المشهد اليمني الأول/
تساءلت صحيفة «واشنطن بوست» عما إذا كان «يمكن للكونغرس، أن يدفع الأمير السعودي (محمد بن سلمان) نحو إيجاد مخرج من اليمن»، لافتة إلى أنه يمكن للأخير، الإستعانة بـ«بعض إرشادات» الحليف الأمريكي في هذا الخصوص.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها، إلى تضارب المواقف في واشنطن، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي «يبدو غير راغب في ممارسة الضغوط على الأمير محمد»، في ضوء «إغداقه المديح على الأمير الشاب»، إبان زيارته للبيت الأبيض، و«تفاخره بمشتريات المملكة العربية السعودية من الأسلحة الأمريكية»، من جهة، وبين موقف المؤسسة التشريعية، الذي كان «أكثر برودة» في تعامله مع الضيف السعودي، لا سيما وأن عدداً من أعضاء الكونغرس، قدم مشروع قرار يقضي بوقف الولايات المتحدة دعمها للرياض في حرب اليمن، تزامناً مع زيارة ابن سلمان للعاصمة الأمريكية، من جهة أخرى.
ومع الإشارة إلى سقوط مشروع القرار المذكور، والذي شارك في إعداده كل من السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، والسيناتور الجمهوري مايك لي، لفتت «واشنطن بوست»، إلى تعرض ابن سلمان لـ «توبيخ قاس» من قبل قيادات الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وفي هذا السياق، قال رئيس اللجنة، بوب كوركر، للصحيفة، إن تلك القيادات «أدانت بشدة ما يحدث في اليمن، وطالبت الأمير محمد باتخاذ إجراءات تصحيحية قوية» في هذا الصعيد.
وبحسب الصحيفة، فقد كانت مواقف القيادتين «الديمقراطية» و«الجمهورية» في الكونغرس الأمريكي، ولدى لقائهم ابن سلمان، بمثابة «الرسالة الصحيحة» حيال ما يجري في اليمن، حيث «أدى انغماس المملكة العربية السعودية في الحرب مع حركة الحوثي اليمنية، دوراً مساعداً في خلق أكثر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، وجعل التهديد المراد محاربته من خلال تلك الحرب، أسوأ» مع تعزيز تلك الحركة تحالفها مع إيران، منذ بدء الحرب، وإطلاقها عدداً من الصواريخ باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية.
وأضافت «واشنطن بوست»، أن ابن سلمان «يبدو مصمماً على المضي في الحرب»، مشيرة إلى أن السعوديين يرون أن «الحل التفاوضي غير ممكن في الوقت الراهن، بسبب عدم اهتمام الحوثيين» في هذا الحل، وهو تصور يؤيده مراقبون، وفق الصحيفة.
وزادت «واشنطن بوست» أنه، وعلى الرغم من اتخاذ السعودية «بعض الخطوات من أجل تخفيف الوضع الإنساني» في اليمن، إثر ضغوط مارستها إدارة ترامب، إلا أن المنظمات الإغاثية «تقول إن تلك التدابير غير كافية»، و«تدعو إلى إتخاذ المزيد من تدابير تخفيف الحصار المفروض على الميناء الرئيسي في الحديدة، إلى جانب إعادة فتح مطار صنعاء» الدولي أمام رحلات الطيران التجاري.
وأشارت «واشنطن بوست»، إلى أنه يتوجب على الكونغرس، حث السعودية على «تخفيف الحصار» على اليمن، إلى جانب حثها على «الإلتزام الجدي بمفاوضات السلام» في ذلك البلد، مضيفة أن هناك «نهج أفضل» في إمكان الولايات المتحدة إتباعه مع الرياض، وهو نهج يتمثل في «اشتراط تقديم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية» للمملكة، مقابل إعتماد الأخيرة «تدابير للإغاثة الإنسانية»، بما في ذلك فتح ميناء الحديدة، ومطار صنعاء الدولي، وتحقيق تقدم على صعيد التسوية التفاوضية.
وختمت الصحيفة بالقول إنه «في حال تمكن الكونغرس من دفع الأمير محمد نحو الخروج من اليمن، فإن ذلك سوف يحسن آفاق الإصلاح داخل المملكة العربية السعودية».