المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    أكثر من 10 آلاف جندي إسرائيلي خارج الخدمة وخسائر هائلة منذ 7 أكتوبر

    اعترفت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي بأن أكثر من 10...

    42 شهيدا وجريحا خلال يوم واحد في غزة

    أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأحد، عن وصول...

    ريال مدريد ينتزع وصافة الليجا بفوزه المثير على رايو فاليكانو

    حقق ريال مدريد فوزًا مهمًا بنتيجة 2-1 على ضيفه...

    830 قتيل خلال 24 ساعة.. جرائم الإبادة تتواصل بحق العلويين في الساحل السوري

    استمرارا للانتهاكات بحق أبناء الطائفة العلوية في مناطق عدة...

    البحر الأحمر على صفيح ساخن: خبراء يحذرون من تجاهل الاحتلال إنذارَ “أنصار الله” الإنساني

    “خاص

    في تطورٍ ينذر بتصعيدٍ خطير في منطقة الشرق الأوسط، حذَّر خبراء أمنيون دوليون من تجاهل الاحتلال الإسرائيلي للمهلة الزمنية التي حدَّدها قائد حركة أنصار الله اليمنية، عبد الملك الحوثي، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

    وجاء هذا التحذير على لسان المستشار في مجموعة “EOS Risk Group” المتخصصة بإدارة الأزمات، مارتين كيلي، الذي أشار إلى أنَّ تهديدات صنعاء السابقة تُرجمت إلى أفعال، مما يعزز مصداقية تحذيراتها الحالية.

    ففي مقالٍ نشره كيلي عبر منصة “إكس”، تحت عنوان “البحر الأحمر: نتوقع العودة إلى الصراع بعد إنذار الحوثيين لمدة 4 أيام”، أوضح أنَّ الحوثيين قد يُعيدون استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن بدءاً من 11 مارس 2025، إذا لم تُرفع القيود عن دخول المساعدات إلى غزة.

    وربط كيلي بين هذا الإنذار وإعلان الاحتلال وقف تسليم المساعدات إلى القطاع، معتبراً أنَّ الخطوة الحوثية تُعبِّر عن رفضٍ صريح لاستمرار “الإبادة الجماعية عبر التجويع”، على حد تعبير عبد الملك الحوثي.

    صنعاء تُفعِّل استراتيجية “الضغط البحري”

    وجاءت تصريحات كيلي متوافقة مع تحذيرات الحوثي المباشرة، التي أطلقها في كلمةٍ مقتضبة، أكد فيها أنَّ الحركة ستستأنف عملياتها العسكرية ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر بعد انتهاء المهلة المحددة.

    وأوضح “السيد الحوثي” أنَّ “العدو الإسرائيلي نكث بالتزاماته الإنسانية”، مشيراً إلى أنَّ استمرار الحصار على غزة سيواجه بـ “حصار مضاد” يستهدف الأصول الاقتصادية والعسكرية للاحتلال.

    وتُظهر هذه التطورات أنَّ اليمن باتت تُوظِّف أدواتها العسكرية، كصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، كورقة ضغط لربط ملف الصراع الفلسطيني بالأمن الإقليمي.

    سيناريوهات التصعيد: من البحر الأحمر إلى واشنطن ولندن

    ويُجمع مراقبون على أنَّ استئناف الهجمات الحوثية قد يفتح الباب أمام ردودٍ انتقامية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، مما يُعيد إشعال فتيل الصراع في المنطقة. ففي الوقت الذي تُحاول فيه إسرائيل التركيز على حربها في غزة، يُضيف التهديد اليمني بعداً جديداً يُهدد أمن الممرات البحرية الحيوية، التي تُعد شرياناً للاقتصاد العالمي.

    كما أنَّ دخول لندن وواشنطن على خط المواجهة قد يُحوّل البحر الأحمر إلى ساحةٍ لصراعٍ دولي متعدد الأطراف، خاصةً مع تنامي الدور اليمني في مواجهة التحالف الإسرائيلي-الغربي.

    البعد الاستراتيجي: بين الإنساني والجيوبوليتيكي

    يتجاوز التهديد الحوثي الإطار الإنساني ليصل إلى صميم الصراع الجيوبوليتيكي في المنطقة. ففي حين يُركز الاحتلال على تصفية المقاومة الفلسطينية، تُعيد صنعاء تذكير العالم بأنَّ أزمات الشرق الأوسط متشابكة، وأنَّ أي تصعيد في غزة سيجد صداه في مضيق باب المندب أو قناة السويس.

    كما أنَّ تحركات إسرائيل في القرن الأفريقي، عبر إنشاء قواعد عسكرية في أرض الصومال، تُقرأ كمحاولةٍ لاحتواء التهديد اليمني، لكنها قد تُعزز من حالة عدم الاستقرار الإقليمي.

    ختاماً، يُظهر التقرير أنَّ الصراع في غزة لم يعد حدثاً منعزلاً، بل أصبح جزءاً من لعبة شطرنج إقليمية تستخدم فيها الأوراق العسكرية والاقتصادية لفرض إرادات سياسية. وبينما يراقب العالم الساعة العكسية للهدنة، تبقى منطقة البحر الأحمر الواجهة الأكثر احتمالاً لانفجارٍ قد يُعيد تعريف التحالفات ويُعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة.

    spot_imgspot_img