المشهد اليمني الأول/
هجوم ودفاع، والغزوة إنتهت خلال بعض ساعات فقط، ولطالما كان العدو الأصيل البريطاني والأمريكي و الصهيوني يختلق بل يصنع الأسباب والحدث لكي يعتدي ويغزو ويحتل ويقسم وينصب حكام عملاء وخونة والأمثلة كثيرة ومنها غزو لبنان صيف 1980م بالأصيل الصهيوني بذريعة محاولة إغتيال دبلوماسي إسرائيلي في أوروبا، وكذلك كان التنفيذ بالوكيل الوهابي والإخواني والسعودي والتركي والقطري والإماراتي وبختم أمريكي ترامبي يراد تقسيم سوريا واليمن وتنصيب حكام خونة، والنتيجة كانت عكسية.
هجوم بزخات صاروخية على الكيان العبري وغارات صهيونية على سوريا متزامنة بالهرولة إلى روسيا لوقف الزخات الصاروخية وتطويق الحدث لحماية الأصيل الكيان وشعبه الغاصب، والعالم كله يستنجد بروسيا لتقر عيون الصهاينة وتعيش بأمن وسلام وطمأنينة.
وشعوب المنطقة تحترق من سبع سنوات ولا مغيث بل صب الزيت على النار، والكيان الصهيوني تتم إغاثته خلال بضع ساعات فقط، فطول المواجهة مع بني صهيون تعني الهجرة المعاكسة للصهاينة للغرب الأمريكي والأوروبي وعودة الحروب والفتن والمشاكل إلى أوروبا التي لم تعرف طعم الراحة لعقود قبل أن تتخلص من اليهود إلى فلسطين المحتلة، وبإنتقالهم إلى فلسطين إنتقلت الحروب والفتن إلى الأمة العربية والإسلامية، والهجرة المعاسكة تعني أيضاً تبخُّر عشرات السنين من إقناع العقل اليهودي الجبان في كل أنحاء العالم للمجيء إلى فلسطين المحتلة، وتعني أن أرض الميعاد لم تعد أرض الميعاد والعسل واللبن والشمس، والصواريخ تُنزل الشعب المختار إلى تحت الأرض كالجرذان والصراصير، واليهودي يحب الحياة والمال، دلالات كبيرة أجبرت الصهاينة على عدم التفكير بأي حرب طويلة الأمد، فقط حرب سريعة وخاطفة ومضمونة النتائج هذا الفلك الوحيد للعدوانية الصهيونية.
والدرس الإستراتيجي للمستوطن التلمودي والمحتل الصهيوني بأن لامكان لهم في ديار العرب والمسلمين، والدرس الأهم أن إسلام القرآن الكريم وشيعة آل البيت الكرام وحلفائهم هم من يواجهون العدو أمريكا وإسرائيل ومن يواليهم تصديقاً لحديث رسول الرحمة للعالمين محمد صلَّ الله عليه واَله وسلم “كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي”.. بينما الإسلام السعودي وسَنَّة محمد بن عبد الوهاب تتحالف مع العدو الأمريكي والصهيوني.
والدرس الثمين هو إنهيار منظومة البروباجندا الورقية لمحاولة كي وعي الشعوب بمعركة الوعي لحرف البوصلة عن العدو المُسطر بالقرآن الكريم، رُزمة صواريخ فقط كانت كفيلة بتوحيد الأمة الإسلامية والعربية بإستثناء شعوب وأنظمة الموالاة، في حين أنفقت أنظمة المال والبنون والموالاة رزم الدولارات بل جبال المليارات لتفرقة الشعوب ونشر الكراهية والطائفية والمناطقية والفوضى والتدمير والخراب، خدمةً لبني صهيون.
ومن الدروس الأخرى والهامة أن إحتلال والسيطرة على الممر البحري من الخليج وسقطرى وعدن والصومال وجيبوتي وباب المندب وجزر ميون وسواكن وتيران وصنافير والعقبة من أجل محاصرة السفن والبوراج الإيرانية وتدميرها حتى لاتصل إلى فلسطين المحتلة والبحر المتوسط في حالة المواجهة مع العدو وتمرير صفقه القرن، هذا الهدف “سقط تماماً” من المنظور العسكري الإستراتيجي للعدو بإكتمال طريق البر المقاوم من طهران وبغداد حتى دمشق وبيروت ثم فلسطين المحتلة، وطريق البر كان أكثر فاعلية من طريق البحر، وأمريكا وإسرائيل أدركت ذلك بإعترافها بأن قواعد صاروخية وصواريخ بالآلاف أصبحت تحت أرض سوريا المقاومة قصيرة ومتوسطة المدى تفي بشل جيش بني صهيون في المواجهة القادمة وخلال دقائق فقط لاتكفي بنزول الشعب المختار إلى تحت الأرض.
وحسب أمريكا فإن هناك أكثر من 70 ألف مجاهد بالقرآن وعترة رسول الرحمة للعالمين أصبحوا في سوريا المقاومة وعلى حدود فلسطين المحتلة، لذلك فإن معركة الساحل الغربي لليمن قد تتراجع من البند رقم واحد إلى البند رقم عشرة بل إختفائه من قائمة الوعيد والويل والتهديد.
هذة الغزوة كانت فقط على جغرافيا الجولان السوري المحتل ولم تتخطى إلى جغرافيا فلسطين المحتلة، وبالتالي هي رسالة للعدو الأصيل تفيد بأن مفاعيل ونتائج الربيع الصهيوني الإخواني وربيع الدواعش وعلمانية عيال زايد وبن سلمان كانت عكسية بوصول رجال إسلام القرآن وشيعة آل البيت إلى حدود الكيان الغاصب وكل أعمال القتل والدمار من أجل مد عمر الكيان بيهودية القدس وفلسطين أصبحت مشكوك بها، بل أن الحديث سيكون متى وكيف سيتم تفكيك هذا الكيان اللقيط؟ سلماً أم حرباً أم غزوة أو غزوات.
وبزوال هذا الكيان ستزول كل مآسي وآلآم الأمة العربية والإسلامية من زمن إسلام بن سعود وسُنّة محمد بن عبدالوهاب ببريطانيا وثورة القبور إلى زمن داعش بأمريكا والإخوان ونبش القبور، ودائماً وأبداً الغرب يأتي للمنطقة قديماً وحديثاً من أجل تنفيذ مشاريع اليهود وبني صهيون مقابل نهب خيرات الوطن العربي النفط والغاز، ويتم بتمزيق وتقسيم الوطن بالأوطان والشعب والشعوب بالوهابية أولاً ثم الحُكام الخونة، والمواجهة أصبحت مع الأصيل اليهودي والأمريكي والسعودي، وذلك هو من بشائر النصر القادم إن شاء الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: جميل أنعم العبسي