المشهد اليمني الأول/
اعتبرت موسكو أن الوضع الحالي للعلاقات الروسية الأمريكية تجسيد لأسوأ سيناريوهات الحرب الباردة، مشددة على أن العقوبات الجديدة للولايات المتحدة ضد روسيا غير مجدية ولا آفاق لها.
وقالت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة، في بيان نشرته اليوم الاثنين على حسابها الرسمي في موقع “فيسبوك”: “أصدرت الولايات المتحدة حزمة جديدة من عقوباتها غير الشرعية المفروضة على روسيا، ويتشكل انطباع بأن النخبة السياسية المحلية تعاني من الميل المرضي إلى تدمير الأسس الجوهرية للعلاقات الثنائية التي يعتمد عليها الأمن العالمي”.
وأضافت السفارة الروسية: “إن القرارات تتخذ دون سعي لكشف الحقيقة ومع إهمال دعواتنا إلى الحوار بغياب أي أدلة واقعية على ما يسمى بمسؤولية روسيا، والاتهامات العبثية المنسوبة إلى بلادنا يجري الترويج لها على يد أبرز وسائل الإعلام الأمريكية”.. وأشارت إلى أن “النخب السياسية لا تلاحظ أن كل نوبة جديدة لحمى العقوبات الأمريكية تجعل الولايات المتحدة أقرب من نقطة اللاعودة في حل القرارات الدولية الحيوية، من بينها مكافحة الإرهاب المشتركة وخطر وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي كيانات غير حكومية”.
وشددت سفارة موسكو لدى واشنطن على أن من الواضح أن ما يجري هو “تجسيد لأسوأ السيناريوهات للحرب الباردة والتي كان يجب أن يتخلص منها العالم للأبد منذ 30 عاما”.
وأوضحت السفارة أنه “بدلا عن ذلك تبين أن أحد محصنا من الضغوط الفظة من قبل واشنطن”، واعتبرت أنه ” ربنا لا يستطيع الجميع الصمود ، لكن روسيا تستطيع”. وأكدت أن روسيا “ترفض الخطوات غير الودية التي تتخذها واشنطن”، وبينت مشددة: “إنها لن تؤثر بأي صورة على عزمنا اتباع النهج المستقل في العلاقات الدولية”.
واختتمت السفارة بالقول إن “المجتمع الأمريكي عليه أن يعلم أن العقوبات ضد روسيا غير مجدية ولا آفاق لها من النجاح”، مؤكدة أنها “لا تستجيب لمصالح أي من الشعبين الروسي أو الأمريكي”.
ودخلت اليوم الاثنين حيز التنفيذ حزمة عقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا تشمل حظر توريد السلاح وبضائع الاستخدام المزدوج إلى الجانب الروسي وإقراض الدولة الروسية من المؤسسات الحكومية الأمريكية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوباتها الجديدة ضد روسيا على خلفية قضية العقيد السابق في الاستخبارات الروسية الذي أدين في بلاده بتهمة الخيانة العظمى، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، اللذين تقول الحكومة البريطانية إنهما تعرضا يوم 4 مارس الماضي لهجوم كيميائي بمادة مشلة للأعصاب، وتم العثور عليهما في حالة إغماء قرب بيتهما في مدينة سالزبوري جنوب غرب المملكة المتحدة، حيث كان الجاسوس المزدوج يقيم بعد منحه اللجوء السياسي ببريطانيا إثر الإفراج عنه في روسيا ضمن عملية تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة عام 2010.
وأعلنت بريطانيا لاحقا أن المادة السامة، التي تعرض لتأثيرها سيرغي ويوليا سكريبال، من نوع “نوفيتشوك” وتم تطويرها في روسيا، متهمة موسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال الجاسوس السابق، فيما نفت الحكومة الروسية قطعا الاتهامات الموجهة إليها، مشيرة إلى عدم وجود برامج خاصة بتطوير المادة المذكورة لا في الاتحاد السوفيتي السابق ولا في روسيا، كما اقترحت فتح تحقيق مشترك في القضية مع لندن، التي ترفض هذه المبادرة.
وقالت الإدارة الأمريكية إنها قد تفرض حزمة عقوبات ثانية ستكون الأقسى ضد روسيا على خلفية قضية سكريبال في نوفمبر المقبل ويمكن أن تشمل حظرا على توريد واستيراد البضائع بين البلدين.