المشهد اليمني الأول/

 

واشنطن – لندن تلقيان بعبء خسارة معركة الحديدة المبكر وانكشاف دورهما المباشر فيها على قفا أبوظبي – الرياض وهاتان تلقيان من جهتهما بالتبعات المحتملة للمزيد من الفشل في المعركة على قفا الدنبوع المخفي طوعاً وكرها منذ عامين في دهاليز بني سعود ونهيان.
يعتقد التحالف بإمكانية الدنبوع كقفاز تأمين غطاء من الشرعية المحلية لحماقة الإقدام على مهاجمة الحديدة بحراً بغية سيطرة خاطفة على مينائها…غطاء يخرس الصين وإيران ودول (بريكس) بالعموم ويعفي المدير التنفيذي الأمريكي للعدوان من أكلاف الظهور المباشر في المسرح الديبلوماسي والحربي كراعٍ لحماقة عسكرية وخيمة العواقب في ممر مائي يمثل تفاحة آدم المخاوف القومية للدول المطلة على المحيط الهندي والبحرين الأحمر والعربي كما و(أورطي الاقتصاد العالمي بين الغرب والشرق والعكس).

واشنطن ولندن تدركان استحالة السيطرة عسكرياً على الحديدة دون اتساع نطاق الاشتباك بحراً بما يوقع العالم كله على شفير هاوية مؤكدة لاسيما مع سفور قدرات الردع البحري اليمنية عملياً في مسرح الاشتباك وخسارة التحالف لشبكة خلاياه النائمة في الحديدة وصنعاء تباعاً وعجزه عن تحقيق اختراق نوعي للحاضنة الشعبية التهامية الملتفة حول قيادة ثورة أيلول وتقويض اصطفافها لتمكين الأصوات الموالية للعدوان من البروز وطرح نفسها بديلاً عن قوى المواجهة الثورية والوطنية مستغلة مناخ فوضى وإرباك متوقع

(لم تحدث) …

علمُ الثنائي الاستعماري الغربي بكل هذه التعقيدات مع استمراره (عبر أدواته الخليجية) في التحشيد العسكري لـ(معركة الحديدة)و المشفوع بقصف إعلامي وديبلوماسي نفسي غير مسبوق ، ليس له -برأيي- سوى دلالة واحدة: وضع قوى المواجهة الثورية والوطنية بقيادة الأنصار في مهب عاصفة ضغوط مركبة محلية ، إقليمية ، عربية ودولية صديقة – مجازاً – ومحايدة تدفعها للقبول بإشراف دولي وإدارة دولية لميناء الحديدة (بقرار أممي تحت ف/س) .

 

ضمن هذا المسعى أطلق التحالف سراح الدمية النافقة عبدربه هادي وأبرق باسمه وبختمه (الشرعي) رسالة تتوسل مجلس الأمن (دعم تحرير الحديدة كمطلب للجمهورية اليمنية و كسبيل لانفراج الوضعين السياسي والإنساني في اليمن ) طبقاً لمضمون الرسالة الهزلية ومن ثم السماح لدمية الشرعية النافقة بـ(صلاة عيد في عدن) تحت مسمى (الإشراف المباشر على معركة تحرير الحديدة).

 

بالتزامن مع ذلك أطلقت (إبوظبي) دمية بديلة موازية اسمها (أحمد عفاش) ملوحةً بفرضها كشرعية (استبني) مشفوعةً ببث مدروس لماسمي (الخطاب الأخير لعفاش الأكبر) استنهاضاً لروح مخطط ديسمبر الخياني الخامد في نفوس الشارع المؤتمري وهكذا يتعين أن يلتقط الدنبوع وإخوان التحالف عظمة الفرصة لتطبيع الأوضاع بينهم وبين مشغليهم وكظم غيظهم إزاء تهميش التحالف وإهاناته واغتيالاته المتعمدة والممنهجة بحقهم من (سقطرى إلى عدن إلى تعز) والتكتل كنقائض في ملعب شهوات الأصيل لا أماني عملائه الواهمة.

 

السؤال هو ما الذي قد يدفع القيادة الثورية والوطنية المواجهة للعدوان لأن تذعن أمام عاصفة الضغوط والمكر الكوني تلك وتتنازل دفعة واحدة عما استماتت في الدفاع عنه لأكثر من ثلاثة أعوام؟!..

 

عسكرياً يسيطر مقاتلو الجيش واللجان ويطهرون مواقع استراتيجية ويستعيدون أخرى من أشداق تحالف الاحتلال ويسجلون انتصارات بزخم نوعي على كافة الجبهات والمحاور من الساحل الغربي إلى خب والشعف والمتون بالجوف شرقاً ويتوغلون عميقاً في الحد الجنوبي للمملكة وبوتيرة يبدو معها سقوط جيزان (العاصمة البحرية لأرامكو) رهناً بإشارة من سبابة يتريث سيد الثورة في رفعها….في السياق العسكري ذاته لا تزال عواصم دول العدوان (تحت رحمة باليستيات صنعاء الثورة) وبحريتها تجهز على أحدث القطع الحربية البحرية المستعصية التابعة للعدو بجرة إصبع وكبسة زر من مكان ما تعمى عنه للسنة الرابعة الأقمار الاصطناعية العملاقة و(درون الجاسوسية ) الرقمية الخرافية و….بالنسبة إلى الساحل الغربي حيث مسرح رهانات العدو الأسخن فإن رماله باتت قبلة لأقدام كل شرفاء اليمن وقبائله بينما باتت الحديدة كل اليمن دون أن تنفد كلمات مقاتلينا في بقية جبهات الاشتباك …

 

أما سياسياً فالجبهة الداخلية الوطنية أحبطت ذروة مؤامرات العدو لشق الصف وتفجير المشهد من الداخل في صورة مخطذ ديسمبر الخياني وأضحت مساحة القدرة على تحريك واستقطاب زواحف خيانية وأوراق بديلة في الداخل تحت مجهر استخباراتنا وأشاوس أمننا الثوري والوطني ومرمى قرارات الرئيس مهدي المشاط الاستباقية الجريئة والحصيفة بحق على مستوى تهيئة البناء الفوقي السياسي والمجتمي عمودياً وأفقياً لخوض مواجهة نظيفة ومقتدرة مع تحالف العدوان الكوني بمأمن من طعنات غادرة في الظهر مجدداً..

 

و..مجدداً يؤكد سيد الثورة : لأن نتحول إلى ذرات يبعثرها الهواء أشرف وأجدى وأجدر بنا من أن نذعن لعبيد العبيد المذلولين لترامب وابنته. و في وقت سالف من عمر المواجهة قال قيادي أنصاري ثوري :(لن تجوع الأسود وإلى جوارها حمير وحشية..)..في إشارة بينة لأفق الرد على الحصار الاقتصادي الجائر والمستمر.

 

إذن ما من شي سبعود به رسل الأمم المتحدة ومبعوثيها من صنعاء سوى خفي التحالف : بن زايد وبن سلمان وخيبات أمريكا التي لا مناص للفكاك منها سوى تسول رضا شعب الأنصار وأبناء التراب القابضين على عصامية القرار بلا شريك من صديق أو عدو أو مجتمع دولي وأممي ضاغط.

ــــــــــــــــــــــــــ

صلاح الدكاك

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا