كتب/ يوسف شرقاوي
منذ ما قبل انتصار ثورة جمال عبد الناصر في مصر، والسعودية تتآمر على الوطن العربي. بعد انتصار الثورة المصرية بقيادة جمال عبد الناصر بلغ هذا التوطؤ اوجه، اذ تآمرت عليه في اليمن، عند تدخله لدعم الثورة اليمنية عام 1962، لم يكن تدخل عبد الناصر في اليمن لتخليصها من الحكم الظلامي فحسب، بل جاء ليحررها من هذا الجوار المتحكم في اليمن بدعم بريطاني ومن بعده بدعم اميركي.
اثناء حرب اليمن، فكرت السعودية جديا بالخلاص من عبد الناصر، اذ اعتبرت العائلة الحاكمة في السعودية نفسها خادما امينا للاستعمار الغربي، لأن الإستعمار “اعتبرها”دفيئة” وقاعدة ارتكاز موازية للقاعدة التي اوجدها الإنتداب البريطاني في فلسطين، فحرضت السعودية “اسرائيل” للقيام بحرب حزيران عام 1967 وتعهدت لـ “اسرائيل” ان تدفع تكاليف هذه الحرب.
بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران منتصف 1979 بقيادة “آية الله الخميني” وهزيمة حليفها “الشاه”، حرضت السعودية “صدام” بأمر من اميركا لتدمير قوة العراق العسكرية، وللاطاحة بالثورة الاسلامية في ايران (الإحتواء المزدوج)، ومولت هذه الحرب. وهناك تقارير تتحدث عن دعم “صدام” بمبلغ اقل من “نصف تريليون$” بقليل.
بعد تعاظم قوة “حزب الله” في لبنان بدعم مادي ايراني، وبدعم سياسي سوري، وتحرير الجنوب اللبناني عام 2000، اعتبرت السعودية ان هذا التعاظم ليس في صالحها، وبدأت تتآمر على المقاومة والجسر الواصل مابين ايران ولبنان “سوريا”، وجاهرت بذلك قبل حرب تموز 2006، اذ جاهرت السعودية بلسان وزير خارجيتها المقبور سعود الفيصل بهذا التواطؤ بلا وجل وفي وضح النهار وأرسلت شحنة كبيرة من القنابل “العنقودية” بعد نفاذ مخزون الجيش الاسرائيلي من تلك القنابل اثناء الحرب، وسمحت لطائرات الشحن العسكرية الاسرائيلية بالهبوط في مطار “الظهران” العسكري، وشحن القنابل من مخزون الجيش الاميركي في السعودية بتمويل سعودي مباشر الى الادارة الاميركية.
السعودية خلال ماسمي بـ “الربيع العربي” عملت على تدمير وتفتيت الامة العربية بغطاء ديني في كل من سوريا، وليبيا، وعملت على الانتقام بأثر رجعي من مصر، ولاحقا جارتها اليمن.
وما زال دورها المتآمر وتمويلها لشركات صناعات الاسلحة في كل من اميركا والغرب، حيث انها تعتبر نفسها “دفيئة” استعمارية للقيام بالدور المنوط بها عند تأسيسها على اكمل وجه.
كاتب وشاعر وناقد فلسطيني