفسيرات علماء المجلس فكيف سيكون الاتفاق على كثير من القضايا؟
بالنسبة للمرجعية يجب أن تكون “الكتاب والسنة” هذا أمر مفروغ منه؛ ونحن نتفق مع المسلمين على الأمور الواضحة الصريحة الجلية من أمور الدين وهذا محل اتفاق بين كل المسلمين، يعني لا يمكن يأتي عالم أو حتى من عامة الناس من يقول بإقرار الظلم أو بدعم الفساد أو بعدم حرمة الربا أو الزنا وشرب الخمر هذه أمور واضحة وعلى هذا فقس؛ أما المسائل الاجتهادية والتي يسع فيها الخلاف فنحن لا نلزم أحد باجتهادنا فيها، ولا ندعي أن لنا مذهب خاص أو مدرسة مختلفة عن غيرنا من المسلمين.
إمارة اسلامية
س: هنالك ربما تخوف عند البعض من إعلانكم عن إمارة إسلامية وتطبيق الحدود وغير ذلك مما فعلتموه في أبين وشبوة؟
بالنسبة لتطبيق الشريعة ومنها الحدود فالضخ الإعلامي دائماً يحاول أن ينفر الناس من الإسلام ومن الدين بتشويهه لصورة تطبيق الحدود وكأنها هي كل الشريعة الإسلامية، والتصور الصحيح والشامل للشريعة أكبر من قضية الحدود، الشريعة الإسلامية والإسلام ليس مجرد الحدود.. هذا تفسير خاطئ… تأمين السبيل هو من تحكيم الشريعة.. دفع العدو الصائل هو من الشريعة أيضا بل هو أوجب الواجبات بعد الإيمان كما ذكر ذلك شيخ الإسلام بن تيمية.. الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة هو من تحكيم الشريعة.. دعوة الناس إلى إقامة الصلاة وأصول الإسلام وشرائعه هو من تحكيم الشريعة.. السعي لتوفير قوت المسلمين من تحكيم الشريعة.. إقامة الشورى وعدم الاستفراد بالقرار وعدم الاستبداد بالسلطة من تحكيم الشريعة.. محاربة الرشوة والفساد وتنحية المفسدين من تحكيم الشريعة.. ثم تأتي الحدود التي تدرأ أبتداءً بالشبهات ولا تطبق إلا بعد أن تستوفي شروط الثبوت ويكون الواقع مهيأ لتطبيقها وللعلماء كلام طويل حول تطبيق الحدود في دار الحرب وكذلك معنى القدرة والاستطاعة التي توجب إقامة الحدود، ثم يجب أن يكون القاضي عالماً بما يكفي لتوليه هذا المنصب وأن يكون تقياً ورعاً لا يتجاسر على حدود الله ولا يتعدها لرغبة نفسه أو هوى يتجاذبه، وبهذه الطريقة تصبح إقامة الحدود آمنة لا يتخوف الناس منها.
بقيت نقطة وفيها إجابة على سؤالك أننا في هذه المرحلة نساهم مع الناس في حل الخصومات وفصل الخلافات التي تحدث ولم نشكل هيئة أو لجنة للقضاء ونود أن تكون هذه اللجنة مشكلة من علماء البلد يتولون هذه المهمة.
منع القات
س: أصدرتم قراراً بمنع القات في مدينة المكلا، لماذا تمنعون القات؟
الكل يعرف ماهي مضار ومساوئ هذه النبتة وأنها تؤثر على الصحة وعلى الأسرة وعلى المجتمع بشكل عام، وفي السنوات الأخيرة كل محافظ يأتي لحضرموت يعد الناس أنه سيمنع القات وتقوم حملات إعلامية لهذا الغرض لكن في الحقيقة ليس هنالك جدية في هذا الأمر مع أن النسبة الساحقة هنا في حضرموت من الناس تريد منع دخول القات وبيعه وتداوله، وبعد استقراء عام لواقع الناس والتشاور قررنا أن نمنعه خصوصاً وأنه يأتي من خارج المحافظة ومنعه سهل لا يحتاج لجهد كبير ونسأل الله التوفيق والسداد.
وهذه الخطوة لاقت ترحيباً كبيراً من الناس وهذا فضل الله قبل كل شيء وهو كذلك منقبة لأهل حضرموت بشكل عام يجب أن يشاد بها فالجميع كان يؤيد هذه الخطوة والحمد لله.
مغادرة الشماليين
س: نسبت بعض المواقع الصحفية أنك ألقيت خطاباً أمهلت فيها الشماليين أسبوعاً لمغادرة المكلا هل هذا صحيح؟
لا هذا غير صحيح أنا لم أصرح بهذا التصريح، وكثيرا ما يفتري علي بعض الصحفيين الكذب وينسبون لي ما لم أقله، وننصح الصحفيين بالتزام الصدق وتحري الدقة فيما ينقلون فإنهم سيسألون أمام الله عن كل كلمة ينشرونها، وأذكر هؤلاء الصحفيين بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما تكلم عن أكبر الكبائر فقال: (أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئاً فجلس ثم قال:(ألا وقول الزور وشهادة الزور) فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت . متفق عليه من حديث أبي بكرة رضي الله عنه ، وأذكر إخواني المسلمين بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على فعلتم نادمين).
أما ما يتعلق بالشماليين والجنوبيين فنحن لا نتعامل مع إخواننا المسلمين بموجب هذه الشعارات المناطقية الجاهلية بل كل المسلمين إخواننا سواء من شمال أو جنوب أو شرق أو غرب، وأهل حضرموت رحبوا بكل من يفد إليهم من أي مكان خصوصاً الذين شردهم الحوثيون في هذه الحرب الظالمة وإذا كان هنالك خطأ من فرد أو أفراد من منطقة معينة فلا تزر وازرة وزر أخرى ولا نعمم في الحكم على الناس بهذه الطريقة الظالمة.
خلايا الحوثيين
س: ما هي حقيقة خلايا الحوثيين النائمة التي أعلنتم عن القبض عليها في المكلا؟
نعم بالفعل تم القبض على عدة خلايا نائمة تابعة للحوثيين تخزن السلاح والعتاد ولا زلنا نتعقبهم، وفي الحقيقة أن هذه الخلايا خطيرة جداً وما حدث في عدن ليس عنا ببعيد فقد قامت هذه الخلايا بأدوار كبيرة وسهلت للحوثيين التعمق في مدن عدن ولا نريد أن تتكرر هذه في المكلا ونطلب من الناس جميعا الإبلاغ عن أي أشخاص مشبوهين أو أي حركة مريبة حتى يتم التحقق منها والتعامل معها، لكن نرجو من الجميع الحري والدقة في المعلومات وأن لا تكون بناءً على شائعات لا حقيقة لها، بل على المبلغ عن مثل هذه الخلايا أن يكون على يقين تام بصحة معلوماته.
تعطيل المصالح
س: البعض يحملكم مسؤولية ما حدث من تعطل المصالح في حضرموت الساحل ، ماهو تعليقكم على هذا الكلام ؟
بالنسبة لما يحدث من آثار للتحرك العسكري والخطوة التي اتخذناها فيجب أن نؤكد على حقيقة شرعية مهمة وهي أن دفع المفسدة الكبرى يجب حتى ولو حدثت عدد من المفاسد الصغيرة، فدفع مفسدة توغل الحوثي وسيطرته على المكلا مقدم على مايحتمل من المفاسد الأخرى. وأزيدك حقيقة مهمة يجب أن تأخذ في الحسبان وهو أن أغلب المنشئات الحيوية كانت متوقفة قبل تحريرنا للمكلا.. مطار الريان كان يخضع لحظر جوي ككل المطارات الأخرى في البلاد.. وميناء الضبة كان متوقفا عن التصدير بسبب الحظر البحري، وكذلك الميناء كان يخضع للحظر الذي فرضه التحالف العربي والدولي ضمن عملية “عاصفة الحزم” أضف إلى كل ذلك أن البلاد كانت تعيش ظروف حرب استثنائية.. ثم من يطرح هذا الكلام لماذا لا يحسب لأنصار الشريعة أنهم أنقذوا المكلا وساحل حضرموت بشكل عام من السقوط المحقق بيد الحوثيين كما سقطت كثير من المناطق؟ لماذا نتجاهل المعركة الحقيقية لماذا نتحدث عن حضرموت وكأنها في المريخ لا تتناوشها الأخطار ولا تحدق بها عين الحوثيين الذين التهموا البلاد في غمضة عين؟ هل من الواجب علينا أن ننتظر الحوثي ليهجم علينا ويذبحنا كالنعاج؟ لماذا نسلم البلاد له على طبق من ذهب؟
وعلى كل حال المنشئات الآن يديرها المجلس الأهلي وبدأت بعضها في العمل والمجلس الأهلي تكفل بتشغيلها كلها لتسيير أمور الناس والحركة الاقتصادية.
عاصفة الحزم
س: عمليات “عاصفة الحزم” و “إعادة الأمل” ما هو تعليقكم عليها؟
هذا التحرك الخليجي وعلى رأسه السعودية لم يحدث إلا عندما شعروا أن كراسيهم بدأت تهتز وإلا أين هم منذ سنوات والحوثي يبتلع البلاد ويمارس أبشع الجرائم بحق أهل السنة؟ أين هم يوم كان الحوثي يحاصر دماج؟ بل أبعد من ذلك السعودية ودول الخليج والمبعوث الأممي جمال بن عمر شرعنوا لانقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة عبر ما سمي بـ”اتفاق السلم والشراكة”، ودول الخليج هي التي رمت طوق النجاة للمخلوع علي صالح بعد ثورة 2011 وكفلت له المبادرة الخليجية الحصانة، فدول الخليج عندنا هي جزء من المشكلة والسعودية بالذات مسؤولة بشكل مباشر عما آل إليه الوضع في اليمن، وكونهم يقاتلون الحوثي الآن ويقصفونه فنقول: (اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرج المسلمين من بينهم سالمين).
كما نؤكد على أن هذه الحرب ليست لاجتثاث الحوثيين بشكل نهائي وإنما هي محاولة لتأطيرهم ضمن عملية سياسية قادمة ويعود البلد في دوامة جديدة برعاية دولية.
وللعبد الفقير خطبة جمعة من داخل السجن أوضح فيها الموقف الشرعي من هذا التحالف وكانت هذه الخطبة قبل وصولنا للمكلا وهي موجودة على النت باسم: (الموقف الشرعي من التحالف العربي).
حزباً سياسياً
س: رؤيتكم السياسية لما بعد “عاصفة الحزم” و “إعادة الأمل”، هل ستشكلون حزباً سياسياً وتنخرطون في العمل السياسي وهل سيكون لكم تمثيل معين في حكومة قادمة؟
نحن نظن أن الواقع في اليمن لن يستقر عبر المشاريع الخارجية التي تتلاعب به، فهذه المشاريع في تصادم مستمر وهذا الصدام والصراع له أبعاد دولية كبيرة تعقد الواقع بشكل أكبر.
أما المشاركة في حزب سياسي تحت ظل المنظومة الديمقراطية العلمانية أو في حكومة غير إسلامية فهذا مرفوض ويتناقض مع ديننا ومبادئنا ونرى أن الكفر بالعلمانية وما يسمى بالديمقراطية من صلب عقيدتنا وقد تحدثنا عن ذلك كثيراً في لقاءات سابقة، ولن نكون في يوم من الأيام جسراً يعبر من خلاله إلى الحكم بالعلمانية أو ما يسمى بالديمقراطية بل نحن حرب على هذه المبادئ الشركية كما أننا ندرك أن هذه الحكومات التي تتشكل ليست إلا أدوات وظيفية تسير في فلك الغرب وتبيع البلاد لأمريكا وتمارس الكفر والردة عبر عمالتها الواضحة والصريحة للصليبيين.
أخي الكريم؛ نحن لا نقاتل من أجل منصب أو كرسي في برلمان أو شيء من هذا الفتات نحن قتالنا ليكون الحكم لله ولتعود للأمة حقوقها المغتصبة ونسأل من الله الثبات.
أطراف داخلية وخارجية
س: ألا تظنون أن مثل هذا التصريحات عن “الشرعية” و”الديمقراطية” تؤثر على دوركم المفترض في البلاد وتثير حساسية عند أطراف داخلية وخارجية؟
أخي الفاضل؛ الإسلام لا يجيز لنا بأي حال من الأحوال أن نقبل غير شرع الله ليحكمنا، يكفي تجارب فاشلة ومرة، جربت الناس في اليمن الاشتراكية عقود طويلة فماذا جنت غير النكد والبؤوس، وكل الناس يتذكر الجرائم المفزعة للحزب الاشتراكي هنا في الجنوب وكيف كان يسحل وجهاء الناس والعلماء والدعاة وكيف سرقت أموال الناس بحجة التأميم، وكيف كانت نتائج التجربة الاشتراكية النتنة، ثم جربت الناس في اليمن ما يسمى بالديمقراطية منذ عقدين ونصف فماذا جنت؟ سوى إبعاد الدين عن واقع الحكم وسرقة ونهب ثروات المسلمين وإهانتهم والبطش واستغلت طغمة حاكمة كل موارد البلد لبناء جيش لا يحمي البلد ولا يدافع عنه بل يحمي الحاكم ويكون عصاه الغليظة على الشعب ويقتل النساء والأطفال ويمهد من جديد لبيع البلد لإيران كما هو الحاصل الآن على يدي قوات الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع علي صالح..
الإسلام يرفض كل هذه المناهج الباطلة والشعارات الباطلة التي يحاول الغرب أو الشرق أن يفرضها علينا تحت أي مسمى فهي تتناقض مع ديننا وقد جربت من قبل فثبت فشلها، أما الحساسية عند الأطراف التي ذكرت فنحن لا نلقي لذلك بالاً فليغضب من شاء وليرضى من شاء فنحن لا نداهن في عقيدتنا ولا نفرط في حقوق أمتنا.. نحن لا نشتري رضى الناس بغضب الله.. بل نطلب رضى الله ولو أدى ذلك لفنائنا عن بكرة أبينا ، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:(من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله ومن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس) صححه الالباني.
ثم من هي هذه “الشرعية” التي يتحدثون عنها أليست هي من باع البلاد للحوثيين؟ أليست هي التي فشلت في كل شيء حتى وصل البلاد إلى ما وصل إليه؟ هل يجوز أن يلدغ المؤمن بما يسمونه “الشرعية” مرتين؟
ثم أين هذه الشرعية؟ في فنادق الرياض لم تصمد يوماً واحداً في مواجهة الحوثيين وهربت وتركت البلد يعيش هذه المأساة..
السنوات الماضية تكفي.. دعوا الشعوب تحرر نفسها وترسم مستقبلها لتعيش تحت مظلة الإسلام بعيداً عن التدخل الغربي والإقليمي، وبعيداً عن الشعارات الزائفة التي من خلالها يحارب ديننا وتسرق ثرواتنا.
حركة شعبية
س: لماذا لا تتحولون لحركة شعبية تمارس أدوراها ضمن المتاح وتحت مظلة وطنية؟
نحن بفضل الله أبناء هذا الشعوب المسلمة ومنها وفيها ومعها ولها، إذا كنت تقصد بالشعبية أن ننفتح على الناس ونتحرك من خلال الشعب فهذا ما يحصل منذ سنوات فنحن حركة لها جذور شعبية وفكرتنا تجد لها قبول في الأوساط الشعبية بشكل عام وإلا فكيف استطعنا أن نصمد كل هذه السنوات لولا توفيق الله ثم الدعم الشعبي الكبير، أما ما تفضلت به من العمل تحت مظلة وطنية فنحن ننظر إلى هذه المظلة هل هي متوافقة مع الشريعة الإسلامية أم تناقضها، ما هي المرجعية التي ترجع إليها هذه المظلة هل هي الإسلام أم الديمقراطية الغربية وهل ولاؤها للإسلام أم للشرق والغرب، بالنسبة لليمن الحكومة غير إسلامية وهي عميلة للغرب كما هو معروف ولا يمكن أن ندخل تحتها أو نعمل ضمنها وهي ليس شرعية وتتناقض أفعالها مع مبادئ الإسلام.
أضف إلى ذلك أننا لا نحصر أنفسنا في نطاق الوطنية الضيق، نحن مسلمون وكل بلاد الإسلام وطننا ومعيار الولاء والبراء هو الإسلام والتقوى، لكن لو وجدت مظلة تحكم بالإسلام ومرجعيتها الفعلية الكتاب والسنة فنحن ندعمها ولا مانع عندنا أن نعمل معها أو تحت مظلتها.
بقيت نقطة اسمح لي بالتعليق عليها وهو ما ورد في سؤالك من الحديث عن العمل ضمن “المتاح” من هو الذي يحدد هذا “المتاح”؟ دبابات وصواريخ أمريكا أم ديننا وعقيدتنا؟ يحاول الغرب أن يستعبدنا بقوة السلاح ويفرض علينا ما يريد ثم يسوق الجبناء العبودية باسم “المتاح” وكأنه لا يتاح للمسلم إلا أن يعيش عبداً للشرق أو الغرب.
الإسلام يوجب على المسلم أن يستعلي بدينه ويتمسك بعقيدته وأن يعيش الحرية الكاملة التي لا يعبد فيها غير الله، الإسلام يعلمنا ويفرض علينا أن لا نستكين للظالمين ولا نخضع للطغاة تحت أي مسمى وتحت أي حجة، الإسلام يربي في قلوب المسلمين معاني التوحيد الخالص والعزة والرفعة والشجاعة والجرأة وينبذ كل حلول الذل والعار والخزي والمهانة التي تروج اليوم تحت مسميات كثيرة.
ضربات أمريكية
س: ما هو تقييمكم الخاص لمسيرة معركتكم مع أمريكا خصوصاً وقد شاهدنا في الفترة الأخيرة ضربات أمريكية متتابعة على قيادات من الصف الأول من القاعدة؟
لنا عقد ونصف العقد ونحن نقاتل أمريكا من الذي يكسب على الأرض؟ كم كان عدد مجاهدي القاعدة عام 2001 وكم عددهم اليوم؟ كم نطاق الجغرافية التي يتحركون فيها 2001 وكم هي اليوم؟ من هو الذي هرب من ميدان المعركة في العراق وأفغانستان المجاهدون أم أمريكا؟ من هو الذي يكسب التأييد في بلاد المسلمين أمريكا وعملائها أم المجاهدون؟ قتلوا منا آلاف الشهداء هل انتهى الجهاد؟ هل توقف لحظة من الزمن؟ فقط سأعطيك نموذج أفغانستان لتحكم من انتصر.. أمريكا تنسحب والطالبان يعودون بقيادة أميرنا الملا عمر ليحكموا البلاد مرة أخرى.. على ماذا يدل ذلك؟ في اليمن نموذج آخر حرب أمريكية إقليمية لا هوادة فيها على المجاهدين من أنصار الشريعة، من يكسب على الأرض “أمريكا” أم “أنصار الشريعة” لا أقول يكسب الأرض فقط بل يكسب قلوب الناس؟ ثم تتفاخر أمريكا أنها قتلت قائد للمجاهدين هنا أو هناك.. وهل خرج هؤلاء القادة إلا لينصروا دين الله وليقتلوا في سبيل الله.. وهل عجزت الأمة عن إنجاب الأبطال والأفذاذ.. اليوم يتربى في ساحات الجهاد الآلاف من المجاهدين والأمة تعوض بفضل الله نقص القادة كل يوم.. هذه الأمة التي أنجبت حمزة بن عبد المطلب وخالد والقعقاع وصلاح الدين وسيف الدين قطز وعمر المختار وسيد قطب أنجبت لنا في العقود الأخيرة عبد الله عزام وأسامة بن لادن والزرقاوي وأحمد ياسين وغيرهم.. ولا زالت تنجب ونسل الجهاد والبطولة لا ينقطع لأن ديننا هو دين الجهاد والاستشهاد نتربى عليها ونرضعها مع حليب أمهاتنا.. ولن تستطيع أمريكا أن تحرف مسيرة الجهاد فقد شب الأمر عن الطوق وكل قائد يقضي نحبه يخلفه من يكمل المسيرة ويواصل الحرب ضمن مسارها المرسوم وضمن أولوياتها المحددة.. والمعركة معركة الصبر فينالون منها وننال منهم والعاقبة للمتقين.
مشكلة أمريكا وعملائها أنهم يظنون أنهم يحاربون تنظيماً أو طائفة محددة وهذا خطأ كبير ووهم باطل، أمريكا والغرب يواجهون أمة الإسلام كلها من شرقها إلى غربها أمة الجهاد والاستبسال أمة البطولة والتضحية، وكل مسلم له ثأر مع أمريكا رأس الكفر ويعتبر أن قتال أمريكا هو من صميم الدين والتوحيد والمعركة أكبر من تنظيم أو طائفة أو جماعة هي معركة أممية بين الأمة المسلمة وأمة الصليب الظالمة..
ضد الحوثي
س: البعض قد يسأل أين جهودكم الملموسة في أرض المعركة ضد الحوثي؟
بالنسبة لقتال الحوثيين وحليفهم علي صالح فهذا واجب شرعي متحتم يدخل تحت الأمر بدفع العدو الصائل المعتدي على الدين والعرض، وبفضل الله نحن نقاتل في كل الجبهات جنباً إلى جنب مع أهلنا وإخواننا المسلمين من الجوف شمالاً حتى تعز ولحج والضالع وعدن جنوباً ومن الحديدة غرباً إلى أقصى حضرموت شرقاً مروراً بصنعاء وأرحب والبيضاء ومأرب وشبوة وأبين وغيرها من المناطق ومتابعة يسيرة لموقع أخبار أنصار الشريعة في التويتر يوضح لك مدى الانتشار الواسع لمجاهدي أنصار الشريعة ويظهر كذلك حجم المشاركة العسكرية ومدى التضحيات والنكاية في العدو.
ونحن بفضل الله وحده من أوائل من قاتل الحوثيين وعلي صالح، فلنا في ذلك قصب السبق، ولنا تضحيات تمتد لأكثر من ثمان سنوات، وليس هذا تفضل منا أو أمر نفاخر به الناس إنما هو أمر الله الذي يجب علينا القيام به ونسأل الله أن يتقبل منا جهادنا وتضحياتنا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأنا أستغل هذا المقام للشكر والثناء على كل المجاهدين ومنهم قبائل أهل السنة في تلك المناطق الذين يواجهون العدو الصائل ويجاهدون من أجل حماية دينهم وبلادهم، وأخص منهم بالذكر أبطال البيضاء فقد سطروا ملاحم في قتالهم ضد الحوثيين على مدى الأشهر الماضية فجزاهم الله عن الإسلام خير الجزاء.
كلمة أخيرة
س: كلمة أخيرة تود أن توجهها في ختام اللقاء.
الكلمة الأخيرة هي للأمة المسلمة جميعا نقول لهم المعركة هي معركتكم ولم نكن ولن نكون في يوم من الأيام بديلاً عنكم بل نحن طليعتكم والمعركة تحتاج إلى مزيد من الحشد والدعم والمؤازرة ورص الصفوف فلا تخذلوا أمتكم وتتركوا الجهاد ولتقاتلوا أعدائكم حتى تدفعوا عاديتهم وتحكموا دينكم وتستخرجوا حقوقكم التي سرقوها منكم وتستعيدوا بلادكم التي اغتصبوها ونهبوا خيراتها.
(يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون).
جدر المذلة لا تدك بغير زخات الرصاص
والحر لا يعطي القياد لكل كفار وعاصي.
وبغير نضح الدم لا يمحى الهوان عن النواصي.
وأشكرك على إتاحة هذه الفرصة الطيبة ونتمنى أن تكون مؤتمناً على نقل اللقاء كما هو، وجزاكم الله خيراً.
المصدر: القلم للأبحاث والدراسات + أبابيل نت