المشهد اليمني الأول/
وأصلت قوات البحرية اليمنية ضرباتها الإستراتيجية ضد تحالف العدوان السعودي ونجحت صباح اليوم الأربعاء في إستهداف بارجة حربية سعودية قبالة سواحل اليمن بالبحر الأحمر كما نجحت مساء اليوم في تدمير زورق حربي تابع لتحالف العدوان على متنه ثلاثة عناصر قبالة سواحل مديرية الدريهمي بعدما نجحت في إغراق قوات تحالف العدوان في معارك الساحل الغربي الأمر الذي دفع النظام السعودي وتحالفه المأجور لمحاولة استغلال ما حدث للحصول على مزيد من الدعم الدولي من خلال زعمها أن البارجة الحربية التي تعرضت للهجوم هي سفينة نفط تابعة لها.
وأعلن مصدر في القوات البحرية اليمنية صباح اليوم نجاحها في إستهداف البارجة “الدمام” السعودية قبالة السواحل الغربية لليمن وأكتفى المصدر بالقول إنه تم إستهداف البارجة السعودية بسلاح مناسب دون مزيد من المعلومات حول ذلك السلاح.
وفي وقت لأحق أصدرت البحرية اليمنية بياناً، أوضح أنه عملا بحق الشعوب في الدفاع عن سيادة بلدانها قامت القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمنية صباح اليوم الأربعاء بإستهداف (البارجة السعودية – الدمام) التي أنتهكت مياه اليمن الإقليمية وكانت تنفذ أعمالاً عدائية وتم الاستهداف بصاروخ مناسب أصاب البارجة إصابة مباشرة ملحقا بها أضرار كبيرة”.
وأكدت البحرية في البيان أنه لن تألوا جهدا في مواصلة معركة الدفاع عن أمن الشعب وسيادة البلاد وليس أمام قوى العدوان للنجاة من عملياتنا سوى وقف العدوان ورفع الحصار وسحب بوارجها بعيدا عن مياه اليمن الإقليمية وإلا كانت صيدا ثميناً ..
وفي ظل الاهتمام الدولي بمعارك الساحل الغربي خلافاً لجبهات القتال الأخرى وتقييمه لمستقبل المعركة في ظل تراجع الثقة الدولية بقدرة تحالف العدوان على حسم المعركة وبعدما تعرض التحالف قبل يومين لأول هجوم نفذته قوات بحرية في ميناء المخا لجأت السعودية لاستغلال الهجوم على البارجة “الدمام” للحصول على مزيد من الدعم الأمريكي والبريطاني من خلال وصف البارجة بأنها ناقلة نفط لفتح الباب أمام الحديث عن تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وفي نفس الوقت زعمت أن البارجة تعرضت لأضرار طفيفة.
وفي هذا السياق قال الناطق باسم تحالف العدوان السعودي تركي المالكي في بيان إنه في تمام الساعة الواحدة والربع (01:15) من صباح هذا اليوم تعرضت إحدى ناقلات النفط السعودية لهجوم يمني بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة.
وأضاف أن ما وصفه الهجوم الإرهابي يشكل تهديداً خطيراً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر ما قد يتسبب بأضرار بيئية واقتصادية وأن استمرار هذه المحاولات يثبت خطر هذه الميليشيا ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي بحسب قوله.
الإعلام السعودي كان أكثر وضوحاً في استجداء الدعم الأمريكي من وراء تصوير أن الهجوم استهدف ناقلة نفط حيث قال اللواء المتقاعد أحمد الشمري في مداخلة مع قناة العربية السعودية إنه يجب أن يكون هناك رد سياسي من قبل الأمم المتحدة أما الرد من الولايات المتحدة الامريكية فهو يجب ان يكون رد عسكري بدون أي مجاملة بحسب قوله.
وطالب اللواء الشهري من الولايات المتحدة والدول الغربية بتقديم دعم لتحالف العدوان بدخول ميناء الحديدة ووضع اليد عليها اضافة الى الموانئ الاخرى مثل ميناء الصليف ورأس عيسى زاعماً أن كل هذه الموانئ تخرج منها المهربات وتنطلق منها هذه الاستهدافات .
دعوات اللواء الشهري التي تعبر عن لسان حال السعودية والتحالف تتضمن اعترافاً بعدم قدرة تحالف العدوان على حسم المعركة أو ربما فشله فيها في ظل الدعم الذي يراه غير كافياً من قبل الولايات المتحدة التي باتت وفقاً للشهري، مطالبة بتولي المعركة بنفسها.
الهجوم الناجح على البارجة السعودية هو الثاني من نوعه خلال نحو 45 حيث تم تدمير بارجة حربية إماراتية في 14 يونيو الماضي بعد يومين من بدء التحالف تصعيداً غير مسبوق في الساحل الغربي، لكن استهداف البارجة في حينه أسهم بشكل كبير في الحد من التحركات البحرية لتحالف العدوان وتراجع بارجاته إلى مسافات بعيدة عن السواحل اليمنية والذي انعكس أيضاً على المعركة بمجملها وأسهمت في إفشال خطة التحالف لحسم معركة الحديدة بشكل خاطف.
وسبق لكل من السعودية والإمارات أن حاولتا إحراج الولايات المتحدة وبريطانيا للحصول منهما على دعم مباشر أكبر مما يحصل عليه تحالف العدوان وخصوصاً في معركة الحديدة عندما زعمت الإمارات في أكتوبر 2016 أن بارجتها الحربية “سويفت” التي دمرتها القوة البحرية اليمنية كانت سفينة تحمل أدوية واتضح لاحقاً عكس كذلك وكذلك فعلت السعودية عندما تم تدمير بارجتها الحربية “المدينة” زاعمة أنها ناقلة نفط بهدف الضغط على واشنطن باسم القيام بواجبها في حماية الملاحة الدولية لكن مسؤولون أمريكيون صرحوا في حالة البارجة الإماراتية والسعودية إنهما كانتا بارجات حربية ولم تتعرضا للهجوم في المياه الدولية.
لكن أهمية استهداف البارجة السعودية اليوم بالنسبة لصنعاء أنها جاءت بعد سلسلة ضربات استراتيجية في وقت تحظى معركة الساحل الغربي باهتمام عالمي والتي جعلت الكثير من الدول الغربية تتراجع عن دعمها للمعركة بعدما وجدت أنه من الصعب حسمها.