المشهد اليمني الأول/ قراءة – محمد عبدالله البابلي
يثار النقاش حول الحديدة ولماذا هذا الإصرار الكبير من دول العدوان وازلامهم على احتلالها، ولماذا كل هذه التضحيات من قبل حكومة صنعاء للدفاع عنها، هل فعلا دول العدوان تريد تحريرها؟ وهل صحيح ما يقال بأن الحوثيين يستميتون عليها من أجل السلاح الذي يصل عبرها من إيران؟ تساؤلات وأكاذيب هي من يروج، لنعرف الحقيقة إذن يجب ان تعود للماضي لقراءة أحداثه لنصل للحقيقة، والتي نقرأها على النحو الآتي:
– دول العدوان تستهدف بغارات طائراتها الأبرياء والذي لم تفرق بين المدنيين وغيرهم وتذرعها للعالم باستهداف المناطق العسكرية أو الحوثيين وتقترف أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني التي تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
– دول العدوان تستهدف بغاراة طائراتها تدمير البنى التحتية في كل الجمهورية مدارس ومستشفيات وكهرباء وطرق ومصانع وجسور وغيرها.
– دول العدوان تستهدف بغاراة طائراتها القطاع الاقتصادي الخاص و دمرت جميع المصانع والشركات الذي تسبب في ظهور البطالة لدى شريحة مهمة في الشعب اليمني وهم العاملين في القطاع الخاص والذي تسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية لدى الشعب اليمني.
– دول العدوان تفرض حصارا على الشعب اليمني منعت من خلالها دخول وسائل الإعلام الأجنبية والصحفيين الدوليين والناشطين الحقوقيين الدوليين لتتمكن من التعتيم على دول العالم عن جرائمها التي تقترفها بحق الشعب اليمني ولتضمن عدم معرفة المجتمع الدولي بما تقترفه وستقترفه لاحقا من جرائم بحق الشعب اليمن.
– دول العدوان تفرض حصارا اقتصاديا على الشعب اليمني وتمنع دخول المعونات الانسانية الدولية إلى المناطق التي تحت سلطة حكومة صنعاء ، ولا تصرف المعونات الانسانية لليمنيين الذين يعيشون في المحافظات التي تحت سيطرتهم.
– دول العدوان تفرض حصارا جائرا على الشعب اليمني وتمنع دخول السفن التجارية في عرض البحر المحملة بالسلع الضرورية، إلا من عدد بسيط بعد شق الأنفس وبعد أن يضغط المجتمع الدولي.
– دول العدوان تتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية بسبب تأخير السفن في عرض البحر بسبب تفتيشها لها و تعمدها عدم السماح لها بالدخول لتنتشر مجاعة في الشعب اليمني ، والذي ينطوي ضمن حربها الاقتصادية على الشعب اليمني ، وذلك نتيجة زيادة تكاليف اجور نقل السفن وزيادة رسوم التأمين على السلع بسبب احتجازها في عرض البحر لمدد طويلة تضل إلى أشهر وهو ما نلاحظ انعكاسه على ارتفاع أسعار السلع قبل ارتفاع الدولار.
– دول العدوان تشن حربا اقتصادية فريدة من نوعها على الشعب اليمني اول سنتين من العدوان بسحب عملة الريال اليمن من السوق والذي سبب في شحة وجود الريال اليمني في السوق والذي أضر أضرارا بالغا بالاقتصاد وعمل على تعجيز حكومة صنعاء عن الوفاء بالتزاماتها من ابرزها عجزها عن صرف المستحقات الاخرى للموظفين من اضافي وحوافز وغيرها و النفقات التشغيلية لإدارة مؤسسات الدولة لضمان تأدية الخدمات الضرورية للشعب.
– دول العدوان عبر عملائها حكومة هادي تتعهد للمجتمع الدولي بصرف المرتبات إن تم نقل الإيرادات إلى عدن ، ولم تفي بتعهدها بعد أن تم نقل إيرادات النفط والغاز والجمارك إلى عدن.
– دول العدوان عبر عملائها حكومة هادي تتعهد للمجتمع الدولي بصرف المرتبات ان تم نقل البنك المركزي إلى عدن ، ولم تفي بتعهدها بعد نقل البنك بنقل الرسيفرات والشفرات إلى بنك عدن.
● حينها عجزت حكومة صنعاء عن صرف مرتبات جميع موظفي الدولة التي كانت تصرفها لهم دون تفرقة بين الشمال والجنوب ، وموالي أو مناهض.
– دول العدوان عبر عملائها حكومة هادي لا تلتزم بتنفيذ تعهداتها المستمرة بصرف المرتبات لجميع الموظفين ولا حتى للبعض واكتفت بالاستحواذ على المرتبات وصرف بعضها على القيادات العميلة لها سواء في عدن أو مأرب أو الرياض، ورافق ذلك اختلالات أمنية كبيرة في المحافظات المحتلة منها عدن وغيرها ناهيك عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية في جميع المحافظات بسبب الحرب الاقتصادية السالف ذكر بعضها أعلاه.
– دول العدوان عبر عملائها حكومة هادي تتعهد بصرف المرتبات لجميع موظفي الدولة لو تم تسليمها الطبعة الجديدة من الريال المتفق على طباعتها قبل العدوان في روسيا ، ولم تفي بتعهدها وقامت بالصرف لبعض موظفي الجهات في المحافظات المحتلة لشهرين بعد استلامها للعملة الجديدة ، وحتى تنشر الفتنة في المحافظات الغير محتلة قامت بصرف مرتبات موظفي بعض الجهات منها التربية والجامعة والقضاء لشهر واحد.
ثم عادت لعدم الصرف مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية وتدهورها لكل اليمنيين بسبب ذلك وانتشار المجاعة والأوبئة الأمر الذي يثبت أن مرتبات الموظفين كانت تشكل ركنا رئيسيا للمواجهة أعباء الحياة لدى الشعب اليمني.
– دول العدوان وذيلها حكومة هادي تخضع للضغوط الدولية بعد أن فاحت قذارة مخططاتهم ووساخت جرائمهم لدى العالم الذي بدأ يجد الحرج تحت ضغوط شعوبهم الذين علموا بمعاناة الشعب اليمني عبر المجاهدين في وسائل التواصل الاجتماعي ، وقاموا بخطوة نمت عن عنصرية قذرة واظهرت بصورة واضحة وجلية عن حجم المؤامرة والمخطط الاستعماري الجشع في اليمن بصرف مرتبات المحافظات الجنوبية فقط وبصورة مستمرة (بغض النظر عن صرف العرادة في مأرب المستحوذ على بعض عائدات الثروة) ، وعدم صرف المرتبات لموظفي الدولة في المحافظات الشمالية.
– دول العدوان تبتكر فكرة شيطانية جديدة لتنفذ مخططها الإجرامي بالابادة الجماعية التي تنفذها بحق الشعب اليمني وتنفذها عبر ادواتهم حكومة هادي بالقيام بطبع عملة جديدة من الريال اليمني دون اي غطاء نتج عنه ارتفاع قيمة العملات الأخرى ومن ابرزها الدولار والذي تسبب في انخفاض قيمة الريال وتسبب في ارتفاع أسعار المواد الأساسية ارتفاعا مهولا في ثالث عام للعدوان ، وحين لاحظوا تأثيرها على حكومة صنعاء الذين دحروهم في جميع الميادين التي واجهوهم فيها طيلة حربهم الغاشمة على اليمن.
فقاموا بطباعة كميات كبيرة من عملة الريال اليمني تفوق كمية العملة التي تم طباعتها خلال قرابة ثلاثون عاما الذي نتج عن عدم تغطية تلك العملة الجديدة بأي غطاء في ارتفاع انهيار كارثي لقيمة الريال اليمني أمام العملات الأخرى وبالتالي ارتفاع أسعار السلع ارتفاعا كبيرا سبب انتشار المجاعة بين الشعب اليمني بصورة كارثية.
– استطاع المجاهدين في وسائل التواصل الاجتماعي كشف جرائم دول العدوان التي تقترف بحق الشعب اليمني لدى شعوب العالم خاصة شعوب دول العالم الحر الذين بدأوا يضغطوا على قيادات بلدانهم (الذين شاركت قياداتهم في عدوان دول العدوان بصمتهم ) وبدأ يتحرك العالم والمجتمع الدولي للتصدي لجرائم العدوان الذي ساهم بتخفيف الأضرار الناجمة عن القصف العشوائي التي تستهدف الأبرياء ، وبعد ان انتشرت المجاعة بين معظم الشعب اليمني بسبب كل ما ذكرناه وخاصة الحرب الاقتصادية والحصار الاقتصادي الذي جعل المنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر عن اعظم كارثة قد واجهها شعب في العصر الحديث وبل على مر التاريخ ، تم على أثره تحرك دول العالم والمجتمع الدولي للضغط على دول العدوان بالسماح لسفن المساعدات الدولية والسفن التجارية التي تحمل السلع الضرورية ومن ابرزها المواد الغذائية الأساسية للحياة والمشتقات النفطية بالدخول إلى الميناء الوحيد المتبقي وهو ميناء الحديدة ، الامر الذي وضعت دول العدوان في مواقف محرجة اضطرتهم للسماح بدخول بعض تلك السفن لكن بأسعار مرتفعة تحكموا بقيمتها بتحكمهم باستيرادها وبيعها لحكومة صنعاء عبر تجار حكومة هادي مثل النفط والغاز.
– الامر الذي جعل دول العدوان تحاول البحث عن مخطط آخر يتلاشى ذلك الاحراج الدولي بخطة إجرامية ماكرة، هذه الخطة هي لب موضوعنا اليوم.
● هذه المؤامرة هي أساس موضوعنا، والمتمثل بميناء الحديدة
فقد فكرت دول العدوان أن ما يمنع تنفيذ مؤامرتهم بالقضاء على الشعب اليمني بتجويعهم في أعظم جريمة إبادة جماعية يتعرض لها شعب بأسره على مر التاريخ.
هو انكشاف توقيفهم للسفن في عرض البحر المحملة بالمواد الأساسية سواء كانت مساعدات إنسانية أو سلع تجارية.
وإن توقيفها عن الدخول إلى ميناء الحديدة امر مكشوف لحدوثه تحت مرئا ومسمع العالم ، الأمر الذي اضطر قيادات دول العالم الذين رضخوا لشعوبهم للضغط على دول العدوان للسماح بدخول تلك السفن. وبالتالي تولدت لديهم فكرة السيطرة على ميناء الحديدة ومدينة الحديدة والسماح بدخول السفن للميناء وهناك تنفذ المؤامرة بالحجز على حمولات تلك السفن في الميناء أو في مدينة الحديدة وعدم السماح بمرورها ومغادرتها إلى المحافظات الغير محتلة.
وبذلك فإنهم سيتمكنوا من التستر على مخططهم الإجرامي المتمثل بالابادة الجماعية ضمن حربهم الاقتصادية بعدم السماح بدخول المساعدات والمعونات الإنسانية والمواد السلعية التجارية الهامة، وبذلك سيكونوا أبرياء أمام العالم بسماحهم بدخول السفن إلى الحديدة التي يسيطروا عليها، وفي نفس الوقت يلقون بتهمة المجاعات على حكومة صنعاء المسماة الحوثيين بحسب تعبيرهم، الذين لا حول لهم ولا قوة ويقفوا عاجزين أمام مؤامرات العدوان الكيدية بسبب اعلامهم المهول الذي يحرف الحقائق ويرمي بالتهم عن جرائمهم على أنصار الله ويصدقها الكثير من السذج ويروج لها ويؤججها أمراض النفوس التي لهم مئارب اخرى من العايشين بيننا ، وطبعا لا أقصد العملاء فدورهم القذر مفروغ منه.
وطبعا أؤكد على ان حكومة صنعاء عاجزين أمام مؤامرات العدوان الكيدية ولكنهم أبطال في المواجهات الميدانية العسكرية والسياسية بفضل الله.
● وهنا جاءت الذريعة الجديدة لدول العدوان بطلب تسليم الحديدة مقابل تسليم المرتبات بذريعة ان موارد الميناء (الذي هولوه وحولوه من بضع مليارات شهريا إلى مئات المليارات) يستحوذ عليها الحوثيين.
وبدأ المجتمع الدولي المتمالئ مع دول العدوان يضغط بتلك الورقة على حكومة صنعاء لتسليم المرتبات إلى ان تولدت فكرة جديدة لحكومة صنعاء بقبول إشراف أممي على إدارة وايرادات الميناء وقطعوا الطريق على دول العدوان الأمر الذي جعلهم يتجهوا إلى الحل العسكري والتوجه إلى الحديدة للسيطرة عليها والذي تجرعوا فيها ويلات الهزائم من رجال الرجال المجاهدين سلام الله عليهم وايدهم بنصره وحفظهم بعينه التي لا تنام، وفقد فيها كلاب العدوان الكثير الكثير التي نراها ونسمعها كل يوم ، انتهاءا بما تم الاتفاق عليه في السويد الذي لم و لن يلتزموا بها.
وفي خطوة تظهر عمالتهم يمهلهم ترامب ثم المجتمع الدولي فرصة شهر قبل البدأ في مفاوضات استوكهولم السويد.
إذن نتيقن من خلال ماسبق:
● أن من لم يفي بتسليم المرتبات على الرغم من تعهداتهم المستمرة لن يفوا بذلك حتى ولو سيطروا على الحديدة بل لو سيطروا على اليمن كلها لا قدر الله لأن مشروعهم الإجرامي أكبر من ان يحسبوا حساب لمعاناة الشعب اليمني لان مؤامرتهم تهدف إلى ابادتنا.
● أن الهدف من السيطرة على الحديدة لحفظ ماء الوجه وتخفيف الضغوط الدولية من شعوب العالم الحر عند منعهم من دخول السلع والمواد الغذائية الضرورية إلينا في المحافظات الغير محتلة التي يعيش فيها معظم الشعب اليمني.
● أن موارد الميناء لا تتعدى بضع المليارات شهريا وليس كما يروجوه لأنه بكل بساطة كانت موازنة اليمن في عهد الراحل علي عبدالله صالح اثنين ترليون ريال منها 70 % من إيرادات النفط والغاز و 10% من الجمارك والتي تقدر تلك النسبة بقرابة 200 مليار ريال فقط ونحن نعلم ان معظمها كان يأتي من عدن وحضرموت والحديدة فكيف سيكون دخل الحديدة فقط مئات المليارات خاصة في ظل الحصار وعدم السماح بدخول كل المواد الغذائية منها ومعظم ما يدخل لنا عبر الوديعة.
● أن ذريعتهم للسيطرة على الحديدة لمنع دعم إيران لنا بالسلاح كذب ، لأنه بالعقل كيف ستدخل السفن الإيرانية ونحن محاصرين منهم ولا يسمحوا بدخول أي سفينة إلا عبرهم وعبر وسطائهم من التجار ولا تدخل أي سفن حتى للمساعدات إلا بعد أن يفتشوها في جيبوتي أو غيرها.
● رسالة لحكومة صنعاء لاتركنوا على المراقب الدولي وتسلموا كل الموانئ لهم فلابد من بقاء قوات فيها لضمان عدم حدوث إنزال بحري من قوات دول العدوان للسيطرة على الميناء والدخول للحديدة منها.
لأن دور المجتمع الدولي حينها (المعلوم تواطؤهم مع دول العدوان) سيكتفي بإبداء الانزعاج والمطالبات الكاذبة العاجزة من دول العدوان الانسحاب والاستنكار والتنديد التي ستتصدى لها أمريكا بالفيتو المعلوم.
●● النتيجة الرئيسية
اصحوا ياشعب اليمن وخاصة العايشين في المحافظات الغير محتلة التي تحت حكم حكومة صنعاء ، فالهدف الرئيسي للعدوان هو انهم يريدوا تجويعنا والقضاء علينا مثلها مثل مشروع الاقلمة الذي حصروا بعض المحافظات المستهدفة فيما يسمى إقليم أزال الخالي من أي موانئ وثروات ، بهدف ابادة أبناء تلك المحافظات لاحقاد ازلام العدوان احقادا عنصرية مناطقية وحزبية ومذهبية وغيرها من التمييز العنصري المقيت الذي استطاع أعداء الإسلام إن يغرسوه فينا من خلال غزوهم الفكري والذي يظهر لكم من خلال كلام أبناء مايسمى الإقاليم الأخرى التي بدت فيها البغضاء وما تخفي صدورهم أعظم ، ولا يعلموا أو يعلموا إنهم ضمن المؤامرة وان دورهم سيأتي سيأتي وعدوي إن يقتلني اليوم * فغدا سيدور الدور عليكم، ولجميع الشعب اليمني اقول .. ياشعب الايمان أفيقوا وثبوا للثار ** وكفاكم نوما ياقوم فالنوم حرام.
نسأل الله تعالى ان يهدي الجميع وان يحفظ اليمن وشعبها، وأن يوحد صفوفنا وان يحفظ ويثبت ويسدد وينصر مجاهدينا وان يدمر دول العدوان ومن معهم، والله الموفق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عبدالله البابلي