مقالات مشابهة

جزيرة سقطرى بين الإرهاب والتدويل والحكم الذاتي

المشهد اليمني الأول/

تعتبر جزيرة سقطرى اليمنية من اكبر الجزر اليمنية والعربية والتي يعود تاريخها الى آلاف السنوات ونظرا ً ًلموقعها الفريد وتنوعها الحيوي النادر والأهمية البيئة لهذه الجزيرة فقد جعل منها محل اطماع دولية قديما ًوحديثاً فمن حيث موقعها تقع في المحيط الهندي على مفترق طرق من الممرات المائية والبحرية الأستراتيجية وبالتالي يمكن لأي قاعدة عسكرية فيها مراقبة الحركة البحرية في المحيط الهندي والبحر الحمر ومضيق باب المندب وهذه الجزيرة هي يمنية حميريه وسكانها يمنيون من المهرة.

ولكن ماتشهده هذه الجزيرة من احتلال عسكري اماراتي ظاهريا ًورآه امريكا واسرائيل ،فأمريكا لها اطماع في السيطرة على هذه الجزيرة وأقامه قاعدة عسكرية امريكية فيها،وقد حاولت عدة مرات ولكنها فشلت في السابق وفي ظل ماتشهده اليمن من عدوان من قبل تحالف القتل والارهاب العالمي بقيادة امريكا ومملكة بني سعود ودويلة عيال زايد،والهدف من هذا العدوان هو السيطرة على سواحل وجزر اليمن ونهب ثرواته ،وهذا مايحصل على ارض الواقع اليوم فماتقوم به دويلة الأمارات من اعمال وممارسات واحتلال في عدن والمخاء وجزيرة ميون وجزيرة سقطرى يندرج ضمن اهداف تحالف العدوان.

فدويلة عيال زايد تقوم بأحتلال جزيرة سقطرى واقامة قاعدة عسكرية فيها،وكذا تسيير رحلات طيران بين مطاري سقطرى وابوظبي بصورة مستمره ونقل مواطنيين اماراتيين وتجار واصحاب شركات عالمية والترويج لهذه الجزيرة عبر اعلامهم وتشغيل شركة اتصالات اماراتية وتدريب افراد شرطة من ابناء الجزيرة في ابوظبي،ليقوموا بحراسة المطار والميناء والمؤسسات الحكومية فيها ويعتبر المندوب الأماراتي فيها هو الأمر والناهي والمتحكم بكل شيئ،وكأنها امارة من اماراتهم.

ولم تقتصر التدخلات الأماراتية عند هذا الحد بل تجاوز الى ماهو ابعد من ذلك، فقد قامت امارة ابوظبي بأنزال جنود مظليا ًوالسيطرة على المطار وبعدها تم انزال المدرعات والدبابات الاماراتية وانتشرت في الجزيرة في عملية احتلال مكتملة الاركان ونحن نعلم أن دويلة الأمارات ليست بحجم، ولا تمتلك القدرة على احتلال جزيرة سقطرى او غيرها دون تخطيط و اذن مسبق من قبل اسيادهم الأمريكان وبريطانيافمن لم يستطيع ان يستعيد جزرة المحتله ولايمتلك السيادة والقرار على ارضه، لايمكن ان يحتل ارض غيره، فدويلة الأمارات لاتستطيع ان تحرك دبابة او مدرعة واحدة في شوارع ابوظبي بدون تصريح من قبل السفير الأمريكي في ابوظبي والذي يعتبر الحاكم الفعلي لهذه الدويلة،فمابالك بنقل مدرعات ودبابات وطائرات حربية على مسافة مئات الكيلومترات.

وماتشهده هذه الجزيرة من تحركات ومايتم تناقله من اخبار والذي يعتبر حديث الساعة يندرج ضمن اطماع امريكا في السيطرة على هذه الجزيرة فكثر الكلام والتحركات والتصريحات والتهديدات والتلويحات بتاريخ واحقيه من يملك هذه الجزيرة،ومن له الحق في حكمها ،قد نسمع انها عمانية او تتبع الصومال ،وغيرها ،ومسوولية من ادارتها وحمايتها والخوف من سيطرة القاعدة والجماعات الارهابية عليها وجعلها نقطة انطلاق للقراصنة الأرهابيين وتهديد الملاحه والتجارة الدولية وعندها سوف يتدخل المجتمع الدولي وتخرج من دائرة النزاع والصراع بين حكومة الفنادق ودويلة الأمارات،ومملكة بني سعود الى دائرة الصراع الدولي وعندها تكون جزيرة سقطرى قضية دولية يجب التدخل الدولي، خوفا ًمن وقوعها بيد الأرهابيين.

ولانستبعد ان نسمع في يوم ما اصوات تطالب ان تكون جزيرة سقطرى مستقله وذات حكم ذاتي ،ويكون بقرار اممي وعندها تحقق امريكا واسرائيل ماتهدف اليه وهوخروج الجزيرة من السيادة اليمنية،وتواجد قوات اممية لحمايتها وادارة شوونها ونهب ثرواتها واقامة قواعد عسكرية على اراضيها وقيام شركات صهيونية بأستغلال تنوعها الحيوي والبيئي بأقامة مشاريع سياحية وعلاجية والتنقيب عن الثروات المعدنية في باطنها وهذا هو المخطط الذي يراد لهذه الجزيرة ،وغيرها من الجزر اليمنية.

بقلم: محمد صالح حاتم