مُسَطِّر أروع ضحكة باليستية يودع منصة الإطلاق تاركاً خلفه تاريخ باليستي خالد ..
نعت الهيئة الإعلامية لأنصار الله اليوم أحد أبرز أعضاء الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان، المجاهد والإعلامي الكبير صلاح العزي عميد الإعلاميين اليمنيين، والذي استشهد ظهر اليوم الاثنين 8 محرم 1438هـ ، الموافق 10 أكتوبر 2016، بحادث مروري بمحافظة صعدة، تسبب بوفاته وابنته وعقيلته أيضاً .
خسارة كبيرة لا تُقدّر بثمن، ومن لا يعرف صلاح العزي! كل الجبهات والقنوات والمواقع تفتح أبوابها له وبدون حواجز تفتيش، حتى الأعداء يعرفونه ويحفظون عصاه ونيرانه المؤلمة حتى وإن ضحك كان عنيفاً عليهم عطوفاً بنا، أحد أركان النصر، ومسطر أروع ضحكة باليستية أبكت العدو، سجل وتاريخ عظيم لن يمحى مدى الدهر، فقد نقش إسمه بأحرف من ذهب في قلوب المستضعفين الموجعين والمظلومين، فالآلاف المؤلفة حينما كانت تنزف دماً من هول الجرائم والفاجعات، كانت تستقي الصبر والصمود من عين صلاح التي توثق الجرائم أولاً بأول لنشرها واسقاط الأقنعة عن الوحوش الكاسرة والتي إجتمعت على المستضعفين في غفلة من الزمان، كل النازحين والجرحى واليتامي والثكالى والأرامل بل كل الشرفاء والأحرار عندما تمتلئ قلوبهم بالغبن حد الإختناق من وحشية عدو مفرطة وتواطئ وصمت عالمي كئيب تنتظر الفرج من ضحكة باليستية يطلقها صلاح تشفي الصدور وتعيد للدم مجراه .
كان يطل براسه من نافذة الصمود ونافذة الإنتصارات في وجه أعتى العواصف ليخبرنا بكل التفاصيل، ننام ويبقى ساهراً حتى الصباح واضعاً رصاص الكلمة في بندقيته الذهبية الملطخة بدماء النصر ليرمي كلماته منتصف جبهة العدو..
وللمعلومة لم يكن صلاح يحصل على كل الأخبار جاهزة فقد كان الجندي المجاهد المتجول في الوديان والجبال، يزيح الصخور من الطريق ويًعبّد لنا طريقنا الإعلامي يُنير لنا ويرشدنا من الوقوع في الحفر والمصائد والأشواك، يقطف لنا الثمار من قلب الأشواك ويطعمنا إياها ويداه ملطخه بالجراح، كاسحة ألغام ومنصة إطلاق صواريخ وقائد فيلق الإعلام بحق، يقتحم الخطوط الحمراء ويتوغل في معسكرات العدو ليظفر لنا بصيد ثمين .
مهما كتبت لن أفي حقه وهنالك من يعرفون صلاح أكثر مني بكثير.. وفقط وفقط وللتاريخ تذكروا آخر كلمات أطلقها صاحب الضحكة الباليستية صلاح في الميدان، لم تكن منشور أو مقال أو خبر، كانت على شكل هاشتاغ الأول بعنوان (#اليوم_في_الطايف_غدا_في_الرياض) والثاني بعنوان (#اﻻمارات_في_مرمى_صواريخنا).. لعمري إنها لواقعة يا صلاح، لقد غادرت منصة الإطلاق تاركاً خلفك تاريخ باليستي خالد ستتناقله الأجيال، سيتم تنظيم حملات تويتر لطالما كنت تسطرها حرفاً حرفاً أوصلتها لأقصى بحار الصين شرقاً لأقصى المحيطات غرباً .. وبكل اللغات والأعراق تم ترجمة لقطات الإعلام الحربي التي ترميها، فالكل أُعجبوا برصاصك بل تهافتوا عليه.. ها أنت تغادر المنصة وقد قررت الحملة قبل أيام أو أشهر أو أعوام من تفعليها على الأرض، ستؤلمهم ضحكاتك الباليستية سيدي وأنت في ذمة الله عند أرحم الراحمين، سنطلق الضحكات عند أول صاروخ باليستي يدك معاقل قرن الشيطان في الرياض وابو ظبي وحتى الدوحة إلى تل أبيب، ولنطلق عليه إسم صلاح، ولتنم قرير العين حينها… والقائد السيد عبدالملك إبن بدرالدين أوصى للإعلاميين مؤخراً -وهو يوصي دائماً- أما وصية صلاح مواصله خطاه التي لا تعرف معاني الراحة وبدون مقابل، والله الله بالوصية، والله المستعان .
#صلاح_العزي | #سنواصل
بقلم/ جميل أنعم