المشهد اليمني الأول/
اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، المقاوم الفلسطيني أشرف نعالوة منفذ عملية “بركان”، والمقاوم صالح البرغوثي منفذ عملية “عوفرا”، خلال اشتباكين مسلحين وقعا مساء أمس وفجر اليوم في كل من رام الله ونابلس بالضفة الغربية المحتلة. فيما قضى شهيد ثالث برصاص الاحتلال في القدس بزعم تنفيذه عملية طعن.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال، إنه “بعد مطاردة وجهود ميدانية واستخبارية تمكنت قواتنا من كشف منفذي عمليتي بركان و عوفرا”.
وفي أول تعليق لها، قالت حركة حماس، على لسان عضو مكتبها السياسي، حسام بدران: “في ذكرى انطلاقتها، تقدم حماس شهيدين من خيرة أبنائها المقاومين في الضفة؛ صالح البرغوثي، وأشرف نعالوة، إضافة إلى اعتقال العشرات من قياداتها وكوادرها مؤخرا”.
وأوضح بدران في تصريح مقتضب، أن “كل هذا يؤكد أن جذوة المقاومة في الضفة لم ولن تنطفئ حتى يندحر الاحتلال عن أرضنا”.
وذكرت قناة “مكان” الإسرائيلية، أن قوات خاصة إسرائيلية تدعى “يمام”، اعتقلت مساء أمس، في منطقة رام الله “فلسطينيين يشتبه بضلوعهما في عملية عوفرا، وأصيب أحدهما بنيران القوة”.. وأوضح موقع إسرائيلي، أن الشهيد البرغوثي، “قضى في إطلاق نار من قبل وحدة مستعربين في رام الله، عندما كان يقود سيارة أجرة، فيما أصيب آخر وتم اعتقاله”.
وفي سياق متصل، أكد الموقع، إصابة جنديين إسرائيليين في عملية طعن وقعت صباح اليوم، في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة. وعلى إثر ذلك قتلت شابا في القدس بزعم تنفيذه العملية.
وادعت الإذاعة الاسرائيلية، إن فلسطينيًا هاجم مجموعة من القوات الاسرائيلية وأصاب شرطيًا وشرطية بجراح، مضيفة أنه “تمت تصفية” منفذ العملية بعد إطلاق النار عليه.
وتتهم قوات الاحتلال “نعالوة” بتنفيذ عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطنَين إسرائيليين وإصابة ثالث بجروح خطيرة في 7 أكتوبر الماضي داخل المنطقة الصناعية (بركان) في مستوطنة “أرئيل” قرب مدينة سلفيت شمال الضفة.
الى ذلك قتل 3 جنود اسرائيليين وأصيب رابع بجراح بالغة الخطورة في عملية إطلاق نار وقعت عند مفترق بين مستوطنتين قرب مدينة رام الله.
واقرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأن ثلاثة من جنودها قتلوا وأصيب رابع بجراح بالغة الخطورة، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة بسغات أساف القريبة من رام الله.. وأضاف متحدث باسم الاحتلال أن سيارة مسرعة أطلقت النار بكثافة صوب مجموعة من الجنود ثم انسحبت من المكان باتجاه بلدة سلواد القريبة من رام الله.
وأغلقت قوات الاحتلال مدينتي رام الله والبيرة وأعلنتهما منطقة عسكرية مغلقة حتى اشعار آخر، وشرعت بعمليات دهم وتفتيش في قرية بيتين بحثا عن منفذ العملية الذي انسحب من مكان العملية بعد أن أوقع من كانوا على حاجز عسكري للاحتلال بين قتيل وجريح.
من جانبها هددت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بالمزيد من المفاجات ضد جيش الاحتلال في الضفة الغربية.
وقالت في بيات مقتضب وصل، “لا يزال في جعبتنا الكثير مما يسوء العدو ويربك كل حساباته”، مضيفة: “جمر الضفة تحت الرماد سيحرق المحتل ويذيقه بأس رجالها من حيث لا يتوقع”.
وتبنت كتائب القسام رسميا الشهيدين صالح عمر البرغوثي وأشرف نعالوة منفذي عمليتي عوفرا وبركان في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الكتائب في بيان: “إن كتائب الشهيد عز الدين القسام تزف بكل الفخر والاعتزاز إلى العلا شهيديها المجاهدين: صالح عمر البرغوثي سليل عائلة البرغوثي المجاهدة، وبطل عملية عوفرا التي أوقعت 11 إصابةً في صفوف المحتلين، وأشرف وليد نعالوة بطل عملية بركان التي قتل فيها صهيونيان وأصيب آخر بجراحٍ والذي دوخ قوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية على مدار شهرين من المطاردة، وقد جرع أبطالنا الاحتلال الويلات بتنفيذ عملياتهم الموجعة رداً على الاعتداءات اليومية من قوات الاحتلال وقطعان المغتصبين الذين يستبيحون الضفة الغربية المحتلة ويعيثون فيها فساداً.
وأكدت الكتائب ان المقاومة ستظل حاضرةً على امتداد خارطة الوطن، ولا يزال في جعبتها الكثير مما يسوء الاحتلال ويربك كل حساباته.
ودعت القسام الاحتلال ألا يحلم بالأمن والأمان والاستقرار في الضفة مضيفا: “فجمر الضفة تحت الرماد سيحرق المحتل ويذيقه بأس رجالها الأحرار من حيث لا يحتسب العدو ولا يتوقع”.. وقالت إن كل محاولات وأد المقاومة وكسر سلاحها في الضفة ستبوء بالفشل، وستندثر كما كل المحاولات.
في غضون ذلك أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، أن شعبنا الفلسطيني لن يفرط بدماء شهدائه الأبطال، مشددًا على أن صفحة جديدة فُتحت مع المحتل بالدم والنار والبارود.
وقال هنية خلال زيارته بيت عزاء الشهيدين أشرف نعالوة، وصالح البرغوثي في غزة، اليوم الخميس،: إن “شعبنا وفيّ لشهدائه، والدماء التي سالت اليوم لا تزيدنا إلا إصرارًا على طرد الاحتلال من فلسطين”، لافتًا إلى أن لدى شعبنا القدرة على التحدي، ولن يسلم بجرائم الاحتلال.. وأضاف أن دماء الشهداء الأبطال ستظل لعنة تطارد المحتل، ونورًا يمتد نحو القدس والمسجد الأقصى.
وفي السياق دعت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح اليوم الخميس، المواطنين الفلسطينيين للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلية على خلفية التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وناقشت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعها “آخر التطورات والأوضاع المتدهورة على الأرض، خاصة جرائم الإحتلال المستمرة، بما فيها الإعدامات الميدانية والاقتحامات المتواصلة للمدن الفلسطينية والمداهمات والاعتقالات وإرهاب المدنيين العزل والعقوبات الجماعية التي تطال الشعب الفلسطيني”.
وحمّلت اللجنة في بيانها الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن دعوات المنظمات اليهودية لاغتيال الشخصيات الفلسطينية، مشددة على أن هذا التهديد والتصعيد هو دعوة للقتل تستهدف الكل الفلسطيني وتقود نحو تصفية القضية الفلسطينية، ولفتت إلى أن هذه الجماعات المتطرفة تتلقى الحماية والدعم المطلق من حكومة نتنياهو.
واستنكرت اللجنة مسلسل جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني ودعت في هذا الصدد إلى استمرار الفعاليات الجماهيرية الشعبية في جميع الأراضي الفلسطينية لمواجهة هذه الحملة المسعورة.. كما طالبت الدول العربية بوقف سياسة التطبيع المجاني الذي يأتي على حساب محاولة تكريس الاحتلال واستمرار جرائمه.
الى ذلك دعت حركة فتح أقاليم الضفة، الفلسطينيين إلى تصعيد المواجهة يوم الجمعة في الضفة بكاملها وفاء لمن قتلوا واستمرارا من أجل تحقيق الأهداف.
وحذرت فتح في بيان جيش الإحتلال ومستوطنيه من استمرارهم في مسلسل القتل والاعتداءات التي لن تزيد الشعب إلا إصرارا وثباتا واستمرارا في المواجهة.. وقالت “إن التصعيد المستمر والاعتداءات المتواصلة على القرى والبلدات والمدن والمخيمات وبلطجة المستوطنين ضد المواطنين الآمنين لن يجلب لهم أمنا أو استقرار”.
وأضافت في البيان “أن استهداف الشعب في كل المحافظات عبر تصعيد الاعتداءات والتصفية والاعتقالات وآخرها التهديد والتحريض على قتل رئيس السلطة محمود عباس، لاقت الرد الفلسطيني الذي يؤكد أننا لن نرحل عن أرضنا ولن تسقط لنا راية وسيستمر شعبنا بالنضال والمقاومة حتى رحيل المحتل ومستوطنيه من أراضينا”.
كما دعت الحركة الفلسطينيين إلى اليقظة التامة وتصعيد المواجهة وتفعيل لجان الحراسة للدفاع عن القرى في كل شبر، مطالبة بحرمان الجيش الإسرائيلي من أية معلومات مجانية من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة التي تخدم أغراضه عبر تناقل المعلومات والصور في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما قال القيادي في حركة فتح قدورة فارس أن الشعب الفلسطيني ليس شعبا أعزل وانما شعب مقاوم ومناضل وكان على الاحتلال أن يتوقع هذه الردود وسيتأكدون لاحقا بأننا شعب يومن بحقه بالحرية والاستقلال وسنستمر في مقاومة هذا الاحتلال حتى اقامة دولتنا المستقلة.
وأضاف فارس ان الاحتلال الاسرائيلي يشن حربا على الشعب الفلسطيني من قتل وحصار وهدم منازل ومستوطنين يتصرفون كميلشيات مسلحة تنتهك كل المحرمات.
وتابع فارس أن الاحتلال في حالة ارباك واحباط سواء في المؤسسة العسكرية أو الامنية او السياسية وبالتالي مقتل مستوطن برصاص الجيش الاسرائيلي دليل على خيبتهم واستخفاف بالحياة، واضاف أن نتنياهو يفكر من واقع ازمة يعيشها وهو قلق على مستقبل حزبه وجزء من الاجراءات التي اتخذها هي عملية ما تسمى بدرع الشمال ويتكمون عليها في اسرائيل لانها عملية هندسية ليس إلا، لا تصلح لأن تكون عملية عسكرية والهدف منها شراء الوقت للبقاء في الحكم ليعين هو موعد الانتخابات وهو يجر دولته ومؤستته العسكرية والامنية لخدمة تطلعاته الشخصية.
واشار فارس بأن الشعب الفلسطيني لن ينكسر ولن يقبل التطويع وهو شعب عزيز وكريم مؤمنا بحقه بالحرية والاستقلال.