المشهد اليمني الأول/
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن «مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية تترك بصمات واشنطن على مجزرة اليمن وتزيد من مسؤوليتها وتورطها بحرب طالت»، موضحة أن «كل الضربات الجوية التي تنفذها القوات السعودية هناك تتم بتنسيق مع نظيرتها الأمريكية».
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن «كل طلعة جوية سعودية بـ إف – 15 لا تتم فحسب بمقاتلات وقنابل أمريكية، بل يشارك فيها أيضا خبراء الميكانيك الأمريكيون الذين يسهرون على صيانة الطائرات ويجرون الإصلاحات على الأرض، ويقوم أيضا التقنيون الأمريكيون بتحديث أنظمة الاستهداف وغيرها من التكنولوجيا السرية، التي لا يسمح للسعوديين بالاقتراب منها. كما أن الطيارين الذين يقودون تلك المقاتلات تلقوا في أغلبهم تدريباً من قبل القوات الجوية الأمريكية».
ولفتت الصحيفة الى أنه «داخل غرفة إدارة الضربات الجوية بالرياض يجلس القادة السعوديون جنباً إلى جنب مع الضباط الأمريكيين، الذين يزودونهم بالمشورة الاستخباراتية والتقنية، التي تهدف في الأساس إلى وقف السعوديين عن قتل المدنيين باليمن»، حسب ما أوردته الصحيفة.
وتابعت «نيويورك تايمز»: «البصمات الأمريكية حاضرة في كافة أطوار الحرب الجوية باليمن، التي تسببت فيها الضربات الخاطئة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية أزيد من 4600 ضحية بين اليمنيين، حسب جماعات مراقبة».
البصمات الأمريكية حاضرة في كافة أطوار الحرب الجوية باليمن
وأضافت الصحيفة: «في واشنطن، أدت هذه الحصيلة الثقيلة إلى نقاشات حامية حول تداعيات التحالف الأمريكي مع السعودية في ظل حكم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي يحتاج للدعم الأمريكي لإبقاء مقاتلاته الجوية تحلق في الأجواء».
وقالت «نيويورك تايمز» إنه «بعد مرور نحو ثلاث سنوات تحولت الحرب باليمن إلى مستنقع تورطت فيه الولايات المتحدة على المستويين الاستراتيجي والأخلاقي، وأدى إلى إنهاء السياسة التي كانت سائدة طيلة عقود وتم على أساسها بيع أسلحة قوية لحليف ثري، كان نادراً ما يستعملها، حتى جاءت حرب اليمن»، لافتةً الى أن «ذلك أدى لتساؤلات جديدة حول مدى تورط واشنطن في جرائم حرب محتملة، ناهيك عن كون العدد المهول للمدنيين أنتج معضلة كبرى: فكيف الإبقاء على دعم الحليف السعودي وفي الآن نفسه بقاء أميركا بعيدة عن أي تداعيات للحرب».
وقالت الصحيفة أيضاً إنه، «بينما تنكر وزارتا الدفاع والخارجية معرفتهما بخصوص استخدام القنابل الأمريكية في أكثر الضربات الجوية إثارة للسخط، والتي استهدفت حفلات زفاف، ومساجد، ومآتم عزاء، قال مسؤول بارز سابق بالخارجية إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تحصل على تسجيلات بخصوص كل ضربة جوية تتم باليمن منذ الأيام الأولى، بما في ذلك المقاتلات وكذلك الذخيرة المستخدمة».
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن «الجهود الأمريكية لتقديم المشورة للجانب السعودي حول كيفية توفير الحماية للمدنيين ذهبت سدى في الغالب»، مضيفة أن «السعوديين قاموا بسحب مبادرة تدعمها الولايات المتحدة الأميركية لإجراء تحقيق بالضربات الخاطئة، وتجاهلوا في أغلب الأوقات لوائح ضخمة لمواقع ينبغي تجنب استهدافها».