المشهد اليمني الأول| تقرير – جميل أنعم
بعد قطع مستحقاتهم ورفض دمجهم في الجيش، رحل عشرات العسكريين إلى صنعاء، فيما قامت مجاميع تابعه لما يسمى بـ”المقاومة” بإقتحام مقر اللواء 115 مشاة في لودر لتنفيذ مطالبهم .
وبحسب مصادر عسكرية في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بعدن ان العشرات من الضباط من أبناء المحافظات الجنوبية ممن غادروا صنعاء عقب حرب الحوثيين والقوات الموالية لهادي بعدن قبل أكثر من عام ونصف صوب عدن، عادوا إلى صنعاء خلال الشهر الماضي وباشروا أعمالهم في الدوائر الأمنية والعسكرية التي كانوا يعملون بها قبل الحرب .
وعزت المصادر ذلك إلى فشل حكومة هادي في استيعابهم ضمن المؤسسات العسكرية في محافظات الجنوب التي يسيطر عليها .
وبحسب ما أكده أيضاً العسكريون العائدون في إفادة لصحيفة محلية، ان عودتهم إلى صنعاء جاءت بعد قطع رواتبهم ورفض صرفها منذ اندلاع الحرب موضحين بان الامنيين منهم توجهوا عدة مرات إلى إدارة الأمن بعدن في حين توجه العسكريين، إلى قيادة المنطقة العسكرية الرابعة واوضحوا لهم حجم المعاناة التي واجهوها خلال عام ونصف لكن ايا من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة أو السلطات الأمنية أو حكومة هادي ككل لم تلتفت إلى معاناتهم ولم تسعى لدمجهم ضمن قوات الجيش .
وعلى هذا الصعيد اقتحمت عصر يوم الجمعة 7 يوليو 2016م، مجاميع مسلحة تابعة لما يسمى بـ”المقاومة” في لودر اللواء 115 مشاه للمطالبة بمستحقات ماليه ودمجها في الجيش الوطني .
وقال مصدر من المجموعة التي استولت على اللواء 115 مشاة، أنهم ومنذ أكثر من عام بدون رواتب، ولم يتم دمجهم في الجيش أسوةً ببقية زملائهم، متهمين قائد اللواء بصرف رواتب للمقربين منه والذين ليس لهم اي تواجد في اللواء، متعمدا تجاهل وتهميش الأفراد الذين كان لهم الدور البارز في المعارك مؤكدين انهم سيظلون في اللواء حتى تصرف مستحقاتهم ومستحقات الشهداء والجرحى .
وكشف المصدر عن فساد قيادة اللواء، وقال أن قوام اللواء 2750 ولكنه خاوي على عروشه ولايتواجد فيه أي فرد من المحسوبين على اللواء، وان وجود اللواء فقط لمجرد الكسب الرخيص وان اعضائه وقائد اللواء ليس لهم أي تواجد الا في المناسبات أو عند الزيارات الرسمية، من أجل إلتهام المبالغ .
وكانت قد إندلعت إشتباكات عنيفة قبل إسبوع من الآن، بين جنود يتبعون قوات الإحتلال وآخرين مطالبين بصرف مرتباتهم في محيط مقر قوات الإحتلال في البريقة بعدن .
وعلى هذا النحو تتصاعد حدة السخط والإحتقان في صفوف العسكريين الموالون لهادي على حكومته التي تتاجر بدمائهم وارواحهم، في حين ينعم كبار القادة المقربين من هادي بإلتهام الأموال الضخمة مع مقربيه، كما أفاد أحد عناصر ما يسمى بـ “المقاومة” عقب إقتحامهم للواء 115 مشاة مساء ثالث أيام العيد للمطالبة بمستحقاتهم ودمجهم مع الجيش .
الأمر الذي يراه مراقبون سينتهي بإنشقاق أعداد كبيرة والتحاقها في صفوف خصوم هادي، إن لم تكن حرباً داخلية تشهدها المجاميع والتشكيلات العسكرية التي تقاتل لصالح تحالف العدوان .
فيما رأى آخرون بأن حكومة هادي لم يعد لها أي صلاحية في المحافظات الجنوبية، بالرغم من إدعاء تحريرها منذ عام، واشاروا إلى أن فشل هادي وحكومته في الجنوب ناتج طبيعي، حيث تم استقدام الكثير من المجاميع الإرهابية من القاعدة وداعش للإستيلاء على تلك المناطق، الأمر الذي جعل مجرد التواجد في هذه المناطق من قبل ما يسمى بـ “الشرعية” تهديداً حقيقاً لحياتهم كما حدث مع بحاح، وغيره الكثيرون من الذين تم إغتيالهم وتصفيتهم .
من جهة أخرى يرى مراقبون بأن القوى المحسوبة على الحراك الجنوبي، مازالت قوية بحيث طغت على حكومة هادي وقيدت صلاحياته، وهذا ماظهر جلياً في إجتماع مع بن دغر تم طرده فيه ومنعه من رفع العلم اليمني، والذي يفترض أن يمثل “الحكومة الشرعية” في عدن .
لذلك أرجح مراقبون بأن مصير التشكيلات والوحدات التي تتبع هادي ستتفكك وتندثر قريباً، فهادي وحكومته لم يعودوا قادرين على إدراتهم، أو الوفاء بإلتزامات الحكومة تجاههم .