المشهد اليمني الأول| متابعات
وفقا لمعطيات عدة فإن فرص نجاح الزيارة الرسمية التي يجريها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة تتضاءل خصوصا في اهدافها الرامية للحصول على مباركة واشنطن له كشخصية محورية رئيسية في العلاقات المستقبلية بين السعودية والولايات المتحدة.
ويقول ديبلوماسيون إلى أن زيارة بن سلمان إلى واشنطن جاءت ضمن أهداف اخرى في اطار محاولات بن سلمان الحصول على تأييد دولي وتهمّش الوريث التقليدي للعرش السعودي ولي العهد الحالي الأمير محمد بن نايف.
وتفيد تقارير لمراكز الأبحاث أميركية إن محمد بن نايف الذي يقود حرب التحالف السعودي على اليمن، اراد بهذه الزيارة التأكد من دعم واشنطن له كوريث للعرش السعودي والحصول على تطمينات اميركية بعدم تركه في منتصف الطريق، خصوصا في الدور الذي تلعبه السعودي في المسرح السوري والعدوان العسكري على اليمن.
وتشير إلى أن أجندة بن سلمان في لقاءاته المقترحة سعت إلى عقد لقاءات مع مسؤولين اميركيين في البيت الأبيض والكونجرس بينهم مسؤولون يشرفون على ملفات قضايا الأمن الداخلي والاستخبارات، والتي عادة ما تُعتبر جزءاً من دائرة نفوذ الأمير محمد بن نايف.
ويخشى بن سلمان من عقبات قد يواجهها في الفترة المقبلة في حال مضي واشنطن في سياسة التباعد عن حليفتها الأبرز في الشرق الأوسط السعودية وهي السياسة التي افصحت عنها تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي اتهم فيها النظام السعودي بتأجيج الصراع الطائفي وتوسيع نطاق التنظيمات الإرهابية.
ويواجه مشروع سلمان بتوريث نجله العرش عراقيل كبيرة، خصوصا مع دعم واشنطن الكبير لولي العهد محمد بن نايف، الذي تعتبره واشنطن ” امير مكافحة الإرهاب” والسعودي المفضل لديها.
وخلال الزيارتين التي قام بهما الأمير بن نايف إلى البيت الأبيض في ديسمبر 2014 وفي مايو 2015، كرَم الرئيس الأمريكي وكبار مسؤولي الأمن محمد بن نايف، كما حظى بلقاءات مع الرئيس اوباما وكبار المسؤولين في البيت الأبيض والكونجرس الاميركي، في حين بدأت زيارة بن سلمان إلى واشنطن بشكل مهين له ولحاشيته المرافقة بعد انتظاره اياما دون الحصول على فرصة لقاء بالرئيس الاميركي أو أيا من المسؤولين الكبار في البيت الأبيض.
ووفقا لمعهد واشنطن فإنه على الرغم من التقارير الأولية التي تصوّر الزيارة الحالية للأمير الأصغر سناً على أنها محاولة لعرض رؤيته إلى الشركات والبنوك الاستثمارية في الولايات المتحدة، عن رؤية “السعودية 2030” إلا أن الجزء الأول من الرحلة سيركز على ما يبدو على توفير الدعم السياسي، وهو ما يرجح أن يواجه صعوبات.
ففي الوقت الحالي، هناك شعور بالقلق في دوائر الكونغرس تجاه الرياض مما قد تتضمنه الصفحات الثمانية والعشرين التي استُبعدت من التقرير العلني المتعلق بهجمات 11 سبتمبر الارهابية.
ويشير معهد واشنطن إلى أن الصفحات الناقصة تحتوي على مزيد من التفاصيل حول التدخل السعودي المحتمل في تلك الهجمات، على الرغم من أن رئيس “وكالة المخابرات المركزية” الأمريكية جون برينان كان قد أكد في مقابلة أجراها مع قناة “العربية” في 12 يونيو بأنه “ليس هناك أي دليل على أن المملكة العربية السعودية دعمت الهجمات …”.
يضاف إلى ذلك القرار الذي اتخذه البيت الأبيض بوقف صادرات الذخائر العنقودية إلى السعودية بسبب المخاوف من تساقط المزيد من الضحايا بين المدنيين في اليمن.
ويلفت تقرير لمنظمة هيومن راتيس ووتش إلى قضايا عدة معلقة في زيارة بن سلمان إلى واشنطن من ضمنها الحرب التي يشنها تحالف الحرب الذي تقوده العسكرية على اليمن والذي ادى بحسب المنظمة إلى كارثة على المدنيين وعدم خضوع السعودية وحلفاؤها لأي مساءلة حيال جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف بحق المدنيين، ناهيك بمحاولاتها تجنب تحمل المسؤولية بعدما منعت قرار لمجلس حقوق الإنسان بإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المزعومة من قبل جميع الأطراف في اليمن فضلا عن تهديدها وقف التمويل المالي لعدد من برامج الأمم المتحدة بعد إدراج التحالف الذي تقوده في القائمة السوداء.
ويضاف إلى ذلك بحسب تقرير المنظمة التمييز الممنهج الذي يمنع النساء السعوديات من من المشاركة الكاملة في الحياة العامة والاقتصاد حيث لا يُسمح للنساء بقيادة السيارة كما أن المرأة في السعودية تعامل كقاصر من الناحية القانونية بسبب نظام ولاية الرجل.
تقرير رايتس ووتش انتهى إلى أنه استنادا إلى سجل بن سلمان، فعلى واشنطن وقادة الأعمال فيها ألا يثقوا كثيرا في التزامه بدفع عجلة الاصلاح لإحداث تغيير جريء وجذري في السعودية كما دعا واشنطن وكبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة إلى التشكيك في قدرة السعودية على الإيفاء بوعودها المتعلقة بالتحول الاقتصادي، وأوضحت أنه من دون تغييرات جوهرية، من غير المحتمل أن يحقق بن سلمان أحلامه الاقتصادية الطموحة.