المشهد اليمني الأول/

قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية: إن هناك مخاوف متصاعدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، مشيرة إلى أن الحصار الذي يفرضه التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ساهم في تشريد وتجويع كثير من اليمنيين الأبرياء.

وتسلّط الصحيفة، في تقرير لها، الضوء على أحد الضحايا اليمنيين ويُدعى محمد حسن، وتقول إنه على مدى أكثر من عقد من الزمان شعر حسن بالأمان في وظيفة تفتيش البضائع وتفريغها؛ حيث يتم شحن المواد الغذائية والنفطية والأدوية إلى ميناء الحديدة على البحر الأحمر.

وأضافت إن ميناء الشحن الأكبر في اليمن منذ فترة طويلة كان الشريان الرئيسي للبلاد، وكان حسن يعتقد دائماً أن السفن سوف ترسو هناك، لكن في نوفمبر، شدد التحالف بقيادة السعودية حصاره البحري على البلاد. وكان التأثير فورياً؛ إذ فقد حسن وغيره من عمال الموانئ وظائفهم، وارتفعت أسعار الأغذية بأكثر من 30 في المائة وتضاعفت تكلفة الوقود. وقام حسن -وهو أب لأربعة أبناء- بإبعاد ثلاثة من أبنائه عن المدرسة للعمل في شوارع الحديدة.

ويقول حسن للصحيفة: «لم أكن أريد أن يتوقف أطفالي عن دراستهم، لكن أسعار المواد الغذائية زادت كثيراً ولا أستطيع إطعام عائلتي». «كان عليّ أن أختار خياراً صعباً، إما أن أطلب من أطفالي بيع الحلويات معي أو التضور جوعاً، واخترت الأول».

وتشير الصحيفة إلى أن أسرة حسن تكسب الآن حوالي 1000 ريال (4 دولارات) في اليوم، نصف ما حصل عليه حسن في الميناء. ومع ذلك، لا يزال أفضل حالاً من كثيرين؛ فأكثر من 8 ملايين يمني (ما يقرب من 30 في المائة من السكان) هم على وشك المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة، وجميعهم ضحايا لكارثة من صنع الإنسان بدأت صراعاً على السلطة اليمنية قبل ثلاث سنوات، قبل أن تتحول إلى حرب بالوكالة أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى.

وقال التقرير إن الحصار الذي فرضه التحالف السعودي يهدف إلى السيطرة على الموانئ التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية، وخاصة الحديدة. وفي مواجهة الضغوط الدولية، خفّف التحالف حصاره الشهر الماضي؛ لكنه لم يفعل شيئاً يُذكر لإنهاء المعاناة في مدينة يتسول فيها الأطفال في معظم زوايا الشوارع، وتفتقر مستشفياتها إلى الموارد وتكافح من أجل علاج الأطفال الهزال.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا