المشهد اليمني الأول/ تقرير – يحيى الديلمي

 

– أهمية الموقع الجغرافي للسواحل اليمنية والأطماع الخارجية :

 

على مسافة قدرها 2000 كيلو متر مربع يمتد الشريط الساحلي للجمهورية اليمنية حيث يطل على البحر الاحمر من جهة الغرب ويطل على البحر العربي من جهة الجنوب ويشرف على مضيق باب المندب أحد أهم الممرات المائية عالمياً باعتباره عنق الزجاجة بالنسبة للبحر الأحمر، والذي يتحكم بالطرق التجارية بين الشرق والغرب ، ويمر عبره مايقدر بثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف برميل نفط يومياً باتجاه البحر الأبيض عن طريق البحر الأحمر ، ونسبته 4 بالمئة من الطلب العالمي على النفط، وتمر عبره إحدى وعشرون ألف سفينة سنوياً، أي أن الشحنات التجارية التي تمر عبر الممر تعادل عشرة بالمئة من الشحنات التجارية العالمية ، ويحتل باب المندب المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيق هرمز، ومضيق ملقا من حيث كمية النفط التي تعبره يومياً، مما زاد أهميته الاستراتيجية، وزاد من قيمته الاقتصادية كما تمتلك الجمهورية اليمنية ستة موانئ دولية مجهزة لأسنقبال البضائع والسفن بالأضافة الى ثلاثة موانئ لتصدير الغاز المسال وذلك ماجعل من اليمن هدفاً للاطماع الخارجية .

 

ومما يضاعف من أهمية موقع اليمن انتشار جزره البحرية والتي يبلغ عددها 200 جزيرة ، أشهرها جزيرة سقطرى والتي تعد من أكبر الجزر في العالم العربي وتشرف على طرق الملاحة الدولية وتتمتع بمزايا تضاريسية وطبيعية نباتية وحيوانية فريدة من نوعها .

– الاطماع الاستعمارية للسيطرة على مضيق باب المندب والسواحل اليمنية .

على مدى سنوات طويلة تحاول دول الاستكبار وعلى رأسها أمريكا السيطرة على مضيق باب المندب والموانئ اليمنية لما تتمتع بها من ثروة بحرية ضخمة ولما له من أهمية ( جيلوستراتيجية ) الا انها أستاطعت خلال فترة حكم النضام السابق من شراء ولائات كبار المسؤلين، وبسط نفوذها والهيمنة على السواحل اليمنية فقد قامت بأنشاء القواعد العسكرية ونشر البارجات والأساطيل الحربية في حين تعرضت القوات البحرية اليمنية لتدمير ممنهج ، واقصاء وتهميش للكوادر لتحييد المنظومات الدفاعية بشكل متعمد فلا يوجد أي ردع لأي أختراق للمياه الأقليمية من قبل النظام السابق لأرتهانه للخارج فكانت السواحل اليمنية مباحة للدول الخارجية الى أن أتت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر وقضى الشعب على رؤوس العمالة والارتهان وتمكن من أستعادة سواحله وفرض سيادته عليها .

 

أحدثت التطورات التي شهدتها الساحة اليمنية المتمثلة بثورة ٢١ سبتمبر واسقاط العمالة والوصاية الخارجية قلق كبير بالنسبة لإسرائيل ودول الأستكبار ، فقامت بتشكيل تحالف عالمي بقيادة السعودية وأعلنوا عن بدء عملية عسكرية لتدمير اليمن كانت أحد أهم اهدافها هو السيطرة على السواحل اليمنية و(مضيق باب المندب) أعتقاداً منهم أن السيطرة على الشريط الساحلي واحتلال المياه الأقليمية اليمنية أمراً سهلاً .

يقضة مستمرة وجهوزية عالية لمعركة الدفاع عن الشواطئ والمياه الاقليمية :

أستطاعت القوة البحرية من تلقي التدريبات العكسرية المكثفة والخبرات البحرية الكافية للنهوض بعد ان تعرضت للتدمير من قبل الفار الخائن عبدربه منصور هادي وأعلنت عن جهوزيتها الكبيرة لردع أي انتهاك للسيادة الوطنية على طول السواحل اليمنية وأستعدادها لصد أي محاولة اختراق قد تقدم عليها قوى التحالف.

 

رداً على الأنتهاكات المستمرة للمياه الأقليمية وأستمرار إرتكاب الجرائم اليومية بحق الصيادين قامت بتنفيذ العديد من العمليات البحرية قبالة السواحل اليمنية وفي ميناء المخاء مستهدفتاً عدد من البارجات والزوارق والسفن الحربية المعادية والتي كان أشهرها البارجة السعودية “702 المدينة” والبارجة الإماراتية (سويفت) و (الدمام) وكاسحة الالغام “القانصة” كما تم تنفيذ عمليات هجومية أستهدفت غرفة العمليات لتحالف العدوان في ميناء المخاء بالأضافة الى عمليات أخرى على ميناء جيزان ادت الى وقوع خسائر كبيرة واحتراق عدد من زوارق حرس الحدود إثر الهجوم داخل الميناء ، فيما تمكن الدفاع الساحلي من ضبط مركبة تجسسية من نوع (ريموس 600) أمريكية الصنع ذاتية التحكم في المياة الأقليمية .

تطوير منظمومة الدفاع لمواجهة الاطماع .

الى جانب العمليات العسكرية البحرية للقوات البحرية تمكنت وحدة التصنيع الحربي من تحقيق انجازات نوعية في مجال الصناعات الحربية البحرية وفي وقتاً وجيز وبإمكانات وخبرات يمنية تمكنت من إنشاء مجمّعات للتطوير والتصنيع والبحوث العسكرية.

 

فقامت بتصنيع الزوارق الحربية والتي تتميز بالسرعة الفائقة والمناورة التكتيكية لشن هجمات اعتراضية فاعلة ضد السفن والبارجات المعادية ونقل القوة البشرية المقاتلة الى الاهداف المرسومة ، كما تمكنت من تطوير منظومة “المندب1” الصاروخية البحرية من طراز ارض -بحر ليصل مداها الى 300كيلو متر متخصصة في ضرب واستهداف السفن والبوارج الحربية ، في حين كشف الاعلام الحربي مؤخراً عن مشاهد قيام وحدة التصنيع الحربي بتصنيع الغام بحرية محلية الصنع بأسم ” مرصاد ” مخصصة لأستهداف بوارج وقوارب تحالف العدوان العسكرية.

 

وتعد هذا الانجازات تطوراً نوعياً في المعركة البحرية كما أنها تفرض واقعاً جديداً لمعادلة الردع فقد اصبحت القوة البحرية قوة ذات عمق استراتيجي مهم ومؤثر جدا في معادلات الردع ضد تحالف العدوان من جهه وقوة اصبح لها ثقلا لايستهان به ورقما صعبا لايمكن تجاوزه في ميزان القوى الاقليمية والدولية، كما ان القوة البحرية بما تمتلكه من أسلحة وقدرات عسكرية فهي تتمتع بالقوة الكافية لحماية السيادة اليمنية ومياهها الاقليمية من اي عدوان خارجي ، والوصول الى اي نقطة على أمتداد البحر الاحمر ابتداء من مضيق باب المندب ووصولاً الى الموانئ السعودية لضرب أي أهداف معادية.

 

واخيراً فأن كل هذه التطوارت والانجازات العسكرية التي تحققها القوة البحرية اليمنية تعد رسالة تحذيرية يفترض على دول العدوان فهمها واخذها بعين الاعتبار اذ ان استمرار قوى العدوان في قتل الشعب اليمني وفرض الحصار عليه وممارسة الأعتداءت بحق الصيادين وأختراق المياه الأقليمية سيقابله مزيداً من العمليات البحرية والأيام القادمة «حبلى بالمفاجآت.