المشهد اليمني الأول/

 

شهدت منطقة قيفة، في مديرية القريشية، التابعة لمحافظة البيضاء، وسط اليمن، مواجهات عنيفة بين تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» (داعش)، منتصف الشهر الحالي. وتعد هذه المواجهات، أول صدام مسلح بين فرعي التنظيمين في اليمن، منذ مطلع العام 2015، حيث اقتصر الصراع على جوانبه الدعائية في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الإصدارات المرئية والمقروءة والمسموعة.

 

ملابسات الحادثة

 

قبل أسابيع اشتبك عناصر من تنظيم «القاعدة» مع أفراد حاجز أمني تابع لتنظيم «الدولة» في القريشية، انتهى بأسر أفراد النقطة لـ 12 من مسلحي «القاعدة».

 

ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت إلى «العربي»، فقد «اندلعت المواجهات بعد أن رفض عناصر القاعدة التوقف للتفتيش عند الحاجز، على اعتبار أنهم في معاقلهم التي تطفل عليها مسلحو الدولة»، على حد تعبيرها.

 

وأشارت المصادر، إلى أن «الطريقة التي تعامل بها عناصر الدولة عند الحاجز، كانت أيضاً مستفزة، الأمر الذي دفع عناصر الطرف الآخر إلى مواصلة السير، قبل أن يتعرضوا لإطلاق نار».

 

وأضافت أن «تجاهل (تنظيم) الدولة مطالب القاعدة بالكشف عن مصير أسرى المواجهات عند الحاجز، إضافة إلى إشاعة خبر تصفيتهم، فجر الوضع عسكرياً بين الطرفين».

 

وأوضحت المصادر أن «المواجهات التي اندلعت يومي 14 و15 من الشهر الجاري، انتهت بمقتل 9 من الجانبين، إضافة إلى سيطرة القاعدة على عدد من المناطق والمواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الدولة في القريشية».

 

وأهم المناطق والمواقع التي سيطرت عليها «القاعدة»، بحسب المصادر، هي: «عبل الشواهرة، ومعسكر تدريب في منطقة الحميضة، وهو المعسكر الذي تعرض لقصف أمريكي قبل أشهر، إضافة إلى جميع المواقع في مناطق الظهرة وعنا والصلول وطريق السخار». وتؤكد المصادر أن «القاعدة تمكنت، خلال المواجهات، من أسر عدد من عناصر الدولة».

 

بعد الدم

 

حادثة قيفة أثارت تساؤلات عن مستقبل الخلاف بين الطرفين، بعد أن تطور إلى مواجهات مسلحة، وعن إمكانية تكرار النموذج السوري في اليمن.

 

في السياق، يرى متابعون أن «للحادثة سياقها الخاص، بغض النظر عن وجود الخلاف الذي توفرت كل مبررات تطوره إلى صراع مسلح منذ وقت مبكر، وحالت دون ذلك ظروف وإمكانات طرفيه».

 

وأضاف المتابعون، في حديث إلى «العربي» أن «ما حدث، لم يكن ليحدث لو أن عناصر القاعدة توقفوا عند الحاجز الأمني الواقع خارج مناطق سيطرتهم».

 

وأوضحوا أن «مرور عناصر القاعدة من مناطق خاضعة لسيطرة الدولة، وعدم اكتراثهم بإجراءات نقطة التفتيش، يشير إلى أن الطرفين كانا بعيدين عن أجواء التوتر التي تستدعي أخذ الحيطة والحذر».

 

ويعتقد المتابعون، أن «القاعدة التي ظلت الأكثر حرصاً على الابتعاد عن كل ما قد يؤدي إلى احتكاك مسلح، وجدت نفسها بحاجة إلى القيام بما من شأنه وضع حد لاستفزازات تنظيم الدولة المستمرة، خصوصاً بعد إشاعة خبر تصفية الأسرى»، على حد تعبيرهم.

 

ويذهب المتابعون إلى أن «الظروف التي أجبرت الطرفين على تجنب المواجهات المسلحة منذ نشوب الخلاف بينهما قبل أكثر من عامين، رغم توفر كل مبررات الصدام، ستجبرهما على تجاوز الحادثة الأخيرة، التي قد تنتهي آثارها بعملية تبادل أسرى، وعودة كل طرف إلى مناطقه السابقة في المديرية».

مصدرالعربي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا