الرئيسية زوايا وآراء خلافا لما تحاول أن تظهر .. أميركا تتمنى أن تنجو من العدوان

خلافا لما تحاول أن تظهر .. أميركا تتمنى أن تنجو من العدوان

كتب/ مختار الشرفي: خلافا لما تحاول أن تظهر .. أميركا تتمنى أن تنجو من العدوان

عندما حدثت جريمة الصاله الكبرى تبادر الى ذهني شيء ترددت في كتابته و هو قناعتي بأن أحد أطراف العدوان تعمد إرتكاب الجريمة لدفع أحدهم للمسارعة لاتخاذ قرار ايقاف العدوان ، و كنت أعتقد حينها أن السعوديه إرتكبت الجريمة لتدفع الأميركي – صاحب القرار الاول في العدوان كما يؤكد انصار الله على الاقل – لإتخاذ قرار بوقف العدوان نتيجة للتكلفة الباهضة لمثل هذه الجريمة على مستوى السمعه و ما سينتج عنها من تورط اميركي في واحدة من أبرز الانتهاكات الموصوفة بجريمة حرب ، كون الاميركي اكبر الداعمين للتحالف عسكريا و لوجستيا و لأن السعودي فعلا بات مرهقا و منهارا جراء عدوانه و تلقينه دروسا قاسية من قبل المقاتل اليمني و بشكل اقل ما يوصف بأنه اسطوري و خارق لنواميس القوة و الحرب التقليدية و المعروفة ،،
غير أن المواقف التي اعلنت حيال الجريمة بحق معزين في قاعة مناسبات و محاولة السعودية إنكارها و التنصل منها مقابل مسارعة اميركية بعدم السماح بغسل اليد السعودية من الجريمة و تثبيتها في عنق التحالف ، يؤكد أن الاميركي هو من كان بحاجة لهذه المجزره لكي يسحب السعودي من انفه لينزله الى اسفل الشجره ..
و هنا لا نبرء الاميركي من مشاركته في الجريمة بقدر ما نحاول البحث في الهدف الاميركي من تأكيد حدوث الجريمة بطائرات التحالف الذي تقوده السعوديه و التي ارتكبت بقنابل اميركية تجعله شريكا في جريمة الحرب هذه ، خاصة و أن هذه المواقف الصادره من البنتاغون و مجلس الامن القومي الاميركي و غيرها من دوائر صناعة القرار الاميركي و كبار مسؤليه و التي تدين بشكل اكثر من ضمني في مواقفها السعودية و تحالفها و تحملها مسؤولية القصف و الجريمة – بالتزامن مع مطالب بالتحقيق – يأتي رغم قدرة الاميركي و الى حد كبير على تمييع الجريمة إن إراد و المساهمة بفاعلية في التقليل منها و من حجم فضاعتها و تداعياتها حتى مع ثبوت الادلة القطعية بأن الجريمة و المجزرة البشعة ارتكبت عبر طائرات تحالف العدوان السعودي نظرا لما تملكه اميركا من قوة و تأثير في اتخاذ القرار خاصة في الامم المتحده ..
الاميركي ذهب في هذا الاتجاه أبعد من نقطة البرائة من المجزرة – رغم خطورتها عليه – و قام بدعم فكرة أن السعودية من ارتكبت المجزره من خلال تصريحات مكثفة و متتالية و لاكثر من مسؤول و جهة حكومية لتثبيت الجريمة على التحالف بطريقة اكثر نشاطا حتى من الضحايا و اكثر خصوم السعودية و اعدائها المفترضين ، حيث كانت هذه التصريحات المكثفه المتقززة و المستهجنة و المدينة للجريمة السعودية و المستمره حتى اليوم مادة دسمة للصحافة و الاعلام الدولي لمواصلة الضغط على السعودية ..
و هنا قد نكون بحاجة لتوسيع زاوية الرؤية لنورد ما يدعم أن الأميركي على الاقل يستثمر الجريمة ضد السعودي و ايضا ينتقم منه و يبالغ في السخط لكي يهين السعودي ايضا و لاهداف قد يكون منها :
اولا / حشر السعودي في زاوية المستكين لخيارات اميركا و إرغام أنفه على القبول بالرؤية الامريكية في ادارة الحرب و العدوان دون أن يكون للسعودي الحق حتى في النقاش
ثانيا / تأديبه .. خاصة اذا راجعنا ما كان قبل الجريمة من تنمر سعودي و تحد لرؤية وزير الخارجية الاميركي جون كيري للتسوية السياسية للازمة اليمنية التي اعلنت في اجتماع الرباعية في جده اواخر اغسطس الماضي و التي تنص على التلازم الزمني في المسارين السياسي و الامني في التسوية و هو ما كانت السعوديه تعارضه و تصر على الفصل بين المسارين بحيث يكون الامني اولا و المتمثل بالانسحابات من المدن اليمنية لمصلحة هادي و حكومته و من ثم النظر في الحل السياسي ، و. ايضا ما عبرت عنه السعودية و التفسيرات التي قدمتها لرؤية كيري و ما صدر عنها و في وسائل اعلامها من تصريحات اعتبرها كثيرون مستفزة و مهينه لجون كيري ،،
ثالثا / المجزرة في توقيتها اثارت غضب الاميركي الشديد ضد السعودي ليس حبا في اليمنيين و انما لان الجريمة في توقيتها و تداعياتها الفضيعة تسحب من يد الاميركي ورقة مهمة من اوراق الصراع مع روسيا في سوريا ، حيث بات الاميركي عاجزا عن استثمار اتهاماته لروسيا على طاولة مجلس الأمن بالقيام بارتكاب مجازر في حلب السورية في توقيت كانت اميركا و حلفائها يحاولون تحميل الروس تداعيات فشل الهدنه و التسوية السياسية في سوريا ، حيث و من بوابة ادعاء أن هناك انتهاكات روسية – سورية بحق المدنيين السوريين في حلب و قصفهم و حصارهم ، كانت اميركا تريد مع حلفائها الاوربيين الحصول على مشروعية شن حملة عسكرية تستهدف قصف مواقع الجيش السوري و تدمير مطاراته و قدراته القتالية البرية و الجوية .
في المجمل قد تكون اميركا مقتنعة اليوم اكثر من اي وقت مضى بضرورة وقف الاعمال العسكرية لقوات التحالف السعودية و ليس الحرب بمجملها ، و لذلك تحرك العقل البريطاني و اعلن عن نيته طرح مشروع قرار على مجلس الامن لوقف اطلاق النار في اليمن ، و من المؤكد ان هذا التحرك البريطاني جاء بضوء اخضر و رغبة و ايعاز اميركي ،، فالعدوان و الحرب السعودية الكونية على اليمن و بعد عام و نصف منها لم تحقق ما ارادته اميركا و السعودية ،، و المهل الطويلة لهذه الحرب تراكم فشل التحالف و لا تحقق شيء .
و توسع من حالة السخط الدولي ضد جرائم العدوان و داعميه ، و تفاقم من الوضع الانساني الصعب لملايين اليمنيين ، و لا تحقق نتائج سياسية تخدم مصلحة السعوديه و اميركا بل و تحملهم عبئ مواجهة الفوضى التي تخلقها حربهم في المنطقة المهمة على طريق الملاحة الدولية ، كما أن المزيد من اعطاء الوقت لهذا العدوان يقرب من امكانية التدخل الروسي الغير مرغوب فيه اميركيا ، و الذي قد يضاعف من خسائر اميركا على مستوى النفوذ و الهيمنة التي كانت مطلقة لها في منطقة الشرق الاوسط .
اذ يكفي ما تعانيه اميركا و ما خسرته إثر العودة الكاسحة و الجريئة للدب الروسي في سواحل المتوسط من البوابة السورية ، ما يعني أن التوقف الان في اليمن يوفر على اميركا اعباء انتقال الروس الى مياه البحر الاحمر و باب المندب ، و كذا الى مياه خليج عدن و البحر العربي ، و الذي كان احد اهم حصون القيصر الروسي قبل ان يخسرها بتفكك الاتحاد السوفيتي ، حيث يتوق الدب الروسي للعودة الي مياهه الدافئة بعد ان تعافى و اصبح كامل الدسم و شديد النهم …

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version