المشهد اليمني الأول/
استنكرت المجموعة الدولية وفي مقدمها بريطانيا، أقرب حليف للولايات المتحدة، وروسيا يوم الإثنين نقل السفارة الأمريكية الى القدس الذي سبق أن رفضته 128 دولة من أصل الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة.
وتوالت ردود الأفعال الدولية على مراسم نقل السفارة الأميركية إلى القدس وما يرافقها من تطورات وأحداث على الساحة الفلسطينية. الكرملين عبّر اليوم الإثنين عن مخاوفه من أن يؤجج نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس إلى توترات في الشرق الأوسط.
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أكد أن بلاده “لن تحذو حذو أولئك الذين طمسوا القاعدة القانونية الدولية للتسوية الشرق أوسطية ولن تنقل سفارتها إلى القدس”.. وأضاف: “نحن ننظر مستقبلاً إلى القدس الشرقية عاصمة لفلسطين والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل”.. وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أجاب خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف على سؤال عما إذا كان موسكو تخشى من أن تذكي الخطوة التوترات في المنطقة، مؤكداً “نعم لدينا هذه المخاوف وقد تحدثنا عن ذلك سابقاً”.
وصدر موقف آخر لبريطانيا اليوم، إذ أعلن المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن “بريطانيا لا تعتزم نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وما زالت تختلف مع القرار الأميركي بالقيام بذلك”.
وذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة، أن إسرائيل أحبطت صدور بيان عن الاتحاد الأوروبي يدين نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.. لكن المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أكدت بأن الاتحاد ملتزم بمواصلة العمل مع الطرفين، ومع شركائه الدوليين من أجل استئناف المفاوضات على أساس حل الدولتين، لافتةً إلى أن علاقة الشعبين اليهودي والفلسطيني بالقدس لا يمكن إنكارها.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية، نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يتنافى والقوانين الدولية، مؤكدة رفضها للإجراء.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من لندن إن “الولايات المتحدة خسرت دور الوسيط في الشرق الأوسط بعد قرارها نقل سفارتها”.. مضيفاً: “نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”، معتبراً أن الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفاً في النزاع”.
وخرج آلاف المتظاهرين الأتراك، في عدة مدن تضامنا مع الشعب الفلسطيني، واحتجاجا على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس.
من جهتها، اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي نقل الإدارة الأمريكية سفارتها إلى القدس “انتهاكا سافرا للقانون والشرعية الدوليين”، و”ازدراء” بموقف المجتمع الدولي إزاء القدس.. مؤكدةً أنها “ترفض هذا القرار غير المشروع رفضا قاطعا وتدينه بأشد العبارات، وتعتبر هذا الإجراء اعتداء يستهدف الحقوق التاريخية والقانونية والطبيعية والوطنية للشعب الفلسطيني، ويقوض مكانة الأمم المتحدة وسيادة القانون الدولي، ويمثل بالتالي تهديدا للسلم والأمن الدوليين”.
واعتبرت القوى الوطنية والإسلامية أن اليوم هو “يوم الالتحام بالقدس عاصمة فلسطين الأبدية ويوم الزحف نحوها لحمايتها”.. وأكد مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون “ان من يتنازل عن القدس سيتنازل عن مكة المكرمة، وقد منحت دول مجلس التعاون الوظائف والجنسية للفلسطينيين لينسوا قضيتهم، مشيرا الى انه “لو لم نقرأ التاريخ بدقة فسيكتب لنا صفحات سوداء في المستقبل”.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن سقوط 55 شهيداً وأكثر من 2770 جريحاً خلال المواجهات مع جيش العدو في قطاع غزة على مسيرات العودة المليونية في ذكرى النكبة.
وحمل البيت الأبيض حركة “حماس” كامل المسؤولية عن أعمال العنف التي اندلعت على الشريط الحدودي بين قطاع غزة والكيان الإسرائيلي اليوم ردا على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
وأعربت مصر عن إدانتها الشديدة لاستهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين من بين الفلسطينيين.. مؤكدةً دعمها الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. بإعتبارها دولة تعترف بالكيان الصهيوني.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد 3 أيام على أرواح ضحايا الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية، وإضرابا عاما في الذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية.. معتبراً السفارة الأمريكية الجديدة “بؤرة استيطانية في القدس”.
فيما دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين إلى وقف قتل الفلسطينيين عند حدود قطاع غزة فورا، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان.
وبخجل دعا مندوبو فلسطين والكويت والسعودية إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع الملتهبة في فلسطين.
واعتبر المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، قرار الولايات المتحدة افتتاح سفارتها في القدس”باطل ويمثل خرقا واضحا” لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في تصريح صحفي صباح اليوم الإثنين، إنه “من المشين أن نرى دولا تشارك الولايات المتحدة وإسرائيل احتفاءهما بنقل سفارة الأولى إلى القدس المحتلة، في مخالفة واضحة وجسيمة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن”.
فيما قال مصدر دبلوماسي إن الجامعة العربية قررت عقد اجتماع غير عادي يوم الأربعاء على مستوى المندوبين الدائمين لبحث القرار “غير القانوني” لنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس. حد تعبيره.
واعتبرت الفصائل الفلسطينية في سوريا أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يمثل بداية لتنفيذ “صفقة القرن” ووعد جديد لإسرائيل لا يختلف عن وعد بلفور.
من جهته، تساءل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل: “ألا ترون أن نقل سفارة أميركا إلى القدس وتزامن هذا مع مؤتمرنا اليوم هو استفزاز جديد وتحد لمشاعر الملايين من المسيحيين والمسلمين في العالم ومس بمقدساتنا يؤدي الى دفع الناس لمزيد من رد الفعل والتطرف؟”.. واصفاً الخطوة الأمريكية بأنها “تحرك سيسبب مزيدا من التوترات وسيؤدي لمزيد من التطرف في المنطقة”، مضيفا: “لا نستطيع قبول هذا النوع من السلام بينما تختطف القدس”.
من جانبه قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن أمريكا لاعهد لها لافتاً أن صفقة القرن قائمة على ثلاثة أضلاع هي نتنياهو وترامب وبن سلمان مشيرا ًأن زوال أحدهم يسقط الصفقة.. وأشار السيد إلى أن موقف الخليج تجاه هذا التطور الخطير “مخزي ومعيب”.
كما أعرب العراق عن رفضه لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. وجاء في بيان للخارجية العراقية أن “ما يجري اليوم من نقل سفارة الولايات المتحدة إلى مدينة القدس العربية والإصرار على اعتبار هذه المدينة العربية عاصمة للكيان الصهيوني يعد أمرا مرفوضا ومثيراً لغضب مئات الملايين من العرب والمسلمين والمسيحيين في جميع أرجاء العالم، ويعد مخالفة صارخة للقرارات الدولية ومسار السلام”.
وأكد العراق تضامنه مع الفلسطينيين، وحذر من عواقب خطيرة للخطوة الأمريكية وتوقع أن يكون لها أثر سلبي على الصعيدين السياسي والأمني.
وأدانت الجمهورية اليمنية بأشد العبارات قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .. معتبرة ذلك إعلان حرب على الأمة العربية والإسلامية وتأكيدا على التورط الأمريكي في الإحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.. مؤكداً بأن “التخاذل العربي تجاه هذا القرار في إطار ما يسمى بصفقة القرن ستكون ويلاته وخيمة وبدون حدود”.
كما أكد المكتب السياسي لأنصار الله أن ما يحدث اليوم في فلسطين المحتلة هو نتيجة للنكبة الجديدة المتمثلة بالأعراب ملوك وأمراء التنازلات الكبرى. وأشار بيان المكتب السياسي لأنصار الله الى أن أمريكا عملت طوال عقود على إذكاء نيران الحروب وصنع الجماعات التكفيرية المنقادة لها.. موضحاً أن مجريات الأحداث الدائرة اليوم لم تعد مجرد استفزازا عابرا بل أضحت واحدة من أكبر جرائم التحول الاستكباري.
فيما ندد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف اليوم بافتتاح سفارة الولايات المتحدة الجديدة فى القدس.. وأضاف ظريف بأن “هذا اليوم يمثل “يوما للعار”، يتزامن مع قيام النظام الإسرائيلى بذبح أعداد لا حصر لها من الفلسطينيين بدم بارد”، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يعيشون داخل أكبر سجن مفتوح فى العالم.
ومن كوبا أدان رئيس مجلس الدولة ومجلس وزراء كوبا ميغيل دياز كانيل يوم الجمعة قرار الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس خلال الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هافانا.
فيما إستدعت جنوب إفريقيا سفيرها لدى الكيان الإسرائيلي.. واستدعت تركيا سفيريها في واشنطن وتل أبيب للتشاور.
فيما عبر وزير الشباب الجزائري عن رفضه لنقل السفارة الأمريكية للقدس، معتبراً إياه إعتداء مرفوض على القدس، محيياً صمود الشعب الفلسطيني.
وكان قد قال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “إن القدس ستبقى دوما عاصمة لإسرائيل في أي اتفاقية سلام وأدعو جميع الدول لنقل سفاراتهم إليها كما فعلت الولايات المتحدة”.. داعياً دول العالم إلى الاقتداء بالولايات المتحدة ونقل سفاراتهم إلى القدس، مشددا على أن القدس ستبقى دوما عاصمة لدولة إسرائيل. حد زعمه.
ونشرت صحيفة “هآرتس” العبرية قائمة الدول التي ستشارك في مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، وسط مقاطعة روسيا ودول عربية وإسلامية ومعظم دول الاتحاد الأوروبي.
لكن قاطع 54 سفيرًا أجنبيًا لدى إسرائيل، من أصل 86 سفيرًا، ولبى نحو 32 سفيرا لدى الكيان الإسرائيلي دعوة الخارجية الإسرائيلية للمشاركة في مراسم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في حين يمثل وفد واشنطن جاريد كوشنير وزوجته، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير المالية، إضافة إلى نائب وزير الخارجية الأميركي جون ساليفان، و12 عضواً في الكونغرس.