المشهد اليمني الأول/

قالت DW عربية أن الكثير من وسائل الإعلام الألمانية ترى في اعتراف محمد بن سلمان غير المباشر، على الأقل، بحق (إسرائيل) في الوجود مناورة في إطار الصراع الإقليمي مع إيران.

صحيفة “تاغسشبيغل” من برلين كتبت تقول: “أن يعترف ولي العهد محمد بن سلمان الآن، كأول سياسي عربي مرموق منذ مدة وكحاكم مستقبلي على مكة والمدينة علناً بحق الدولة اليهودية في الوجود، يمثل تحول مفصلياً في الشرق الأوسط. لكن محمد بن سلمان ليس همه هنا السلام، بل يتعلق الأمر بالسلطة وتشكيل معسكر جديد في المنطقة. والمثير للقلق هو تصور ولي العهد لصراع ملحمي لا يمكن تفاديه مع إيران”.

و نظرت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” إلى هذه النقطة بقلق، وكتبت تقول: “لا حاجة إلى كثير من الخيال لمعرفة بأن المواجهة المتفاقمة للعربية السعودية مع إيران تحصل على الأقل جزئياً خلف الانفتاح المدهش لابن خادم الحرمين.

وأضافت القيادتان في الرياض والقدس هما من بين أشد المنتقدين للاتفاقية النووية مع طهران، فالسعودية تنظر إلى التوسع الجيوسياسي والإيديولوجي لإيران بقلق كبير. وهذا يفسر أيضا القسوة الكبيرة، بل اللامبالاة لتصرفات السعوديين في اليمن (…) يسود انطباع أن تصادماً عسكرياً يلوح في الأفق.

وتابعت الصحيفة:  محمد بن سلمان لا يبذل أي جهد لتبديد هذا الانطباع. على كل حال تشير الأمور إلى نهاية تشنج في علاقة  (إسرائيل) مع دول عربية إضافية، وبهذا تنشأ أيضاً تحالفات جديدة.

و في هذا السياق  كتبت صحيفة “هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ”: “ولي العهد يريد أن يكون أقوى رجل في العالم العربي، وهذا لا يتحقق إلا عبر نزاع مفتوح مع إيران. وبالنسبة له ومن أجل تحقيق ذلك الهدف، فإن الغاية تبرر الوسيلة: الموت والكوليرا في اليمن، وخطر الحرب في قطر، والجديد أيضاً تحالف علني مع (إسرائيل) ضد حكام طهران.

وبحسب الصحيفة: يخالط الإعجاب الذي يثيره الإصلاحي سلمان في الغرب بعض الشكوك. فالإدارة الأمريكية تضمن أهم حليف ضد العدو اللدود إيران. لكن الأوروبيين الذين مازالوا متشبثين بعملية الإصلاح في طهران، زاد قلقهم من ظهور ساحة حرب جديدة في العالم.

أما صحيفة “رويتلينغر غنرال أنتسايغر” فتحدثت عن “إنذار” غير مباشر لمحمد بن سلمان في اتجاه الفلسطينيين، وكتبت تقول: “ولي العهد محمد بن سلمان يُعتبر الرجل القوي الحقيقي في المملكة السعودية. إنها مفاجئة حقيقية أن يعترف الآن علناً بحق الإسرائيليين في أن تكون لهم دولة خاصة بهم. وذلك لأن السعودية هي أيضا حامية الأماكن المقدسة للإسلام. بحسب الصحيفة.  وفي نفس الوقت يتوجب على الفلسطينيين فهم ما قاله ولي العهد كإنذار. فتصعيد جديد لنزاعهم مع (إسرائيل) سيكون غير نفع، لأن تل أبيب تلعب في الحسابات الاستراتيجية للرياض دوراً حاسماً.

بدورها كتبت صحيفة  شتراوبينغر تاغبلات: “كيفما كانت هذه السياسة السعودية التي يتم رؤيتها كتغير في نهج الرياض مستحسنة، فإن للسعودية مصالح لا تتناسب دوماً بالضرورة مع مصالح الغرب،  الأمير محمد بن سلمان عليه أن يبرهن الآن أنه قادر على بلورة مشروع سياسي لكافة المنطقة وليس فقط القيام بخطوات تخدم فقط الحفاظ على سلطة عائلته الحاكمة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا