المشهد اليمني الأول/

تبدو الخطة السعودية لمساعدة اليمن في أبهى صورة في الرسائل التي ترسلها جماعة الضغط المستأجرة إلى أعضاء الكونغرس ومسؤولين أميركيين وإلى وسائل إعلام .

مليار وخمسمائة مليون دولار من المساعدات الإنسانية وملياران آخران لدعم بنك اليمن المركزي..

لكن تحقيق وكالة إيرن الإخبارية المختصة بالشؤون الإنسانية كشف عن أن الخطة تهدف إلى تلميع صورة السعودية أمام المجتمع الغربي فيما يتعلق باليمن.

أما مجلة فورين بوليسي الأميركية فقد ذكرت أن السعودية رفعت عدد من جماعات الضغط التي تعمل لصالحها من خمسة وعشرين جماعة إلى 145 جماعة خلال العامين الماضيين .

وعلًق “بروس فاين” نائب وزير العدل الأمريكي السابق عن الأمر قائلاً أن “الأموال التي يضخونها لتلك الشركات تصيبنا بالذهول إن كانوا بالفعل يقومون بعمل صائب في اليمن فليسوا بحاجة إلى استئجار الشركات بل قد يتسلمون جائزة نوبل لرفع المعاناة عن اليمن، كل هذه الأموال لن تغير شيئا في واشنطن، صور القصف والدمار والمجاعة في الشمال ستبقى على حالها”.

واستند التحقيق الإنساني إلى وثائق رسمية قدمتها الشركات الأميركية إلى وزارة العدل الأميركية، وبحسب الوثائق فإن إحدى الشركات المستأجرة من قبل الرياض وهي تواصلت 60 مرة خلال ستة أشهر مع مؤسسات إعلامية أميركية لتقديم معلومات وتحليلات قامت بصياغتها عن دور السعودية في اليمن.

كما أنها تدير موقعا إلكترونيا خاصا الخطة السعودية ومواقع للتواصل الاجتماعي بتكليف من السفارة السعودية في واشنطن، وهناك شركة أخرى أرسلت مئات المقالات والتحليلات إلى أعضاء في الكونغرس زعمت فيها أن العمليات العسكرية للسعودية والإمارات واليمن تهدف إلى محاربة الإرهاب، وأن حماية المدنيين في اليمن تحتل أقصى أولويات التحالف.

أما شركة البريطانية فقد التقت عددا من الصحفيين الغربيين ونظمت لهم رحلة إلى اليمن لتصوير وصول شحنة مساعدات سعودية.

وأكد “بروس فاين” أن “البرنامج الذي أعلن عنه السعوديون مصممون فقط في المناطق التي يسيطرون عليها مع حلفائهم في اليمن أما المدنيون في مناطق سيطرة الحوثيين فسيتم حرمانهم وتركهم لمواجهة خطر المجاعة، وسلاح التجويع هو جريمة حرب وفق القانون الدولي”.

ومن بين مشكلات الخطة السعودية عدم وجود جهة دولية للتحقق من تسليم ما تعهدت به لليمن، فالتحقيق ذكر أن الرياضة تحدثت عن تقديم ما قيمته ثمانية مليارات دولار إلى اليمن خلال العامين الماضيين عبر الأمم المتحدة ومنظمات أخرى لم تسمها.

وأظهر موقع الأمم المتحدة الخاصة بتتبع التبرعات لليمن أن ما قدمته السعودية عبر المنظمة الدولية أقل من 900 مليون دولار أما ما يتعلق بباقي المبلغ فلا توجد وسيلة للتحقق من صحة .

قد تعمل مليارات البصر لوهلة بسيطة لكنها لم تطمس الشمس الحقيقة في بلد أعيته أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا