المشهد اليمني الأول/

 

تصعيد مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على الحديدة ومحاولاتهم البائسة السيطرة على منطقة كيلو 16 والتي تأتي عقب التصريحات الأمريكية الصادرة عن وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع جيمس ماتيس والتي تضمنت الدعوة لإيقاف الحرب في اليمن وانخراط الأطراف اليمنية في مفاوضات ومشاورات بداية الشهر القادم ، يظهر حجم الدهاء والخداع الأمريكي الذي تمارسه الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس دونالد ترامب الذي أحس بالخطر مع قرب انتخابات انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي والتي تتهدد الحزب الجمهوري الذي خسر الكثير من أنصاره على خلفية السياسة الرعناء التي ينهجها ترامب في الشرق الأوسط وموقفه من الملف النووي الإيراني ودعمه اللا محدود للعدوان على اليمن ومشاركته ومساندته للكيان السعودي في حربهم العبثية التي شارفت على انقضاء عامها الرابع والتي خلفت الآلاف من الشهداء والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال في جرائم ضد الإنسانية ترتقي إلى جرائم حرب.

 

عشرات الآلاف من المرتزقة السودانيين ومرتزقة الجنوب ومجاميع طارق عفاش والعناصر الإرهابية والإجرامية التي تم استقدامها من سوريا يساندهم الغطاء الجوي المكثف للطيران الحربي وطائرات الأباتشي والطيران الاستطلاعي والتجسسي ، يرافقها القصف المدفعي المكثف من قبل مرتزقة العدوان المتمركزين غرب كيلو 16 ، وبحوزتهم مئات الآليات والمدرعات الإماراتية والتي تهدف إلى تحقيق الحلم الذي طال انتظاره وهو السيطرة على منطقة كيلو 16كخطوة أولى على طريق السيطرة على مطار وميناء الحديدة ومن ثم تطويق المدينة ومحاصرتها من كل الاتجاهات ، هذا كان حلمهم ومخططهم ولكنهم وجدوا أنفسهم وسط محرقة اختطفت أرواح الكثير منهم ودمرت العديد من مدرعاتهم وآلياتهم في واحدة من أشرس العمليات الهجومية التي شنها مرتزقة العدوان منذ اشتعال جبهة الساحل الغربي والتي كانت وما تزال تهدف للسيطرة على الحديدة وتضييق الخناق على شعبنا اليمني بهدف إجباره على الخنوع والخضوع لصهاينة العرب آل سعود وآل نهيان والتسليم بولاية ترامب ومشروع الهيمنة الأمريكوصهيونية.

 

بطولات خارقة للعادة ، سطرها وما يزال أبطالنا المغاوير من جيشنا ولجاننا وأبناء تهامة الشرفاء هناك في محيط كيلو 16، عمليات هجومية أشبه بالانتحار يساق إليها قطيع المرتزقة كالنعاج ، يتساقطون كالذباب وما تزال جثثهم المتعفنة مرمية في ساحات المواجهة تعكس رخص ووضاعة هؤلاء ، وتظهر مدى احتقار الغازي والمحتل السعودي والإماراتي لهؤلاء الخونة المرتزقة الذين باعوا أنفسهم ووطنهم وشعبهم من أجل المال المدنس غير مدركين خطورة ذلك ، ومهما حصل ومهما حشد الأعداء فإن مصير جموعهم الخسران والهلاك والهزيمة بإذن الله وتوفيقه.

 

بالمختصر المفيد كانت وما تزال وستظل الحديدة عصية على الغزاة والمرتزقة ، وستبقى معركة الساحل الغربي عنوانا للبسالة والبطولة والشجاعة والبأس اليماني الشديد بإذن الله وتوفيقه ، ولن يفلح المرتزقة في عملياتهم وزحوفاتهم وتحركاتهم ، ومهما جلبوا ، ومهما حشدوا فلن يصلوا إلى تحقيق أبسط أحلامهم ، لأنهم تخندقوا في جبهة الباطل وتجندوا مع قوى الشيطان ، ولذلك سيحبطهم الله ويذلهم ويكسر شوكتهم وينكس رايتهم وستنتصر المظلومية اليمنية وسيقتص الله للضحايا الأبرياء من البغاة المعتدين . هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالفتاح علي البنوس