المشهد اليمني الأول| تقارير
يوافق تاريخ 13/يونيو/حزيران صعود الرئيس اليمني الراحل المقدم إبراهيم الحمدي لرئاسة اليمن الشمالي في اعقاب ما وصف أنه “انقلاب أبيض” أو “انقلاب بالتراضي” على القاضي عبدالرحمن الارياني وذلك في عام 1974 أي قبل 42 عاماً من اليوم.
وبالرغم من أن الرجل لم يقضي سوى ثلاث سنوات وبضعة أشهر إلا أنه وفي حالة نادرة ظل بمثابة حلم التغيير الأول بالنسبة لليمنيين إلى اليوم والذي انتهى بلمح البصر في عملية اغتيال يلفها الغموض رغم اصابع الاتهامات التي توجه في عدة اتجاهات.
ولكن اللافت أن الرئيس الحمدي احتفظ بمكانته في قلوب اليمنيين واكتسب محبة الأجيال التي ولدت عقب اغتياله ليصبح ايقونة يمنية لا يمكن نسيانها رغم محاولات تغييبه خلال العقود التي تلت اغتياله.
وفي هذه المناسبة ننقل لكم رصد “المراسل نت” بعض المواد التي تحدثت عن صاحب “مشروع التصحيح” وصاحب مشروع “الدولة المدنية الحديثة” التي حاولت التخلص من النفوذ القبلي والإقليمي.
ومع حلول الذكرى الـ42 لصعود الرئيس الحمدي للرئاسة كتب الاعلامي والاديب المخضرم محمد الحاج والذي عاصر الرئيس الحمدي وكان له لقاءات معه وكشف بعض التفاصيل التي ما زالت تلهم اليمنيين الى اليوم.
محمود الحاج يكتب عن الرئيس الحمدي:
في مثل هذااليوم من عام 1974م، شهدت صنعاء حركة بيضاء تسر الوطن والانسان.. بعد ان قدم رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبدالرحمن الارياني رحمة الله عليه استقالته الی المجلس الوطني (البرلمان) وكان رئيسه الشيخ عبدالله الاحمر، الذي بدوره استقال وسلم قيادة القوات المسلحة التي كانت تطالب بالاصلاح الاداري وانهاء الفساد المالي بقيادة العقيد ابراهيم الحمدي..
وسرعان ماتشكل مجلس قيادة برئاسة الحمدي.. كانت حركة بيضاء لانها لم تحرك الدبابة والمدفع ولم تسل قطرة دم فقد خير القاضي الارياني بين الاقامة وحرية الحركة في البلد ومعاملته كرئيس سابق استقال بمحض ارادته او السفر الی حيث يشاء، لكن الارياني اختار المغادرة الی سوريا وودعه الحمدي في المطار بالسلام والورود بعد ان قال له القاضي : “الله يعينك..!”
كنت يومها غادرت العراق الی القاهرة يصحبني القلق، والحيرة هل اذهب الی صنعاء ام اتجه الی ابوظبي، التي كانت تشهد دولتها مرحلة تاسيس الدولة التي اعلنت قبل 3 سنوات وكان الصحفي والاعلامي بشكل عام مطلوبا..لكن المناضل المرحوم محمد علي هيثم، قال لي وانا اتناول الغدا معه في بيته اثناء اقامته كلاجئ سياسي بمصر :
اذهب الی صنعاء انا متفائل بحركة يونيو وبالرئيس الحمدي فقد عرفته هنا قبل الحركة، فكرت ولم يطل تفكيري واذابي اتوجه صوب صنعاء، فاقابل وزير الاعلام الاستاذ احمد دهمش وهو من داعمي الحركة ووطني شريف فاختارني رئيس تحرير، مجلة (اليمن الجديد) الثقافية الشهرية…
بعد اسبوع
وانا في ديوان وزارة الاعلام اطل الرئيس الحمدي ذات صباح وكان صحفيو الحكومة وقادة الاعلام تجمعوا
انتظارا لحضور الرئيس الشاب الذي اطل ببزته العسكرية المتواضعة واخذ مقعده في صدارة الاجتماع وانا اراه لاول مرة مبتسما ويحي هذا ويبتسم لذاك ويلطف الجو باكثر من نكتة صنعانية حتی جاء وقت الجد فاثار الانتباه بحديثه الطلق عن اهداف الحركة في التصحيح المالي والاداري ومكافحة الفساد، واشار للصحفيين الذين كان المرحوم محمد الزرقة في صدارتهم قائلا : انا لست بحاجة للمديح الذي يغطي علی الفساد ..انتم قد مدحتم الذي قبلي والذي قبله وانا لا اقبل هذا الاسلوب اريد تسليط الاقلام علی مكامن الاخطاء والفساد لنبدا في بناء دولة حقيقية واقتصاد قوي .. اريد الوقوف ضد الطائفية، ومع تثبيت الوحدة الوطنية وضد اهدار المال العام
وتقليص الدرجات العسكرية العليا التي كانت توزع بسخاء علی حساب ميزانية الدولة وقد بدات بنفسي
بموجب قرار مجلس القيادة بتخفيص الرتب العسكرية، وجعل رتبة مقدم هي اعلی درجة وبدات بنفسي
ضجت القاعة بتصفيق منقطع النظير مصحوبا بالاندهاش…ماكل هذاالتواضع والقدوة الحسنة .
ثم فاجأ الجميع بقوله :يمنع منعا باتا رفع صوري في الدوائر الحكومية وكافة المرافق وتستبدل بلفظ
الجلالة (الله) فهو الاعلی والاعظم فازدادت درجة التصفيق والهتاف وغمرت الدهشة وجوه والسن الحاضرين وانا معهم لااكاد اصدق مااری واسمع …!
( ذكرياتي عن هذا الزعيم الاستثنائي لا يتسع لها المجال وقد سبق ونشرت في صحيفة الوسط قبيل
عشر سنوات ذكرياتي بعنوان( مع الحمدي) آمل ان اعود اليها اذا اقتضت الضرورة) ..!
أما الكاتب محمد نزال فنشر مقال تقريري بعنوان :”إبراهيم الحمدي: حلم اليمن المقتول بالسمّ النجدي” ونشرته جريدة الأخبار اللبنانية في فبراير/شباط الماضي وهنا نعيد نشر التقرير:
إبراهيم الحمدي: حلم اليمن المقتول بالسمّ النجدي
محمد نزال
نحو 40 عاماً على اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي. «النموذج» الذي سيكون سلوكه المستقيم، في وعي اليمنيين، على مرّ العقود اللاحقة، بمثابة كارثة على كل رئيس أو زعيم لاحق. كان يمكن اليمن أن يُصبح معه دولة، حديثة، أو أقلّه دولة «أفضل». كان محاولة صادقة… لكن كان للسعودية رأي آخر.
شاب في العقد الرابع من عمره. الآن هو جثّة ملقاة على الأرض. داخل منزل. إلى جانبه تتمدّد جثّة شقيقه الضابط في الجيش. فيرونيكا وفرانكا، فتاتان فرنسيّتان، تنامان عاريتين قربهما… كجثّتين. الكلّ مضرّج بدمه. زجاجات المشروبات الكحوليّة، المستهلكة، موزعة حول الجثث.
هكذا يكتمل المشهد «الفضائحي» كما أراده «المُخرجون». الزمان، إنّه الحادي عشر من تشرين الأول عام 1977. المكان، هنا اليمن، في إحدى نواحي العاصمة صنعاء. لقد جرت تصفية رئيس الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة إبراهيم الحمدي.
قبل 5 سنوات، أي بعد 34 عاماً على تلك الحادثة، ستخرج هتافات من قلب ساحات اليمن: «حمدي حمدي حمدي». كثيرون من «شباب التغيير» الذين هتفوا، من أجل غد أفضل، لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما اغتيل، لكن، في الواقع، سيصعب أن تجد يمنيّاً لا يعرف من يكون الحمدي. أكثر من ذلك، سيندر أن تجد يمنيّاً لا يحترم الحمدي، اليوم، حتى من بين الذين كانوا ألدّ خصومه يومذاك، سواء في الشمال أو الجنوب.
هو «الرمز». هو «المثال». قل تلك «الأيقونة الأخلاقيّة» التي لا يمكن أحداً، حتى منافقاً مرتزقاً، إلا تبجيلها في العلن. هو «الأسطورة الشعبيّة» التي لا بد من خلقها في الوعي الجمعي بالقوّة، كضرورة مجتمعيّة، إن لم تكن موجودة بالفعل.
من الذي قتل الحمدي؟ سؤال ستُثار له المخيّلة الشعبيّة، على مدى العقود التالية، لتأتي بحكايات شتّى، فرضيّات متعدّدة، تدور كلّها بين الواقع والافتراض، إنما مع ثابت شبّه موحّد بينها: إنها السعوديّة. لم يكن الحدس الشعبي اليمني على خطأ، إذ ستأتي وثائق «ويكيليكس» وسجلات «الأرشيف الوطني الأميركي» المُفرج عنها، لاحقاً، فضلاً عن الشهادات وكتب المذكّرات، لتُعزز ما كان قد أصبح راسخاً في الذاكرة اليمنيّة.
رئيس الشطر الشمالي من اليمن، غير الكاره للجنوب والجنوبيين، المقتول قبل يوم واحد من الموعد المحدد لزيارته عدن، للقاء الرئيس الجنوبي سالم علي، وليكون بذلك أوّل رئيس شمالي يفعلها… تمّ قتله. مجرّد فكرة التقارب مع الجنوب، فضلاً عن السعي من أجل الوحدة لاحقاً، كفيلة بأن تؤدي إلى قتل صاحبها… وذلك بحسابات دولة جارة كالسعوديّة. في تقارير الدبلوماسيّة الأميركيّة الطائرة، آنذاك، من صنعاء إلى واشنطن، تقرأ عن «قلق سعودي بالغ» من التقارب بين الشمال، الذي تعتبره السعوديّة موالياً لها، وبين الجنوب المكروه من جانبها بحجّة انتمائه إلى محور «الاشتراكية» و«الماركسيّة». نفوذ السعوديّة في الشمال كان كبيراً جداً، عبر القبائل الموالية لها، ووزراء وشخصيات حكومية نافذة، هم في نهاية الأمر أبناء لتلك القبائل.
هي حكاية اليمن والقبائل، الأزلية، التي تدفع كل متابع لشؤون تلك البلاد أن يسأل عن كل شخص مسؤول، مهما كان حداثويّاً: إلى أي قبيلة ينتمي؟
إثر التقارب بين الحمدي والجنوبيين، استدعت السعوديّة كلاً من وزراء الداخلية محسن اليوسفي، والخارجية عبد الله الأصنج، والتخطيط محمد سالم باسندوة، وذلك بغية «الإعراب عن قلقها». لم يكن الحمدي مسيطراً بشكل كامل على حكومته. بعض الوزراء أجسامهم في صنعاء، لكن «جيوبهم» ممتدّة إلى صحراء نجد (السعوديّة). هذا ما تكشفه الوثائق اليوم، لكن، بالتأكيد، كانت ثمّة بيانات سخيفة تصدر آنذاك لتقول: «إن السعودية لا تتدخل على الإطلاق في الشأن اليمني الداخلي». طبعاً لن يكون تدخلاً الإيعاز إلى قبائل موالية لها، في صنعاء، أن تطلق صواريخ «الكاتيوشا» على مطار العاصمة بالتزامن مع وجود الرئيس الجنوبي (سالمين) هناك، كرسالة حسن نيّة تجاه البلد الشقيق!
خطّ أحمر آخر تجاوزه الحمدي، بالنسبة إلى السعودية وأعوانها داخل اليمن، تمثّل في كون الرئيس الشاب لا يقيم وزناً لـ«القبليّة» على حساب «الدولة الحديثة». سُيقلّم أظفار القبليين المحسوبين على السعودية، وغيرها، وعلى رأسهم بعض زعماء آل الأحمر. حلم كان يداعب خيال الحمدي، لبناء يمن جديد، مستقل، حديث، متأثر بالتجربة الناصرية في مصر، ولذا لم يكن غريباً أن يصفه البعض بـ«عبد الناصر اليمني». لم يدم حكم هذا الرئيس، الضابط الآتي بانقلاب أبيض، أكثر من ثلاث سنوات، لكن فعل فيها، اقتصادياً وإنمائياً وإدارياً وإصلاحياً، ما لا يزال أثره قائماً إلى اليوم، وبه وبحياته يحلف اليمنيّون.
لا تحتمل السعودية رئيساً يمنياً غير قبلي الذهنية، قبل أي شيء آخر، ما دامت هي نفسها بمثابة قبيلة تحكم بلاداً سمّتها في يوم من الأيام على اسمها. لن يكون مقبولاً أن يتوجه الحمدي، في بعض خطبه، إلى عبد الله بن حسين الأحمر، حليف آل سعود، قائلاً: «سيُسمح لكل اليمنيين بالمشاركة في انتخابات حرة كمرشحين، بما في ذلك مشايخ مثل الأحمر. لكن على الأخير إدراك أن الحالة السياسيّة اليمنيّة تتغير، ولمجرد أن أحدهم شيخ قبيلة، فهذا لا يجعله مستحقاً لمنصب أو امتياز سياسي». بادر الحمدي إلى إلغاء ما كان يُعرف قبل عهده بـ«وزارة شؤون القبائل» (التي كانت تحت يد زعماء آل الأحمر)، ليُحلّ محلها مؤسسة إدارية بعنوان «الإدارة المحليّة». يحلو لبعض اليمنيين اليوم أن يقولوا: لقد كان الحمدي الرجل الصحيح في الزمن الخطأ. كان، وما زال، ممنوعاً على اليمن أن يكون دولة قويّة، بل أن يكون دولة أصلاً.
في وثائق الخارجية الأميركية (منها واحدة مؤرخة في 16/11/1977 – نشرها موقع «ويكيليكس»)… ترد معلومات، متقاطعة بين التقارير الأميركية والبريطانية، عن لقاءات الحمدي مع شخصيات يسارية، وعن غضبه و«فقده أعصابه بسبب تدخلات السعوديين والشيخ الأحمر». أمّا عن حادثة اغتيال الحمدي، فيردّ في وثيقة أميركية: «المسألة لم تحل بعد، لكن هذا التقرير، غير المعروف بين اليمنيين، يدعم الحقيقة المنتشرة بين السكان بأن السعوديين يقفون خلف عملية القتل».
رسالة أخرى يبعثها ممثل الدبلوماسية الأميركية في صنعاء إلى إدارته، آنذاك، جرى الكشف عنها لاحقاً، ينقل فيها عن السفير السوداني لدى اليمن أن الحمدي «حمّله رسالة إلى الرئيس السوداني جعفر النميري، قبل أيام من اغتياله، يطلب منه التوسّط لدى السعوديين بغية التوقّف عن التدخل في الشؤون اليمنية، وبالتالي التوقف عن عرقلة بناء دولة مركزية قوية». يُغتال الحمدي، ثم يُختتم المشهد بمسلسل الاغتيالات وحملات التغييب القسري، المستمر إلى اليوم، لشخصيات حكومية وعسكرية كانت محسوبة على الحمدي.
رئيس بلا مواكب سلطانيّة. يكافح الفساد. يضع خطّة خمسية للبلاد. قيل إن الناتج المحلّي ارتفع في عهده من 21 في المئة إلى 56 في المئة. يرتفع معه مستوى دخل الفرد. يجعل رتبة «مقدم» في الجيش أعلى رتبة، ويبدأ بنفسه فينزلها من رتبة عقيد، بهدف الحد من الانفلاش غير المبرر في المناصب. شق طرقاً إلى أرياف يمنية كانت لا تزال تعيش خارج الزمن. شبكات مياه، تطوير زراعة، بناء مدارس، وهكذا، لم يكن من فراغ أن يظل حيّاً في وجدان اليمنيين إلى اليوم.
سيخطب بعد سنة على رئاسته: «علينا أن نعلم أن الثورة لم تصل بعد إلى غالبية شعبنا، من العمال والفلاحين في القرى النائية والمدن، وهم أغلى ما في وجودنا». ربما جرت أسطرة شخصية الحمدي، شعبياً، خاصة بعدما أصبح بمثابة «السلوك» الذي يُقاس عليه كل رئيس لاحق، ولو افتراضاً، لكن يبقى قبل كل هذا، وبعد كل هذا، أنه تجرّأ وقال لآل سعود: كفى.
أحد شعراء اليمن، قبل خمس سنوات، لخّص في مطلع قصيدة له من يكون الحمدي، لتصبح الكلمات شعاراً يسُمع على ألسن الجماهير في ساحات صنعاء: «نحتاج نبيّاً أو حمدي… يُنجينا من أفعى نجدِ».
أما الكاتب جميل أنعم فيقول في قرائته لإستشهاد المقدم إبراهيم :
تسلَّم المُقدَّم إبراهيم الحمدي السلطة في 13 يونيو 1974م، وحينها ومباشرةً قدَّم أربعة شيوخ إستقالتهم فأستقال الشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” من رئاسة مجلس الشورى، والنقيب “سنان أبولحوم” من محافظة الحديدة، والشيخ “على محمد المطري” من عضوية مجلس الشورى، والشيخ “نعمان بن قايد بن راجح” من عضوية مجلس الشورى .. “البردوني الثقافة والثورة في اليمن”
علماً بأن الثلاثة المشائخ الأخيرين من المنشقين الجمهوريين، حضروا مؤتمر الطائف 10 أغسطس 1965م، ونادوا بالدولة الإسلامية .
يقول الحمدي: ((منذ فترة ألتقيت بالشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” شيخ مشائخ قبائل حاشد ومعه العميد السابق “مجاهد أبو شوارب” وقُدمت مطالب من جانبهما، والنظام في صنعاء قام بحركته التصحيحية ليستجيب لمطالب وأماني الشعب اليمني في الوحدة والتقدم والإنفتاح على روح العصر، لا لقبول مطالب الوصاية على الشعب أو على النظام)) .. “القاسمي كتاب الوحدة اليمنية”
وعندما عقد المشائخ مؤتمر عمران ((قررت القبائل في مؤتمر عقدته قرب صنعاء إسقاط النظام في مقابل التعاون الكامل مع اليسار)) .. “المصدر السابق للقاسمي”
واتفق المُقدَّم “إبراهيم الحمدي” مع “سالم رُبيع علي” في 15 فبراير 1977م، على تشكيل مجلس تنسيق برئاسيتهما على طريق الوحدة اليمنية ((إلا أن التوقيع على الإتفاق توقف بسبب إغتيال “إبراهيم الحمدي” في 11 اكتوبر عام 1977م، وقبل ان يتوجه إلى عاصمة الشطر الجنوبي بيوم واحد)) .. ” المصدر السابق للقاسمي”
وتولى “أحمد حسين الغشمي” السلطة (أكتوبر 77 – يونيو 1978م) .. ((تصالح الغشمي مع المشائخ واعادهم إلى صنعاء وعلى رأسهم الشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” الذي عُين عضواً في المجلس الإستشاري وفي مجلس الشعب)) .. “المصدر السابق للقاسمي”
وبذلك طُويت صفحة الشهيد الحمدي بأدوات داخلية حسب تصريحات رماد الناصرية “عبدالملك المخلافي” لقناة الميادين الفضائية، وبعدها بأشهر أصبح المخلافي عبدالملك وزيراً لخارجية حكومة العدوان والوصاية السعودية، والأدوات الذي ذكرها المخلافي كشف عنها الرئيس الأسبق “علي عبدالله صالح” في مقابلة له على قناة روسيا اليوم المتلفزة حيث قال ” أقول لأول مرة إن السعوديين هم من قتلوا الحمدي وقد أشرف على قتله الملحق العسكري في السفارة السعودية في اليمن آنذاك صالح الهديان، وذلك لأنه كان خصما ورفض الانصياع لتعليمات الرياض”. وشدد صالح على أن هناك وثائق وتحقيقات تبثت ضلوع السعوديين في قتل الحمدي.”