كتب/ جميل أنعم
من الأمثال العربية :
1ـ من يُجرّب المُجرّب عقله مخرّب .
2ـ التكرار يعلم الحمار “بالفعل” .
3ـ هناك مقولة للزعيم الخالد ناصر “التصحيح بالملوث خطأ مرتين”
…وعليه :
1ـ تم “تحرير” أفغانستان من الاتحاد السوفييتي بالمجاهدين بإسناد أميركي سعودي .. (والنتيجة معروفة) .
2ـ تم “تحرير” أفغانستان من طالبان أي من أفغانستان نفسها بالتحالف الدولي بقيادة أميركا .. (والنتيجة معروفة) .
3ـ تم “تحرير” العراق وبغداد في 2003 بالتحالف الدولي بقيادة أميركا.. (والنتيجة معروفة) .
4ـ تم “تحرير” الصومال في تسعينيات القرن الماضي بالأميركان بعملية إعادة الأمل .. (والنتيجة معروفة) .
5ـ تم “تحرير” ليبيا 2011م من كتائب القذافي أي من ليبيا نفسها بالحلف الأطلسي وبقيادة فرنسا .. (والنتيجة معروفة) .
6ـ تم “تحرير” المدن السورية حماة وحمص .. إلخ بالأميركي والفرنسي والبريطاني والمسلسل مستمر .. (والنتيجة معروفة) .
7ـ حالياً سفهاء القوم جرّبوا المُجرَّب فكان “تحرير” عدن وحضرموت وابين، والنتيجة في كل تحرير هلاك الحرث والنسل ودمار الأوطان !
لا داعي الآن لإستهلاك المُستهلك، وصباغة ألوان باهته “ألوان طائفية” أو “ألوان مناطقية ” وادعاء التشابه بينها … وحدهم الحمقى والبلهاء يفكرون بهذه الطريقة، لأن أدمغتهم مطيعة لا تتعدى حدود عصا اسيادهم التي يُقرعون بها، إن كل شرفاء وأحرار العالم من كل العرقيات والأديان والطوائف والأشكال والألوان، يقفون في خندق واحد، ويواجهون العدو نفسه، لهذا لا يحاربون بعضهم بعضاً لاختلاف أديانهم ولا يحاربون أي دين وأي طائفة، ولا يتجاوزون على أي كتاب مُقدّس أو معتقدات .
بل يحاربون الامبريالية، يحاربون الفقر، يحاربون سطوة البنوك، التي يسيطر عليها الصهاينة، فهم يعرفون أن إستمرار النظام الرأسمالي الوحشي، سيجعل الكرة الأرضية ومن عليها ملكاً لبضعة بنوك عالمية، وسيحول البشر إلى عبيد يعملون ليكسبوا من القوت ما يبقيهم على قيد الحياة .
تحرير عدن خطأ، وتحرير بغداد وأخواتها خطيئة .. تحرير الشعوب العربية من الإحتلال والإستعمار الغربي واجب شرعي ووطني، وتحرير الشعوب العربية من نفسها بإسناد أميركي صهيوني خطأ وخطيئة لا تغتفر دنيا وآخرة …
والخطأ يسود عندما يتولى حثالة القوم، وتحدث الفتنة، عندما يسيطر الإعلام الخليجي الصهيوني على سمع وبصر وعقل المشاهد العربي، فيصبح إبن الحانات “الكولونيل نيكولاس بطرس” شهيد مقاوم في سبيل “تحرير” تعز من “إحتلال” أبناء الوطن لأرضهم، إنها الفتنة والكراهية والجهل، إنه الإستعمار بالإستحمار، ذات الحلف، ذات الدول، ذات الإعلام، ذات النتيجة، تحرير وحرية وقناة الجزيرة والعربية و CNN والـ BBC اللندنية، وبعد أن جربوا المجرب، هل العقل العربي مُخرَّب ؟! في العراق وليبيا وسوريا وأفغانستان وكل موطئ قدم عاثَ بها الصهاينة وإخوتهم فساداً، درسٌ يكفينا حتى يوم البعث .
أقول للمخدوعين أخيراً، جرَّبتم المُجرَّب ، بعد أن بحّت أصواتنا قبل أن تجربوه، من لم يكتفي بالنماذج التحريرية الصهيونية السبعة، فلن يكتفي بغير ما تملي عليه عصا أسياده، أنتم في أحضان وحوش العالم اليوم، ولا تنتظروا من البارجات القادمة من أقصى بحار ومحيطات العالم، كهرباء أو ماء أو رواتب، أنتظروا فقط ليأكلوكم ويسرقوا ما لذ وطاب من أرضكم وحتى عِرضكم !..
ولمن أعاد التقييم، بعد جرّب أن المُجرّب ، قريباً إن شاء الله، تمر قافلة الحرية والكرامة لاعادة التقييم والتموضع مع الوطن، التحقوا بها، وناضلوا وقاوموا، أنتم في معركة إنسانية عالمية للوجود، وكفى .