المملكة الوهابية تترنح .. المخلوق الخرافي في الحجاز مريض
اخفضوا أصواتكم قليلا وأوقفوا النقاش والجدل .. وأصيخوا السمع .. لأنكم ستسمعون آهات عبد العزيز آل سعود من أعماق قبره وهو يتحسر على الملك العضود الذي يضيع وينهار بسبب ملك الحزم وابنه .. فالأندلس الوهابية محاصرة .. لأن ماتمر به المملكة الوهابية الرهيبة جدير بالتوقف .. حتى أن الموتى يسمعون نحيب الملك وينتظرون على ابواب السماء أن يصل خبر نهاية المملكة الضالة .. ومحور الشر .
قراءة للكاتب السوري نارام سرجون
يبدو من الصعب على العقل ان يصدق أن هذا الخادم الأمين للغرب والذي خدم الغرب وكل مشاريعه كالكلب الوفي يتعرض اليوم للنكران والاذلال .. وقد صدر قانون جاستا الذي تم اقراره ويعتبر عمليا حكما بالاعدام البطيء على المملكة الوهابية المريضة .. فاما أن تدفع المملكة كل مالديها من مال ومدخرات وتبيع أساور السعوديات وأقراطهن للايفاء بطلبات المحاكم الاميريكية وتبيع آخر قطرة من النفط الذي في باطن الأرض قبل أن يستخرج .. والا فان عليها أن تتعرض لمصير القياصرة وملوك القرون الوسطى .. الرهيب .. حيث تسقط الرؤوس في سلال المقاصل ..
كان البعض ممن يقرأ عن نية الاميركيين التخلي عن آل سعود يرى في الأمر خرافة لأن المنطق يقول بأنه لايوجد صياد يتخلى عن كلبه الا اذا مرض الكلب .. أو وجد الصياد كلبا افضل .. أو أن الصياد قرر ترك البراري لأنه سيتحول الى صياد للحيتان في المحيطات .. عندئذ يضع الصياد الطلقة التي خصصها للطرائد في رأس الكلب الذي خدمه وركض وسعى في سبيله قرنا كاملا هو وجميع أفراد العائلة .. والصياد الاميركي وضع رصاصة الجاستا في البندقية ووضعها على رأس الكلب .. الذي سيموت ..
السعوديون في ورطة كبيرة تشبه زلزالا يهز عظام عبد العزيز آل سعود .. ومانسمعه من السعوديين من تذمر بسبب سياسات التقشف التي وصلت الى حد افلاس البعثات الدراسية في الخارج وايقافها واغلاق كل النشاطات الخارجية والمدارس السعودية حتى ذات الكلفات الصغيرة .. كل هذا يبعث على الذهول .. فهذه المملكة التي كان المال فيها نهرا لاينضب قد نضب مالها .. وأصابها التعب الاقتصادي والانهاك وأفلست قطاعات كثيرة منها .. وتبين لنا أن هذا الملك (أبو العواصف وابو الحزم والعزم) هو أغبى ملك عرفته العائلة الرهيبة .. بل أن البعض يعتقد أن الروس ثأروا منه بسيفه ..فعندما دمر هذا الملك وعائلته سعر النفط مثل المجنون الذي يحرق زرعه واشجاره كي تصل النار الى زرع عدوه واشجاره تركه الروس يمضي خلف غواية حرب اليمن التي تصور فيها ان احجام الروس عن استعمال الفيتو هو اذن للأمريكيين بابتلاع اليمن ولكن الوقائع اليوم تكاد تقول انه تم الايقاع به واستدراجه مع الامريكيين الى فخ العسل اليمني .. فالملك وابنه دفعا كل مالدى المملكة من مال في أكبر ثلاثة حروب خاسرة هي حرب اليمن وحرب سورية .. وحرب النفط ..
النفط السعودي لم يعد ذا قيمة كبيرة بعد الوصول الى عصر النفط الصخري الأقل كلفة بل ان حرب الأسعار ضد روسيا وايران تبين أنها ليست ورقة ضغط بعد اليوم لعدم اعتماد اقتصادات الدول الصناعية على ايرادات النفط كما هي بلدان النفط الرعوية .. ولكن نتائج الحرب السورية هي التي جعلت الأميريكيين يميلون لانهاء مرحلة آل سعود لأن “القاعدة” – وهي منتج سعودي – قد نفذت آخر مهمة موكلة لها وقد احترقت أوراقها في سورية ولم يعد بالامكان الاستفادة من هذا الجيش السري الذي يحركه السعوديون .. والدمية الارهابية الوهابية لن يكون لها حظ في الحروب القادمة بعد أن تنبهت لها روسيا والصين وقررتا اعلان الحرب عليها في سورية ..
ربما سيحار العقل في سبب قرار الأميريكيين في هذا التوقيت الحساس بالذات في القضاء على المملكة الوهابية التي خدمتهم كالكلب الوفي .. الآراء تكاد لاتدرك التفسير لأن المنطق يرى أن أميريكا لن تجد بلدا في تاريخها يخدمها كما فعلت السعودية .. البعض يفسر ذلك بأن النموذج الوهابي صار قديما جدا وانتهت صلاحيته وصار من العبث الاستمرار بالتغاضي عنه وغض البصر عن نظام عتيق جدا لم يعد له شبيه على الأرض حتى في أدغال أفريقيا .. فهو يقطع الرؤوس ويحتقر المرأة ولاتستوي شعارات الغرب مع صداقة هذا النوع القروسطي من الحكم .. ومع هذا فليس الاميريكي هو من يخجل من هذا العار والعلاقة مع نظام فاسد متخلف .. فما يكون السبب اذا؟؟
التفسير الذي يعاد تدويره وانتاجه منذ فترة ويتردد كثيرا هو أن الاميركيين طبعا لن يتخلوا عن آل سعود قبل أن يكون المشروع البديل جاهزا لمتابعة المهمة المنوطة اليوم بالعائلة التي انتهى زمنها .. وقد نضج البديل .. فيبدو من خلال المختبر الكبير الذي تم على أرض الربيع العربي أن الاسلام يبحث عن خليفة وخلافة وهي حلم عاطفي يتجذر في وجدان المسلمين .. حيث اجتذبت الخلافة العثمانية عبر العثمانيين الجدد نصف المسلمين فيما اجتذبت فكرة الخلافة البغدادية عبر داعش نصفهم الآخر .. وقد انتهى مشروع الخلافة العثمانية في جرابلس لأنه محصور بين قوتي معاديتين تاريخيا هما روسيا وايران اللتان منعتا أهم خطة لانطلاقه بحرمانه من سورية .. أما مشروع خلافة البغدادي فليس واقعيا وليس له امل لأنه مضغوط بين فكي كماشة تسحقه وهناك رفض واسع له في جواره المباشر .. وليس من السهل الاستمرار بدعمه .. ومن هنا صارت فكرة اقامة خلافة للمسلمين في مكة والمدينة لامتصاص الشعور الاسلامي وتكثيفه هي المشروع الأهم لأنها بعيدة عن أي حصار او ضغط أو دول قوية تناصبها العداء .. وغاية هذه المشاريع الاسلامية الضخمة ليست الا تحقيق الاعتراف الاسلامي بالتنازل شرعا عن فلسطين والمسجد الأقصى كما حاول الاخوان المسلمون أن يفعلوه في مصر أيام مرسي .. فقد تبين في الربيع العربي وفي زمن محمود عباس وجنرالات أوسلو ان شرعية اسرائيل وملكيتها للأقصى لم تعد تنقصها الا الشرعية الاسلامية فقط حيث تسابق الاسلاميون للتحالف معها علنا .. ولكن الشرعية الاسلامية الأقوى ليست في استانبول ولا قم ولا في الموصل ولا في القاهرة حيث انهارت خلافة الاخوان .. بل في مكة والمدينة .. ولايحتاج مشروع التنازل عن الاقصى الا أن تتخلى أهم شرعية مقدسة للمسلمين في مكة والمدينة عنه وتفصل بالاجتهاد الصادر عن ظلال النبوة في مكة والمدينة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى مما يرفع عن أي مسلم ذريعة التفريط بالاسلام .. وهذه شرعية لايملكها نظام الحكم الوهابي لأنه ملكي وراثي وذو سمعة سيئة ولامصداقية له بين جمهور المسلمين مهما تمت مجاملته ونفاقه .. والمطلوب نظام خلافة شرعي يملك قلوب المسلمين كما أظهر مختبر الربيع العربي على فئران التجارب الثورية الاسلامية .. نظام يملك الحق الالهي عبر نظام الخلافة التي ستكون بمثابة استمرار معنوي للخلافة الراشدية لأول مرة منذ القرن السابع الميلادي ..
وربما يفسر ذلك الهرولة السعودية لتسول الرحمة من تل ابيب والاندفاع في مشروع التطبيع وقيادة الأمة نحو التطبيع عبر ماتمثله السعودية من ثقل ديني ومالي .. ويبدو في توالي تصريحات اللوبيات السعودية في سورية من اسلام علوش الى محمد علوش الى الرغبة في انهاء العداء مع اسرائيل التي تضمد جراح المسلمين أنها تصريحات بمثابة وثائق ورسائل سعودية لاسرائيل .. ووصل الامر بالسعوديين انهم صاروا يزايدون في محبة اسرائيل بالافراط في كراهية الشيعة والتحريض على ايران وسورية وحزب الله واستعمال المعارضين السوريين في تأجيج الكراهية الدينية وتحويلها الى بلد أصيل لازاحة صورة اسرائيل كاستعمار استيطاني يخلع السكان الاصليين ويشردهم مقابل بلد دخيل يقوم بعملية التشريد والتطهير العرقي وهو ايران .. كما فعل رياض نعسان آغا في تصريحاته الاخيرة للشرق الأوسط التي تفوّق فيها على أفيخاي ادرعي في الترويج لمذبحة السنة في سورية وقتل الملايين منهم لملء الفراغ بموجات استيطانية شيعية مهاجرة من ايران .. وهو تصريح أملته السعودية عليه كرسالة لاسرائيل تستعرض فيها قوتها في احلال ايران كدولة تستوطن أرض المسلمين وليست اسرائيل .. وصار حب اسرائيل علنا في ضوء النهار وكشف المستور منذ عقود عن العلاقة المحرمة بين آل سعود وآل صهيون .. ودفع بأنور عشقي لقص الشريط الحريري لفتح السفارة السعودية في القدس قبل غيره ..
الاسرائيليون يلعبون مع السعوديين لعبة في غاية الدهاء لابتزازهم وامتصاص جزء من الرشوة التي ستقدمها السعودية لقوى الضغط وكذلك لاستعمالهم كمقدمة لتنازل الخلافة الاسلامية عن القدس .. فقد أبلغوا البغال السعودية أن مجساتهم اليهودية في اميريكا علمت أن هناك نية اميريكية للدفع بموضوع هجمات سبتمبر وأن اسرائيل هي الوحيدة القادرة على المساعدة عبر لوبياتها .. واكتشفت البغال السعودية أنها لم تتمكن من اقامة لوبيات سعودية في اي مكان في العالم الا في مدينة دوما حيث اللوبيات من آل علوش والبويضاني .. وفي الرستن حيث اللوبي عبدالرزاق طلاس .. وفي وزراة الثقافة السورية حيث اللوبي رياض نعسان آغا وطبعا لاننسى لوبي آل الحريري في لبنان أعظم لوبيات السعودية !! .. ولكن ليس هناك لوبي واحد في اميريكا صنعه آل سعود الذين كانوا منشغلين بصناعة لوبيات كرتونية في أرياف دمشق وحلب ..
حسابات بيدر البغال السعوديين لم تطابق البيدر الاميركي الذين أنهوا دراسة الجدوى السياسية والاقتصادية من انهاء عصر آل سعود الذين يجب أن تحل الخلافة مكانهم لانهاء موضوع الارضي المقدسة .. فيما دخل الاميريكيون عصرا جديدا من الحسابات الاقتصادية من البوابة السورية التي صنعها التحالف الروسي السوري حيث سيكون هناك كبل طاقة واقتصاد هائل يتمدد بين المتوسط وقلب وأقصى أطراف آسيا والصين حيث مستقبل القرن الحادي والعشرين .. وسيتزاحم العالم على هذه البوابة وتكون السعودية دولة من دول الأطراف الرخوة التي لاقيمة لها .. ولذلك تقرر الاستيلاء على كل محتوياتها وممتلكاتها وامتصاص دمائها حتى آخر قطرة .. فالمستقبل لم يعد في الخليج (المحتل) بل سيحدث انزياح في كابلات اقتصاد العالم وخطوط طاقته نحو الشمال ..
وعندما كان دور آل سعود هو تقاسم وظيفة الحراسة على الدولة اليهودية الناشئة مع الهاشميين فان السعودية قامت بواجبها على أكمل وجه مع الهائلة الهاشمية .. فالأولى صادرت كلمة الجهاد في فلسطين وحولتها الى كل العالم الا فلسطين .. والثانية كانت معطف اسرائيل الشرقي الذي وقى أكبر حدودها من الاختراق .. ولكن اسرائيل اليوم قويت وصار في مقدورها الاستغناء عن المتاريس العربية والاسلامية ولاتحتاج حماية من أحد بعد تفجير المحيط بالصراعات بل ماتبحث عنه اسرائيل هو أنها تحتاج بعد الحصول على توقيع الفلسطينيين بالتنازل عن فلسطين عبر اتفاقات أوسلو ..تحتاج الى توقيع مرجعية اسلامية كبرى لها هيبة الخلافة الرشدية وظلها المقدس لملكيتها جبل الهيكل الذي لن يبقي لايران الحق في الادعاء انها تمثل المسلمين وسيظهر اعتراضها على المشروع كأنه تحد للمشروعية المقدسة للخلافة الراشدة بوجهها السني التي بعثت من جديد ..
التحريض على آل سعود في كل مكان في اميريكا ووسائل الاعلام .. ودخلت هوليوود على الخط والصحف اليومية .. واليوم الكونغرس .. وهذا من أجل امتصاص كل ممتلكات ومدخرات المملكة .. والاستيلاء عليها .. وبعد ذلك الاطاحة بنظام المملكة لاقامة الخلافة التي حضرتها واشنطن التي ستمسك بها قلوب المسلمين ..
منذ قرن تماما كان هناك رجل مريض على الفراش يحتضر .. وكان الورثة ينتظرونه أمام باب حجرته أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. وعندما طال الاحتضار تقدم الورثة وخنقوه في سريره .. ذلك الرجل المريض كان اسمه السلطنة العثمانية..
واليوم وبعد مرور قرن كامل .. في نفس غرفة الشرق الأوسط يبدو هناك ازدحام أمام باب غرفة مخلوق خرافي يحتضر .. ويبدو الورثة في عجلة من أمرهم .. واذا تأخر الاحتضار سيدفع المتعجلون منهم الباب ويعيدون مشهد خنق الرجل الذي مات منذ مئة سنة .. أو سيطلق راعي البقر رصاصة في رأسه وينهي هذا الفصل الأسود من تاريخ الشرق .. انها المملكة الوهابية الرهيبة .. تترنح أخيرا ..