المشهد اليمني الأول/
ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، نقلا عن مصادر يمنية، أن السلطات السعودية فرضت إقامة جبرية على رئيس اليمن الفار والمطلوب للعدالة عبد ربه منصور هادي، الموجود حاليا في الرياض، وكذلك أبنائه ووزرائه.
وأوضحت المصادر، في حديث للوكالة الأمريكية، أن هذه الخطوة تم اتخاذها بسبب تصاعد حدة الخلافات بين الحكومة اليمنية والفار هادي من جهة وسلطات الإمارات، التي تعتبر عضوا بارزا في التحالف العربي المحارب في اليمن، من جهة أخرى.
وفي شهر أغسطس/آب، وصل الفار هادي إلى مطار الرياض مخططا للعودة إلى مدينة عدن، جنوب اليمن، إلا أنه جرت إعادته إلى مكان إقامته في الرياض.
وبين القائد الميداني، الذي لم يذكر اسمه، أن “السعوديين فرضوا نوعا من الإقامة الجبرية” على الرئيس اليمني وأقاربه في الرياض، قائلا: “عندما يطلب هادي السماح له بالمغادرة، يردون عليه بالقول إن العودة ستكون غير آمنة بالنسبة له، لأن هناك متآمرين يريدون قتله، وإن السعوديين يخشون ذلك”.
وأكد مسؤولان أخران لـ”أسوشيتد برس” أن هادي وأبناءه ووزراءه الموجودين معه في الرياض تم منعهم من العودة إلى اليمن.
ولم تكشف الوكالة عن هويتهما، موضحة أنهما غير مسموح لهما بالتحدث مع وسائل الإعلام.
واعتبرت “أسوشيتد برس” أن فرض إقامة جبرية على الرئيس الفار هادي وأقاربه يمثل “إشارة إلى عمق ضعف الرئيس في المنفى في هذه الحرب التي يقودها باسمه التحالف بقيادة السعودية ضد المتمردين في البلاد”.
وأشارت إلى أن “عدم قدرة الفار هادي على العودة إلى جنوب اليمن أمر يؤكد على فقدان الرئيس لسمعته حتى في المنطقة التي تخضع شكليا لسيطرته”.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر وأنشط قوة في تحالف العدوان، وتشير تقارير إعلامية كثيرة إلى أنها بسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من مناطق جنوب اليمن، على الرغم من أن السلطات الإماراتية تنفي هذا الأمر وتؤكد أن جميع قواتها تخضع لقيادة حكومة الفار هادي.
وتصاعدت حدة الخلافات مؤخراً بعد قرار المجلس الإنتقالي الجنوبي بعدم قبوله لحكومة الفساد التابعة للفار هادي وبن دغر، مطالبة هادي بإسقاط الحكومة ومحاكمتها على الجرائم والفساد.