المشهد اليمني الأول/

تتصاعد المعركة الإعلامية بين طهران من جهة وواشنطن والرياض من جهة أخرى على ذمة قضية النفط  وفقا لما تروجه القنوات الإمبريالية والرجعية .

 استفزاز ترامب  لإيران بشطحاته الخارجة عن الآداب والقيم الدولية هي في حقيقة الامر تحمل طابعا إستهدافيا لإقتصاديات العديد  من الدول النفطية  المضادة للسياسة الامريكية  وإسرائيل  منها دولة إيران الاسلامية .

تلك التهديدات ولدت موقفا مضادا من قبل إيران التي بدورها أعلنت التحدي والتصدي  وهددت بصريح العبارة  بإغلاق مضيق هرمز وهذا حقا مشروع لمواجهة الغطرسة الأمريكية.

 هذه المعركة الإعلامية تتزامن مع برنامج إسرائيل في عملية الإعداد والتحضير لشق قناة بديلة او موازية لقناة السويس وبموافقة سي سي مصر الذي يشعر أن الأمريكان هم من اوصلوه لكرسي العرش  والذي  لم يكن حبا في السي سي أو بمصر بل لإنتزاع جزيرتي تيران وصنافير لإسرائيل بغطاء سعودي وقد يكون ذلك جزء من التمهيد لنقل ملكية الجزيرتين لإسرائيل مقابل ضمان حكم سي سي مع تحنيط نظام الحكم السعودي حصريا على عائلة سلمان .

المشاريع التوسعية لإسرائيل متعددة في المنطقة منها المتعلقة بطموحاتها على  شق قناة من ايلات مرتبط بتلك الجزر ويعد ضمن المشاريع قيد الأعداد والتحضير وظل قائما لأكثر من نصف قرن بعد ان تعثر تنفيذه خلال الفترة الماضية   لعدة اسباب منها وجود توازن دولي بتلك الفترة بين الروس والغرب  خلال الحرب الباردة.

تنظر إسرائيل ان الاسراع بنقل هذا المشروع الي حيز التنفيذ أصبح أمرا بالغ الأهمية  طالما ودول المنطقة منهكة بصرعات داخلية و  يتطلب من وجهة نظر صهيونية  الاستمرار  بإستحداث قضايا بالكم  تضخها  لدول الشرق الاوسط تحاشيا لأي ردود  فعل مضادة تجاه هذا المشروع منها إيران واليمن وبحيث لا يتكرر  ما حدث عام 73م  عندما تم إغلاق مضيق المندب في وجه البوارج الإسرائيلية من قبل اليمن الجنوبي وإثيوبيا والصومال ومصر بعد ان إشترك  الملك فيصل  بقطع النفط على الغرب ويعد  أفضل موقف لفيصل ابن عبدالعزيز ولم يحدث مثل هذا الموقف من ملوك ال سعود قبل وبعد إغتياله   توجت المعركة بإنسحاب إسرائيل من تلك الجزر  بعد أن كانت مغتصبة من عام 67م .

 على ضوئه مارس اللوبي الصهيوني أعمالا إنتقامية ضد العديد من دول وشعوب المنطقة التي وقفت ضدها في 73م ولم تسلم حتى  التيارات الغير متصهينة من  صلف وحقد اليهود وكيان سعود بل  نالت ما نالت  .

نموذج لمشاريع انتقامية لإسرائيل ضد دول وشعوب دول المنطقة ……

– هندسة تصفية الملك فيصل وتغذيت الصراعات السياسية في الجنوب اليمني منها أحداث 13 يناير 86م والتنكيل بقوى يسارية بالسعودية من ضمن عناصرها الشهيد المناضل ناصر السعيد عام 79م

– تمكنت من استهداف السودان والتيارات السياسية السودانية على راسها قوى اليسار من خلال دعمها لإنقلاب البشير واغتصاب السلطة ومن ثم تشطيره الي كيانيين ولا زال مرشحا لمزيدا من الفوضى وعاملا لتقسيم المقسم.  

– تمكنت من تصفية حساباتها مع  إثيوبيا بدء من  استهداف النظام الشوعي وتشطيرها الي دولتين ولازال برنامج الفوضى والتقسيم يقول هل من مزيد.

– انتقلت للصومال واطاحت بمحمد سيادة بري ونكلت بقوى اليسار  وحولت ذاك البلد الي فوضى وإرهاب  و  لم يشهد  أي استقرار حتى اليوم بل صنعت نظاما موامركا حتى النخاع ومتسعود حتى النخاع يدار بالريمونت كنترول من غرف مشتركة سعودية امريكية   .

– اقحمت العراق بحرب مع ايران لمدة 8 سنوات ثم اطاحت بحليفها صدام وايصال ارض الرافدين الي هذا المنعطف البالغ الخطورة والتعقيد ولازال مشروع الاستهداف قائما وتفوح ريحته بين الحين والاخر بدخول تركيا بإستخدام سلاح الماء  دجلة والفرات أو من خلال  كردستان العراق فضلا على تطعيمه بدواعش من مختلف أنحاء العالم خلال  الأعوام المنصرمة.

– تمكنت من تدمير سوريا ولازال البرنامج الاستهدافي مستمرا من خلال الربيع العبري .

– دمرت  ليبيا  ولا زال نزيفها مستمرا بعد ان بسط الامريكان على نفط ليبيا واصبح محرم على أي مواطن ليبي الاقتراب من النفط.  

– تسوق ووتحرش بحزب الله بشكل دائم بإعتبار نشاطه ووجوده في المنطقة عظما بحنجرة إسرائيل .

– مارست وتمارس كل الضغوطات على إيران تارتا بإسم البرنامج النووي وتارتا بكيل إتهامات وهمية انها تدعم أنصار الله .

– اما اليمن بصماتها شاهدة عيان  فحدث  ولا حرج بل لا زال  يدفع الفاتورة حتى هذه اللحظات .

– تمكنت من  صناعة أنظمة متصهينة في المنطقة إضافة للسابقة وتحمل ماركة صهيونية فضلا على تغذية ودعم التيارات التكفيرية وأحزاب موامركة واختراق أحزاب اليسار ووو الخ وتقف اليوم تستهدف القوى المناهضة للعدوان على رأسها أنصار الله  .

– اليوم أصبح عليها جزء من المهام لبرنامج التنفيذ كما هو الحال نظام مصر والسعودية مع الإمارات مع مواصلة الزج باليمن في إطار هذا البرنامج من خلال النظام الذي صنعته مع بقية الوان الطيف السياسي  المساند للعدوان .

كل ذلك جعلها تضخ قضايا بالكم لدول وشعوب المنطقة تكفل إبقائها  منهكة مشلولة ومشغولة بقضايا داخلية بحيث لا تنظر لما هو أخطر وتحديدا  التي تتولى تنفيذه إمريكا وإسرائيل بالتعاون مع دول الغرب وبجانبها الإمارات والسعودية إضافة لمصر والسودان والهدف وضع حجر الاساس لشق قناة لإسرائيل على حساب دولة المنطقة والسيطرة على حقول النفط بالساحة اليمنية مع مد أنبوب من بحر الخليج الي سواحل حضرموت والمهرة بحيث تتجاوز خطر مضيق هرمز في حالة أقدمت إيران على إغلاقه بعد أن بدأت تضع الاتفاقات قبل صيف 94م واعترف بذلك حيدر العطاس وما تشهده محافظة المهرة هذه الأيام من تسارع سعودي يحمل في طياته نفس الهدف بل يسعى للبدء في تنفيذ المشروع وتتجلى موافقة الرئيس الفار عبدربه منصور والذي بلا شك تعد عملية  القبض والبسط  للسعودية في المهرة وحضرموت غير شرعيا في ظل الأوضاع التي تشهدها اليمن يعني إغتصاب السيادة اليمنية شهارا جهارا ولم يقتصر الاغتصاب فقط بوضع أنبوب نفطي بل سيكون مصادرة لجزء من الجغرافية اليمنية ومن الطبيعي أن تغذي الصراعات الداخلية في العمق اليمني بحيث لا يتوحد اليمنيون ضد سلمان ومشاريع دبه الداشر وهذا سيكون محور الارتكاز لإستكمال تصعيد الفوضى في البلدان المطلة على البحر الأحمر وما حولها والاستحواذ على حقول نفطية واعدة منها اوجدين إثيوبيا وربطها مع حقول الربع الخالي كما وضحه المتصهين أنور عشقي وبحيث تفضي  الي مزيدا من  الفوضي بهذه الدول على اعتبار أن تمزيق المجتمعات وتعميق الازمات هو المدخل لتقسيمها جغرافيا  ويمكن الصهاينة من الوصول لبنك أهدافه المرسومة على المدى البعيد والقريب بحيث  يتحقق حلم اى صهيون المختزل بعبارة إسرائيلية شهيرة تنص أن أرضها من الفرات الي النيل ..

من هذا المنطلق طبيعة الأهداف واضحة ويستطيع القارئ الحصيف معرفتها إذا تمكن من تصويب  الأسباب وقياس الأبعاد  التي دفعت ترامب لتهويد القدس وتهديد بعض الدول النفطية المضادة لسياسة البيت الأبيض منها إيران .

إذا تهديد إيران هو مقلقا للغرب ومصدر رعب لأبناء زائد وسلم.

 لكن الإسراع بإغلاق هرمز مع وضع تدابير اخرى دون تردد مهما كانت درجة التحديات  التي ستواجهها في حال أغلقت المضيق سيكون عاملا لإفشال المخططات الإسرائيلية برمتها وجزء من الإنقاذ للعديد من دول المنطقة ومنها  اليمن مع تبخر  تلك المشاريع الاستهدافيىة بل ستكون لطمات قوية للقوى الإمبريالية والرجعية وعاملا لتمدد ثقافة المقاومة لدى الأنظمة والتيارات الرافضة لسياسة الغرب

 ( الكيان النهيوسعودي والانجلوإمريكي )

هناء سنجد أنور عشقي حاضرا بمجرى الأحداث بالمنطقة مع أن تهديد ترامب وماحدث باليمن والعديد من دول المنطقة  هو جزء من صفقة القرن الترامبية 100 % بعد أن أعلن تهويد القدس وجدد وعد بلفور.

إذا التهديد الايراني قبل يومين بإغلاق مضيق  هرمز  حقا مشروع  وإحدى وسائل التصدى لمطامع إسرائيل والرد على شطحات ترامب. .

خلاصة …. الأهداف الغامضة لأمريكا وإسرائيل هي من وجهة نظري:

– تهيئة المجال لإسرائيل بشق قناة من ايلات.

– إتاحة الفرصة للسعودية بمد أنبوب الي جنوب اليمن .

– توفير الفرصة لدول التحالف بإستكمال السيطرة علي الساحل الغربي لليمن والسيطرة على مضيق المندب.

سبق وان تناولت هذا الموضوع في العامين المنصرين عبر وسائل الإعلام المختلفة وفقا لبعض المعطيات المتوفرة من خلال تحليل بعضا الملامح الأولية العابرة للمشروع بعد ان نبهنا لذلك وحذرنا من خطورته.

وها هي الأيام برهنت بذلك…..

بقلم : فهمي اليوسفي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا