المشهد اليمني الأول/

قال موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني: «إن الإمارات دولة محمية بجيش من المرتزقة»، مؤكداً أن معظم الدول التي تعتمد على جيوش أجنبية من النادر أن تتمتع باستقرار.

أشار الموقع البريطاني، في تقرير له، إلى أن الإمارات سعت على مدى العقد الماضي إلى توسيع نفوذها في جميع أنحاء المنطقة من خلال الوسائل الاقتصادية والقوة العسكرية، مشيراً إلى أن وقوفها وراء المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن لا يُثبت فقط أنها على استعداد للانفصال عن التحالف الذي تقوده السعودية، بل أيضاً التغلب على حلفائها في التحالف على الأرض.

وأضاف الموقع: «إن جيوش الخليج -وخاصة السعودية- عُرف عنها منذ فترة طويلة أنها مجرد «نمور من ورق»، أي أنها تمتلك بعضاً من أفضل المعدات العسكرية التي تنتجها الشركات المصنعة للأسلحة في «الناتو»؛ ولكنها لا تمتلك الموهبة الاستراتيجية لاستخدامها وتطبيقها».

وأشار الموقع إلى أن الإمارات اتخذت، على مدى العقود الماضية، خطوات لإصلاح هذا العيب، وبالتحديد من خلال تنفيذ برامج تدريب مع القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية، فضلاً عن جيوش مشهورة من البلدان ذات الأغلبية المسلمة مثل باكستان وتركيا، غير أن ما يتم تجاهله غالباً هو أن القدرات العسكرية لدولة الإمارات تظل معتمدة على استخدام المرتزقة.

ولفت إلى أنه منذ أواخر العقد الأول من القرن الحالي، كانت البلاد تقوم ببناء جيش مرتزق بقيادة إيريك برنس، مؤسس ومالك شركة بلاكووتر وورلدوايد الأمريكية.

وأشار إلى أن برنس -الذي أُجبرت منظمته على الانتقال من الولايات المتحدة إلى أبوظبي، بعد دورها المثير للجدل في العراق- حصل على عقد بقيمة 529 مليون دولار من أبوظبي لبناء جيش المرتزقة، بل حتى الحرس الرئاسي، وهو أعلى وحدة عسكرية وأكثرها موثوقية داخل البلاد، يقوده بشكل رسمي ضابط سابق في الجيش الأسترالي.

وتابع الموقع: «عندما تم كشف الأمر في عام 2015، أرسلت الإمارات 450 من المرتزقة من أمريكا اللاتينية -معظمهم من الكولومبيين- للحرب في اليمن، وأصبح أسلوبها في استخدام جيش من المقاتلين الأجانب واضحاً».

واعتبر الموقع أن خطة الإمارات لاستخدام عدد قليل جداً من الجنود الإماراتيين تحمل ذكاء وحماقة في الوقت نفسه؛ فقد تجنّبت تلويث يدها بشكل مباشر في الحرب وضمنت الحد الأدنى من المخاطر للمواطنين الإماراتيين؛ لكن اعتمادها على المرتزقة أمر ساذج ويتركها عرضة لعدم الاستقرار.

ويقول الفيلسوف السياسي الشهير نيكولا مكيافيللي: إن المرتزقة «عديمي الفائدة وخطرين»، ومن هنا يعتبر «ميدل إيست مونيتور» أنه «إذا كان هناك أحد يجعل دولته معتمدة على هذه الجيوش، فإنه لن يكون حازماً ولا آمناً»، مضيفاً أنه «على الرغم من الطابع العملي وفعالية التكلفة للمرتزقة، فإن الدولة التي تعتمد على الأفراد العسكريين الأجانب -مثل الإمارات العربية المتحدة- من النادر أن تكون دولة مستقرة». وذهب الموقع للقول بأنه «عند سماع اسم الإمارات قد يكون من الصواب تخيّل التعذيب ودولة يحكمها المرتزقة، بدلاً من تخيّل مراكز التسوق المصقولة، وعجائب الرأسمالية والمهرجانات».

وتساءل الموقع، في ختام تقريره، «ما الذي سيحمله المستقبل لبلد محميّ من قِبل جيش مرتزقة أجنبي، مع القليل من الحب أو الرعاية تجاه عدد غير محدود من السكان، وبين طموحات تتجاوز أهداف التحالف الخليجي؟ لقد بدت الإمارات وكأنها موقع مرتزق غربي أكثر من دولة مستقلة قادرة على مقاومة الخطر الإيراني المتصور وأي تهديد آخر».

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا