المشهد اليمني الأول/

 

تستعد القوات الأمريكية للانسحاب من قاعدة التنف العسكرية على حدود سوريا الجنوبية، حيث أكدت مصادر  مطلعة لوكالة “سبوتنيك” أن اتفاقا تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والأمريكي يؤدي إلى خروج المجموعات المسلحة المرتبطة بقاعدة التنف الأمريكية إلى الشمال السوري، بما يمهد لانسحاب القوات الأمريكية من هذه القاعدة.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا أمس الإثنين عن تسليم سوريا لمنظومة صواريخ إس 300 خلال أسبوعين، وهذا سيحقق تغيرا كبيرا في موازين القوى العسكرية في المنطقة لصالح الدولة السورية، التي أعلنت رسميا عن نيتها استعادة مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات كردية مدعومة من القواعد الأمريكية.

 

وفي التفاصيل، أكدت المصادر أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد بدء التطبيق العملي لاتفاق تم التوصل إليه أخيرا بين “مركز المصالحة الروسي” في سوريا وبين القوات الأمريكية في قاعدة التنف، والذي يشبه إلى حد بعيد اتفاقات المصالحة التي أبرمت في الغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة في سوريا.

 

وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق ينص على إخراج جميع المجموعات المسلحة التي تنشط في المنطقة والمرتبطة بالقوات الأمريكية في قاعدة التنف، وتسوية أوضاع من يرغب من “المسلحين السوريين” بتسليم سلاحه والعودة إلى حضن الوطن، وإخراج من لا يقبل بالتسوية إلى “جرابلس” في الشمال السوري.

 

وأضافت المصادر أن الاتفاق يتضمن كذلك تفكيك مخيم الركبان الذي تحتجز فيه القوات الأمريكية نحو 80 ألف “لاجئ سوري” ستتم إعادتهم إلى بلداتهم وقراهم، لافتة إلى أن معظم اللاجئين في مخيم الركبان هم من مؤيدي الدولة السورية، ويريدون العودة إلى بلداتهم، وهو ما يدفعهم في الآونة الأخيرة للخروج في مظاهرات تتحدى “بطش المسلحين” وتطالب بإعادتهم إلى مدنهم وقراهم وإخراجهم من المخيم الذي يشبه “المعتقل الكبير”.

 

وأوضحت المصادر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشكل نهائي، تم تأخير تطبيقه بسبب الخلافات بين المجموعات المسلحة، وتحديدا بين جماعتي “جيش العشائر” و”جماعة أحمد العبدو”، فهناك من يريد الدخول في التسوية، وهناك من يرفضها ويطالب بالخروج إلى الشمال السوري، وهناك من يطالب بالخروج من الأراضي السورية، مؤكدة أن بدء التنفيذ سيتم بإخراج مقاتلي “شهداء القريتين” خلال الأيام القليلة القادمة، الذين اختاروا الخروج مع عائلاتهم  إلى جرابلس في الشمال السوري.

 

واعتبرت المصادر أن تفكيك مخيم الركبان وإخراج المجموعات المسلحة من محيط قاعدة التنف، هي الخطوات الأخيرة التي ستسبق الانسحاب الأمريكي من منطقة التنف بشكل نهائي. 

 

وكانت الحكومة السورية قد أكدت على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم أنه لن يكون أي اتفاق في الجنوب قبل انسحاب القوات الأمريكية من التنف.

 

من جهته أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال حضوره المنتدى الإعلامي على هامش مهرجان الإعلام السوري الثاني، والذي نقلته صحيفة “الوطن” السورية”، أن الدولة السورية ستعود إلى إدلب.

 

وقال المقداد في تصريح خاص لـ”الوطن” حول حصول سوريا على منظومة “إس-300”: “العلاقات السورية الروسية، تطورت بشكل عميق ومخلص في إطار الحرب على الإرهاب، ومارست القيادة الروسية دورا بناء في تنفيذ قرارات المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، ونحن نعتقد بأن الجهد الذي بذلته روسيا في إطار مكافحة الإرهاب والعدوان هو جهد مخلص، ولذلك نحن لا نتفاجأ بكل التطور الذي تشهده العلاقات السورية الروسية لأننا طرف واحد في محاربة الإرهاب الدولي”.

 

ورأى المقداد أن عودة سيطرة سوريا على إدلب “أمر طبيعي”، مشيرا إلى أنه “يجب ألا يكون مجالا للتخمين على الإطلاق، فالدولة السورية عائدة، كما نرى درعا ودمشق وحلب جزءا لا يتجزأ من الدولة السورية”.