المشهد اليمني الأول/
حاولت مجلة «نيوزويك» رسم الخطوط العريضة لـ«الاستراتيجية الهجومية» في وجه إيران، مشيرة إلى مجموعة من الخيارات التي يمكن للولايات المتحدة أن تقدم عليها بهدف ما سمته «إيذاء إيران» و«تقليص نفوذها».
وأشارت «نيوزويك» إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تواجه إيران في الساحات الإقليمية التي يكون فيها نفوذ الأخيرة «مكشوفاً» و«عرضة للخطر»، بحيث تكون واشنطن قادرة على إلحاق الأذى بطهران بشكل أكبر من غريمها، كما هو الحال في سوريا والعراق، وكذلك في الساحات الإقليمية التي يكون فيها حلفاء الولايات المتحدة «عرضة للخطر» و«بحاجة للمساعدة لدرء التحدي الإيراني»، كاليمن.
وفي هذا الإطار، لفتت المجلة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة معنية بـ«رفع مستوى دعمها للمعارضة السورية من أجل استنزاف حكومة الرئيس الأسد وداعميها الإيرانيين» مع مرور الوقت، على غرار ما فعلت إبان الاحتلال السوفياتي لأفغانستان حين وفرت واشنطن الدعم لـ«المجاهدين»، مشيرة إلى أن التزامات طهران على الساحة السورية، ورغم المكاسب الكبيرة التي حققها المحور الداعم لحكومة الأسد، «يجعلها شديدة الانكشاف» هناك، لا سيما وأنها ربطت نفسها وهيبتها الإقليمية بنظام الأسد، وبمآلات الأزمة في سوريا.
أما في العراق، فقد أوضحت المجلة أنه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في الإبقاء على «التزام طويل الأمد» هناك، سواء عبر «تواجد عسكري واسع» و«نفوذ اقتصادي ملحوظ»، فإنها مطالبة بالعمل على «مساعدة العراق حتى يصبح دولة قوية ومستقلة، بما قد يفضي إلى تقليص نفوذ إيران بشكل كبير، وتعزيز أصحاب النزعة الوطنية» هناك مثل رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي. «فكلما كانت استقلالية العراق أكبر، كلما كانت القبضة الإيرانية ضمن (دول) المحور الشيعي أضعف، وكلما تقلصت قدرتها على استخدام العراق كمدخل إلى بقية أنحاء العالم العربي».
وأشارت «نيوزويك» إلى أن «الحرب في اليمن، وفرت مدخلاً لإيران التي استخدمته في محاولاتها الرامية لإيذاء (وتخويف) المملكة العربية السعودية، وقد نجحت في ذلك». وشددت المجلة على أن اليمن، الذي يعتبر «بلداً أكثر تعقيداً من العراق» يعد «ساحة أخرى هناك حاجة لتقليص حجم النفوذ الإيراني فيها»، مشيرة إلى أن «الإجابة الصحيحة» إزاء هذه المعضلة «تبدأ بإنهاء الحرب الأهلية» الدائرة هناك.
وفي هذا الإطار، أوضحت المجلة أن صعوبة التوصل إلى حل للأزمة اليمنية حتى الآن «ترجع في جزء منها إلى أن حلفاء الولايات المتحدة قد تبنوا موقفاً متشدداً إزاء (حركة) المعارضة التي يتزعمها الحوثيون»، لافتة إلى أنه «قد يكون ممكناً التوصل إلى حل للصراع، عن طريق الديبلوماسية».
وألمحت المجلة إلى أن وجه الصعوبة في المسألة يتعلق بأن موافقة حلفاء الولايات المتحدة (السعودية والإمارات) على «حل توافقي» للأزمة بخصوص قضايا رئيسية، مثل الحدود، وترتيبات تقاسم السلطة، قد يسفر عنه تهميش واستبعاد بعض حلفائهم الرئيسيين على الساحة اليمنية، شارحة أنه «حتى في حال كتب النجاح (لتلك المساعي)، فإن الأمر قد يتطلب استقدام قوة حفظ سلام، تساعد على إنفاذ الاتفاق، إلى جانب توفير قدر ملحوظ من المزايا الصريحة والضمنية لصالح الحوثيين، بغية إقناعهم بقطع العلاقات مع الإيرانيين».