أزمة اقتصادية في اليمن ام المملكة؟ أيهما أكثر خطورة !!
كتب/عبدالله مفضل الوزير: أزمة اقتصادية في اليمن ام المملكة؟ أيهما أكثر خطورة !!
لو كان المجلس السياسي أصدر قرار بخفض الرواتب نظرا للازمة الاقتصادية لكنا اليوم امام حملة اعلامية شرسة للغزاة والمنافقين على خلفية مثل هكذا قرار.
لكن ان يصدر سلمان قرار بخفض الرواتب العليا ووقف العلاوة السنوية لكل موظفي الدولةوهو ملك الامبراطورية المالية التي ظن من يعبدها انها معين لا ينضب فهو امر عادي بالنسبة للمنافقين لأن الاموال التي يقبضونها لن تنخفض وهذا امر يدعو سكان المملكة للاحتجاج على ذلك.
حكومة بن دغر في عدن بحاجة الى دعم مالي كبير لتستطيع نقل البنك المركزي، والمرتزقة يعولون على المملكة ويعتقدون انها ستدعمهم فهي خزانة مالية ضخمة ولازالت فأتت القرارات الاخيرة الداخلية مفاجئة وصادمة لهم، ففي الوقت الذي كنا نقول لهم ان قرار نقل البنك يحتاج الى دعم مالي دولي قالوا المملكة عتدفع، فوجدوا انفسهم اليوم امام مملكة اشبه بخزانة خاوية
ليست هذه هي القرارات الاولى التي يتخذها سلمان في سبيل زيادة معاناة المواطن السعودي، لتمويل العدوان على اليمن وعلى بقية الدول، واثراء الخزانة الامريكية بشراء الاسلحة واستخدامها بغير محلها، فقد سبقها قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وعودة فواتير الماء والكهرباء التي كان الملك عبدالله قد ألغاها
ما يدعو للتأمل هو ان المملكة ما كانت ستصدر مثل هذه القرارات لوكانت لا تشن عدوانا ظالما على اليمن وهو ما يجعل المواطن السعودي أكثر رفضا لمثل هذه القرارات، لانه يرى العدوان عبثي ويضر بالأمة جمعاء، وهو ليس بمواجهة اسرائيل بل اطيب شعب.
وبمعنى ان انعدام القضية في العدوان على اليمن سعوديا سيجعل المواطن السعودي غير مستعد للتضحية من اجل العدوان على الجيران وسيطالب حكامه بإزالة آثار العدوان الاقتصادية بوقف العدوان، وما تأييده او سكوته على العاصفة الا لأنه لم يتضرر في السابق وان هناك الكثير ممن يستلمون مقابل سكوتهم، اما اذا تضرر الجميع فسيخبط بآل سعود عرض الحائط ويطالبهم بوقف العدوان اذ ليس من الطبيعي التضحية وتحمل المعاناة من اجل العدوان على اليمن وهو البلد الطيب المسالم الفقير، ولا وجود لخرافات الحفاظ على الدين والحرمين لأن لا خطر يمني تجاهها كما اثبت الواقع.
لكن يبقى السؤال لماذا اضطر سلمان لاتخاذ هذه القرارات الخطيرة فهي تمس كل مواطن سعودي بما فيهم الجيش السعودي باستثناء منهم في الحد الجنوبي؟
هذه القرارات تقول ان الملك السعودي ينظر للعدوان كحرب وجودية، وليس تكتيك مرحلي يجب وقفه اذا زادت تكلفته، واستثناء الجيش السعودي في الحد الجنوبي ” الحدود” من منع العلاوة السنوية يعني ان هناك تذمر وسط الجيش السعودي وهروب من القتال هناك والنظام يعتبر ان ابقاء العلاوة السنوية لمن يحارب في الحدود سيدفع بالاخرين للاتجاه الى هناك، وهذا غباء منقطع النظير، لان المال لا يمكنه ان يخلق قضية يمكن التضحية من اجلها، ومهما يكن يبقى السؤال هو ما الذي دفع بالمملكة لاتخاذ مثل هكذا قرارات؟
كانت تصريحات قائد الثورة حينما قال ان على اليمنيين عدم انتظار متى ينتهي العدوان والاستعداد لحرب طويلة بمثابة حرب نفسية انعكست على المعتدين وجعلتهم متخبطين يعيشون الهزيمة النكراء فاعترفوا بوجود المقاتل اليمني فيما وراء الحدود واتجهوا نحو مواجهة الازمة الاقتصادية التي باتت تعصف بهم واحبطتهم حملة دعم البنك المركزي بنتائجها المذهلة اسقطت الورقة الاقتصادية كورقة اخيرة ظلوا يهددوا بها مرارا، وكلما مر الوقت كلما كانت السعودية معرضة للسقوط بشكل متسارع نظرا للتكلفة الباهضة للعدوان على اليمن وسوريا وليبيا ولبنان والعراق، والعزلة السياسية التي باتت تحاصر المملكة بشكل جعلتها لا تستطيع مواجهة هذه العزلة الا من بوابة اسرائيل وهو ما يجعلها معرضة لسخط الشعوب.
التصرف السعودي المجنون بات اليوم يهدد المواطن السعودي بلقمة عيشه، وهو الذي سكت في السابق لأن النظام وفر له عيشه كريمة اما ان هدد لقمة عيشه فسيرفض ذلك، وعمليات التهجير لمواطني الحدود باتت تواجه تذمر ومعارضة محلية في جرأة مفاجئة للنظام السعودي زادت من خوفه خاصة وان السيد عبدالملك بخطابه لسكان الجزيرة بات اليوم اقرب الى قلوب سكان المملكة اكثر من النظام السعودي نفسه وهو ما جعل المملكة تدرك انها امام تهديد وجودي وليس تكتيك او مرحلي.
النظام السعودي يرتكب وسيرتكب المزيد من الحماقات تجاه شعبه وتجاه الاخرين بشكل يسارع في سقوطه، وهذا السقوط ليس كما يتخيله الاغبياء انه خارق للعادة، بل له محدداته الواقعية والمدروسة، وله وقته الطبيعي غير الخارق للعادة، وبمعنى ان الله اتاهم من حيث لم يكونوا يحتسبون، من اليمن التي لم يكفهم من ارتكبوه من جرائم بل اتجهوا نحو لقمة العيش التي انقلبت عليهم وهو ما يعني انه كان عليهم الوقوف طويلا امام جملة ” اليمن مقبرة الغزاة” واستيعابها.