المشهد اليمني الأول| متابعات

كشفت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية في (23 يونيو/ حزيران 2016)، عن خطة وجهت إلى الملك سلمان، بتوجيهات من ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، للصراع الحتمي ضد ما أسماه “الفرس والرافضة”.

وتقول الصحيفة إن الأمير البالغ من العمر 30 عاماً خائب الأمل من الولايات المتحدة يدير المشهد في السعودية، ويقاتل إيران مباشرة وبالوكالة في أرجاء الخريطة. ولكن.. هل توجد استراتيجية؟

ولفتت الصحيفة، أن الأمير محمد بن سلمان، اختتم جولته للولايات المتحدة. وقد قابل الرئيس أوباما هذا الشهر في واشنطن، والتقى بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك، وزار بينهما وادي السيليكون وتحدث عن برنامجه “رؤية 2030” لإصلاح وتحديث الاقتصاد السعودي.

ولفت محمد بن سلمان أنظار العالم منذ أن ظهر كولي لولي العهد وكوزير للدفاع في بدايات العام الماضي، بسبب جهوده الكثيفة، والتي تتضمن حرباً في اليمن. وبحسب البيان الرسمي فقد تناقش محمد بن سلمان والرئيس أوباما في لقائهما حول أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار وتوافقا حول استكشاف السبل التي يمكنها أن تؤدي إلى تخفيف حدة التوترات.

وترى الصحيفة، أنه ربما يشير تعبير “تخفيف حدة التوترات” بسهولة إلى الصدع المتزايد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مثلما يشير إلى المواجهة القائمة بين الرياض وطهران.

ومنذ أن بدأت الولايات المتحدة الاعتماد على الوقود الصخري وقل اعتمادها على النفط السعودي ومع الاتفاق النووي الذي تم بين الولايات المتحدة وإيران ومعه تم تخفيض درجة اعتبار الولايات المتحدة لطهران كمصدر تهديد، بدأت السعودية تدرك أنها لا يمكنها بعد الآن الاعتماد على العم سام لتأمين ظهرها.

ومؤخراً، منعت الإدارة الأمريكية تسليم قنابل عنقودية للسعودية لاستخدامها في ضرب مدنيين في اليمن. كما أقرت مشروع قانون يتيح لضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة السعودية كطرف داعم للهجمات.

ولكن ما الذي يتوجب على السعوديين أن يفعلوه بعد أن فقدوا الضمان في مظلتهم الأمنية المتمثلة في الولايات المتحدة؟

وهذه محاولة لتخيل ما بداخل تفكير هؤلاء الذين ينصحون الملك وابنه بشأن حرب السعوديين ضد إيران.

وهنا تكشف الصحيفة عن الخطة التي أعدت بتوجهيات محمد بن سلمان لمواجهة ما أسماه “الفرس والرافضة”:

إلى: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود

من: العقيد فارس بن سيف الحربي

الموضوع: الإعداد للأمر الحتمي

أيها الملك، بتوجيهات من سمو الأمير ابنكم الغالي، ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، فقد أعددت خطة للصراع الحتمي ضد الفرس والرافضة. يتعين علينا لكي نفوز أن نقوي من أنفسنا مع إدراك عيوبنا.

الفرس مهرة وأعدادهم كبيرة. ولأجل هزيمة خططهم للسيطرة، يجب علينا أن نكون ماهرين وأقوياء أيضاً، ولكن يجب أن نضمن أننا لسنا وحدنا في الحرب. كنا نعتمد على الأمريكين، ولكن لم يعد هذا ممكناً. يتحتم علينا أن نكون قدوة للمؤمنين والبعض سيحتاج بعض الإقناع.

التهديد الأكبر يقع على مرافقنا النفطية، فالحرس الثوري الإيراني ببحريته وصواريخه وقوته غير النظامية يهدد مصافي النفط بطول ساحل الخليج. يمكننا التغلب على ذلك بتطبيق نظام دفاعي يشبه للناتو بحرياً وجوياً، وبدأنا بالفعل العمل على الحصول على غواصات بحرية تعمل بالكهرباء والديزل من ألمانيا، ويجب أن نستبدل السفن الأمريكية الكبيرة باهظة الثمن بأخرى صغيرة يمكنها التعامل السريع مع أسراب القوارب الهجومية الإيرانية في الخليج العربي. ويتم إعادة تموضع أسطول الأباتشي ليكون بالقرب من ظهران حيث علمت من الأمريكان أنها تتعامل جيداً مع الزوارق البحرية الصغيرة.

كما أن الدفاع ليس كافياً، يجب علينا مهاجمة البنية التحتية للنفط والغاز الخاص بالفرس. ويجب علينا أن نتعلم من الإيرانيين ويكون لدينا صواريخ بحرية مضادة للسفن وصواريخ باليستية إضافية لتهديد بنيتهم التحتية.

وبالنظر إلى أنظمة تمييز العدو من الصديق الأخرى فالناتو لا يمثل أفضلية، فهناك الصين والروس والباكستانيون والإماراتيون، كل منهم لديه ميزات تفضيلية يمكننا الاستفادة منها مثل الأنظمة المضادة للسفن والصواريخ الباليستية والقوات الجوية. لكن يتبقى أن السعودية لا تملك العدد الكافي من الكوادر المدربة على هذه الأنظمة الحديثة، فيجب علينا تعيين مرتزقة مؤهلة وليس فقط الحشد الباكستاني الذي يشكل الجزء الأكبر من القوة البرية لدينا الآن.

وبينما قمنا بالاستثمار، بقوة، في قواتنا الخاصة التي انصب جل اهتمامها على التهديد الداخلي، وهذا مهم جداً للحفاظ على الاستقرار الداخلي، ولكن يجب علينا إدخال وتدريب قوات أجنبية تحارب عنا بالوكالة في مقابل فيلق القدس الخاص بقوات الحرس الثوري الإيراني. ويمكننا الاعتماد على جهاز المخابرات الأمريكي طالما لازلنا نزودهم بالمعلومات عن أبناء البلد المشاكسين في الخارج.

حتى عناصر داعش والقاعدة بين مواطنينا لهم دور في الحرب القادمة. فداعش وجبهة النصرة في طليعة المحاربين ضد الرافضة. وبينما لا تكن أي مجموعة حباً للمملكة أو الأسرة الحاكمة، يمكننا الاعتماد عليهم في تشتيت انتباه الفرس وأتباعهم.

وبالرغم من أنهم يصرفون انتباه الأمريكان والأوروبيين أيضاً، يمكنهم ببعض التشجيع والموارد، محاربة فيلق القدس في عقر داره، والحوثيين في اليمن، وبشار الأسد وحزب الله في الشام. ويجب علينا التعامل بحذر مع “التكفيريين” وتحديد عضويات الجماعات التكفيرية حتى نستطيع التعامل معهم بعد الوصول للنصر كما تعامل أبوكم مع الإخوان بعد توحيد المملكة.

قام سموك بالفعل بوضع الظروف المالية اللازمة للحرب في الاعتبار بالتعامل الحكيم مع أزمة النفط بالحفاظ على حصة المملكة من السوق رغم انخفاض الأسعار. وبفعل ذلك نمنع إيران والعراق من بيع حصة أكبر في السوق والاستحواذ على عملائنا. ولدينا أيضاً حلفاء فقراء، مثل نظام السيسي في مصر، فمصر لديها جيش قوي وبعدد كبير يمكنه أن يكون حليفاً محتملاً ولا يقدر بثمن في حرب برية ضد الفرس، يمكننا الاستفادة منه في الحرب إذا اكتسبناه كحليف عن طريق المساعدات التي تحتاجها بلاده. وبينما لا يحبذ أن تجري هذه المواجهة على أرض المملكة، يمكن أن تتم المواجهة على جسد العراق المتهالك.

ولابد أن نضمن أن تكون تركيا في جانبنا أيضاً خلال تلك الحرب، فكراهية أردوغان لبشار الأسد والرافضة معروفة، مثلها مثل حبه المعروف للإخوان المسلمين، وبينما يمكننا الاستفادة من الأولى، تسبب الثانية معضلة، لكن يمكننا التعامل مع ذلك وضمان جانب تركيا إذا استطعنا المساعدة في مشكلة تركيا مع الأكراد كما نفعل في العراق.

ويتعين علينا ألا نهمل نقطتين مهمتين جداً:

بينما تمثل الصهيونية على المدى الطويل مشكلة مزمنة، إلا أنها على المدى القصير والمتوسط تلعب دوراً مقيداً ضد الفرس. فعداء الليكوديين لفارس كبير مثلنا تماماً. ويمكننا التعاون في الأهداف المشتركة. أما عن علاقتنا مع باكستان فتحتاج لرعاية عن قرب، فحدودها الواسعة المشتركة مع إيران تجعلها الشريك المثالي للحد من طموحات الفرس، وبالرغم من ذلك تبقى الأولوية القصوى لباكستان مواجهتها مع الهند.

وبالطبع، فإن باكستان هي القوة النووية المسلمة الأولى والوحيدة. ومع تشككنا من الاتفاق النووي يبقى هناك سبب لاعتقادنا بأن إيران تنتج أسلحة نووية. وفي هذه الحالة تظل خطتنا للتأمين النووي مع باكستان بما يشمل جلب قنابل من إسلام آباد في وضع الانتظار.

سيكون الأمريكيون في تحد دبولماسي كبير، فإذا كانوا في جانبنا ستكون الحرب قصيرة وحاسمة، أما إذا لم يكونوا بجانبنا فمن الممكن أن نكرر خطأ صدام في حرب الثمانية أعوام في القادسية.

في الانتخابات الأمريكية القادمة، فإن هيلاري كلينتون، هي المرشح المفضل لدينا بخبرتها الطويلة في مجال الدبلوماسية الخارجية. فنحن نشك في إمكانية إجراء صفقة مع ترامب، ولذلك علينا العمل على مساعدة أصدقائنا في صناعة الطاقة الأمريكية لدعم حملة كلينتون.

ومن فضلك، ضع في حساباتك أن الحرب القادمة، في أحسن الأحوال، ستكون صعبة جداً جداً.. ليست صعبة لأننا نفتقر للإيمان أو الرؤية أو الموارد للنصر، لكن لأننا يجب أن نتعامل جيداً مع تداعيات ما بعد الحرب مباشرة. ليس كافياً أن نهزم الفرس والرافضة، بل يجب أن نضمن أن نكون في نهاية الحرب، بلا جدال، في رعاية الله وحفظه وأمانه، وبالنسبة للعالم نكون المثل والقدوة للمؤمنين.

خادمك المتواضع:

العقيد فارس بن سيف الحربي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا