المشهد اليمني الأول/

 

ضمن مراسم التشييع التي شهدتها مدينة صعدة لعشرات الأطفال الذين قتلتهم طائرات الجبن السعودي، لم يغب سماحة السيد حسن نصرالله عن إشادة المشاركين، كما لم يغب بشكل دائم في كل مناسبة وميدان عمل وجهاد، في نظر اليمنيين يعتبر السيد نصرالله بطل الكلمة الحق وأكثر من ذلك، حين صرخ بوجه السعودية وتحالفها يوم عجز الآخرون وجبنوا، رغم أن موقفه الشجاع فرض عليه وعلى المقاومة تبعات.

 

في الخطاب الثاني عشر لنصر لبنان، صاغ السيد نصرالله جملة #من_الضاحية_إلى_ضحيان والمسألة هنا لم تكن تطابقا في أغلب أحرف الكلمتين فحسب، بل في موقعهما ضمن تاريخ طويل وحافل بالصمود والانتصارات، فكما باتت الضاحية رمزا للمقاومة التي مرغت أنف “إسرائيل” فإن رمزية ضحيان في تاريخ وحاضر ومستقبل أنصارالله لا تقل أهمية.

 

تشتهر ضحيان بأنها المدينة العلمية التي يغلب عليها طابع الإيمان والتقوى، ساهمت وبشكل كبير في التصدي للفكر الوهابي منذ عشرات السنين، نالت هذه المدينة نصيبا وافرا من الحرب التدميرية التي هدفت لاستئصال أنصار الله على مدى ست سنوات 2004-2010م، بعض أبنائها بنى منزله لمرتين على الأقل بفعل الغارات التي شاركت فيها السعودية عام 2009م !

 

منذ بداية العدوان على اليمن عام 2015م، اعتبرت السعودية محافظة صعدة وفي المقدمة مدينة ضحيان منطقة عسكرية، دون مراعاة لحرمة، أو استثناء لدور العلم والعبادة والمراكز الخدمية للسكان، حتى أن المنظمات الدولية ظلت صامتة عن هذه الاستباحة لولا مجزرة الطفولة الكبرى.

 

في المقابل، ضحيان هي المدينة التي قدمت خيرة أبنائها شهداء، دون تردد في خوض أي معركة، ورجالها اليوم يرابطون في أغلب جبهات القتال، دون أن تلين عزيمتهم أو تنكسر إرادتهم.

 

الحقيقة التي تقفز عليها السعودية والامارات وبقية دول التحالف، أنهم دخلوا مستنقعا لا مخرج منه إلا للهزيمة

 

صمدت ضحيان أمام كل التحديات السابقة، وبعد هذه المجزرة ازدادت عزما وصلابة تترجمها قوافل الرجال التي تنتقم من القتلة في ميدان المواجهة، وقد قال أحد المقاتلين وهو يعتلي مدرعة سعودية بعد أن قُتل الجنود السعوديون في أحد المواقع التي تم اقتحامها بجبهة نجران، قال: “إذا كنتم رجالا فنحن هنا على مدرعاتكم، لا تقتلوا نساءنا وأطفالنا، تعالوا إلى الميدان وواجهونا، نحن ننتظركم في مواقعكم العسكرية”.

 

في مشهدية اليوم أمام استمرار العدوان للعام الرابع على التوالي، لم تعد ضحيان المدينة الوحيدة التي تشترك فيها التضحية والصمود، فكثير من المدن والأرياف صار بهذا العنفوان، وقد تحول اليمن إلى نموذج أوسع وأشمل لضحيان.

 

أما الحقيقة التي تقفز عليها السعودية والامارات وبقية دول التحالف، أنهم دخلوا مستنقعا لا مخرج منه إلا للهزيمة، وقد ارتكبوا حماقة كبرى حين اعتقدوا أن بالإمكان ابتلاع اليمن وإخضاعه ليعود إلى بيت الطاعة الأمريكي !

 

ختاما، فإن جواب أبناء ضحيان على رسالة السيد نصر الله: رهانك الدائم على ثبات اليمنيين في محله، وهذه الدماء التي تسفك دون أدنى رادع أخلاقي تختصر طريق الانتصار وتعجل بالانتقام من القتلة، ومن ضحيان التي تمثل اليمن جميعا إلى الضاحية، شكرا سماحة السيد وشكرا يا أشرف الناس.

ـــــــــــــــــــــــ

بندر الهتار

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا