المشهد اليمني الأول| متابعات
في الأشهر الأخيرة اتهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف السعودية بتصديرها التعصب من العصور المظلمة، بالإضافة إلى إطلاق شرارة الحركات المتطرفة في أنحاء العالم.
ودعونا ننظر إلى شمال نيجيريا، حيث انتشار الحركات الوهابية المتنوعة والجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام.
فليس هناك أي شك في أن السعودية لها تأثير كبير على تطور الوهابية في شمال نيجيريا، حيث كان أحد أهم القوى الرئيسية المحركة لها أبو بكر غومي، أحد كبارة القضاة، صاحب الميول السلفية لحركة ازالا التي تأسست في عام 1978، وكان غومي على علاقة دائمة بالسعودية، ومثل نيجيريا في اجتماعات رابطة العالم المسلم التي أسستها الرياض في الستينيات، وكان أحد العاملين في المجلس الاستشاري للجامعة السعودية في المدينة المنورة في نفس الفترة، وتلقى جائزة الملك فيصل عام 1978.
بدأت السعودية في دعم حركة ازالا ماديًّا بشكل كبير، مما ساعد الحركة على شن هجمات ضد الصوفية، وهي أحد الأشكال الإسلامية التي كانت ولا تزال قائمة على نطاق واسع في شمال نيجيريا.
ظهر زعيم آخر للوهابية في شمال نيجيريا، وهو جعفر محمود آدم، بدأ واعظًا للشباب في ازالا، وتخرج في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1993، وعاد لنيجيريا ليصبح عالمًا سلفيًّا، ويتخرج الكثير من تحت يديه.
الحركات السلفية في نيجيريا لديها علاقات قوية نسبيًا بالسعودية، ولكن في الحقيقة لدى بوكو حرام علاقة ضعيفة نسبيًّا بالسعودية، وتم تدريب أعضائها بشكل كامل في نيجيريا، ولكن المجموعة لديها بعض الروابط الفكرية بالمملكة، مؤسس بوكو حرام، محمد يوسف، زار المملكة العربية السعودية للحج، وقضى فترة وجيزة في منفى اختياري هناك في عام 2004، ولكن لم يظهر أي دليل على أنه التحق بمؤسسة، أو كان على اتصال مع كبار العلماء والمسؤولين السعوديين.
وخليفة يوسف، أبو بكر شيكاو، لم يكن على أي اتصال بالسعودية ،ولا يوجد أي دليل بأنه ترك إفريقيا.
لكن الحقيقة أن غومي وآدم بتواجدهما في السعودية وعودتهما إلى شمال نيجيريا، أسسا لوجود السلفية واحتضان مكافحة الصوفية، ونظرًا لجماهريته الحاشدة بدأ في توزيع الشرائط والأسطوانات المدمجة الخاصة به.
نفوذ السعودية في إفريقيا لا يمكن أن يكون مبالغًا فيه، وفي نفس الوقت ليس له حد أدنى، فقد دعمت القادة الدينيين وسيطرتهم على القارة، في مقابل زيادة فرص تمويلهم ومكانتهم.
واشنطن بوست