المشهد اليمني الأول/ حميد رزق – موقع العهد
بشكل مفاجئ اعلن المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ رغبته في ترك منصبه كوسيط دولي في الازمة اليمنية بعد ساعات من اخبار نقلتها وسائل اعلام عن الشخص ذاته، يتحدث عن قبول الاطراف اليمنية العودة الى مائدة المفاوضات فماهو السبب الحقيقي لاعلانه المفاجئ ترك موقعه ليحل بديلا عنه البريطاني “مارتن غريفثتس”.
اسماعيل ولد الشيخ استمر مبعوثا دوليا في اليمن قرابة سنتان وثمانية شهور، هي مدة العدوان السعودي الامريكي على اليمن تقريبا، واشرف على ثلاث جولات تفاوضية اثنان منها بسويسرا والجولة الثالثة وهي الاطول جرت في الكويت، بدأت في 21 نيسان/ أبريل 2016 وانتهت بالفشل في 6 من آب/أغسطس من العام نفسه.
الفشل في مفاوضات الكويت انعكس حنقا لدى السعودية، فاحتجزت وفد صنعاء لاسابيع عديدة في مسقط رافضة منح طائرة اممية خاصة تصريحا لاعادة الوفد الذي يمثل انصار الله والمؤتمر الشعبي العام الى صنعاء.. عندها طالب رئيس المجلس السياسي الاعلى صالح الصماد الوفد الوطني عدم مقابلة ولد الشيخ مجددا قبل التشاور مع المجلس السياسي في صنعاء، موجها نقدا لاذعا لولد الشيخ الذي قال انه فشل في تأمين طائرة لإعادة الوفد المفاوض الى صنعاء.
وفي الذكرى الثانية لبدء الحرب على اليمن جدد الصماد انتقاده لولد الشيخ وقال ان “جولاته كانت تهدف لامتصاص الغضب العالمي المتنامي ضد العدوان ومن اجل ذر الرماد في العيون امام تصعيد السعودية ودول الحالف”.
وفي حزيران/ يونيو 2017 اطلق رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد موقفه الحاسم من المبعوث الدولي، واكد في لقاء مع حكماء اليمن بصنعاء ان ولد الشيخ غير مرغوب فيه داعيا وفد التفاوض الذي يمثل انصار الله والمؤتمر الى عدم التعامل معه. بعدها اتسم نشاط ولد الشيخ بالخفوت ولكنه كان يظهر بين فينة وأخرى باحاطات الى مجلس الأمن كانت كلها محل رفض وانتقاد من انصار الله وحلفائهم، وعندما سدت الابواب امامه نحو صنعاء قرر ولد الشيخ التوجه الى طهران حيث وصلها في بداية شهر آب/ اغسطس العام الماضي املا في دور ايراني للضغط على انصار الله باليمن.
بمرور الوقت تحول المأزق الى اكبر من كونه رفضا يمنيا لشخص ولد الشيخ، ليطال دور الامم المتحدة بشكل عام، حيث اصبح مشلولا ومثار انتقاد دولي نتيجة الشلل وغياب المبادرات في ظل تصاعد الحرب وتداعياتها التي انتجت اكبر كارثة انسانية على مستوى العالم، ولتجاوز هذا الواقع تم تعيين الفلسطيني معين شريم نائبا لولد الشيخ في سبتمبر/أيلول الماضي ليكون هو حلقة الوصل بين صنعاء والامم المتحدة فباشر عمله بزيارة الى العاصمة اليمنية استغرقت يومين لم تسفر عن اي نتائج واضحة لجهة عودة المفاوضات .
الى الان وحتى تاريخ كتابة هذه السطور لم يصدر موقف من صنعاء او بقية اطراف الحرب اليمنية حول المبعوث الجديد ويبدو ان صنعاء تفضل التعامل بحذر وبسقف تفاؤل منخفض ازاء الدور المزمع لـ”مارتن غريفثتس”.
يذكر ان اول مبعوث دولي الى اليمن هو المغربي جمال بن عمر الذي عين في شهر آب/أغسطس 2012 وأشرف على الحوار الوطني بين المكونات السياسية وكان راعيا للتوقيع على وثيقة السلم والشراكة في 21 أيلول/سبتمبر 2014 و 16 نيسان/أبريل 2015 اعلن استقالته من منصبه كوسيط أممي في اليمن بعد ضغوط سعودية كبيرة على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.