المشهد اليمني الأول/
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، إنخراط قوات أمريكية في العدوان على اليمن تحت مسمى المساعدة في العمليات اللوجيستية والاستخبارات، بالإضافة إلى تأمين الحدود.
وقال متحدث باسم البنتاجون، في تصريحات خاصة لقناة “الحرة” الأمريكية، اليوم الخميس، إنه لن يتم الكشف عن حجم القوات الأمريكية، مشددًا في الوقت ذاته على قوة العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وأكدت بدورها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وحدة من القوات الخاصة الأمريكية تسمى “القبعات الخضراء” ساعدت قوات نظام بني سعود في عدوانها على اليمن.. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين أوروبيين قولهم “إن القوات الخاصة الأميركية وصلت في كانون الأول الماضي إلى السعودية وانتشرت على الحدود مع اليمن لمساعدة السعوديين في تدمير مخابئ الصواريخ التي تملكها حركة أنصار الله”.
وأوضحت الصحيفة أن انتشار هذه القوات يظهر مشاركة أمريكية فعلية في الحرب على اليمن مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية رفضت التعليق على هذه المعلومات.
وقالت الصحيفة الأمريكية: “رغم أنه لسنوات، سعى الجيش الأمريكي، للابتعاد عن الحرب الأهلية الدائرة في اليمن، حيث تتقاتل قوات التحالف التي تقودها السعودية مع الحوثيين، الذين لا يشكلون تهديدا مباشرا على الولايات المتحدة، لكن هذا يبدو أنه تغير”.
وبحسب الصحيفة، بدأ فريق من وحدات القبعات الخضراء منذ أواخر العام الماضي، مهاما سرية على حدود السعودية مع اليمن، فيما يبدو أنه تصعيد للحروب السرية الأمريكية.. وترتكز مهمة تلك القوات، على مساعدة القوات السعودية في تحديد مواقع وتدمير مخابئ الصواريخ الباليستية ومناطق إطلاق تلك الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون في مهاجمة الرياض ومدن سعودية أخرى.
وقال مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون أوروبيون لـ”نيويورك تايمز”، إن مسألة إرسال تلك القوات لم يتم مناقشتها مع أية من الجهات المنوط بها مراجعة الأمر سواء في الولايات المتحدة أو الدول المعنية بالأزمة.
وأوضحت الصحيفة، أنه تم إرسال تلك القوات، بعدما جدد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، طلبا وعهدا قديما، قطعته الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها. ويقتضي العهد الأمريكي بأن ترسل الولايات المتحدة قواتها لمساعدة المملكة على مواجهة أي تهديد حقيقي للحوثيين على الرياض.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن 6 من المسؤولين في الجيش الأمريكي وإدارة ترامب ودول أوروبية وعربية، قولهم إن القوات الخاصة الأمريكية، مهمتها الرئيسية تدريب القوات البرية السعودية لتأمين حدودها.
كما أوضحت، أن وحدة “القبعات الخضراء”، كانوا يعملون بشكل وثيق مع محللي الاستخبارات الأمريكية في نجران، جنوبي السعودية، للمساعدة في تحديد مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية من اليمن إلى الأراضي السعودية. كما يعمل الأمريكيون، مع طائرات المراقبة على جمع إشارات إلكترونية لتعقب أسلحة الحوثيين وأماكن إطلاقها.
ويشن نظام بني سعود بدعم من بعض الدول عدوانا شاملا على اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات مستخدما مختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا ما خلف عشرات آلاف القتلى والمصابين وتدميرا كبيرا طال البنى التحتية وهو ما دفع العديد من المنظمات الدولية إلى وصف ما يقوم به بالجرائم ضد الإنسانية وإلى مطالبة الدول الغربية بوقف تزويده بالأسلحة والمعدات العسكرية.
كما يفرض النظام السعودي بالتوازي مع عدوانه حصارا شاملا على الحدود والمطارات والموانئ ويمنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية ما تسبب بانتشار المجاعة وسوء التغذية وتفشي الأوبئة والأمراض وهو ما حول الأزمة في اليمن إلى أخطر أزمة شهدها العالم منذ عشرات السنوات بحسب وصف العديد من المنظمات الإنسانية.