المشهد اليمني الأول| متابعات
قد تختلف مع الرئيس الراحل صدام حسين .. وقد لاتحبه .. وقد تلومه على أشياء كثيرة ومغامرات مدمرة .. ولكنك مضطر لأن تسأل سؤالا لأولئك الذين لايزالون يعتقدون أن من دمر العراق هو استهتار البعثيين العراقيين وأطماع ايران والمؤامرة الصفوية والهلال الشيعي المزعوم ..
يجب أن نسألهم في ماقاله صدام حسين بعد أن اكتشف المؤامرة على العراق .. صدام حسين بنفسه في الرابط يقول أن السعودية ودول الخليج هي التي تآمرت على العراق لتحطيمه .. وأن معلومات وصلته عن مؤامرة لتقسيم العراق بمعرفة الملك فهد .. منذ عام 1987 .. فتأمل يارعاك الله ..
وهانحن اليوم نرى أن ماسمعه صدام حسين عام 1987 لم يكن أوهاما بل حقيقة تجسدت الآن .. لأن من كان يفكر بتقسيم العراق عام 1978 حسب الوثائق الغربية التي ظهرت الآن بعد الافراج عنها ليس الامام الخميني الذي كان في المنفى في ذلك العام ..
وكانت طهران تحت حكم الشاه وليست تحت حكم الخامنئي .. ولم يكن هناك حزب الله ولاحسن نصرالله ولاالهلال الشيعي .. بل المؤامرة كانت بين السعودية والولايات المتحدة عام 1978 .. وماخفي يومها نراه بأم اعيننا بشكل يطابق الواقع بشكل لايصدق لتقسيم العراق بين دواعش وأكراد وروافض ..
تحت شعار تحرير الشعب العراقي من الطاغية .. وسيظهر بعد فترة شريط منذ عام 1978 يظهر ان سورية أيضا كانت ضمت تلك الخطة السعودية الامريكية الاسرائيلية لتقسيمها الى دويلات تحت شعار تحرير الشعب السوري من الطاغية .. وشريط منذ عام 1930 يظهر ان النكبة الفلسطينية كانت بضمانة عبد العزيز آل سعود ..
نفس المؤامرة الحقيرة ونفس المعارضة الحقيرة .. ونفس العدوان والأدوات والثوار .. ونفس دول النفط .. ونفس السلالات المالكة والشيوخ ..
الراحل صدام حسين بعد أن شرب المقلب وحارب ايران لمدة ثماني سنوات (وقال ماقال عن القادسية والمجوس) اعترف في نفس الجلسة التي كشف فيها عن مؤامرة التقسيم ان العرب الأوغاد خدعوه وأنهم ارادوا اشغال العراق .. واشغال قدرات ايران “الخيرة” في حرب عبثية كما قال بالحرف في الرابط التالي .. تماما كما يحصل اليوم في سورية:
صدام حسين لم يقدر على الخروج من الكمين السعودي كما تمكنت سورية التي تنهض من أكبر مؤامرة تقسيم وتنجح في اغلاق ملف التقسيم وتقترب كل يوم من الانتصار على المؤامرة السعودية الامريكية .. الفارق أن صدام حسين كان بلا حلفاء وبلا روسية وبلا ايران وكان سريع الاستدراج الى الفخاخ ..
وحارب في الاتجاه الخطأ في الزمان الخطأ .. ووقع في الخطيئة التاريخية لاغفال الجغرافيا والتاريخ وهو أنه أغفل أن العراق بلا عمق سورية يشبه اقلاع طائر من سفينة نوح في عز الطوفان .. واصراره على أن يجد سفينة أخرى .. أو جزيرة ..
في زمن يغرق فيه الطوفان كل اليابسة في بلاد مابين النهرين .. الثورجيون الذين غادروا سورية اليوم على امل ان يحطوا على جزيرة نفطية تؤويهم سيكونون وليمة لذيذة على مائدة الغرب .. كما كان صدام حسين على مائدة الغرب بعد أن حارب جيرانه وأصر على أن لايحط على سفينة نوح في القصة القرآنية (أو سفينة اوتانيبشتيم العراقي في اسطورة الطوفان السومرية) .. لأن سفينة نوح العراقي .. هي سورية .. التي لاتغرق أبدا .. ولاتغرقها الرمال المتحركة للسعودية ..
المصدر: بقلم نارام سرجون