المشهد اليمني الأول/

تطرق موقع «المونيتور» إلى «النزال» التشريعي المرتقب داخل الكونغرس الأمريكي، بين مشروع «لي- ساندرز»، ومشروع «يونغ- شاهين» في ما يخص الأزمة اليمنية، مشدداً على أن تلك المسألة «تسلط الضوء على انقسام عابر للاصطفافات الحزبية» تشهده الولايات المتحدة، قبيل موعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى واشنطن.

ومع الإشارة إلى اللهجة المخففة لمشروع «يونغ- شاهين»، مقارنة بمشروع «لي- ساندرز»، حيث يطلب الأول من وزارة الخارجية الأمريكية المصادقة، ضمن مهل محددة على أن المملكة العربية السعودية تعمل بشكل عاجل وفعال وحسن النية، للتفاوض على إنهاء الحرب واتخاذ التدابير المناسبة، للتخفيف من الأزمة الإنسانية في اليمن، فيما يدعو الثاني إلى سحب القوات الأمريكية من مناطق الأعمال العدائية داخل اليمن في غضون 30 يوماً، نقل الموقع الإلكتروني عن ناشطين معارضين للحرب في اليمن، قولهم إن مشروع القرار الذي تقدم به كل من السيناتور تود يونغ، وجين شاهين، لا يعدو كونه «مجرد إجراء تكتيكي يتيح مواصلة تلك الحرب، من جهة، ويمنع الأوكسجين عن مشروع لي- ساندرز، من جهة أخرى».

وفي سياق متصل، أفاد روبرت نايمان، الذي يشغل منصب مدير السياسات في منظمة «جاست فورين بوليسي» الحقوقية، والداعمة لتمرير مشروع «لي- ساندرز»، بقوله إن «يونغ وشاهين يعقدان مؤامرة مع زعيم الغالبية الجمهورية، السيناتور عن ولاية كنتاكي، ميتش ماكونيل، من أجل محاولة عرقلة وتخريب عملية التصويت على المشروع خاصتنا»، واصفاً المشروع البديل بـ«الضوء الأخضر للإبقاء على الوضع الراهن» داخل اليمن، الذي من شأنه أن «يسمح بأن تستمر الحرب إلى أجل غير مسمى». هذا، وأردف نايمان، في حديث إلى «المونيتور»، أن مشروع يونغ- شاهين «لا أسنان له في الأساس (غير فاعل)، بسبب هامش المناورة الذي يمنحه لإدارة ترامب».

وأكمل الناشط الحقوقي مشدداً على أن الروابط الوثيقة التي تجمع ترامب بابن سلمان، سوف تجعل مصادقة الكونغرس على مشروع يونغ- شاهين «أسرع» حتى «إذا لم يعمد السعوديون إلى تغيير شيء واحد مما يفعلونه على الأرض» في اليمن، لا سيما وأنه يتيح مواصلة دعم واشنطن لـ«التحالف» في ذلك البلد، تحت مبررات دعم الرياض في الجهود الرامية إلى «مكافحة الأنشطة الإرهابية الإيرانية».

وبحسب «المونيتور»، فإنه يمكن لأي عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي أن يطلب عرض مشروع «لي- ساندرز» على التصويت تحت قبة المجلس، بدءاً من اليوم، وذلك لكون المشروع المذكور يستند إلى «قانون صلاحيات الحرب»، الذي ينيط بالمؤسسة التشريعية دوراً رقابياً على العمليات العسكرية الأمريكية الخارجية. ومع ذلك، فمن غير المرجح عرض أي من المشروعين المتنافسين على التصويت قبل تقديم رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة الأمريكية جوزف دانفورد، إفادته حول اليمن، أمام الكونغرس يوم الأربعاء.

إلى ذلك، لفت الموقع إلى مخاوف منظمة «جاست فورين بوليسي»، ومنظمات حقوقية أخرى، من توجه زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إلى الاكتفاء بعرض مشروع يونغ- شاهين كصيغة بديلة للمشروع السابق، الذي تقدم به السيناتور بيرني ساندرز، ومايك لي، إلى جانب كريس مورفي، الأمر الذي نفته السيناتور جين شاهين، في معرض تأكيدها عرض المشروعين على التصويت في الفترة المقبلة.

وبحسب الموقع، فإن أوساط الحقوقيين تنتقد موقف السيناتور شاهين، على خلفية التوجس من أن يسهم المشروع الذي تقدمت به في تشتيت الأصوات بعيداً عن مشروع لي- ساندرز، في حين لا تتردد تلك الأوساط في اعتبار المشروع البديل «نقطة سوداء» في سيرة السيناتور يونغ، الذي لطالما تبنى مواقف مستنكرة للأزمة الإنسانية في اليمن.

ووفق حديث نايمان، للموقع، فقد «تمكن يونغ من اكتساب سمعة طيبة، لا سيما مع المنظمات الإغاثية، وذلك بفعل القلق من الأزمة الإنسانية في اليمن»، إلا أن «سمعته الطيبة تلك، على وشك الضياع إذا لم يتراجع عن التخريب» على المشروع الداعي إلى وقف الدعم الأمريكي لـ«التحالف» في اليمن.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا