المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 996

    اقتحام الأقصى.. بن غفير يقتحم الأقصى والمقاومة ترد: بن غفير يصب الزيت على النار وتؤكد أنها على استعداد تام ويقظة

    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في خامس أيام شهر رمضان

    أفادت مصادر فلسطينية باقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى مع حراسةٍ مشددة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية: “رغم التهديدات، صعد وزير بن غفير” إلى الحرم القدسي.

    وقالت المصادر إنّ “اقتحام بن غفير المسجد الأقصى خطوة متهورة استهانت بالجميع، وما جرى هو عملية كذب شارك فيها نتنياهو، وهو ما يعكس كذب الحكومة الحالية والشرطة والجيش”. ووفق المصادر، فإنّ اقتحام بن غفير للأقصى يفتح المعركة باكراً، ويضع المقاومة أمام مواجهة كبيرة.

    ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن محللين إسرائيليين خشيتهم من فعل اقتحام وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير صباح اليوم الثلاثاء المسجد الأقصى، وسط حراسةٍ مشددة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود. حيث قال عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إنّ “بن غفير لا يقيم وزناً لنتنياهو مثل كل عناصر الائتلاف، وحركة حماس تعلم أن الأخير جبان”.

    وقال محلل الشؤون الدبلوماسية باراك رافيد في مقابلة مع موقع “واللا” الإسرائيلي أنّ “الاعتقاد بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يمكنه السيطرة على ما يقوم به بن غفير سذاجة”. وأشار إلى أنّ “بن غفير يسيطر على الشرطة وحرس الحدود”، مضيفاً: “آمل جداً أن يمر الحدث بهدوء، وأن لا يحدث شيء، لكني أعتقد أن اجتماع شخصٍ مثل بن غفير مع الأجواء الملأى” بالتهديدات يضعف احتمال “مرور هذا الفعل بهدوء”.

    الرئاسة الفلسطينية

    هذا وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أن استمرار الاستفزازات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع. كذلك، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى.

    واعتبرت الخارجية الفلسطينية ما حصل “استفزازاً غير مسبوق، وتهديداً خطراً لساحة الصراع، واستخفافاً بالمطالبات بوقفها، وشرعنة لمزيد من الاقتحامات واستباحة الأقصى من قبل غلاة المستوطنين، وتشجيعاً لهم وحماية لارتكاب أبشع الجرائم والاعتداءات على الاقصى”.

    وحمّلت الوزارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المسؤولية عن هذا الاعتداء الصارخ على الأقصى، وقالت إنها ستتابعه على المستويات كافة بالتنسيق مع الأردن.

    المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينياً عربياً إسلامياً

    من جهته، قال الناطق باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، إنّ “جريمة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى هي استمرار لعدوان الاحتلال الصهيوني على مقدساتنا وحربه على هويته العربية”. وأشار قاسم إلى أنّ “المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينياً عربياً إسلامياً، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي أن يغير هذه الحقيقة”.

    وشدّد على أنّ الشعب الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى، وسيواصل أيضاً القتال من أجل تطهيره من دنس الاحتلال، ولن تتوقف هذه المعركة إلا بعد الانتصار وطرد المحتل عن كامل الأراضي الفلسطينية.

    المجرم إيتمار بن غفير يصب الزيت على النار

    أما الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، فاعتبرت أنّ “المجرم إيتمار بن غفير يصب الزيت على النار، ويتحدّى إرادة شعبنا باقتحام المسجد الأقصى”. وأوضحت أن “الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم، والكلمة الأخيرة ستكون لشعبنا وسواعده المقاوِمة”

    وأضافت الجبهة الشعبية أنّ “حكومة الاحتلال بتشكيلتها الحاليّة تنذر بعدوانٍ أوسع على شعبنا. لذلك، علينا الاستعداد جيداً، وبشكلٍ موحّد، للتصدي لهذا العدوان”. ورأت أن على المجتمع الدولي التدخّل قبل فوات الأوان وإيقاف هذا العدوان الذي قد يؤدّي إلى انفجار المنطقة كلها.
    لجان المقاومة في فلسطين تدعو إلى النفير العام

    بدورها، قالت لجان المقاومة في فلسطين إنّ جريمة اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى عدوان سافر لا بد من أن يُواجَه من كل مكونات الأمة. ولفتت إلى أنّ “مواجهة إرهاب حكومة العدو الصهيوني الجديدة وفاشيتها والدفاع عن المسجد الأقصى يتطلبان وحدة شعبنا وأمتنا والتمسك بنهج المقاومة سبيلاً للخلاص من المحتلين الغاصبين وكنسهم عن أرضنا ومقدساتنا”.

    ودعت الشعب الفلسطيني إلى النفير العام وتصعيد المقاومة وإشعال ثورة غضب في وجه الاحتلال على كل محاور الاشتباك، رداً على جريمة اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه من قبل المجرم بن غفير.

    المقاومة على استعداد تام ويقظة

    فيما قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إنّ اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى هو عدوانٌ على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين جميعاً. وأضاف أنّ “حكومة التطرف والفاشية الصهيونية تتحمل مسؤولية دفع الأوضاع نحو الانفجار والمواجهة، فالشعب الفلسطيني المقاوم لن يستسلم ولن يتهاون في حماية مقدساته”.

    وأكّدت حركة الجهاد أنّ المقاومة على استعداد تام ويقظة، وهي تجري تقييماً مستمراً لكل ما يجري، ويدها على زناد الفعل، وأن رصاص المقاتلين الذي يدوي في جنين ونابلس سيصل حتماً إلى القدس.

    اقتحام بن غفير لن يُغيّر من الواقع شيئاً

    بدوره، قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك إنّ اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى خِلسةً والظهور كأنه بطل لن يُغيّر من الواقع شيئاً. وأشار إلى أنّ “هوية الأقصى ستبقى إسلامية، والقدس العربية عاصمة دولة فلسطين، وبالتأكيد شعبنا سيواجه المخططات الصهيونية في المدينة المقدسة”.

    من جهتها، اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية أنّ “تسلل بن غفير إلى ساحات المسجد الأقصى إجرام صهيوني خبيث بحق أرض الإسراء والمعراج ومهبط الرسالات وقبلة الأنبياء والمرسلين”.

    وأضافت أنّ الاقتحامات والاعتداءات الصهيونية في المسجد الأقصى لن تفلح في شرعنة وجود هذه الشرذمة على هذه الأرض المباركة، ولن تثبت أن لهم حقاً فيها.

    صنعاء: النظام السعودي عرض عشرات المغتربين على محاكم وهمية

    صنعاء: النظام السعودي عرض عشرات المغتربين على محاكم وهمية

    أكد وزير حقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، أن النظام السعودي عرض عشرات المغتربين اليمنيين على محاكمات وهمية، فيما أكد أهالي ضحايا جريمة الإعدام السعودية الأخيرة رفض المسؤولين السعوديين إعطائهم أي معلومات عن ذويهم.

    وخلال مؤتمر صحفي عقده مكتب حقوق الإنسان بمحافظة إب بشأن جريمة إعدام النظام السعودي مغتربين يمنيين، قال وزير حقوق الإنسان علي الديلمي: لدينا عشرات الشكاوى لقضايا مماثلة، والأهالي يتعرضون للابتزاز.

    وأكد الديلمي أن النظام السعودي عرض عشرات المعتقلين على محاكم وهمية في إجراء شكلي بعيدا عن أحكام الشريعة ومبادئ القانون الدولي، معتبرا أن عدم تسليم الجثامين جريمة مضافة إلى سلسلة جرائم النظام السعودي. وأوضح أن سجون النظام السعودي لا تزال مليئة بالآلاف وهم يعانون الويلات وأبشع صور التعذيب ويهددون بالإعدام.

    وأضاف إن جريمة النظام السعودي تبدأ بالاختطاف ثم الاخفاء القسري ثم الإعدام دون محاكمة عادلة ولا منحهم حق الدفاع عن أنفسهم، مبينا أن عامي 2020-2021 مليئة بجرائم تصفية خطيرة نفذها النظام السعودي ضد المغتربين خارج أطر القانون. ودعا إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة وفق مبادئ القانون الدولي لزيارة السجون السعودية، مطالبا المفوضية السامية والصليب الأحمر بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ورصد وتوثيق الجرائم المرتكبة بحق المغتربين يمنيين وأفارقه.

    من جانبهم أوضح أهالي الضحايا أنهم تفاجأوا بخبر احتجاز ذويهم ولسنوات، مؤكدين أن المسؤولين السعوديين رفضوا التجاوب معهم أو تزويدهم بأي معلومات. وبين الأهالي أن النظام السعودي امتنع عن إعطاء معلومات عن ظروف الاحتجاز والإعدام كما لم يمنح الضحايا حق الدفاع عن النفس، كما منعهم من التواصل بذويهم في سجون النظام السعودي.

    فيما قال شقيق أحد الضحايا تفاجأت باتصال أخي قبل دقائق من إعدامه يبلغني بالخبر بينما كنا ننتظر الإفراج عنه. وطالب أهالي الضحايا بمحاكمة القتلة المجرمين ووضع حد لهذه الجرائم الإنسانية.

    وكانت وزارة شؤون المغتربين، قد أدانت جريمة إعدام النظام السعودي، الأحد، بحق مواطنين يمنيين مقيمين على أراضيها بقصد كسب لقمة العيش الشريف. وأوضحت المغتربين في بيان لها، الاثنين، أن إعدام المواطنين محمد مقبل الواصل (27 عاماً)، من أبناء محافظة ذمار، وشاجع صلاح مهدي جميل (29 عاماً)، من أبناء محافظة إب، تم بناء على محاكمة سرية، ولم يمنحا الحق القانوني للدفاع عن نفسيهما.

    ناشطون يشنون حملة: حكومة الفنادق مجرد عصابة ولصوص

    ناشطون يشنون حملة: حكومة الفنادق مجرد عصابة ولصوص

    شن ناشطون هجوما لاذعاً على حكومة المرتزقة وأعضائها الفاسدين الذين رهنوا انفسهم وباعوا الوطن للمحتل والغازي وسياسة الإفقار والتجويع المتعمدة التي تمارسها ضد المواطنين في المناطق الجنوبية المحتلة.

    وقال الناشطون ان الحكومة ليست الا مجرد عصابة ولصوص سعت لتامين نفسها من خلال نهبها لثروات الوطن وبيعها للمحتل والغازي. وأضافوا هذه العصابة اكتفت بتأمين نفسها وقيادتها وأبنائهم وتخلت عن مسؤوليتها تجاه أكثر من 30 مليون يمني.

    ونوه الناشطون ان الوضع في المناطق المحتلة اصبح مزريا للغاية من الانفلات الأمني وتدهور الوضع المعيشي الامر الذي ينذر بكارثة وان على الجنوبيين الاحرار مواجهة الأخطار المحدقة بهم من خلال الوقوف صفا واحدا للجم هذه الممارسات ووقف الاستهتار بمصيرهم ولن يتحقق ذلك الا برفع الوعي وادراك ان التحرك والمواجهة اصبح امرا ضروريا للخلاص من الخونة والمرتزقين والتحرر من نير الغزاة والمحتلين الجدد.

    حضرموت.. هل تدرك صنعاء مأساة كولومبيا؟!

    عودة التوتر.. ما الذي يهدف إليه المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت؟

    في ظل أنشغال حكومة صنعاء بالهدنة وسراب المفاوضات بدأت أطماع ما قبل 60 عاما تعود وتتجسد على أرض الواقع بل أنها اليوم اشد خطرا على خارطة اليمن السياسية و الجغرافية.

    فحضرموت اليوم وبسبب الظروف الدولية ومؤشرات نضوب نفط المنطقة وبالأخص النفط السعودي قد يدفع أمريكا للاعتراف بحضرموت كدولة مستقلة لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية فتاريخ واشنطن حافلا بسلخ اجزاء من أراضي دول والاعتراف باستقلالها لما يخدم أهدافها ومطامعها الاستعمارية.

    حضرموت – بنما

    جمهورية بنما واحدة من الدول التى لم يكن لها وجود كدولة حتى مطلع القرن العشرين . ففي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي تجدد التفكير الأمريكي في شق قناة تربط بين المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي فتحترق أمريكا الوسطى من الشمال إلى الجنوب في أضيق نقطة وعندما فشل الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت في الاتفاق مع كولومبيا أو نيكاراجوا لحفر القناة قام بإرسال القوات الأمريكية إلى اقليم بنما من دولة كولومبيا لتصبح دولة مستقلة نالت اعتراف واشنطن مباشرة وما أن استقلت بنما حتى بدأت أمريكا تحفر القناة بها بعد أن اشترت منها منطقة تبلغ مساحتها 1500كم2 بمبلغ عشرة ملايين دولار وأعلنتها منطقة سيادة أمريكية.

    وقابل ذلك احتجاج دولة كولومبيا جراء اقتطاع جزء من أراضيها والاعتراف بها كدولة مستقلة كان رد فعل واشنطن ان منحت كولومبيا بعض الجزر التابعة لدولة نيكاراجوا والتى كانت تحتلها أمريكا في ذلك الوقت. لذلك هناك دول تبرز الحاجة الاستعمارية إلى نحتها بالقوة على الخريطة السياسية والجغرافية لخدمة أهداف محددة.

    فمثلما خلق إقليم بنما أهمية استراتيجية لأمريكا في مطلع القرن العشرين لتعترف به دولة مستقلة عن وطنه الأم كولومبيا قد يخلق نفط حضرموت أهمية اقتصادية لواشنطن بديلا عن نفط المنطقة التى بدأت التقارير توضح انه سوف ينضب في العقود المقبلة مع إخفاء لتقارير الشركات بالمخزون الهائل لنفط حضرموت ليدفع امريكا للاعتراف بحضرموت دولة مستقلة.

    شركات النفط

    فتاريخ واشنطن من الأطماع الاستعمارية بحضرموت تعود إلى ما قبل 60 عاما حيث دخلتها عبر شركات التنقيب عن النفط مطلع ستينيات القرن الماضي. ومنها شركة (البان أمريكان) في عام 1954م تحدث علماء الجيولوجيا في شركة ( البتروليوم كونسسيون ليمتد ) عن دلائل مشجعة بخصوص الأبحاث في جزيرة سقطرى.

    وسنة 1955م أعلنت الشركة عن اكتشاف مراكز معدنية في ثمود شمالي حضرموت.

    ومنذ ذلك الوقت بات من المؤكد أن مناطق شبوة وثمود بالاضافة إلى جزيرة سقطرى تخفى أضمن الوعود النفطية في البلد وبدأت الصحف المحلية تُشهر بسلبية الحكومات المحلية إزاء الشركة المتهمة بتأخير الاستغلال لاستخراج النفط عمدا وبإحاطة الأبحاث بالكتمان الكامل و قد انتقدت الصحف بعنف سلطنتا القعيطي والكثيري بصورة خاصة.

    وتحت ضغط الرأي العام فشلت المفاوضات التى دامت أكثر من خمس سنوات ( 1956 -1961م ) وانسحبت الشركة الإنجليزية (البتروليوم ) عندئذ قرر الأمريكيون الذين كانوا يتابعون المفاوضات باهتمام أن يتدخلوا في منطقة النفوذ الانجليزي في حضرموت.

    ودخلت شركة النفط الامريكية ( البان أمريكان ) بمفاوضات مع سلطنات حضرموت ( القعيطي والكثيري) وانتهت بانتزاع امتيازات إبحاث منجمية ونفطية من السلطنات رغم العوائق التى وضعها آلإنجليز لهذا التدخل الأمريكي في مناطق نفوذها فلم تدخل الاتفاقيات بين الشركة الأمريكية والسلطات المحلية بحضرموت موضع العمل الا بعدما ضمن الأمريكيون مصالح انجلترا بالمنطقة . وفي سنة 1962م تمكنت شركة البان أمريكان من إرسال فرقها من البحاثين الى حضرموت.

    ناقوس الخطر

    منذ مطلع الألفية الثالثة والعديد من التقارير تدق ناقوس الخطر فيما يتعلق بالكارثة التى ستدمر دول الخليج العربي عامة والسعودية على وجه الخصوص خلال العقود القادمة .فقد أشارت التقارير الاقتصادية بإن المخزون النفطي في ظل الاستنزاف المتواصل مع عدم اكتشافات لآبار جديدة سيؤدي إلى نفاذ المخزون الاحتياطي قبل نصف الالفية الثالثة وبذلك تتواري تلك الدول عن دائرة الإهتمام.

    فمن تلك التقارير التى نشرت مطلع الألفية الثالثة والتى رصدت وضع المخزون كمن يدق ناقوس الخطر : ( المتابع للرصيد السعودي من البترول سوف يجد أنه لم يُعثر في السعودية في العشرين سنة الأخيرة على حقول جديدة تستحق الذكر وقد استخرج ما يقارب مائة مليار برميل وهذا الرقم يشكل ثلث الأحتياط السعودي من النفط.

    فالسعودية تنتج 9 مليون برميل يوميا أي 3,3 مليار برميل سنويا فإن ذلك معناه أنه في حالة ثبات الإنتاج حول هذا الرقم – والمرجح أن يزيد كنتيجة لزيادة الاستهلاك العالمي – فإن مخزون البترول لدى السعودية سوف ينتهى تماما قبل ستين عاما من الأن.

    وليس الحال بأفضل من ذلك في باق دول المنطقة حسنا. فما زال أمام السعودية نحو نصف قرن من البقاء في دائرة الاهتمام ) ِ. فكيف بالسنوات الأخيرة حيث يبلغ معدل الإنتاج في السعودية 12 مليون برميل يوميا .

    استراتيجية واشنطن

    إن الولايات المتحدة الأمريكية تقلل من معدلات إنتاجها من البترول وتحتفظ به مخزونا في باطن الأرض بسبب توقعها حدوث ندرة بترولية عالمية مفضلة بذلك استيراد البترول من الخارج وهي بذلك تدخل السوق العالمي كمشترية فضلا عن عدم إستطاعتها امداد حلافائها في اوروبا بإحتياجاتهما المتزايدة من البترول – ويظهر ذلك جليا اليوم من خلال حرب روسيا وأوكرانيا وترك حلفائها يواجهون ازمة نغطية بعد ان فشلت بالضغط على مجموعة الاوبك وخاصة السعودية بزيادة إنتاجها من النفط.

    ولعل سبب رفض الرياض لزيادة الانتاج لمعرفتها بخطر نفاذ مخزونها النفطي بالمستقبل القريب وهذا ما دفع أمريكا الى إعادة اطماعها القديمة في ستينيات القرن الماضي في حضرموت وهذه المرة إذا لم يدرك اليمنيون للخطر فإن النفط وأهميته في الاستراتيجية للأمن القومي الأمريكي قد يدفع بواشنطن بالاعتراف بحضرموت دولة مستقلة في حين تنشغل صنعاء بالهدنة والمفاوضات.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    علي الشراعي

    مركز الأرصاد ينبه من شدة البرودة في 10 محافظات

    مركز الأرصاد ينبه من شدة البرودة في 10 محافظات

    توقع المركز الوطني للارصاد أجواء باردة إلى شديدة البرودة نسبياً أثناء الليل والصباح الباكر على محافظات (البيضاء، ذمار، صنعاء، عمران وصعدة) وعلى المناطق المرتفعة من محافظات (الضالع ،لحج، ابين شبوة وهضبة حضرموت).

    كما توقع رياح نشطة إلى قوية وأقصى سرعة لها 30 عقدة على جنوب البحر الأحمر ومدخل باب المندب فيما تصل اقصى سرعة لها 24 عقدة على أرخبيل سقطرى.

    ينبه المركـز الـوطني للأرصاد الجويـة في نشرته الصادرة اليوم تلقى 26 سبتمبرنت” نسخه منها المواطنين في المناطق الباردة وكذلك المسافرين إليها بأخذ الاحتياطات اللازمة وارتداء الملابس الشتوية المناسبة.

    كما نبه المزارعين بعمل الاحتياطات اللازمة لحماية محاصيلهم الزراعية وكذلك مربي النحل والماشية من الطقس البارد إلى البارد نسبياً وكذا مرتادي البحر والصيادين حول أرخبيل سقطرى وخليج عدن ومدخل باب المندب وجنوب الساحل الغربي من اضطراب البحر وارتفاع الموج.

    أدنى درجات الحرارة المسجلة في بعض محطات الرصد الجوي صباح يومنا هذا :-

    ذمار : 4.5

    صنعاء : 5.2

    عمران : 5.6

    السدة-إب : 7.5

     

    ايفاد سعودي لوفد حضرمي إلى صنعاء وقلق في صفوف الانتقالي والإصلاح من تقارب الرياض وصنعاء

    ملفات جديدة على طاولة المفاوضات وصنعاء ترد على مطالب سعودية بالضمانات

    أشادت السعودية، الاحد، بتقارب قوى حضرمية مع من تصفهم بـ”الحوثيين” في سابقة غير معهودة منذ بدء حربها على اليمن بذريعة مواجهة “المد الإيراني”.

    وكشف الخبير السعودي علي العريشي وصول وفد من كبار مشايخ ومقادمة قبائل حضرموت إلى صنعاء لبناء تحالفات جديدة، معتبرا إياها انعكاس طبيعي للمخاوف من تداعيات الفوضى والتحريض التي يقودها الانتقالي في المحافظة النفطية. وهذه المرة الأولى التي ترفع فيها السعودية يدها عن القوى اليمنية في مناطق سيطرتها وتمنحهم ضوء اخضر بالتقارب مع صنعاء.

    ولم يتضح ما إذا كانت الخطوة السعودية ضمن تحريض ضد قبائل المحافظة أم انعكاس للتقارب الأخير مع صنعاء والذي تقوده سلطنة عمان، لكن توقيته يشير إلى أن السعودية تحاول إيصال رسالة للانتقالي تخيره بين قبوله بقاء المحافظة تحت وصايتها أو تسليمها لصنعاء.

    قلق في صفوف الانتقالي والإصلاح من تقارب الرياض وصنعاء

    ابدت القوى الموالية للتحالف جنوب اليمن، الاحد، قلق من التقارب مع صنعاء. وكشفت قيادات في حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي مخاوف من الغموض الذي يلف التحركات في الملف اليمني والذي يتصدر فيه من وصفوهم بـ”الحوثيين”.

    واشار سيف الحاضري، رئيس صحيفة أخباز اليوم ومستشار علي محسن الإعلامي، إلى مخاوف الحزب من الترتيبات التي يعدها التحالف لبناء الثقة مع أنصار الله، خصوصا فيما يتعلق بحل المجلس الرئاسي وإعادة هيكلته وبما يتوافق مع المرحلة. واعتبر الحاضري تلك التحركات تستهدف اجتثاث ما تبقى من قيادات الحزب في السلطة.

    في السياق ذاته، اعتبر عضو وفد المفاوضات في وفد الانتقالي يحي غالب الشعيبي بروز محور صنعاء مسقط طهران في المشهد اليمني وتنويم الدور الأممي مع غموض موقف الرياض أبو ظبي يكشف عن ترتيبات لحل مراضاة ومساومة في إشارة إلى مساعي التحالف الذي اعلن مؤخرا دفن “أوهام الانفصال” جنوب اليمن بجنوب السعودية.

    واشار الشعيبي إلى قلق القوى الجنوبية من تلك التحركات. وكان الملف اليمني شهد خلال الأيام الأخيرة اختراق جديد مع وصول وفد عماني إلى صنعاء ضمن مساعي احياء الهدنة. وأبدت صنعاء والرياض إشارات إيجابية بشأن ما يدور خلف الكواليس وما حمله الوفد العماني.

    السعودية.. تدخلات وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اليمن

    سر سعي السعودية لإنشاء منطقة عازلة مع اليمن
    الحصار والعدوان على اليمن

    بعد الاقتراب من العرش في السنوات الأخيرة، بذل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جهودًا متضافرةً لإعطاء صورة إصلاحية عن نفسه، والتظاهر بأن المقاربات التقليدية للسعودية قد ولت، وأن شعب هذا البلد سيعيش من الآن فصاعدًا بمزيد من الحرية في مجال الرأي والعمل والسلوك.

    ويحاول ابن سلمان تقديم نفسه على أنه ليبرالي جديد من خلال تطوير نماذج للحياة الأوروبية الحديثة في مشاريع كبيرة، متجاهلاً حقيقة أن الأساليب الاستبدادية مختلطة بروحه. وقد شهدنا هذا السلوك في مظاهر مختلفة خلال السنوات الماضية على صعيد القمع الداخلي، وزيادة أحكام السجن والإعدام بحق المعارضين السياسيين، وتفشي انتهاكات حريات الأقليات الدينية والدينية، والمهاجرين الأجانب، وانتهاكات حقوق المرأة، وانتشار الفساد.

    من ناحية أخرى، وضعت سلطات الرياض أسس سياستها الخارجية على كسب دعم القوى الغربية، لبقاء حكمها غير الديمقراطي في السعودية. إضافة إلى أنهم يبذلون جهودًا مكثفةً في تطوير الفكر الوهابي والتكفيري بناءً على هذا النهج في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى تدخل واسع لهذا البلد في الشؤون الداخلية للحكومات الإقليمية والدولية الأخرى والترويج للحرب ضد بعضها، بما في ذلك اليمن.

    ما سيتم النظر فيه في هذا المقال، هو أبعاد السياسات المتناقضة للحكومة السعودية على الصعيدين المحلي والدولي، ووصف الانتهاك الواسع النطاق للأسس الإنسانية في سلوك حكام السعودية.

    التدخل في اليمن، من الهيمنة السياسية إلى التوتر العسكري

    يعود تدخل السعودية في اليمن إلى ما قبل الثورة الشعبية في هذا البلد، أي عندما قدم الجيش السعودي مساعدةً غير محدودة للحكومة الاستبدادية لعلي عبد الله صالح في قمع حرکة أنصار الله، وقد أدى هذا الدعم في بعض الأحيان إلى تدخل مباشر وهجمات صاروخية على مواقع أنصار الله من قبل الجيش السعودي.

    ومع انطلاق الثورة الشعبية في اليمن، دخلت السعودية، التي كانت تخشى انتقال هذه الثورة إلى بلادها، ومن ناحية أخرى رأت حليفها الاستراتيجي في سيادة اليمن في خطر، علی خط تجاوز الثورة بالتعاون مع الولايات المتحدة، وبذريعة محاربة الإرهاب نجحت في إفشالها إلی حد ما.

    لذلك، فإن ما لوحظ في عملية كبح الثورة اليمنية، كان مساعٍ سعودية ـ غربية بمساعدة بعض المجموعات الداخلية لتحويل مسار هذه الثورة وإسنادها لأشخاص تابعين، وهو بالطبع كان له نتيجة عكسية، حيث تمكنت حركة أنصار الله من إزالة أركان حكم البلاد من أيدي الحركات التابعة للرياض.

    أدى فشل الرياض في احتواء ثورة الشعب اليمني إلى هجوم عسكري على هذا البلد. وفي هذا الصدد، أعطت السلطات السعودية الضوء الأخضر لتنظيم القاعدة الإرهابي للتحرك في المناطق الداخلية من اليمن.

    وأفاد موقع ” examiner” في تقرير، عن أنشطة شبكة سرية من جواسيس جهاز المخابرات السعودية بـ 30 ألف مرتزق في اليمن، ونقلاً عن تصريحات محلل لم يرغب في الكشف عن اسمه، أعلن أن جواسيس سعوديين يعملون في اليمن بأموال غير محدودة تقريبًا، ولديهم نفوذ كبير في هذا البلد.

    جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الهجوم على اليمن

    يمكن اعتبار أحد أهم مظاهر انتهاك السعودية لحقوق الإنسان في السنوات الأخيرة، بأنه عدوانها الجبان على اليمن. وعلى الرغم من أن هذا العدوان واجه رد فعل بعض المنظمات الحقوقية، إلا أنه لم يُتخذ أي موقف مهم من قبل المنظمات الدولية المؤثرة في معارضته.

    بالاعتماد على الأسلحة الغربية الأكثر تقدمًا، دمرت السعودية جميع البنى التحتية الاقتصادية تقريبًا والمراكز التجارية والثقافية المهمة والمستشفيات والمدارس، وحتى صوامع القمح والغذاء لأبناء أفقر دولة عربية في جوارها، وفي هجماتها المتواصلة على المناطق السكنية، قتلت آلاف اليمنيين العزل وشردت الملايين.

    وفي هذا الصدد، نشر مركز “عین ‌الإنسانیة” لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي أحدث تقرير عن الغزو السعودي لليمن، وقام بتحليل إحصائيات جرائم السعوديين ضد الإنسانية خلال آخر 2800 يوم من حرب اليمن.

    يؤكد هذا التقرير أنه خلال هذه الفترة استشهد أو جرح ما لا يقل عن 47673 يمنيًا، استشهد منهم 18013 شخصاً وجرح 29660 آخرون. وخلال الهجمات السعودية، استشهد ما لا يقل عن 4061 طفلاً يمنيًا، وجرح 4739 طفلاً. كما کان 2454 شخصاً من الشهداء و 2966 من الجرحى من النساء.

    وحسب هذا التقرير الإحصائي، دمر النظام السعودي 598 ألفاً و 737 منزلاً، و 182 منشأة جامعية، و 1679 مسجداً، و 379 مجمعاً سياحياً، و 415 مستشفى أو عيادة خلال عدوانه الذي استمر قرابة ثلاثة آلاف يوم. وكنتيجة لهجماتهم، دمر السعوديون أيضًا 1242 مدرسة ومركزًا تعليميًا، و 140 بنية تحتية رياضية، و 255 معلمًا أثريًا، و 61 مجمعًا إعلاميًا، و 10803 أراضٍ زراعية.

    كما يؤكد المركز أن المقاتلات السعودية دمرت خلال هذه الفترة 15 مطاراً، و 16 ميناء و 344 محطة توليد كهرباء و 7099 طريقاً وجسراً. کذلك، دمر السعوديون 616 شبكة اتصالات و 2974 شبكة مياه، و 2101 منشأة حكومية.

    وعلى الصعيد الاقتصادي، دمرت طائرات “العدوان” السعودية 407 ورشات و 385 صهريج وقود و 12030 مركزاً تجارياً، و 454 مزرعة مواشي ودواجن. كما دمرت أكثر من 10112 مركبة و 998 شاحنة توصيل طعام، و 700 سوق و 485 قارب صيد و 425 منطقة لتخزين الوقود.

    وأعلنت قناة المسيرة، الشهر الماضي، في تقرير نقلته عن المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية بصنعاء: “ارتفع عدد النازحين في 15 محافظة يمنية إلى خمسة ملايين و 159 ألفًا و 560 شخصًا بنهاية شهر أغسطس من العام الجاري.”

    المنظمات الدولية تکتفي بإصدار بيانات لا غير

    على الرغم من أن المنظمات الدولية لم تستطع التنصل من مسؤوليتها في تقديم بعض الإحصائيات الواضحة عن نتائج حرب التحالف السعودي في اليمن، إلا أنها لم تتخذ خطوةً جديرةً بالملاحظة لمطالبة الرياض بوقف الحرب.

    وفي هذا الصدد، أعلنت الأمم المتحدة، في أغسطس الماضي، أن عدد النازحين في اليمن يبلغ 4.3 ملايين، وأشارت إلى أن ثلثهم يعيشون في ظروف صعبة، بينما يحتاج أكثر من 23 مليون شخص في هذا البلد إلى مساعدات إنسانية وحماية بطريقة ما. كما توقعت الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص في اليمن الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، سيرتفع إلى 19 مليون شخص في ديسمبر.

    وفي تقرير تزامن مع الذكرى السابعة للهجوم على اليمن، أعلنت اليونيسف أن أكثر من 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وحسب هذا التقرير، سجّل معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال اليمنيين في بعض مناطق البلاد رقماً قياسياً جديداً، وارتفع بنسبة 10٪ هذا العام.

    ويعاني حوالي 325 ألف طفل يمني دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد والشديد، ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة. وقد عرّض الفقر المزمن وعقود من التخلف وأكثر من 7 سنوات من الحرب المستمرة، الأطفال اليمنيين وعائلاتهم لمزيج مميت من العنف والمرض.

    وفي عام 2020، أعلنت منظمة “إنصاف” لحقوق الإنسان أنه في عام 2019 وحده، وُلد ما يقرب من 30 ألف طفل ميتًا من أصل مليون و 122 ألفا و 781 مولودا، أي يموت ثلاثة أطفال كل ساعة بسبب هذا الحصار والعدوان القاسي.

    السعودية في عام 2022.. من أبشع جرائم القرن إلى التوترات النفطية مع الولايات المتحدة

    السعودية فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في اليمن

    بدأت السعودية، التي لديها أحد أكثر سجلات حقوق الإنسان سوادًا في العالم، عام 2022 بجريمة مروعة. ففي 12 مارس، استيقظ العالم على نبأ الإعدام الجماعي لـ 81 شخصًا في السعودية؛ وهو إجراء صدم جميع الأوساط القانونية والإنسانية.

    بداية عام 2022 بأبشع جريمة في القرن

    على الرغم من أن الإعدامات غير القانونية طبيعية في السعودية، فإن هذه هي أبشع جريمة ارتكبها آل سعود في العقود الماضية، حيث ذُبح الكثير من الناس باتهامات باطلة في يوم واحد فقط. أعدم النظام السعودي 63 شخصًا في يوم واحد عام 1980، بعد عام من استيلاء أعضاء طائفة مناهضة للحكومة على المسجد الحرام في مكة.

    لكن نصف ضحايا الجريمة الجديدة في السعودية بإعدام 81 شخصًا كانوا من الشيعة، ومن بينهم أشخاص كانوا دون السن القانونية عند القبض عليهم. وعلى الرغم من مزاعم نظام آل سعود بإجراء إصلاحات قضائية وإلغاء إعدام القاصرين، فإن الانتهاك الممنهج لهذا القانون وإعدام الأطفال والمراهقين الشيعة في السعودية مستمر. كما تم إعدام هؤلاء الأشخاص دون أن تعقد بحقهم أي محكمة رسمية ولم تثبت جرائمهم، وحُرموا أيضًا من توكيل محام لهم.

    ويرى العديد من المراقبين والخبراء، أن السعودية ارتكبت هذه الجريمة من خلال استغلال انشغال العالم بالأزمة الأوكرانية. حتى أن الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها، والتي تدار تحت إشراف الولايات المتحدة وبدولارات السعودية، لم تتخذ أي إجراء عملي للرد علی هذه الجريمة، واكتفت بإصدار بيانات ضعيفة، وهذه القضية جعلت السعوديين أكثر جرأةً لمواصلة جرائمهم.

    تجاهل بايدن لمزاعمه بشأن حقوق الإنسان وانتهازية ابن سلمان للقضاء على المعارضة

    كانت أزمة الطاقة في أوروبا وأمريكا الناجمة عن تداعيات الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فرصةً أخرى للرياض وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للخروج من عزلة استمرت عدة سنوات. حيث اضطر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يثبت أن جميع الادعاءات التي أدلى بها عندما دخل البيت الأبيض حول التعامل مع قضية حقوق الإنسان السعودية، لم تكن أكثر من مناورة.

    بايدن الذي طلب في وقت سابق من الدول الخليجية، وخاصةً السعودية، زيادة إنتاجها النفطي من أجل حل أزمة الوقود في أمريكا وأوروبا، بعد أن تلقى ردًا سلبيًا منهم، سافر إلى السعودية في منتصف يوليو 2022 ولاقى ترحيبًا باهتًا من السعوديين وابن سلمان نفسه.

    وعلى الرغم من المناورات العديدة التي قدمتها إدارة بايدن بشأن قضية حقوق الإنسان السعودية، بما في ذلك مقتل جمال خاشقجي، لكن اتضح أن الحصول على موافقة الرياض على زيادة إنتاج النفط، أهم بكثير من الحصول على رضا الرأي العام للشعب الأمريكي والدول الأخرى، التي كانت تأمل في الوفاء بوعودها بمعاقبة السعودية.

    وبينما كان بايدن يسعى إلى عدة أهداف من زيارته للسعودية، منها مواجهة نفوذ الصين وروسيا في المنطقة، وإنشاء تحالف عربي إسرائيلي ضد إيران، وحل أزمة الطاقة الأوروبية والأمريكية، وما إلى ذلك، لكن يبدو أن محمد بن سلمان كان الجانب الرابح من هذه الزيارة، حيث استطاع أن يبدأ موجةً جديدةً وحادةً من القمع لخصومه بعد خروجه من عزلة استمرت عامين.

    السعودية تحطِّم الرقم القياسي في الإعدام والسجن لفترات طويلة

    السعودية التي اتخذت في بداية فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية، سلسلةً من الإجراءات الشکلية بشأن حقوق الإنسان والإفراج المشروط عن عدد من النشطاء، من بينهم الناشطة السعودية “لجين الهذلول”، أصدرت خلال الأشهر الماضية أحكامًا غريبةً وغير مألوفة بحق المعارضين. في غضون ذلك، تلقت الناشطة السعودية “سلمى شهاب” واحدةً من أكثر الأحكام إثارةً للجدل من النظام القضائي السعودي، وحكم عليها بالسجن 34 عامًا لمجرد نشرها بضع تغريدات. لكن هذا لم يكن نهاية القصة، وبعد ذلك تم الحكم على نورة القحطاني، ناشطة سعودية أخرى، بالسجن 45 عامًا.

    كما حكمت المحكمة السعودية على مهدية المرزوقي، طبيبة تونسية تعيش في السعودية، بالسجن لمدة عامين و 8 أشهر لكتابتها تغريدةً لدعم حزب الله اللبناني. لكن بعد ذلك خالفت الحكم المذكور، وحاكمتها مرةً أخرى وحكمت عليها بالسجن 15 عاماً. کذلك، أصدر القضاء السعودي حكماً بالسجن لفترات طويلة على عدد من الدعاة السعوديين، ورفع عقوبة الشيخ “ناصر العمر” من 10 سنوات إلى 30 عاماً. كما حكم على الشيخ “عبد الرحمن المحمود” بالسجن 25 عاماً، والشيخ “عصام العويد” 27 عاماً، والشيخ ابراهيم الدويش 15 عاماً.

    كما انتهك النظام القضائي السعودي الإفراج عن إمام المسجد الحرام السابق صالح آل طالب، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات. أيضًا زاد مذكرة توقيف الداعية الإسلامي إبراهيم الناصر من 3 أشهر إلى 3 سنوات، ثم إلى السجن 15 سنة.

    ومن بين أوامر الاحتجاز طويلة الأمد الأخرى الصادرة، يمكن أن نذكر ما يلي: صالح التويجري(15 سنة)، الشيخ إبراهيم الدويش(15 سنة)، محمد الألمعي(20 سنة)، الشاعر وسام سعد كده(14 سنة)، محمد الجديعي(18 سنة)، قاسم الألمعي(8 سنوات)، علي الألمعي(23 سنة)، وعبد الرحمن المحمود (25 سنة).

    يوسف المناسف، علي السبيتي، عبد الله الدرازي، جواد آل قريريص، عبد الله الحويطي، وجلال آل اللباد، مع اثنين من المراهقين الآخرين، من بين الأشخاص الذين حكم عليهم النظام القضائي السعودي بالإعدام هذا العام، بتهم مثل المشاركة في مظاهرات سلمية. ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن كل هذه الأعمال اللاإنسانية للسعودية قد تم تنفيذها في غضون بضعة أشهر فقط، ويتوقع المراقبون أن هذا العام سيكون أكثر دمويةً بالنسبة للسعوديين.

    وبينما تضاعف عدد الإعدامات في السعودية في عام 2022 مقارنةً بالعام الماضي، حسب تقرير وكالة فرانس برس، حذر موقع الحرة، نقلاً عن مصادر مطلعة، من خطة السعودية الخطيرة لعمليات الإعدام الجماعية خلال عطلة عيد الميلاد. حيث تعتزم السلطات السعودية استخدام عطلة رأس السنة كغطاء لارتكاب فظائع، كما فعلت في 2016، عندما أعدمت ما لا يقل عن 50 شخصًا، بينهم عدة أطفال، في أواخر ديسمبر/كانون الأول. ويقال إن نظام آل سعود يخطط لإعدام ما لا يقل عن 60 معارضاً في جولة الإعدامات الجديدة.

    العلاقات الأمريكية السعودية؛ من التوترات النفطية إلى الحصانة القضائية لابن سلمان

    بينما كان بايدن يأمل بعد رحلته إلى المنطقة، أن تساعد السعودية في استقرار أسعار الطاقة في السوق العالمية من خلال زيادة إنتاج النفط، لكن الاتفاق بين موسكو والرياض في أوبك بلس لخفض إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميًا، خيِّب كل هذه الآمال الأمريكية وبالطبع کان بداية التوترات النفطية بين أمريکا والسعودية.

    أصبحت العلاقات بين الرياض وواشنطن متوترةً إلى حد ما خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب السياسات النفطية، وذهب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى حد التهديد بحظر بيع الأسلحة للسعودية، وهو ما كان بالطبع مجرد مناورة، وتم تبادل سلسلة من الاتهامات المتبادلة بين الجانبين.

    كما أثارت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية ومشاركته في القمة الصينية العربية في الرياض في 9 ديسمبر 2022، بعض التكهنات حول ظهور خلافات في العلاقات الأمريكية السعودية. لكن الحقيقة أن السعوديين يعتمدون كليًا على الولايات المتحدة في مختلف المجالات، وخاصةً في المجال العسكري ومجال الأسلحة، ولا يمكننا الحديث عن توتر خطير في العلاقات بين الجانبين، أو أن السعودية على سبيل المثال تخطط لاستبدال الولايات المتحدة بالصين وروسيا.

    وفي حين أن الخلافات النفطية بين الرياض وواشنطن لم يتم حلها بالكامل بعد، فقد أصدرت وزارة العدل الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حكماً بشأن الحصانة القضائية لمحمد بن سلمان من قضية خاشقجي، لتفقد جميع مزاعم حقوق الإنسان الأمريکية بريقها، وهو حكم واجه انتقادات كثيرة داخل وخارج الولايات المتحدة.

    يعلم محمد بن سلمان جيدًا أنه بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة للوصول إلى العرش، وإذا كان من المفترض أن يحدث انتقال السلطة في السعودية خلال فترة وجود بايدن في البيت الأبيض، فإن الأجواء المتوترة للعلاقات مع واشنطن في المرحلة الحالية ليست في مصلحة ولي العهد السعودي الطموح.

    الاعتراف بالهزيمة في حرب اليمن

    السعودية، التي شرّدت وقتلت ملايين المدنيين اليمنيين الأبرياء منذ عام 2015 بشن حرب عقيمة ومدمرة، وخلقت أكبر كارثة إنسانية، في مارس 2022، وهي الذكرى الثامنة لحرب اليمن، وافقت على وقف إطلاق النار بينما رأت جميع أوراقها محترقةً.

    عدم القدرة على التعامل مع الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة للقوات المسلحة اليمنية، والهزائم المتتالية على جبهة مأرب، وتصاعد الخلافات مع الإمارات وانهيار التحالف الحربي السعودي، والتكاليف الباهظة لشراء الأسلحة، والظروف الإقليمية والدولية وإلخ، كانت من بين العوامل التي أجبرت السعوديين على قبول وقف إطلاق النار.

    ورغم أن السعودية انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في أبريل/نيسان وتم تمديده حتى أكتوبر/تشرين الأول، ولم تلتزم بأي بند من بنوده، لكن الكثيرين يرون في هذا الاتفاق علامةً على اعتراف الرياض بالهزيمة في الحرب اليمنية، وأن السعوديين توصلوا إلى استنتاج مفاده بأنه لم يعد بإمكانهم الاستمرار في الوجود في المستنقع اليمني.

    بطبيعة الحال، بعد الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار من قبل السعودية، رفض اليمنيون تمديد وقف إطلاق النار، وأعلنوا أنه إذا لم ينته العدوان السعودي والحصار على الشعب اليمني، فإن الخيار العسكري لليمنيين لا يزال مطروحًا على الطاولة.

    إشارات تطبيع العلاقات بين السعودية والکيان الصهيوني

    منذ منتصف عام 2022 وبعد زيارة بايدن للسعودية، كثر الحديث، وخاصةً من الإعلام العبري، عن تطبيع وشيك للعلاقات بين الرياض وتل أبيب. وبلغ هذا الأمر ذروته مع عودة اليمين المتطرف للکيان الإسرائيلي إلى السلطة وإعادة انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء. حتى أنه في الأسابيع القليلة الماضية، تتحدث السلطات السعودية والصهيونية رسميًا عن رغبتها في الكشف عن اتفاق تسوية.

    وفي هذا السياق، اعترف وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية “عادل الجبير” مؤخرًا، باقتراب موعد الكشف عن العلاقات العلنية بين الرياض وتل أبيب، وقال إن العلاقات بين السعودية و”إسرائيل” تتجه نحو التطبيع، وهذا خيار استراتيجي. كما أعلن مسؤولون سعوديون كبار، أن تطبيع هذه الدولة مع الکيان الإسرائيلي مسألة وقت فقط.

    لكن المؤشر الأحدث والأكثر وضوحًا للتقارب بين السعودية والکيان الصهيوني، كان مقابلة نتنياهو مع قناة “العربية” السعودية، والتي أعلن خلالها نتنياهو أنه ملتزم بالتطبيع الكامل للعلاقات مع الرياض. وفي هذا السياق، أعلنت قناة I24 الإخبارية الإسرائيلية قبل أيام من خلال نشرها تقريرًا، أن السعودية تنتظر تولي بنيامين نتنياهو رسميًا رئاسة الحكومة الإسرائيلية من أجل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

    ويرى المراقبون أن السعودية وولي عهدها الشاب، اللذين حاولا تمهيد الطريق للرأي العام السعودي والدول العربية بأسرها لتوقيع اتفاق التطبيع مع الصهاينة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ينظران إلى عودة نتنياهو إلى السلطة على أنها فرصة جيدة لتحقيق ذلك.

    وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن ابن سلمان طرح شروطاً لتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي، ومن بين هذه الشروط الحفاظ على دعم الولايات المتحدة للسعودية، والتزام الولايات المتحدة بإرسال الأسلحة إلى الرياض كما لو أن السعودية هي واحدة من دول الناتو، وإبرام عقد يسمح للسعوديين باستخدام الاحتياطيات الضخمة من اليورانيوم للبرنامج النووي.

    محمد بن سلمان الذي حصل، إضافة إلی احتفاظه بمنصب ولي العهد، على منصب رئيس الوزراء من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قبل بضعة أشهر، يری نفسه الآن على وشك الجلوس على العرش، ويواصل قمع المعارضة بمزيد من راحة بال، ويعتقد البعض أن انتقال السلطة في السعودية قد يحدث حتى قبل وفاة الملك سلمان.

    حسب المؤشرات المتوافرة، فإن من أولويات ابن سلمان في سياسته الخارجية تطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني، وفي هذه الحالة ستنتهي جميع ادعاءات آل سعود فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وخاصةً أنه مع تنصيب حكومة نتنياهو الفاشية، ستبدأ موجة جديدة من الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين.

    فضيحة مدوية لـ تويتر.. مجرد سلاح حرب بيد وزارة الدفاع الأمريكية

    فضيحة مدوية لـ تويتر.. مجرد سلاح حرب بيد وزارة الدفاع الأمريكية

    نشرت وسائل إعلام روسية تقريراً وُصف بالـ “الفضيحة المدوية” وكشف أن موقع “تويتر” يساعد وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون في تنفيذ عمليات نفسية سرية عبر الإنترنت لسنوات ضد سكان الشرق الأوسط ومناطق أخرى”.

    وبحسب التقرير فقد “تم نشر معلومات عن أولويات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط عبرها، بما في ذلك الترويج للرسائل المعادية لإيران والحرب في اليمن”.

    وعليه فإن “شبكة الملفات الشخصية دفعت بالخطابات المناهضة لروسيا والصين ودول أخرى”، فعلى سبيل المثال ” اتُهمت إيران بـ “إغراق” العراق بـ”الكريستال ميثامفيتامين”.

    ويؤكّد التقرير “علم مديرو المواقع رفيعو المستوى بشبكة واسعة من الحسابات ذات البيانات الشخصية المزيفة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، ولم يحظرها “تويتر”.

    جدير بالذكر أنه في أغسطس 2022 كان قد كشف مرصد ستانفورد للإنترنت عن شبكات مماثلة على “فيسبوك” و”تويتر” و”تلغرام” وتطبيقات أخرى.

    دبلوماسية بايدن في اليمن تعني الانحياز إلى جانب السعودية – ويمكن أن تشعل فتيل حرب شاملة

    دبلوماسية بايدن في اليمن تعني الانحياز إلى جانب السعودية – ويمكن أن تشعل فتيل حرب شاملة
    دبلوماسية بايدن في اليمن تعني الانحياز إلى جانب السعودية – ويمكن أن تشعل فتيل حرب شاملة

    عندما دعا السناتور بيرني ساندرز إلى التصويت على قرار سلطات الحرب الذي من شأنه أن يمنع دعم الولايات المتحدة للجهود الحربية التي تقودها السعودية في اليمن، تراجعت إدارة بايدن على الفور. وحذر البيت الأبيض من أن القرار سيقوض الجهود الدبلوماسية ويؤدي إلى الحرب التي كان يحاول إنهاءها.

    “تعارض الإدارة بشدة قرار سلطات حرب اليمن على عدد من الأسس، لكن خلاصة القول هي أن هذا القرار غير ضروري وسوف يعقد إلى حد كبير الدبلوماسية المكثفة والمستمرة لإنهاء الصراع حقًا، ”كما جاء في نقاط الحديث في البيت الأبيض. عممت سرا. في عام 2019، غابت الدبلوماسية وكانت الحرب مستعرة. ليس هذا هو الحال الآن. بفضل دبلوماسيتنا التي لا تزال مستمرة وحساسة، توقف العنف على مدار تسعة أشهر تقريبًا “.

    ومع ذلك، فإن ادعاءات البيت الأبيض بأن دبلوماسيته تعمل ، تقوضها تحركاته السياسية والواقع على الأرض. وقف مبعوث الرئيس جو بايدن للصراع باستمرار إلى جانب التحالف السعودي ضد حركة الحوثيين التي تسيطر على جزء كبير من البلاد. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار خلال فصلي الربيع والصيف قد وفر فترة راحة للضحايا المدنيين بسبب القصف، إلا أن الحصار السعودي المستمر والحرب الاقتصادية ضد اليمنيين يديم الأزمة الإنسانية في البلاد – والتي اعتبرتها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم.

    قال منتقدو السياسة الأمريكية في الصراع إنه بدون اتباع نهج عادل للصراع بحثًا عن حل سياسي وتخفيف الأزمة الإنسانية، لا يمكن اعتبار مكائد إدارة بايدن جهودًا صادقة في الدبلوماسية.

    قال جمال بن عمر، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن حتى عام 2015 ، لموقع The Intercept: “لم يكن هناك أي تقدم دبلوماسي على الإطلاق”. لم تكن هناك عملية سياسية أو مفاوضات أو حتى احتمال حدوثها. لذلك يمكن استئناف حرب شاملة في أي وقت “.

    الانقسامات في اليمن – مع سيطرة التحالف السعودي على حقول النفط والموانئ الجنوبية، والسيطرة الحكومية التي يقودها الحوثيون على الأراضي في الشمال والتي تضم حوالي 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون نسمة – تزداد ترسخًا. لكن بدلاً من طلب تنازلات من حلفائها في التحالف السعودي، ساهم انحياز الإدارة في انهيار الدبلوماسية.

    على الرغم من أن العنف لم يعد إلى مستوياته السابقة منذ انتهاء وقف إطلاق النار في أكتوبر، إلا أن القتال  مستمر على طول بعض الخطوط الأمامية للحرب. حذر الحوثيون من أن ضبط النفس لن يدوم طويلاً وسط المأزق الحالي والحصار المستمر لواردات الوقود. وقالوا إنه إذا لم يتم تخفيف الحظر، فإنهم سيغلقون بشكل متبادل ممرًا مائيًا قريبًا مهمًا لأسواق النفط العالمية. الوضع يزداد تفجرًا.

    وقال بن عمر “كان هناك هدوء في القتال ، ولكن بما أنه لم يكن هناك جهد منسق لدفع العملية السياسية إلى الأمام، فإن الهدوء مؤقت وكل الأطراف تستعد للأسوأ”. “الوضع هش للغاية لأن اليمن مشتت الآن ولديك مناطق مختلفة من اليمن تحت سيطرة أمراء الحرب المختلفين.”

    هدنة

    الدفعة الدبلوماسية إلى حد كبير التي استشهد بها البيت الأبيض في معارضة قرار ساندرز بشأن سلطات الحرب – وهي دفعة غير فعالة حتى الآن تمنح المملكة العربية السعودية مجالًا للمناورة – تتبع النمط الذي اتبعته منذ وقت مبكر من الإدارة، عندما تعهد بايدن بالعمل نحو إنهاء “العمليات الهجومية” لحرب اليمن ، وانخرطت المملكة العربية السعودية في حملة القصف الأكثر عدوانية تحت عنوان “العمليات الدفاعية”.

    في ظل هذه الظروف ، ظل التقدم نحو المعاهدة بعيد المنال. في حين أن جماعة الحوثي اكتسبت بشكل مطرد الأراضي – والدعم السياسي في البلاد – حافظت الحكومة المدعومة من السعودية وغيرها من الميليشيات المتحالفة معها على السيطرة على المناطق الغنية بالنفط والموانئ في الجنوب، مما مكّن من فرض الحصار. رفض بايدن الدعوات للضغط على السعودية لتخفيف الحصار عندما كان هناك أسوأ أزمة وقود في تاريخ اليمن. بدلاً من ذلك، عندما علق مسؤولو الإدارة، تجنبوا تسمية السعوديين، ودعوا بدلاً من ذلك “جميع الأطراف” إلى السماح باستيراد الوقود دون عوائق.

    مع استمرار الحصار وتفاقم أزمة الوقود، هاجم الحوثيون إمارة أبوظبي أواخر يناير / كانون الثاني 2022 بهجومين منفصلين، أحدهما وصل إلى قاعدة عسكرية أمريكية. في مارس / آذار، استهدف الحوثيون موقع تخزين تابع لشركة النفط الوطنية السعودية، في ثاني أجرأ هجوم على منشآت نفطية سعودية. وبدلاً من إقناع السعوديين بخفض التصعيد ، تعهدت إدارة بايدن بالدفاع عن الرياض وأبو ظبي ضد ما وصفته بالهجمات “الإرهابية”.

    ومع ذلك، أصبح الخطر على إمدادات النفط العالمية واضحًا، وهو خطر لم يكن البيت الأبيض مهتمًا به في خوض الانتخابات النصفية والحرب بين روسيا وأوكرانيا. بعد أسبوع من الهجوم على البنية التحتية النفطية السعودية، تمكنت الأمم المتحدة، بدعم من الولايات المتحدة، من جعل جميع الأطراف تتفق على هدنة تسمح بإجراء محادثات حول تسوية للصراع المستمر منذ سنوات. قال بروس ريدل، المحلل المخضرم في وكالة المخابرات المركزية وزميل معهد بروكينغز، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “قبل السعوديون الهدنة بعد أن أدركوا في وقت متأخر أنهم يخسرون في مستنقع باهظ الثمن”. “ساعد فريق بايدن في إيصالهم إلى تلك النقطة جنبًا إلى جنب مع الكثير من المساعدة من الأمم المتحدة وسلطنة عمان.”

    سمحت الهدنة التي استمرت شهرين بوقف جميع الضربات الجوية السعودية والقتال البري وتيسير واردات الوقود إلى شمال اليمن، مقابل وقف صواريخ الحوثيين وضربات الطائرات المسيرة على السعودية. تم تعليق وقف إطلاق النار إلى حد كبير واستمر في التجديد حتى 2 أكتوبر / تشرين الأول، عندما رفضت حكومة الحوثيين تجديده مرة أخرى.

    ألقت حكومة الحوثيين باللوم على الرياض والولايات المتحدة في تجنب القضية الأهم للتحالف بقيادة الحوثيين: مدفوعات الرواتب الشهرية لموظفي الدولة. منذ عام 2016، نقلت الحكومة المدعومة من السعودية البنك المركزي اليمني إلى الأراضي التي تسيطر عليها، متهمة حكومة الحوثيين بتحويل أموال البنك إلى المجهود الحربي، وهي تهمة وجد مراقبون دوليون وجماعات إغاثة أنها لا أساس لها من الصحة. وعدت الحكومة المدعومة من السعودية بالاحتفاظ بسياسة البنك المتمثلة في دفع رواتب جميع الموظفين العموميين، الذين يقدر عددهم بمليون موظف يدعمون حوالي 10 ملايين آخرين، لكنها خرقت كلمتها، وحرمت ملايين اليمنيين من مصدر دخلهم الوحيد.

    وضع التحالف بقيادة الحوثيين قضية دفع الرواتب كشرط لتجديد الصفقة، لكن السعوديين وافقوا فقط على رواتب العاملين في قطاعي الصحة والتعليم. أكد الحوثيون أن عائدات صادرات النفط في المناطق الخاضعة للحكومة المدعومة من السعودية، والتي ستمثل ما يقرب من 70 في المائة من ميزانية اليمن، يجب تخصيصها لدفع رواتب جميع الموظفين العموميين. لا يمكن لأي دبلوماسية يقودها بايدن – مكثفة أو حساسة أو مستمرة أو غير ذلك – إقناع السعوديين بالتوقف عن تحويل أموال الموظفين العموميين اليمنيين إلى الرياض.

    لم يتم إحراز تقدم يذكر في مسألة رواتب الموظفين العموميين. وصف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مطالبة حكومة الحوثيين بدفع رواتب جميع الموظفين العموميين بأنها “غير واقعية” و “متطرفة”. خلال جلسة استماع في الكونجرس في ديسمبر / كانون الأول، ألقى مبعوث بايدن إلى اليمن، تيم ليندركينغ، باللوم على حكومة الحوثيين في المأزق الحالي، منتقدًا “مطالبة الحوثيين في اللحظة الأخيرة الحكومة اليمنية بتحويل عائدات تصدير النفط المحدودة لدفع رواتب مقاتلي الحوثيين النشطين”.

    ما اعتبرته الولايات المتحدة غير واقعي هو في الواقع مطلب من الديمقراطيين في الكابيتول هيل. ما طالبت به صنعاء كشرط لتجديد الصفقة لم يكن مستحيلاً أو حتى غير واقعي. دعت مجموعة من 16 من أعضاء مجلس الشيوخ – إلى جانب العديد من منظمات الإغاثة – بايدن في مايو 2021 لإنهاء الحصار السعودي. في حين أن إدارة بايدن قررت إبقاء الحصار وسيلة ضغط في المفاوضات، قال أعضاء مجلس الشيوخ إن الحظر “يجب أن ينتهي اليوم ويفصل عن المفاوضات الجارية”.

    بالنسبة للمنتقدين، فإن موقف إدارة بايدن – معتبرة أن المدفوعات للموظفين العموميين اليمنيين هي تكلفة باهظة للغاية لإقرار وقف جديد لإطلاق النار – ليس نهجًا جادًا لإنهاء الحرب.

    قالت شيرين الأديمي، الأستاذة المساعدة في جامعة ولاية ميشيغان وزميلة غير مقيمة في معهد كوينسي، “هذه المطالب تفيد العمال اليمنيين العاديين، وليس حكومة صنعاء نفسها”، في إشارة إلى حكومة الحوثيين في العاصمة صنعاء. أ. “ما هو” غير الواقعي “بل والقاسي، مع ذلك، هو الاستمرار في حرمان ملايين الموظفين العموميين من رواتبهم لسنوات عديدة وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار بسبب مطلب إنساني، وليس سياسي أو عسكري”.

    الدبلوماسية إلى لا مكان

    كان الهدوء النسبي في القتال ووقف القصف الذي شهدته البلاد منذ أبريل نيسان نادرا. ومع ذلك، كان تأثيره على الفئات الأكثر ضعفاً ضئيلاً. نتج الكثير من معاناة اليمنيين عن الحصار وتكتيكات الحرب الاقتصادية الأخرى، وليس الرصاص والقنابل.

    يترك الوضع الراهن للحوثيين حافزًا ضئيلًا للحفاظ على هدنة تسبب البؤس للسكان الذين يحكمونهم دون أي تنازلات جدية حول الحصار أو مدفوعات لموظفي الخدمة العامة. في المقابل، عرضت حكومة الحوثيين وقف قصفها للسعودية وشركائها في التحالف. ووافقت السعودية، بتشجيع من البيت الأبيض، على تخفيف القيود فقط على واردات الوقود.

    في أواخر الشهر الماضي، عاد المفاوضون العمانيون إلى شمال اليمن، وحثوا الحوثيين على الجلوس مع السعوديين لمناقشة القضيتين. رفض عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثي، العرض باعتباره محاولة سعودية أخرى للتهرب من معالجة الأزمة الاقتصادية أولاً، والتي شدد على ضرورة فصلها عن أي قضايا أخرى يجري التفاوض بشأنها. كانت رسالة الحوثيين بسيطة بحسب مصدر مطلع على المحادثات: دفع رواتب جميع الموظفين العموميين، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة الشمالي ومطار صنعاء، ومن ثم يمكن للطرفين الجلوس معًا للتفاوض على شروط أخرى.

    ومع ذلك، يبدو من غير المرجح أن يتزحزح السعوديون والإماراتيون. حتى الآن، لم يقدموا تنازلات إلا في مواجهة العنف الموجه ضد أبوظبي وحقول النفط السعودية، وليس من خلال المفاوضات التي يقودها بايدن.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    شعيب المساوى