ورد الآن.. مشاهد للغارات التي استهدفت العاصمة صنعاء ولحظة وصول الصاروخ بانفجار شديد (فيديو وصور)

شن العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، غارات عدوانية على العاصمة صنعاء.

وهزت انفجارات كبيرة اثر سقوط غارات عدوانية على العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال مواطنون ان الغارات العدوانية استهدفت “الحفا” في منطقة “نقم” و“عطان” جنوب غرب العاصمة صنعاء، وأكدوا أن الصواريخ شديدة الانفجار.

وكانت القوات اليمنية، استهدفت منطقة يافا المحتلة “تل أبيب” بصاروخ فرط صوتي صباح اليوم، فشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراضه وتسبب باصابة العشرات من الصهاينة.

 

عاجل الآن.. انفجارات عنيفة اثر غارات عدوانية على العاصمة صنعاء (أماكن الإستهداف)

عاجل الآن.. سلسلة غارات عنيفة لطائرات التحالف على العاصمة صنعاء مستهدفة هذه الأماكن (الأماكن المستهدفة)
جرائم الإحتلال.. الغارات الصهيونية على غزة تعطل مختبر كورونا الوحيد فيها

شن العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، غارات عدوانية على العاصمة صنعاء.

وهزت انفجارات كبيرة اثر سقوط غارات عدوانية على العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال مواطنون ان الغارات العدوانية استهدفت “الحفا” في منطقة “نقم” و“عطان” جنوب غرب العاصمة صنعاء، وأكدوا أن الصواريخ شديدة الانفجار.

وكانت القوات اليمنية، استهدفت منطقة يافا المحتلة “تل أبيب” بصاروخ فرط صوتي صباح اليوم، فشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراضه وتسبب باصابة العشرات من الصهاينة.

ورد الآن.. مشاهد حصرية للغارات التي استهدفت العاصمة صنعاء ولحظة وصول الصاروخ بانفجار شديد (فيديو وصور)

“القسام” تعلن تفاصيل الإجهاز على ثلاثة جنود صهاينة طعنا بالسكين و”سرايا القدس” تعلن استهداف محور نتساريم بالصواريخ

أعلنت كتائب القسام، اليوم السبت، أن مقاتليها أجهزوا على ثلاثة “جنود إسرائيليين طعنا بالسكاكين، واغتنام أسلحتهم واقتحام منزل وقتل جنديين آخرين من مسافة صفر وسط جباليا شمالي قطاع غزة”.

وكانت “القسام” قد أعلنت أمس الجمعة الماضية، أن مقاتلا في صفوفها تنكر بلباس “جنود الجيش الإسرائيلي” وفجر نفسه بقوة صهيونية مكونة من 6 جنود بواسطة حزام ناسف.

وأشارت إلى أنه “وبعد ساعة من الحدث.. تنكر نفس المُجاهد بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة صهيونية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في القوة وإيقاعها بين قتيل وجريح”.

يأتي ذلك في ظل تصاعد العمليات النوعية التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد قوات الاحتلال لليوم 442، موقعة خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الاحتلال.

“سرايا القدس” تعلن استهداف محور نتساريم بالصواريخ

بدورها، أعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” اليوم السبت استهداف محور نتساريم بقصف مكثف بصواريخ “107”. وجاء في بيان “سرايا القدس”: “قصفنا برشقة صاروخية من نوع (107) موقع قيادة وسيطرة يتبع للعدو في محور “نتساريم” وقد رصد مقاتلونا هبوط طائرة مروحية في المكان المستهدف لإجلاء المصابين”.

عرضت “سرايا القدس” في وقت سابق مشاهد من تنفيذ عملية “استحكام مدفعي” على مقر قيادة وسيطرة إسرائيلي وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وأظهرت اللقطات عملية رصد ومراقبة قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة وسط المنازل السكنية التي دمرت معظمها، ثم بدء إطلاق قذائف نحو تجمعات الجنود.

شُكرًا لأهلنا في اليمن.. قيادةً وشعبًا.. وصواريخ.. ومُسيّرات

شُكرًا لأهلنا في اليمن.. قيادةً وشعبًا.. وصواريخ.. ومُسيّرات

بعد ساعاتٍ معدودة من العُدوان الجوّي الإسرائيلي بـ 16 طائرة الذي استهدف مواقع مدنيّة في العاصمة اليمنيّة (صنعاء) وميناء الحديديّة، وتهديد بنيامين نتنياهو بأنّه سيقطع اليد التي ستمس كيانه، ويُدفّع صاحبها ثمنًا باهظًا، جاء ردّ الجيش اليمني مُزَلزِلًا، وبصاروخيّ فرط صوت (فِلسطين 2) وصلت إلى أهدافها في وسط يافا (تل أبيب)، وأرسلت صفّارات الإنذار التي رصدتها مِئات الآلاف من المُستوطنين إلى الملاجئ.

السّاحة اليمنيّة ما زالت مُتضامنة بالأفعال مع أهلنا في قطاع غزة الذين يُواجهون حرب إبادة وتجويع في وقتٍ تخلّى عنهم جميع قادة العرب والمُسلمين، وباتوا يُواجهون المجازر والتّجويع والتّعطيش وحدهم دُونَ أي سند أو دعم، حتّى ولو بالمُظاهرات الاحتجاجيّة.

نتنياهو المُتغطرس قالها وبقمّة الوقاحة والغطرسة “بعد حركة حماس وحزب الله ونظام الأسد، أصبح الحوثيّون الذّراع الأخير المُتبقّي من محور الشّر الإيراني”، ولكن مِثل هذه التّهديدات المصحوبة بالغارات الجويّة لن تمر دون رد حيث أعلن السيّد محمد علي الحوثي، عُضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” أن “الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وأمريكا الإرهابيتين ضدّ اليمن لن تُثني اليمن عن القيام بواجبها الإسنادي لأهلنا في قطاع غزة”.

هذا هو اليمن الذي نعرفه، ونُحبّه، صاحب الإرث الأضخم في الكرامة والوطنيّة ونُصرة الشعب الفِلسطيني وقضيّته العادلة بعد أنْ تخلّى عنه الجميع تقريبًا، ويكفي هذا الشعب الذي قدّم ويُقدّم يوميًّا مِئات الشّهداء، أنّ هذا اليمن وشعبه يقف إلى جانبه، وتتعانق دماء شُهدائه مع نُظرائهم في القطاع البطل، في هذه اللّحظات الحَرِجَة في تاريخ الأُمّة.

تهديدات نتنياهو لن تُخيف الأشقّاء اليمنيين شعبًا وقيادة، ولن تدفعهم لوقف إسنادهم البُطولي للصّامدين الأبطال في قطاع غزة، فاليمن لا يُهدّد، ويترك الأفعال هي التي تتحدّث باسمه، ونيابةً عنه، ولو كان يخاف لما حقّق سابقة عسكريّة وتاريخيّة بقصف ثلاث حاملات طائرات أمريكيّة بالصّواريخ وأعطبها، ودفعها إلى الهُروب من البحر الأحمر وبحر العرب، ومُعظم مياه المُحيط الهندي، فالخوف غير موجود مُطلقًا في قاموسه، والتّاريخ يشهد.

صواريخ “أنصار الله” ومُسيّراته هي التي جعلت ميناء “أم الرشراش” (إيلات) في مدخل خليج العقبة يُعلن إفلاسه كُلّيًّا ممّا يعني، وبعد هجمات استهدفت 212 سفينة تجاريّة إسرائيليّة، أو تحمل بضائع لدولة الاحتلال، منع أكثر من 86 بالمئة من التجارة البحريّة الإسرائيليّة عبر البحرين الأحمر والعربي مُتوقّفة كُلّيًّا.

القيادة اليمنيّة لم ولن تذهب إلى الأمم المتحدة باكيةً شاكيةً بعد “العُدوانات” الأمريكيّة والإسرائيليّة والبريطانيّة التي لم تتوقّف في استهدافها لمدنه وموانئه وعاصمته، ولم تُوقف هذه القيادة دعمها ومُساندتها للأهل في قطاع غزة، وجعلت الصّواريخ فرط صوت والمُسيّرات هي التي تتكلّم باسمها، بلُغةِ كرامةٍ عربيّةٍ إسلاميّةٍ لا لحن فيها.

نعم نعيش كعرب ظُروفًا وانتكاسات صعبة على أكثر من جبهة بسبب استسلام حُكومات وجُيوش عربيّة للمكْر الصهيونيّ المدعوم أمريكيًّا، ومن دول حزب النّاتو، وبعض الأنظمة العربيّة المُتواطئة، ولكنّها مرحلة قاتمة السّواد ستمر حتمًا، وسينتفض المارد العربي وسيخرج من قُمْقُم الإذعان المُذل، تمامًا مثلما انتفض أبطال طُوفان الأقصى في غزة، وأصابوا العدو في مقتل وأذلّوه على الصُّعُد كافّة.. والأيّام بيننا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الباري عطوان
رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم

اعتراف “أمريكي إسرائيلي” باختراق “الصاروخ اليمني” جميع منظومات الدفاع الجوية بينها “منظومة ثاد” الأمريكية ووصوله الى “تل أبيب”

اعتراف "أمريكي إسرائيلي" باختراق "الصاروخ اليمني" جميع منظومات الدفاع الجوية بينها "منظومة ثاد" الأمريكية

أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم السبت، عن استهداف هدف عسكري للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي نوع فلسطين 2. وأوضحت القوات المسلحة في بيان، أن القوة الصاروخية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي نوع فلسطين2. وأكد البيان أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة ولم تنجح الدفاعات والمنظومات الاعتراضية في التصدي له.

وأكدت أمريكا وإسرائيل، تجاوز الصاروخ فرط صوتي اليمني ” فلسطين2″ الذي ضرب تل أبيب كافة المنظومات الاسرائيلية والأمريكية.

وقال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن ومسؤول المناصرة في الكونجرس الامريكي سيف المثنى في تدوينة على منصة (إكس): “الصاروخ الذي انطلق من ‎صنعاء، أصاب مؤخرة تل أبيب هذه المرة”. مضيفاً: “وصل الصاروخ وتجاوز القبة الحديدية ومنظومة ثاد الدفاعية”.

بدورها، أكدت قناة “كان” العبرية أن “القوات الجوية” للعدو تواصل التحقيق في سبب فشل صواريخ “حيتس” و”القبة الحديدية” الاعتراضية التي تم إطلاقها الليلة على الصاروخ اليمني الباليستي، مضيفة أنه في البداية تم إطلاق صاروخ اعتراضي من نوع “سهم – حيتس” باتجاه الصاروخ خارج الغلاف الجوي، وعندما تبين فشل الاعتراض، تم إطلاق صاروخين إعتراضيين من “القبة الحديدية”، وفشلت أيضًا.

أما صحيفة “هآرتس” العبرية فأكدت أن الصاروخ اليمني على “تل أبيب” خلف حفرة عمقها عدة أمتار في موقع سقوطه مما أدى إلى أضرار جسيمة.

ووثقت مشاهد نشرها مستوطنون صهاينة توثق تفعيل العدو الصهيوني صافرات الإنذار في مناطق واسعة وسط فلسطين المحتلة من بينها “تل أبيب” ومحيطها. فيما حاولت منظومات الدفاع الجوي التصدي للصاروخ لكنها فشلت في التصدي. وتمكن الصاروخ من الوصول إلى”تل أبيب” وتسبب بانفجار ضخم سمع صوته من الضفة. و استنفر العدو عقب انفجار الصاروخ وهرعت طواقمه الطبية والإسعافية إلى الموقع. واعترف العدو إثرها بإصابة 20 مستوطنا صهيونيا.

وأفادت شرطة العدو الصهيوني بأنها تلقت بلاغات عن أضرار في المباني وإصابات بين المستوطنين الصهاينة ، حيث بلغ عدد المصابين 20 مستوطنًا صهيونيا، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة في الموقع، فيما وهرعت الطواقم الطبية والإسعافية إلى مكان الحادث وسط استنفار أمني كبير.

وفي وقت لاحق أفادت إذاعة “جيش” العدو أن “الجيش” يحقق في سبب الفشل باعتراض الصاروخ اليمني الذي انفجر بـ”تل أبيب” وخلف 30 مصابا. واعترف إعلام العدو بأن “الحوثيين” أطلقوا أكثر من 200 صاروخ وأكثر من 170 مسيرة على “إسرائيل” منذ بداية الحرب وأن “إسرائيل” لا تعرف كيف تتعامل مع اليمن.

وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن فرق الإسعاف نقلت 20 مستوطنًا مصابا بجروح إلى مستشفيي “ولفسون” و”إيخلوف” إثر سقوط الصاروخ اليمني في “تل أبيب”. فيما قالت صحيفة “معاريف” العبرية : “الليلة تبين أكثر من أي مرة أن “إسرائيل” عاجزة عن مواجهة اليمن، وغير مستعدة استخباراتيًا ومعلوماتيًا لمواجهة تهديد الحوثيين ولم تبلور خطط حقيقية للتصدي لهم”.

وانتشر مقطعا يوثق سقوط الصاروخ اليمني من نوع “فلسطين 2” في قلب “تل أبيب” بعد فشل العدو بالتصدي. وأكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن منظومة “حيتس” الاعتراضية فشلت للمرة الرابعة في اعتراض الصواريخ الباليستية، 3 من اليمن وواحد من لبنان.

كما انتشرت مشاهد توثق آثار الدمار الذي أحدثه القصف الصاروخي اليمني في مبنى بمحيط موقع سقوط الصاروخ في “تل أبيب” وسط فلسطين المحتلة. كما انتشرت أيضا مشاهد من قرية بدرس غرب رام الله لحظة فشل صواريخ العدو الدفاعية من اعتراض الصاروخ اليمني، واستمرار عبوره إلى “تل أبيب” وسط فلسطين المحتلة.

كما أكدت وسائل إعلام العدو أن هناك تحسينات في الصواريخ الباليستية التي أصبحت تتفوق على صواريخ “حيتس” للدفاع الجوي.

رابع هجوم يمني خلال ساعات والاحتلال يحصي 30 إصابة ويؤكد أن الصواريخ اليمنية تطوّرت وتثير تساؤلات مقلقة

شنت اليمن، اليوم السبت، هجوم جديد ضد الاحتلال الإسرائيلي يعد الثاني منذ الصباح. يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه الاحتلال يلملم جراح هجوم صاروخي عد الأكبر منذ بدء العمليات قبل اكثر من عام.

وكانت وسائل اعلام عبرية أفادت بتسلل طائرة مسيرة إلى غلاف غزة حيث دوت صافرات الإنذار.

وافادت هيئة “البث الإسرائيلية” في خبر عاجل بان الهجوم الجديد تم بطائرة مسيرة واستهدف جنوب إسرائيل. وأكدت بأن الهجوم تم من اليمن، وان 30 شخصا على الأقل أصيبوا بالهجوم الصاروخي.

والهجوم يعد الثاني منذ الضباح حيث اعترف الاحتلال بتعرضه لهجوم صاروخي مؤكدا فشل اعتراضه من قبل المنظومات الدفاعية.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن الصواريخ اليمنية تطورت حيث تستطيع أن تغيّر مسارها وتتجاوز المنظومات الدفاعية، مشيرة إلى أنها “تثير تساؤلات مقلقة بشأن قدرة النظام على الكشف عن التهديدات من هذا النوع”.

وبشأن الصاروخ اليمني الأخير الذي ضرب “تل أبيب”، قالت وسائل إعلام العدو إنه “ربما تحرك في مسار فريد يصعب اكتشافه بواسطة أنظمة الإنذار المبكر المنتشرة خارج الحدود”.

وأفادت بأن “الصاروخ اليمني ربما كان مزوداً برأس حربي متقدم يستطيع تغيير مساره أثناء الطيران وحتى لحظة إصابة الهدف”،مضيفة أن “هناك تحسينات في الصواريخ الباليستية اليمنية واللبنانية التي أصبحت تتفوق على صواريخ “حيتس” للدفاع الجوي”.

وأعلنت القوات اليمنية، صباح اليوم السبت، استهداف هدفاً عسكرياً للاحتلال في “تل أبيب”، فيما أقر الاحتلال بإصابة 30 إسرائيلياً جراء القصف.

وقد أوضحت القوات اليمنية بأن الصاروخ نوع “فلسطين 2” الفرط صوتي”، مشيرة على استهدافه العاصمة تل ابيب.

والهجمات الأخيرة تعد الرابعة منذ الجمعة الماضية حيث أعلنت القوات اليمنية على لسان متحدثها تنفيذ هجومين على المدن المحتلة بفلسطين على راسها تل ابيب.

والهجمات الأخيرة جاءت ردا على عدوان إسرائيلي طال محافظتي صنعاء والحديدة وخلف نحو 9 شهداء وعددا من الجرحى.

“معاريف” العبرية: إسرائيل غير قادرة على مواجهة الحوثيين

استهدف صاروخاً يمنياً تل أبيب للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد، وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية فإنه تسبب بإصابة 14 شخصاً. هذه المعركة المفتوحة تسببت بقلق واسع في اوساط الكيان. وتقول صحيفة معاريف العبرية ” استيقظ الجيش الاسرائيلي ومجتمع الاستخبارات بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد، والآن فقط يحاول الموساد والمخابرات العسكرية العثور على مصادر هنا وهناك وبناء صورة استخباراتية للحوثيين”. وتشير الصحيفة في تقرير أن “لهذا السبب كانت هجمات القوات الجوية الثلاث على الحوثيين أيضا جولات من العلاقات العامة وقليلاً من الألعاب النارية، ونشاط أقل واقعية بكثير لضرب الأشخاص الذين يتسبب في أضرار عسكرية حقيقية تخلق توازناً في الرعب أو نوعاً من الردع للحوثيين”.

النص المترجم:

يجب أن ننظر إلى الواقع في عيون الفقراء ونقول بصوت عال: إسرائيل غير قادرة على مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن. فشلت إسرائيل ضد الحوثيين من اليمن. استيقظت إسرائيل بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد من الشرق، وهي تجر ضعيفة في ردها على التهديد.

وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في توريد البضائع في حالة وجود تهديد من اليمن، لا دفاعيا ولا في الهجوم. منذ أكثر من عام، يتسبب الحوثيون من اليمن في أضرار جسيمة جدا بالاقتصاد الإقليمي بشكل عام، والاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص. إغلاق الحوثيين لحرية الملاحة في بحر العرب هو حدث شنت إسرائيل من أجله حرب الأيام الستة في الماضي.

منذ بداية الحرب، أطلق الحوثيون 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة بدون طيار متفجرة على إسرائيل. تم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار من قبل الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية.

لم تستعد إسرائيل للمواجهة الاستخباراتية والسياسية مع تهديد الحوثيين من اليمن. لم تشكل تحالفاً إقليمياً للتهديد الذي يضر اقتصادياً بمصر والأردن وأوروبا.

استيقظ الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد، والآن فقط يحاول الموساد والمخابرات العسكرية العثور على مصادر هنا وهناك وبناء صورة استخباراتية للحوثيين. لهذا السبب كانت هجمات القوات الجوية الثلاث على الحوثيين أيضا جولات من العلاقات العامة وقليلا من الألعاب النارية ، ونشاط أقل واقعية بكثير لضرب الأشخاص الذين يتسبب في أضرار عسكرية حقيقية تخلق توازناً في الرعب أو نوعاً من الردع للحوثيين.

هم أنفسهم يحظون بدعم الإيرانيين. الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تطلق من اليمن إيرانية الصنع. إنه الذي يقوم بإجراء تحسينات في مسارات طيران الطائرات بدون طيار، مما يجعل من الصعب على القوات الجوية التعرف عليها.

بالإضافة إلى التحسينات في الصواريخ الباليستية التي تمكنت من التغلب على صواريخ “السهم” التابعة للشركة الفضائية. فشل المشروع الرائد للدفاع الجوي، الذي حصل للأسف على درجة أربع مرات متتالية، في محاولة لاعتراض صواريخ باليستية بنجاح – ثلاثة من اليمن وواحد من لبنان.

والشيء المحزن في الأمر برمته هو أن إسرائيل لا تصوغ خطة حقيقية في مواجهة التهديد من الشرق. وكما حدث في الشمال، حيث قامت الحكومة الإسرائيلية بتطبيع إطلاق الصواريخ من لبنان لأكثر من عام.

وكما حدث في الجنوب، حيث قامت إسرائيل على مدى عقد من الزمان بتطبيع إطلاق الصواريخ والعمليات الإرهابية من غزة إلى المنطقة الحدودية، فإننا الآن نطبع إطلاق الحوثيين. هذه المرة فقط يهرب مليوني مدني، بعضهم من سكان “دولة تل أبيب”، إلى المناطق المحمية. لذلك أتساءل عما إذا كان التطبيع سيكون أقصر.

تمتلك إسرائيل أسطولا من سفن الصواريخ والغواصات التي لا تستخدم فعليا ضد الحوثيين في اليمن لسبب ما. لدى إسرائيل قيادة “الدائرة الثالثة” داخل الجيش الإسرائيلي كان من المفترض أن تنسق المعلومات الاستخباراتية في المنطقة الشرقية وقدرات الهجوم. وقبل كل شيء، تمتلك إسرائيل سلاح الجو.

إن قصف خزان وقود أو عدد قليل من زوارق القطر القديمة في ميناء صغير في اليمن يشبه قصف كثبان رملية في غزة، أو عمود من الورق المقوى لحماس أمام ناحال عوز. يجب على إسرائيل أن تتخذ قرارا حقيقيا بالتصرف بعزم. ليس فقط في اليمن، ولكن أيضا ضد مشغلي ومبادرين بنشاط الحوثيين، الذين، وفقاً للاستخبارات الإسرائيلية، لا يتمركزون في صنعاء، بل في طهران.

سوريا ما بعد “الأسد” والمساومة “الإسرائيلية” مقابل التطبيع

من المستبعد أن تعتبر الولايات المتحدة أو “إسرائيل” جبهة النصرة المعروفة حاليًا باسم هيئة تحرير الشام بديلاً استراتيجياً عن النظام السوري السابق أو عن حلفائه اي ايران وحزب الله، نظرًا لعدة عوامل، فجبهة النصرة مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل والعديد من الدول الغربية. كما أنّ التعامل مع منظمة تحمل هذه الصفة يُعد خطًا أحمر سياسيًا، خاصة في ظل طبيعتها “الجهادية المتشددة” المرتبطة تاريخيًا بتنظيم القاعدة. وحيث تتبنى الجبهة أيديولوجيا لا تتوافق مع المصالح الغربية أو الإسرائيلية، مما يجعلها خيارًا غير قابل للتعاون.

هيئة تحرير الشام مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، أي تحركات عسكرية من قبلها تُقابل بإدانة باعتبارها انتهاكًا لحقوق الإنسان وتحديًا للاستقرار الإقليمي. فالدول الأوروبية ترى في تعزيز سيطرة الجولاني خطرًا يهدد بزيادة التطرف والإرهاب العابر للحدود. كما أنّ أوروبا تخشى أن يؤدي تمدد هيئة تحرير الشام إلى تعزيز البيئة الحاضنة للجماعات “الجهادية” المتطرفة في سوريا. اذا يبدو بالنسبة للغرب واسرائيل أنّ هناك مخاوف من استخدام سوريا مجددًا كقاعدة لتجنيد وتمويل وتدريب الإرهابيين الذين قد يستهدفون الدول الأوروبية.

من هذا المنطلق يبدو أنّ من مصلحة الغرب والولايات المتحدة واسرائيل الضغط على هذه الجماعات المصنفة “ارهابية”- والتي وصلت الى دمشق بتخطيط غربي امريكي- ومساومتها للذهاب قدماً نحو تطبيع علني وكامل مع اسرائيل، يجعل من سوريا دولة منزوعة السلاح تماماً يعني أن لا تشكّل تهديداً لأمن اسرائيل وسلامة “الاراضي المحتلة” التي استولت عليها غصباً. اضافة إلى أن وجودها في السلطة لابد ان يكون ضمانة لاسرائيل تسمح لها بالعبث بمقدرات سوريا وثرواتها، والتوسع على حساب اراضيها وسيادتها. بالتأكيد أنّ التطبيع سيكون ضابطا لهذه المجموعات، بل سيجعلها تقبل بالتنازل عن كل شي مقابل البقاء في السلطة. لكن ما يمكن اعتباره ثابتا هو أنّ للجولاني وجماعته أولويات الآن تبدا من تأسيس السلطة الجديدة التي ستحكم سوريا وصولا إلى الانفتاح على العلاقات الخارجية مع دول العالم. ومع كل ذلك يبدو أنّ الاسرائيلي قلق في كل الاحوال ولا يثق بتطمينات الجولاني إلى حين.

في مقابلة مع صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، وهي واحدة من أولى مقابلاته الرسمية منذ سيطرة الفصائل المسلحة على البلاد، أكد أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، أن:

– سوريا “لن تستخدم كقاعدة للهجمات ضد إسرائيل أو أي دولة أخرى”، مؤكدا التزام دمشق باتفاقية فض الاشتباك 1974 مع تل أبيب.

-أن إسرائيل يجب أن توقف غاراتها الجوية على سوريا وتنسحب من الأراضي التي استولت عليها، بما فيها المنطقة العازلة، بعد سقوط نظام الأسد.

-أنّ المبرر الذي كانت تستخدمه إسرائيل كان مبنياً على وجود حزب الله والميليشيات الإيرانية، وهذا السبب لم يعد قائماً، لذا يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها بعد انهيار النظام.

-لا نريد أي صراع سواء مع إسرائيل أو مع أي طرف آخر، سوريا لن تستخدم كمنصة للهجمات، والشعب السوري بحاجة إلى فترة راحة.

-ضرورة رفع العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على سوريا خلال حكم الأسد، مطالباً المجتمع الدولي بوقف هذه الإجراءات التي أسهمت، وفقًا له، “في تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد”.

-دعا الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، إلى إزالة “هيئة تحرير الشام” التي يقودها عن “قائمة الإرهاب”، حتى تتمكن سوريا من إعادة البناء”.

-المطالبة بإعادة النظر في قرار مجلس الأمن 2254 “نظرا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي”.

أتت هذه المقابلة في وقت يسعى فيه الجولاني إلى ترسيخ سلطته ميدانياً، ويهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل والمجتمع الدولي بشأن موقفه من مستقبل العلاقات السورية مع بقية دول العالم، وعلى رأسها العلاقة السورية الإسرائيلية. يبدو موقف الجولاني من إسرائيل معقد وغير واضح تمامًا، يتسم بالحذر والغموض، ولم يصرح بموقفٍ صريحٍ وواضحٍ تجاه إسرائيل. يُمكن تفسير ذلك من خلال عدّة عوامل:

أولها، تركيزه الاساسي على أولوية التخلص من بقايا النظام السابق (نظام الاسد) فهو في نظر الجولاني العدو الاول، لذلك يتجنب الاعلان عن اي موقف سلبي تجاه اسرائيل وما تقوم به.

ثانياً، حرصه على كسب تأييد اقليمي ودولي للاعتراف به وبجماعته وتجنب اي مواقف قد تعرقل مساعيه لتحقيق ذلك.

ثالثاً، الغموض الاستراتيجي في كشف الموقف من اسرائيل ربما للمحافظة على مساحة للمناورة السياسية في المستقبل.

رابعاً، غياب العداء الصريح ضد اسرائيل.

خامساً، على الرغم من تنديده بالاحتلال الاسرائيلي لكنه لم يحدد موقفاً واضحاً من حلّ القضية الفلسطينية.

سادساً، الجولاني وهيئة تحرير الشام هم حلفاء لتركيا التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، وبالتالي قد يكون هذا التعاون عاملاً مؤثراً في موقفه من الاحتلال.

من هذا المنطلق يتسم موقف الجولاني بالحذر ومحاولة تجنب أي تصعيد مع اسرائيل، والتركيز أكثر على أولويات السلطة الجديدة التي يقودها في سوريا، ويبقى السؤال الاساسي هنا، هل التحفظ عن الحديث عن ما تقوم به اسرائيل والتي استغلت الاوضاع لتتوسع وتحتل الاراضي السورية بحجة “حماية أمنها الاستراتيجي”، محسوب؟ هل هو محاولة فقط لتجنب الصراع الحالي مع اسرائيل في انتظار تحقيق الاستقرار السياسي؟ كيف يمكن ذلك؟

الحذر الاسرائيلي من الاخطار المستقبلية في سوريا

أمام احتمالات تغير معادلة الصراع في الساحة السورية لمصلحة فصائل المعارضة، أو حتى استعادة الفصائل المتحالفة مع القوات الحكومية والموالية لطهران، لتموضعها، تبقى الخيارات مثيرة للقلق بالنسبة لإسرائيل، إذ تسعى تل أبيب لقطع طرق الإمداد على “حزب الله” اللبناني وضمان عدم قدرته على الوصول إلى الأسلحة مجدداً سواء عبر الخريطة اللبنانية أو السورية، في المقابل يرى البعض أن مجاورة “فصائل متشددة” للحدود الإسرائيلية ينذر بأخطار مستقبلية على الدولة العبرية، ليتصدر نقاش إسرائيلي حول أقل “الخطرين” تقبلاً بالنسبة لها.

وبحسب ما كتبه يارون فريدمان الباحث والمحاضر في قسم الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية بجامعة حيفا، بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن إحدى القضايا التي تثير القلق لإسرائيل، “هي الهوية الأيديولوجية للثوار الذين يقاتلون النظام السوري، ففي الهجوم الأخير على حلب، كانت من بين الجماعات التي اجتمعت في غرفة العمليات المشتركة هيئة تحرير الشام”، معتبراً أن هذه الجماعات “تمثل تهديداً ليس فقط للنظام السوري، بل أيضاً للأقليات في المنطقة”. ويتابع فريدمان، حول تأثير تلك التحولات في الصراع السوري على إسرائيل، قائلاً “ما من شك أن لإسرائيل مصلحة مباشرة في إضعاف الوجود الإيراني في سوريا، مما سيضر بإمدادات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله اللبناني، فضلاً عن احتمالات إجبار الروس على مغادرة البلاد.

لكن السؤال الأبرز الآن يدور حول بدائل النظام المتاحة”. ويتابع، “يثير احتمال سقوط نظام الأسد مخاوف من نوع آخر، يتمثل في احتمالات وصول فصائل المعارضة المسلحة إلى السلطة، التي تقودها في الأساس جماعات سلفية جهادية قد تخلق تهديداً أكبر على الحدود الإسرائيلية، فضلاً عن أخطار نشوب تنظيمات مماثلة لداعش أو نشوء دولة متطرفة، مما يشكل تهديداً أكبر لإسرائيل مقارنة بالنظام السوري الذي ظل، على رغم من عدائيته، محافظاً على الهدوء في مرتفعات الجولان لمدة 50 عاماً”، مشيراً إلى أن هناك مخاوف في إسرائيل من تعزز عدم الثقة في قدرة النظام على فرض سلطته في مناطق كانت تحت سيطرته في السابق. ويخلص فريدمان في تحليله إلى أن ” الإطاحة بالأسد تعني بداية عهد جديد من الفوضى وعدم الاستقرار، مع تصاعد القوى التي تهدد مستقبل سوريا وإسرائيل والمنطقة ككل”.

من جانبه كتب المعلق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية رون بن يشاي، بأنّ “الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد الجيش السوري وعناصر حرس الثورة الإيراني والمتحالفين معهم في الأراضي السورية هي التي أوجدت الخلفية لتقدم فصائل المعارضة المسلحة، بعد أن مكنتهم من التحرير من الضغط على الأرض وتنظيم صفوفهم للهجوم ضد القوات السورية”، مشيراً إلى أنه وعلى رغم أن إسرائيل لم تكن تقصد ذلك، فإنها قدمت “الفرصة التي كان ينتظرها الفصائل المسلحة”. وعلى رغم تأكيده أهمية حدوث ذلك بالنسبة لإسرائيل، فإنه يعود ويحذر من ما يسميهم “المجاهدين” مما سيمثل “إشكالية كبرى بالنسبة لإسرائيل”، وعليه فإن على إسرائيل أن “تتابع وتراقب من كثب التطورات المتلاحقة في سوريا، “حتى لا تنشأ لنا وحشية جهادية جديدة، هذه المرة سنية، على حدودنا الشمالية الشرقية”.

الابتزاز الاسرائيلي مقابل التطبيع السياسي

يبدو أنّ الغموض الذي يحيط بخيارات الجولاني لا يسمح بالتكهن حول كيفية العلاقة بين سوريا الجديدة واسرائيل في المستقبل خاصة وان هذه الاخيرة لا تزال تتوجس من سياسة الجولاني وجماعته وما يمكن ان تقرره تركيا بشأن ذلك. ويفسر البعض التحركات الاسرائيلية المتزامنة مع تقدم الجماعات المسلحة (المعارضة) وسيطرتها على المدن السورية وصولا الى دمشق على أن هناك تنسيق خفي بين تركيا واسرائيل او ربما تقاسم ادوار استفادت منه المعارضة. ويحيلنا هذا الواقع إلى العلاقة القائمة بين تركيا واسرائيل وان كانت ستكون بوابة انفتاح السلطة الجديدة للتطبيع مع الكيان.

إنّ اصرار الجولاني على تكرار ان سلطته لا تريد عداءا مع الجوار ولا تريد حروب يعطي انطباع عام على ان هذا الامر قد يكون مؤشر اضافي لانفتاح محتمل على اسرائيل قد يؤدي الى التطبيع معها.

تطمع إسرائيل بمساومة وابتزاز أي نظام جديد بالانسحاب مقابل نوع من التطبيع السياسي، أو الاتفاق على أشياء عينية، مثل استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهن.

بالتأكيد هناك مآرب وأطماع إسرائيلية غير معلنة، بعضها مفضوح، وهي اقتطاع المزيد من الجغرافيا والضم، استمراراً للسياسات الإسرائيلية حيال أراضٍ عربية. في هضبة الجولان، التي ضمتها إسرائيل لسيادتها عام 1981، وصادق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى، هناك أطماع إسرائيلية قديمة جديدة بالاستيلاء على مناطق هامة، مثل القمم الإستراتيجية لجبل الشيخ، وعلى المزيد من الأرض الجولانية، المتميزة بخصوبتها وثرواتها ومواردها الطبيعية من زراعة وسياحة وغيره.

ورداً على أسئلة صحفية لصحفيين إسرائيليين شاركوا، بمرافقة كتيبة إسرائيلية دخلت سوريا، عمّا إذا كانت السيطرة على هذه الأراضي السورية مؤقتة أم للأبد، يكتفي مسؤولون إسرائيليون بالقول إما “سيطرة مؤقتة” أو “ريثما تستقر الأوضاع في سوريا”. بين هذا وذاك، تدلّل التجارب العامة، خاصة الإسرائيلية والوقائع على الأرض، أن أكثر شيء دائم هو ما يُعلن عنه أنه مؤقت.

وفي نطاق المساومة الاسرائيلية، وضمن سلة المآرب غير المعلنة لهذه السيطرة الإسرائيلية على أجزاء من الجغرافيا السورية، هناك رغبة بمحاولة كيّ وعي المتمردين والنظام الجديد المتشكّل وعموم السوريين بالحديد والنار، ترهيبهم والضغط عليهم بالابتعاد عن المحور المعادي لإسرائيل وعدم التعاون معه في أي مجال من شأنه أن يمس بها. وهذا ما يفسر انتشار تقارير صحفية كاذبة عن توغّل الجيش الإسرائيلي لمناطق تبعد 20 كيلومتراً فقط من دمشق، علماً أنها توغلت ولكن ليس لهذا الحد، ويبدو أن التسريبات هذه مصدرها إسرائيلي رسمي، وكجزء من “كيّ الوعي” والترهيب.

وينعكس ذلك في التهديدات المتتالية لسوريا والسوريين على لسان ساستها ممن يكررون تهديداتهم بـ”مصير الأسد”، بحال قاموا بمساعدة جهات معادية لإسرائيل، كما جاء في تهديدات نتنياهو وكاتس في تصريحاتهم الاخيرة.

يضاف لذلك مأرب إسرائيلي خبيث تطمع فيه إسرائيل بمساومة وابتزاز أي نظام جديد بالانسحاب من هذه المناطق السورية الجديدة المحتلة، مقابل نوع من التطبيع السياسي، أو الاتفاق على أشياء عينية، مثل استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي التاريخي إيلي كوهن، الذي كانت وما تزال معنية جداً باستعادته، وغيره من الطلبات.

مثل إسرائيل في ذلك مثل من يُدخل عنزة سوداء لداخل صالون البيت، ولا يلبث أن يساوم صاحب البيت على إخراجها ليستريح مقابل شروط وطلبات. وربما يبدو مستهجناً لكن من غير المستبعد أن تكون حسابات داخلية أخرى ترتبط بوعي الإسرائيليين، فرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو كان، في الأيام الأخيرة، في سجال كبير مع المحكمة العليا، التي رفضت طلبه بتأجيل تقديم شهادته في محاكم الفساد، ومن خلال هذا القصف العشوائي للأراضي السورية على منوال قصف غزة والضاحية واقتطاع أجزاء منها هو يريد إقناع الإسرائيليين بـ”عبثية” استمرار محاكمته الآن تزامناً مع زلزال سوري خطير ومجاور وحرب لم تنته بعد في الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، وهذا ما يقوله مباشرة عدد من أبواقه من الوزراء ومن النواب. وهذه ليست المرة الأولى، ولا الأخيرة على ما يبدو، التي يخلط فيها قادة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم نتنياهو بالذات، الحسابات العليا مع الاعتبارات الفئوية، ففي غزة يرفض وقف الحرب وإتمام صفقة طمعاً باستبعاد يوم الحساب وبالبقاء في سدة الحكم وفي التاريخ وغيره.

الاستنتاجات

-على الرغم من التطمينات التي بادر بها الجولاني للقوى الاقليمية والدولية حول مسألة التعامل مع إسرائيل إلا أنّ المسؤولين الاسرائيليين يعملون على استخدام كل ادوات الضغط والابتزاز مقابل التطبيع السياسي مع السلطة الجديدة.

-يبدو أنّ”حماية أمن إسرائيل” ليس هاجساً اسرائيلياً فقط بل هو امريكي واوروبي، حيث يبدو الامريكيون بالظاهر غير معنيين بالتغييرات الحاصلة في سوريا، لكنهم بالتأكيد معنيون أكثر بمنح اسرائيل كل الغطاء السياسي والدبلوماسي للتوغل في الاراضي السورية بحجة حماية امنها الاستراتيجي. أما الاوروبيون فمخاوفهم أكبر من ذلك، حيث أنهم لم يعمدوا لالغاء تصنيف “هيئة تحرير الشام وقائدها” عن قائمة الارهاب، كما أنهم، ومن خلال تصريحات بعض مسؤوليهم لا يثقون بالجماعات المسلحة (ذات الايديولوجيا المتطرفة والمتشددة)، وبالتالي يعتبرون ان على الجولاني العمل اكثر لاثبات حسن نية في التعامل مع القوى الدولية وخاصة اسرائيل.

-التطبيع السياسي مع اسرائيل مرهون بخيارات الجولاني وما سيقدمه على الارض للغرب.

تهديدات الصهاينة ضد اليمن.. هل سيناريو دمشق ينتظر أنصار الله؟

مع سقوط حكومة الأسد في سوريا وسيطرة المعارضة المسلحة على الوضع، فجأة رأى نتنياهو وغيره من الصهاينة العالقين في نفق طوفان الأقصى المظلم نافذة الحظ تفتح أمامهم، وبعد الإخفاقات المتوالية في تحقيق أهداف الحرب في غزة ولبنان ينبغي الاستفادة القصوى من هذه الفرصة التاريخية لتغيير المعادلات الإقليمية وكسر سياج المقاومة الأمني.

إن التدمير الكامل للمعدات العسكرية والبنية التحتية والتقدم البري السهل في عمق الأراضي السورية في طرفة عين هو أمر لم يتخيله الصهاينة في أحلامهم، وخاصة أنهم لم يواجهوا معارضة كبيرة من الدول العربية وحتى المسلحون كانوا في حالة سكر عند وصولهم إلى السلطة.

والآن، جعل هذا الانتصار غير المتوقع نتنياهو منتشياً بالتعبير مرة أخرى عن طموحاته والحديث عن تغيير النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، في غضون ذلك، أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية في الأيام الأخيرة أن اليمن على رأس قائمة أهداف المقاومة التي أعلنها نتنياهو، كما أعلنت الهجوم الوشيك على مناطق سيطرة أنصار الله.

منذ بداية الهجوم العسكري للجيش الصهيوني على غزة في أكتوبر من العام الماضي، ظلت اليمن إحدى الجبهات النشطة والمؤثرة لمحور المقاومة ضد الأراضي المحتلة، سواء من خلال إغلاق ممر باب المندب البحري في البحر الأحمر واستهداف التجارة البحرية الإسرائيلية وتنفيذ هجمات صاروخية وضربات الطائرات من دون طيار المتكررة ضد المناطق الحساسة والاستراتيجية للنظام قد فرضت ضغوطًا اقتصادية وأمنية شديدة على الصهاينة، لذا فإن التخلص من هذا الضغط يمثل أولوية أساسية في خطط نتنياهو للحصول على اتفاق لإنهاء الحرب.

النبض الإيجابي لمعارضي صنعاء.. تنفيذ سيناريو حلب في الحديدة

الأحداث الأخيرة في سوريا، بالإضافة إلى الصهاينة، جعلت قادة حكومة عدن الهاربة يأملون في جعل قبعة ذلك محسوسة لأنفسهم، وعندما سمعوا همسات نية نتنياهو الشريرة الجديدة ضد اليمن، أعلنوا على الفور عن أنفسهم أنهم على استعداد لمرافقة خطط الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

وفي أحد التصريحات التي رددها مسؤولو المجلس الرئاسي اليمني، عرض محمد الحضرمي، سفير مجلس الوزراء التابع للسعودية في الولايات المتحدة، خلال حضوره ثلاثة إجراءات “مقترحة” للاستراتيجية الأمريكية الجديدة في اليمن في مجلس الشيوخ الأمريكي، بما في ذلك: “تصنيف أنصار الله، كمنظمات إرهابية أجنبية مماثلة لحزب الله اللبناني، كانوا “يدعمون القوات الحكومية وحلفائهم لاستعادة ميناء الحديدة” و”يستهدفون قادة أنصار الله لتدمير هيكلها القيادي”.

وأكد الحضرمي أن القوى المعارضة لأنصار الله تمتلك الإرادة والقوة البشرية الكافية لما قال “التصدي لتهديدات هذه الجماعة وإيران في البحر الأحمر”، لكنها غير قادرة على القيام بذلك بمفردها، وفي هذا الصدد، أشار أيضاً طارق صالح، وهو عضو آخر في المجلس الرئاسي وأحد القوى المقربة من الإمارات، وهو قائد المجموعة المعروفة بالحرس الجمهوري في الساحل الغربي لليمن، بشكل مباشر إلى ضرورة الهجوم على ميناء الحديدة وقال: “مصير عبد الملك الحوثي في ​​صنعاء لن يختلف عن مصير الأسد في دمشق”.

إن تسمية مدينة الحديدة الساحلية والتأكيد عليها ليس من قبيل الصدفة، ويمكن القول إن الموقع الاستراتيجي لهذه المدينة بالنسبة لحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية يساوي وزن مدينة حلب باعتبارها المركز الاقتصادي لسوريا، ومنذ غزو التحالف السعودي الإماراتي لليمن عام 2015 والحصار الاقتصادي الكامل على هذا البلد من قبل الغزاة، ظل ميناء الحديدة المركز الرئيسي للحصول على المساعدات الإنسانية واستيراد المواد والوقود الذي تحتاجه المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله وإيراداتها أيضاً لحكومة الإنقاذ الوطني وهي مهمة جداً للحكومة في صنعاء.

ونتيجة للأهمية الاستراتيجية للسيطرة على هذه المدينة، ظلت الحديدة دائما، منذ عام 2017 على الأقل، في قلب الصراع السعودي مع أنصار الله، وتعود ذروة هذه الحرب إلى يونيو/حزيران 2018، ما أدى إلى اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن في ديسمبر من نفس العام. في الأساس، كان فهم موقع الحديدة الاستراتيجي بالنسبة لأنصار الله هو الذي دفع الصهاينة إلى التخطيط لهجوم جوي واسع النطاق على اليمن في سبتمبر 2024 (مهر 1403) ردًا على العمليات الصاروخية الناجحة والمفاجئة في تل أبيب.

وفي الواقع، ليس هناك شك في أن سيطرة القوات الجنوبية على الحديدة ستوجه ضربة قاسية للوضع الاقتصادي والمعيشي لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الإنقاذ الوطني، ويمكن أن يكون انتصاراً كبيراً لشعبها، مساوياً لاحتلال حلب من قبل القوات المسلحة السورية.

في هذه الأثناء، هناك نقطة أخرى مهمة في هذا التصميم الجديد وهي الجهود التي يتم بذلها من وراء الكواليس لتحديد شخصية جديدة كقائد للتطورات، مثل محمد الجولاني في القوات المسلحة السورية، ولهذا يمكن أن تتوصل قوى المعارضة في صنعاء إلى توافق حوله، هذا الوجه هو أحمد علي عبد الله صالح الابن البكر لدكتاتور اليمن السابق وسفير صنعاء السابق في الإمارات، والذي بدأ تحركاته في الأيام الماضية وتوجه إلى القاهرة في أول رحلة له بعد رفع العقوبات الأممية حيث استقبلته السلطات المصرية وحسب المراقبين، فإن هذا الإجراء يأتي من أجل إرسال رسائل سياسية حول الإعلان عن بداية مرحلة جديدة من التطورات في اليمن.

صنعاء ليست دمشق؛ أنصار الله جاهزون لكل السيناريوهات

وكما هو الحال مع التطورات في سوريا، بدأت الجبهة المناهضة لليمن مع افتتاح عمليات الحرب النفسية ضد صنعاء، حيث تروج وسائل الإعلام العربية والغربية في وقت واحد لخط الخوف والقلق بين مسؤولي أنصار الله بعد الإطاحة بنظام الأسد، ومع ذلك، لم يظهر أنصار الله ولا القوات المسلحة اليمنية ضعف وهشاشة الحكومة والجيش السوريين، كما أن المناخ السياسي والاجتماعي والجغرافيا في اليمن لا يشبه بشكل أساسي سوريا.

في البداية، ولإظهار عدم خوفه من تهديدات الصهاينة وعمليات الحرب النفسية التي يقوم بها أعداؤه، أعلن أنصار الله أنه مستعد لأي سيناريو، وفور سقوط دمشق، نجح في تنفيذ موجة جديدة من الهجمات، وإن الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار على الأراضي المحتلة هي علامة على أنها لم تتخذ موقعًا دفاعيًا، وبالإضافة إلى مواصلة مهمة دعم غزة، لا يزال بإمكانها الرد على أي تهديد بأصعب الطرق الممكنة والمغامرة، ولن تكون النهاية سعيدة للصهاينة، ولا لجميع الأطراف الإقليمية والمحلية الأخرى.

وقد تم اختبار هذه الحقيقة بدقة في العام الماضي من قبل أكبر قوة بحرية في العالم وحلفائها، والاعترافات المتكررة للمسؤولين العسكريين الأمريكيين بفشل عملية الغطاء البحري للصهاينة في البحر الأحمر، والمعروفة باسم “حارس الرفاه” لإضعاف القوة الهجومية لليمن ووقف هجمات أنصار الله على مصالح الكيان الصهيوني.

لكن الجانب الآخر من القصة هو جبهة موحدة لم تتشكل حتى الآن بين معارضي أنصار الله، ولم تبد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، التي تسيطر على معظم المحافظات الجنوبية، التابعة لحليفها الإقليمي الرئيسي وداعمها الإمارات، سعادتها بالتطورات في سوريا، حسب مسؤولين في المجلس الرئاسي.

ومن المؤكد أن المجلس الانتقالي الذي يسعى إلى تقسيم اليمن والسيطرة على كل المحافظات الجنوبية، لن يرضى أن يهيمن عليها زعيم أو سلطة من المناطق الشمالية، وهي الحقيقة التي تسببت في فشل اتفاقيات هذا التنظيم مع القوى المقربة من السعودية عدة مرات خلال السنوات الماضية، واضطر وزراء الحكومة إلى الفرار من عدن.

كما أن هناك قضية أخرى مهمة وهي الجانب التجاوزي اليمني والإقليمي لأي تحالف صهيوني يهاجم أنصار الله، والذي سيواجه بالتأكيد رد محور المقاومة والجمهورية الإسلامية، وسيتأثر الوضع في المنطقة بشدة بنيران الأزمة، وهي نار سيصل دخانها أولاً إلى أعين الشيوخ، وستتجه إلى الخليج الفارسي، الذي له حدود إقليمية مع اليمن ومصالح بحرية حيوية في البحر الأحمر.

صنعاء تطلق يد السلام وتشد قبضة المقاومة

صنعاء تطلق يد السلام وتشد قبضة المقاومة

طالما ظلت حكومة صنعاء وأنصار الله تؤكد استعدادها للمشاركة في إنهاء الأزمة اليمنية المستمرة منذ سنوات، متبنية موقفاً مرناً وحريصة على السلام، ورغم ذلك، واجهت هذه المبادرات تعنتاً واضحاً من تحالف العدوان الذي عمد إلى عرقلة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل.

في تطور جديد، عادت حكومة صنعاء مجدداً لتؤكد استعدادها “الفوري” لتوقيع خارطة الطريق الهادفة إلى إنهاء الأزمة، مؤكدة في الوقت نفسه على حقها الثابت في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، ورفضها ربط هذا الملف بمسار عملية السلام في اليمن.

إن هذه المبادرة الحثيثة من جانب حكومة صنعاء تؤكد سعيها الجاد لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، وتكشف عن حسن نية واضحة في إنهاء الصراع الطويل، ومع ذلك، يجب على الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة اليمنية أن تستوعب جيداً هذه المبادرة وأن تستغلها كفرصة حقيقية لإحلال السلام الشامل والدائم في البلاد.

كما يجب أن يدرك العالم أن دعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية هو حق مشروع للشعب اليمني، وأن هذا الموقف الثابت لا يمكن المساومة عليه، ومن الضروري التأكيد على أن قضية دعم المقاومة الفلسطينية هي قضية منفصلة عن مسار عملية السلام في اليمن، وأن أي محاولة لربط هاتين القضيتين ستكون عقبة أمام التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم في اليمن.

إن استهداف الكيان الصهيوني أو سفنه في البحر الأحمر هو حق مشروع للشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وحقوقه، ولا يمكن اعتباره تهديداً للسلام في المنطقة بقدر ما هو رد فعل طبيعي على العدوان والاستعمار الصهيوني.

صنعاء تبادر.. فهل يستجيب الآخرون؟

أعلنت حركة أنصار الله ، الثلاثاء، عن استعدادها الذي وُصف بـ”الفوري” لتوقيع خارطة الطريق الهادفة إلى حل الأزمة اليمنية المستمرة منذ نحو 10 سنوات، مؤكدة رفضها أي ربط بين عملية السلام في البلاد وملف تصعيد هجماتها في البحر الأحمر.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية في حكومة أنصار الله جمال عامر، مع مدير مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، محمد الغنام، والمستشار الاقتصادي بالمكتب ديرك يان أومتزيغت، في العاصمة صنعاء، وأوضح عامر أنّ: “موقف صنعاء واضح ولا يحتمل أي لبس بشأن استعدادها الفوري للتوقيع على خارطة الطريق باعتباره المدخل لبدء عملية التسوية السياسية في اليمن”.

وفي السياق نفسه، اعتبر عامر أنّ: “الحديث عن أن خارطة الطريق المجمدة في الوقت الحالي تأتي في إطار الاستجابة للضغوط الأمريكية على صنعاء لوقف عملية الدعم والإسناد لقطاع غزة”، وأكّد أن: “صنعاء ترفض جملة وتفصيلا أي محاولة للربط بين ملف السلام والتوقيع على خارطة الطريق وملف التصعيد في البحر الأحمر”، محذرا في الوقت ذاته من أن: “أي ضغط بهذا الاتجاه سيأتي بنتائج عكسية”.

وشدد عامر على: “ضرورة معالجة الملف الاقتصادي عبر وضع محددات ومعايير متفق عليها لعمل اللجنة الاقتصادية المشتركة، والتركيز على نقاط الالتقاء لضمان نتائج تلبي تطلعات الشعب اليمني”.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد دعا، الأربعاء الماضي، جميع أطراف الصراع إلى الانخراط الجاد في تنفيذ خارطة الطريق التي أُعلن عنها قبل نحو عام، فيما لم يصدر حتى اللحظة أي تعليق من قبل الحكومة اليمنية على موقف جماعة الحوثي حيال التوقيع على خارطة الطريق.

دعم القضية الفلسطينية.. حق مشروع لا يمكن المساومة عليه

مثّل دعم القضية الفلسطينية ركيزة أساسية من ركائز السياسة الخارجية اليمنية، وهو موقف ثابت لا يتأثر بالتغيرات الإقليمية والدولية، إن الشعب اليمني، بكل أطيافه ومكوناته، يعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية، وأن نصرة المقاومة الفلسطينية هي واجب ديني ووطني مقدس، لقد أظهرت صنعاء على مر السنين التزاماً راسخاً بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، فمنذ عقود، قدمت اليمن كل ما في وسعها لمساندة الشعب الفلسطيني، سواء على الصعيد السياسي أو الإعلامي أو المادي، ولا تزال جبهة الإسناد اليمنية تقدم الدعم اللازم للمقاومة الفلسطينية، لتبين للعالم أجمع أن الشعب اليمني لن يتخلى عن إخوانه في فلسطين.

إن موقف صنعاء الثابت تجاه القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج إيمان راسخ بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تزعزع هذا الإيمان أو تهز هذا الموقف.

كما أن محاولات الربط بين دعم القضية الفلسطينية والمسار السياسي الداخلي في اليمن هي محاولات بائسة ومرفوضة، فالقضية الفلسطينية هي قضية عادلة، ودعمها حق مشروع لكل حر وشريف، ولا يمكن لأي طرف أن يفرض شروطاً على اليمن للتخلي عن هذا الحق، وإن صنعاء تؤكد مجدداً على موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، وتؤكد على استمراريتها في تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كما تدعو جميع الأحرار في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم نضاله المشروع لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة.

صنعاء تطلق يد السلام وتشد قبضة المقاومة

تحت وطأة التحديات الجسام التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية، تطلق صنعاء اليوم نداءً عاجلاً إلى الجميع، تدعو فيه إلى الاستجابة الإيجابية للمبادرات التي قدمتها من أجل تحقيق السلام في اليمن والمنطقة. إن اليمن، رغم كل الصعوبات والمعاناة التي تعيشها، ما زالت تؤمن بحل سلمي وعادل للأزمة، وتعمل جاهدة لتحقيق ذلك، هذا الموقف يعكس إرادة الشعب اليمني في بناء مستقبل أفضل وتحقيق الاستقرار والسلام للمنطقة بأكملها، ولكن، يجب ألّا يكون السلام مشروطاً بوقف دعم جبهة الإسناد اليمنية، بل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ووقف جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وهو موقف ثابت. فصنعاء، التي تشد على أيدي المقاومة الفلسطينية، تؤمن بأن السلام الحقيقي في السياق نفسه إذا أرادت المنطقة سلاماً حقيقياً لا يمكن تحقيقه إلا بتحرير فلسطين، ودعم المقاومة هو واجب ديني ووطني.

موقف اليمن الثابت والداعم للقضية الفلسطينية يعكس عمق الهوية اليمنية الأصيلة، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقضايا الأمة العربية والإسلامية، فالشعب اليمني يشعر بالألم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، ويرى في دعم المقاومة الفلسطينية واجباً مقدساً، هذا الإحساس بالمسؤولية تجاه القضية الفلسطينية ليس مجرد موقف سياسي؛ بل هو جزء من الذاكرة التاريخية والثقافية للشعب اليمني.

جبهة الإسناد اليمنية ليست مجرد خيار استراتيجي، بل هي تعبير عن هوية وطنية أصيلة، فالشعب اليمني يرى في نفسه جزءًا من الأمة العربية والإسلامية، وأن نصرة القضية الفلسطينية هي نصرة للأمة بأكملها، هذا الدعم ليس فقط نابعًا من التزام أخلاقي وسياسي؛ بل هو أيضًا تجسيد لروح التضامن والتكاتف التي تميز الشعب اليمني، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، فما دام الاحتلال مستمرًا، وما دامت المقاومة الفلسطينية تواجه القمع والاضطهاد، فإن جبهة الإسناد اليمنية ستظل قائمة، وستواصل دعمها للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، هذا الدعم ليس مجرد موقف؛ بل هو التزام أخلاقي ووطني يعكس إيمان الشعب اليمني بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

اليمن يؤمن بأن النصر حليف المقاومة، وأن فلسطين ستعود حرة عربية مستقلة، وستواصل اليمن دعمها للشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر النهائي، هذا الإيمان ليس مجرد أمل؛ بل هو قناعة راسخة بأن العدالة ستنصر في النهاية، وأن الحق سيسود على الباطل.

وفي الختام، تدعو اليمن جميع الشعوب العربية والإسلامية إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعم مقاومته المشروع، هذا التضامن ليس فقط واجبًا أخلاقيًا؛ بل هو أيضًا ضرورة سياسية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، فالمقاومة الفلسطينية هي جزء من النضال العربي والإسلامي من أجل الحرية والعدالة، ونصرتها هي نصرة للحق والكرامة الإنسانية، وإن صنعاء تطلق يد السلام وتشد قبضة المقاومة، متوكلة على الله وعلى إرادة الشعب اليمني في تحقيق العدالة والسلام.