المشهد اليمني الأول/

 

الملاحيط أخذت شهرين من الترويج الاعلامي الواسع من قبل الغزاة والمرتزقة لاقناع الجمهور بانهم سيطروا عليها وبدأت حلقات مسلسل السيطرة برفع عنوان “فرض حصار على مران” ثم “الاقتراب من معقل زعيم الحوثيين” ثم الانتقال الى عنوان” السيطرة على محيط رازح” ثم الانتقال الى عنوان” السيطرة على معسكر الكمب بالملاحيط ” ثم الانتقال الى عنوان” قطع خط الامداد للجيش واللجان الشعبية بين حرض-صعدة من فج الملاحيط” والعناوين واضحة في حالة تراجع للخلف وتصغير لها لانها بالاصل عناوين عسكرية ذات طابع جغرافي وهمي كمادة للحرب النفسية الفاشلة ولم تمض اسابيع من هذه الحملات الاعلامية الغازية والارتزاقية حتى تبخرت هذه الانجازات وتبخرت حملاتهم الاعلامية المليئة بالتحليلات واللقاءات الميدانية بمناطق خارج دائرة النار لذلك انكشفت الحقيقة الكاملة انهم لم يخرجوا من شمال الخوبة ولم يدخلوا بالاراضي اليمنية امتار بل قوات الجيش واللجان تفرض سيطرتها على كامل الجغرافيا السعودية المحيطة بمدينة الخوبة وكشفت ذلك معارك جبل الدود التي عرّت وفضحت قوات الغزاة والمرتزقه ووبعد معارك جبل الدود دس الغزاة والمرتزقة رؤوسهم بين افخاذهم كالنعام المجلودة.

ترويج مدروس

يبدو ان التركيز الاعلامي الغازي والارتزاقي على الترويج لتحقيق انجازات عسكرية وانتصارات كبيرة بمحافظة صعدة هي مدروسة جيداً ولكن على ارضية الاوهام وتنبؤات العرّافين واحلام الكسالى وليس خبابير قادة عسكرييين محترفين بالكذب كالامريكيين والصهاينة لان سرد الانجازات العسكرية تحتاج الى سلسلة من التراتبية الجغرافية والتراكم العملياتي المنسق وليس التنقلات العشوائية من جبهة حرب الى جبهة قتال اخرى لان المعطيات الميدانية هي سيدة الموقف التي تكشف نتائج المعركة ومدياتها ولاشك ان التنقل العشوائي بذكر انجازات هنا وهناك وبجبهة واحدة هو درامي تمثيلي يجسد الفشل العسكري الكامل للغزاة والمرتزقة و تناقض مثير للسخرية وخصوصا ان الطبيعة الجغرافية لاتمنح صك انجازات وانتصارات للغزاة الا بمخيلتهم المريضة.

بطبيعة الحال مايميز هذه المعركة ان قواعد الاشتباك فيها واضحة وبروز الامكانات العملياتية للغزاة والمرتزقة اهم ركائز كشف نقاط ضعفهم وفشلهم وعجزهم في تحقيق ادنى تقدم ميداني، صحيح ان المعركة تأخذ قاعدة الكر والفر بين الحين والاخر ولكن لاوجود لقاعدة التقدم للغزاة والمرتزقة بجبهات ماوراء الحدود ابداً لان قواعد الاشتباك معلومة ومسارات المعركة واسعة وواضحة وليس هناك مايتم اخفائه على عامة الناس ابداً رغم الامكانات العسكرية البرية والغطاء الجوي والبحري الكثيف الذي يمنحهم التفوق ولكن التفوق لايمنح بالسلاح بل بالارادة والعقيدة والثقة بالالله التي يتميز بها العنصر البشري المحترف.

تبخر الإنجازات الإعلامية

تبخرت انجازاتهم وانتصارتهم بجبهات الملاحيط ومنبة وبني مالك ورازح وعلب بغضون اسابيع رغم التغطية الاعلامية الهائلة التي انفق عليها عشرات الملايين من الدولارات التي لو سخرت للمعارك لحقق شيء ما ولكن الميدان الاعلامي هو ملعب الغزاة والمرتزقة حسب معتقدهم لتغطية هزائمهم وخسائرهم.

لا مرّان تم حصارها ولا الملاحيط سيطروا عليها ولا معسكر الكمب المتاخم لمدينة الخوبة استطاعوا الوصول اليه فكيف لهم ان يسيطروا على سلسلة جبال النار الواقعه شرق مدينة حرض والسؤال هنا، هل من المنطق ان يتقدم الغزاة والمرتزقة بطبيعة جبلية شرق حرض وعجزوا التقدم بجغرافيا مفتوحة بمنفذ الطوال رغم ان المسافة الجغرافية لاتقل عن8 كم بين محوري القتال والتي لازالت المعارك مستعرة بالطوال يتكبد الغزاة والمرتزقة خسائر بشرية وآلية فادحة، هذا ليس منطقي وغير صحيح فهي مجرد أوهام اعلام غازي وارتزاقي مهلوس ولاشك ان التنافس بين الاعلام الاماراتي ومرتزقة الذي يروج لانجازات بالساحل الغربي اصبح واضح و في حالة تنافس شديد مع الاعلام السعودي ومرتزقته لخلق انجازات بجبهات جيزان-حرض، جميعهم يغني على ليلاه ولكن ليلى غائبه عن الميدان.

الواقع يقول شيء آخر

قبل ايام اعلن الغزاة والمرتزقة سيطرتهم ماتبقى من ميدي ووصول قواتهم الى مشارف مديرية حيران هذا من الجهة الغربية من مديرية حرض اما من الجهة الشرقية اعلنوا اليوم سيطرتهم على سلسلة جبال النار حتى وادي حرض اي بعمق 10 كم اضافة الى سيطرتهم على الطريق الواصل بين حرض والملاحيط حسب زعمهم وهذا يعني فرض حصار مطبق على مديرية حرض بالكامل.

لكن مسار العمليات العسكرية تقول غير ذلك لان المعارك في مديرية مديرية ميدي لازالت في صحراء ميدي الشمالية والشرقية من المديرية اما سلسلة جبال النار فنصفها تقع بمحافظة جيزان بالعمق السعودي والنصف الاخر بمحافظة حجة اي ان المعارك لازالت بالنصف السعودي وليس اليمني ولكن التلاعب بالتسميات الجغرافية هي حرفة اعلام العدو البائس لكي يخلق صور للمشاهد ان المعارك بارض يمنية وهذا غير صحيح.

 

لانريد الاسهاب في التحليل العسكري ولكن الايام القليلة المقبلة ستكشف الواقع العسكري الحقيقي الذي سيكون صادم لمن تخدّر بهلوسات اعلام الغزاة والمرتزقة من الجمهور لانهم يمارسون في الاعلام اليوم تنبؤات عرافين لتغطية الهزائم والخسائر التي يتكبدونها فمديرية ميدي التي مساحتها لاتتجاوز60كم مربع ظل الغزاة والمرتزقة فيها ثلاثة اعوام يخوضون المعركة ب20كم مربع ولم يحققوا انجاز ابدا لان المعركة ظلت “كر وفر” وفجأه سيطروا على جبال النار ووادي حرض فهذه نكتة وبحد ذاتها اعلانات الانجازات من قبل الغزاة والمرتزقة مفلسة متناقضة مابين السيطرة على حرض والسيطرة على جبال حرض الشرقية وفرض حصار على حرض وهذا مشابه لماروجوا له عن الملاحيط وميدي ولكن الايام ستكشف اوهام وهلوسات الغزاة والمرتزقة المهزومين المأزومين وكما قلنا بكل مقال”الحرب عبرتها بخواتيمها” فلسنا نخوض معركة على قرية ومديرية ومحافظة بل بلد باكمله لتحريره والفصل الحاكم من الحرب هو من ينهي الحرب لصالحه وهذا ماسيحققه اليمن باذن الله والاعلان عن الانتصار النهائي.. وللحديث بقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عايض أحمد

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا