المشهد اليمني الأول/

تحدث مقال نشره موقع «رون بول انستيتوت» عن مبادرة جديدة أطلقها أكثر من مئتي ناشط في حركات السلام والعدالة الاجتماعية والبيئة تحت اسم «التحالف ضد القواعد العسكرية الأمريكية»، وتهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على المخاطر الناجمة عن تلك القواعد العسكرية في الخارج.

جاء في المقال: تمتلك الولايات المتحدة أكثر من 800 قاعدة عسكرية رسمية موزعة في ثمانين دولة حول العالم، ويمكن أن يتجاوز هذا الرقم الألف في حال تم احتساب القواعد الصغيرة المعروفة باسم «ليلي وباوند» والقوات المتمركزة في السفارات والبعثات.

ولفت المقال إلى أن تكلفة الحفاظ على تلك القواعد تراوحت بين 85 إلى 100 مليار دولار خلال عام 2014 وحده، بينما تتراوح التكلفة الكاملة للقواعد والقوات في مناطق الحرب بين 160 و200 مليار دولار، مشيراً إلى أن إحدى عشرة دولة فقط في العالم تملك قواعد عسكرية في الخارج عددها حوالي 70 قاعدة، روسيا لديها نحو 26 قاعدة موزعة في تسع دول، بريطانيا وفرنسا وتركيا تمتلك كل منها حوالي أربع إلى عشر قواعد، في حين تشغل كل من الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وإيطاليا وهولندا عدداً قليلاً من القواعد الخارجية، وقد يتغير هذا الرقم خلال السنوات القادمة باعتبار أن الصين قد تتطلع إلى بناء قواعد خارجية في الشرق الأوسط وفقاً للمقال.

وأكد المقال أن الولايات المتحدة بمجرد أن تؤسس قاعدة لها في دولة ما، فإنه يندر أن تُزال تلك القاعدة، فعلى سبيل المثال بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، لم تغادر الولايات المتحدة البلاد أبداً، وقد حافظت على قواعدها هناك منذ ذلك الحين، حيث تعد القاعدة الأمريكية في «رامشتاين» الألمانية الآن مركزاً لبرنامج الطائرات الأمريكية من دون طيار، الذي يستخدم لتوجيه ضربات جوية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد استخدمت وكالة التجسس البريطانية، مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية «GCHQ»، قاعدة «مينويث هيل» في يوركشاير البريطانية للمساعدة في تلك العمليات.

وأضاف المقال: هذا مجرد مثال على الآثار الكارثية المترتبة على استخدام القواعد الأمريكية في الخارج، ونتائجها على السكان المحليين يصعب توثيقها، ففي أوكيناوا باليابان مثلاً، اشتبه بقيام الولايات المتحدة بدفن «العامل البرتقالي» وهو الاسم الحركي لمبيد أعشاب كان يستخدمه الجيش الأمريكي أثناء حرب فيتنام كجزء من برنامج الحرب السامة، في قاعدة «فونتيما» الجوية التابعة لقوات مشاة البحرية الأمريكية.

وأشار المقال إلى أن الاحتجاجات ضد عمليات الاغتصاب والسرقة والاعتداءات والقتل التي ترتكبها القوات الأمريكية في أوكيناوا استمرت أكثر من خمسة آلاف يوم على التوالي وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة «التايمز» اليابانية في نهاية العام الماضي، وتشمل تلك الجرائم اغتصاب فتاة عمرها 12 عاماً على يد ثلاثة جنود أمريكيين في عام 1995، وقد احتجت أوكيناوا على الوجود العسكري الأمريكي منذ ذلك الحين ولكن الولايات المتحدة ترفض التزحزح واكتفت بمجرد اقتراح حول نقل قاعدتها إلى موقع آخر منفصل.

وأكد المقال أن القواعد الأمريكية في كوريا واليابان تعد جزءاً من أدوات الحرب الباردة ضد السوفييت سابقاً وحلفائهم في جمهورية الصين الشعبية وذلك وفقاً لمجلة «آسيا والمحيط الهادئ» التي أكدت أن مقاومة وجود القاعدة الأمريكية وخطط نقلها أمر مهم بالنسبة لأوكيناوا وخاصة أن القاعدة تعد شكلاً من أشكال القمع الاستعماري الذي مارسته اليابان لأكثر من أربعة قرون خلت، وأضافت المجلة: السكان في أوكيناوا يرون أنه إذا كانت اليابان ككل تريد الحفاظ على التحالف العسكري الأمريكي – الياباني فإنه يجب عليها وليس أوكيناوا وحدها أن تتحمل العواقب الكارثية المترتبة على استضافة هذه القاعدة.

الجدير بالذكر أن أوكيناوا هي مجرد حالة واحدة تعكس الوجود العسكري الأمريكي غير المرغوب به.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا