المشهد اليمني الأول| الكويت
اعترف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن ووسيط المشاورات اليمنية في الكويت إسماعيل ولد الشيخ بأن أزمة الثقة ماتزال قائمة بين طرفي المشاورات، لافتا إلى أنه لم ير سوى بوادر للتفاؤل، على غير عادته المفرطة في التفاؤل، رغم عدم وجود تقدم ملموس في المفاوضات بسبب تعنت وعرقلة وفد الرياض المستمرة.
وقال ولد الشيخ في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس ” بناء الثقة يحتاج إلى وقت طويل، ولاحظنا عند البدء بإجراءات بناء الثقة وجود مخاوف لدى الطرفين من عدم تنفيذ أي اتفاق نخرج به من هذه المفاوضات، لافتا إلى أن الضمانات تتمثل بالدعم الدولي الكبير الذي تحظى به هذه المشاورات.
وأضاف “لمسنا من مجلس الأمن يوم أمس دعما كبيرا لجهود السلام في اليمن، ولمبادرتنا للحل في مشاورات الكويت”.
وأكد” دعم المجتمع الدولي للملف اليمني غير مسبوق، وآمل أن يستفيد منه الأطراف لضمان الاستقرار وتحسين الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي”.
وبشأن لجنة التهدئة والتواصل، قال ولد الشيخ: عاد ممثلو وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام إلى العمل في اللجنة بعد تعليق ليوم واحد وتستمر اللجنة في العمل بوتيرة جيدة فيما نبحث حاليا في عدة خيارات لدعم عمل اللجنة وتعزيزها من الناحية التقنية”. لافتا إلى أن “تعاون الأطراف ضمن لجنة التهدئة والتنسيق ضروري، وهو مؤشر إيجابي لالتزام الجميع بتثبيت وقف الأعمال القتالية”.
وأوضح أن تقريره الذي قدم أمس لمجلس الأمن تضمن محاور سياسية عما آلت إليه المشاورات، بالإضافة إلى محور إداري عن توسع عمل مكتب الأمم المتحدة في اليمن.
وكشف ولد الشيخ عن مقترح من الأمم المتحدة لطرفي المفاوضات بتشكيل هيئة الإنقاذ الاقتصادي، تكون صفتها استشارية وتعمل بشكل محايد على المعالجات العاجلة لإنقاذ الاقتصاد اليمني الذي قال بأنه يعيش في حالة “الإنعاش” دون أن يلقي باللائمة على طرف العدوان الذي يقف وراء تدمير اليمن وقتل شعبه وانهيار اقتصاده.
وأكد “هيئة انقاذ الاقتصاد ستقوم بتدارك الوضع، وانقاذ ما يمكن انقاذه”.
وعن قوام الهيئة قال” طلبنا من كل طرف أن يأتي بخبراء من قبله، إضافة إلى خبراء دوليين في الاقتصاد سيتم ترشيحهم من قبلنا”.
وأضاف” وكخطوة تنفيذية عاجلة، أحث الأطراف اليمنية والمجتمع الدولي على استئناف عمل “برامج التحويلات النقدية التابعة لصندوق الرعاية الإجتماعية” ومهمتها تقديم مساعدات مباشرة لأكثر الفئات احتياجا، بما يعيد ضخ السيولة في البلاد وينعش واقع البنك المركزي ويخفف من المعاناة الاجتماعية.”.
وبشأن لجنة الأسرى، ذكر ولد الشيخ أن الأطراف بدأت في تناول مسائل محددة وقضايا تفصيلية شائكة في إطار المرجعيات المتفق عليها. وتم الاتفاق على استمرارية عمل لجنة الأسرى والمعتقلين التي تم تعزيزها بخبراء من الطرفين. ، مشيرا بالقول”وبالأمس حضر وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الكويت بدعوة من مكتبي والتقى بالأطراف كل على حدة لإطلاعهم على دور اللجنة الدولية في عمليات إطلاق وتبادل الأسرى في مناطق الحرب وإجراءات وآليات عملها”..
وأضاف “نؤكد أن لجنة الأسرى من أكثر اللجان تقدما في الميدان من بقية اللجان التي تم تشكيلها في المفاوضات، وهناك مؤشرات إيجابية بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى قبل حلول شهر رمضان.
وتابع “ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، نأمل أن تتخذ الأطراف إجراءات عملية وملموسة لتخفيف العبء عن المواطنين من الناحية الاقتصادية، والإفراج عن الأسرى وكذلك تثبيت وقف الأعمال القتالية. “.
وفي سؤال له حول مدة المشاورات المنعقدة حاليا، جدد ولد الشيخ القول بأنه ليس هناك سقف للمدة الزمنية لانعقاد المفاوضات، مضيفا “نحن نعتبر أن المأساة في اليمن يجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، والوقت ليس العامل المهم في معادلة نجاح المفاوضات”، مؤكدا “عامل الوقت يتوقف على تجاوب الأطراف”.
واستدرك بالقول ” لكننا نتمنى من الفرقاء تسريع الوتيرة لنتمكن من التوصل لاتفاق في أسرع وقت ممكن لأن اليمن حاليا في غرفة الانعاش فالاقتصاد ينهار والنسيج الاجتماعي يتفكك والبنية التحتية تدمر، وبصيص الأمل يتوقف على مشاورات الكويت”.
المصدر: المسيرة نت