من صحراء ميدي المنبسطة المكشوفة، القريبة من منطقة الموسم السعودية، والمطلة على البحر الأحمر شمال غرب محافظة حجة، مُني العدو بخسائرَ وانكساراتٍ كبيرةً وفادحة، وكان المسلحون المنافقون من جنودهم ‘وقوداً‘ للعديد من المعارك التي دارت فيها، رغم الغطاء الجوي، والعدد الهائل من الغارات المساندة لهم، وذلك بعد أن شن أَبْطَال الجيش واللجان عمليات عسكرية ‘معاكسة‘ بهدف تطهيرها منهم.
المشهد اليمني الأول| تقرير – محمد الصفي الشامي
ثمة وفرة من الغزاة ومرتزقتهم الحمقى هناك، يحملون أمراضاً لا أود حتى التفكير بها أَوْ إخباركم عنها، أَصْبَحوا في عِداد الموتى، وكأن مفاد قانون الصحراء ينص على أن: “دماء الضحايا لا يهدأ جامها إلا بدماء قاتليهم من الغزاة ومرتزقتهم”.
* * *
بلا شك أن العدو لديه إمكانيات كبيرة وهائلة، وأنهم ذو نفوذ وثراء، وهذا ما يدركه الجميع، إلا أن أُولئك الأثرياء أَيْضاً يدركهم الموت، فبعد أن أرسلوا كلابَهم للقتال في سبيل براميل النفط، وجاءوا إلَـى بلادنا لقتل أَبْنَائنا ونسائنا، لاقوا بأس قوانيننا.
* * *
“لست أحفل كيف قتل أُولئك الغزاة والمرتزقة المنافقين، لكنكم سبق وأن شاهدتم جثثهم وأشلاءهم في شريط مسجل للإعلام الحربي”. لإكمال قراءة تفاصيل ‘الملحمة الأسطورية‘ يرجى الالتزام بالتالي: – استشعار مدى عظمة القُرب الإلهي من المجاهدين، وتأييده لهم. – الاستعداد لتقديم قبلات وفاء وعرفان لفرسان اليمن الأَبْطَال. – وضع الكمامات لتجنب استنشاق الروائح النتنة لـ “جثث” المنافقين المتناثرة على تلك الصحراء، الذين تساقطوا كالذباب المسموم، وتمرغت وجوههم في التراب.
* * *
لقد تعرضت صحراء ميدي خلال الآونة الأخيرة لعددٍ من الزحوفات العسكرية للغُزاة ومرتزقتهم بأعداد كبيرة، تحت غطاء جوي كثيف، إلا أن فرسانَ اليمن، جعلوا منها جحيماً للعدو، ومقبرة لآلياتهم العسكرية، وجحافل جنودهم ومرتزقتهم، حيث كان أبرزها خلال أربعة أيام فقط من الشهر الماضي، حيث سقط فيها ما يقارب 300 بين قتيل وجريح في صفوفهم، فيما دمرت العديد من آلياتهم العسكرية.
* * *
فرسانٌ عظماء في ‘جبهة ميدي‘، هم الأمل المنشود ذو الشكيمة العارمة، يجهلون الخوف، ويجددون الثقة بالله في كُلّ وقتٍ وحين، ويسخرون من طيش ومراهقة آل سعود، ويعقدون العزم بوعي منقطع النظير، ويدرسون خطوات كُلّ عمليةٍ عسكرية يقومون بها قبل تنفيذها، بدقة عالية، وطرق مذهلة فريدة، اكتسبوها من الميدان، وصقلتهم المعارك والملاحم، رجالٌ يتتبع التأريخ خطى أقدامهم ليدوِّن ما يسطرونه من مشاهد ميادين الشرف والتضحية والبطولة، وهم يخوضون المعركة بالنيابة عن الجميع، ضد براميل النفط، وأسلحة أميركا، ومكر إسرائيل.
* * *
ميدي باتت مقبرةً للغزاة، تتسع أسوارها من يوم لآخر، وتأكُل كُلّ من أتاها غازياً، كما تأكل النار الحطب، ويتم ارداه قتيلا، وقد شاهدت أثناء زيارتنا العديد من الآليات العسكرية المحترقة والمدمرة التابعة للعدو، والكثير من الجثث المتناثرة للمنافقين الغزاة، ربما تكون مشروعاً لمتحف خاص بميدي أسطورة هذا الزمان، بعد انجلاء العُـدْوَان وشمس صباح يمن حر عزيز بلا وصاية.
* * *
ما تتناقله وكنت أسمعُه في وسائل الإعلام قبل ذهابي لزيارة جبهة ميدي، ليس بالشكل الذي أدركته على الواقع من ‘ثبات وصمود أسطوري‘ للمجاهدين في الميدان الأقدس والمسجد الأشرف، وكأنهم شجرة جذورها ضاربة في أعماق الأرض، أبت أن تعيش إلا واقفة في وجه كُلّ الجنون، رغم الأعداد الكبيرة من جحافل الغزاة المنافقين، وأحدث الآليات والترسانة العسكرية التابعة لهم، والضرب المدفعي المستمر، والقصف الجوي الكثيف، على تلك المنطقة الصحراوية المكشوفة.. ميدي رواية بحد ذاتها لا يكفيها مقالٌ ولا تنصفها حتى أفلام، وما بعد أن تتلهف المدارس العسكرية من سائر أنحاء العالم لتستقيَ من مدرسة ميدي عنوان فصل أَوْ هامش تعريف.