المشهد اليمني الأول/
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن هناك تحركات من نواب جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي لإجبار إدارة “ترامب” على سحب دعمها للسعودية والإمارات في الحرب الدائرة في اليمن.
وأشار الكاتب البريطاني المتخصص في الشؤون الخارجية “سيمون تيسدال” إلى أن هناك بصيص من الأمل لوضع حد للمأساة اليمنية يتمثل في تحرك نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالكونغرس في العاصمة واشنطن، للاستناد إلى قانون يعود لعام 1973 من الممكن أن يجبر إدارة “ترامب” على سحب دعمه للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وأضاف “تيسدال” في مقاله بالصحيفة البريطانية أن الحرب الدائرة باليمن هي واحدة من الصراعات الغامضة التي تعطيك شعورا أنها مستمرة للأبد، مشيرا إلى أنه في غضون أكثر من 3 سنوات بقليل، أصبح الصراع وفقا للأمم المتحدة أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وتابع أن الصراع أسفر عن مقتل أو إصابة أكثر من 17 ألف مدني، وأصبح هناك أكثر 8.4 مليون شخص على حافة المجاعة، وحولت الحرب اليمن إلى دولة ممزقة ذات اقتصاد منهار.
واعتبر “تيسدال” أن صور الأطفال القتلى أو المرضي في اليمن قد أصبحت علامة لهذا الصراع سواء قتل هؤلاء الأطفال في غارات جوية على منازلهم أو المدارس التي يذهبون إليها، أو حتى ماتوا أو طريقهم إلى الموت نتيجة نقص الغذاء و الدواء.
وذكر الكاتب أنه في الأسبوع الماضي، أيد أكثر من 50 عضوا في مجلس النواب الأمريكي قرارا مدعوم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، للاستناد إلى قانون صلاحيات الحرب لعام 1973.
وأعلن الأعضاء الخمسون أن الكونغرس لم يوافق على الإطلاق على تقديم الولايات المتحدة الأمريكية الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وسيجبر مشروع القانون “ترامب” على “سحب القوات المسلحة الأمريكية من الأعمال القتالية في جمهورية اليمن أو تلك التي تؤثر عليها”.
وقال “تيسدال” إنه لايزال العمل معلقا في مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث يقوم “بوب مينديز” عضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس بمحاولة لمنع مبيعات أسلحة أمريكية لكل من السعودية الإمارات بقيمة ملياري دولار.
وحسب ما قاله الديمقراطي “رو خانا” الراعي الرئيسي لقرار مجلس النواب، فإن الطائرات التي تزودها واشنطن بالوقود تستمر في إسقاط القنابل الأمريكية الصنع على الضحايا الأبرياء باليمن.
وأشار الكاتب البريطاني إلى أنه من المتوقع التصويت بعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل على قرار بوقف بيع السلاح والعتاد للدولتين.
وأوضح الكاتب أن كلا التحركين ترفضهما بشدة إدارة “ترامب” التي تقول إن مساعداتها وخبرتها العسكرية تقلل من عدد الوفيات بين المدنيين.
وذكر أنه في الوقت ذاته فإن التحركين يعكسان الاستياء المتنامي لسلسلة الأعمال الوحشية التي تنفذها الدولتان الخليجيتان في اليمن لاسيما استهداف حافلة أطفال ومقتل العشرات منهم الشهر الماضي، وهو الأمر الذي من الممكن أن يورط الولايات المتحدة في ارتكاب جرائم حرب.
ونقل الكاتب عن النائب الديمقراطي “جيم ماكغفرن”، قوله إن “تصرفات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تصل إلى مستوى جرائم الحرب ضد الإنسانية.. على الولايات المتحدة إرسال رسالة واضحة، ودون غموض، للسعودية بأن أفعالها غير مقبولة للمجتمع الدولي، ولن يتم التسامح معها”.